منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2009, 04:43 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

العراق عروبته تحريره اسلامه
معركة تحرير الوَلجة

صفر العام ثاني عشر للهجرة


بعد أن انتصرت قوات الجيش العربي الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد بنصرها الرائع في معركة المذار وقيامهم بمطاردة فلول قطعات الجيش الفارسي المنهزمة إلى أقصى حد متاح تحول الجيش العربي من وادي دجلة إلى وادي الفرات زاحفا صوب ذي قار بحسب خطة معدة حين أحس القائد الفذ خالد بن الوليد بان هدف الفرس هو جر قوات الجيش العربي إلى كمين معد يدخلهم بكماشة قوات الجيش الفارسي المتواجدة غالب قطعاته بين منطقة ( الولجة ) الشطرة الحالية ومنطقة الحيرة التي خمن الفرس إن العرب يرومون الزحف عليها حتما فأرادوا أن يجعلوا الجيش العربي يستمر بالتقدم صوب الحيرة ليلتف عليه الجيش الفارسي من خلفه ويقطع عليه الإمدادات وخط مواصلاته ويحاصره تمهيدا للانتصار عليه ولكن فطنة خالدا فوتت الأمر عليهم حين قرر إن يستدير بجيشه شرقا ليعالج أمر القطعات الفارسية المتواجدة في الولجة ليقضي عليها ويؤمن ظهير جيشه وعندئذ يفكر بالتقدم وذلك تخطيط وتقدير موقف عسكري رائع.

المعركة

لقد كان القوات الفارسية في منطقة الولجة بقيادة القائدين بهمن جاذويه والأندر زغر وهما اللذين كانا يسيطران على المنطقة وقد احتلا موضعهم فيها ولكن خالدا وبذكائه المعهود كان قد اعد خطة أخرى لتلك المعركة تفيد بمشاغلة القوات الفارسية بقواته الرئيسية ثم التراجع أمامها لإرغامها على الانفتاح أمام قواته في حين انه كان قد اعد كمينا فاعلا في حال جر القوات الفارسية في كماشته وقد أوكل لقيادة الكمين القائدين بسر بن أبي رهم وسعيد بن مرة وجعل واجبهم هو التدخل السريع في المعركة بلحظاتها الحاسمة حينما تكون القوات الفارسية قد اشتبكت بأجمعها في ساحة المعركة وفعلا تحقق لخالد ما خطط له وأراده فقد اشتبك القائد خالد بن الوليد بقواته الرئيسية مع القوات الفارسية وتراجع أمامها متظاهرا بالاندحار أو الانسحاب لكي يستدرجها إلى منطقة الكمين المعد لتضربها قوات الكمين بالأجنحة والخلف ثم يلتف عليها بقواته ليقضي عليها تماما وهذا هو الذي حدث بالفعل فقد حوصرت تلك القوات ووقعت تحت وابل ضربات مقاتلي القوات العربية بعد أن صدت القوات العربية ابتداء الاندفاع الفارسي حتى برزت قوات الكمين العربية التي أحاطت بالقوات الفارسية كما هو مخطط لها ففوجئت القوات الفارسية وأصابها الهلع والذهول من المباغتة فحاولت الفرار ولكن بعد أن أصيبت بخسائر فادحة وجسيمة كان من جملتها القائد الأندر زغر الذي قتل في تلك المعركة الرائعة.

معركة تحرير أُليّس

معركة نهر الدم

صفر العام ثاني عشر للهجرة

بعد أن انتصر الجيش العربي الإسلامي المشارك في حرب تحرير العراق في معركة الولجة بذلك الانتصار الساطع اندفع بقيادة القائد خالد بن الوليد كالعاصفة في وادي الفرات صوب منطقة (أُليّس) السماوة الحالية وكان القائد الفارسي اردشير قد اضطر لجمع فلول قوات جيشه المنهزمة وتجهيزها على شكل قطعات كما يحدث دوما بعملية إعادة تنظيم تعبوية تجرى بعد المعارك الحاسمة التي تستنزف بها القوات القتالية فيتم تحويلها إلى قوات دفاعية مما دعا اردشير أن يأمر القائد بهمن جاذويه الفار من المعركة السابقة بإعادة تنظيم قواته والتوجه إلى منطقة أُليّس والتحصن بها لاعاقة تقدم القوات العربية وعلها تفلح في صد اندفاع قوات الجيش العربي الإسلامي الرامية للهجوم على الحيرة بالطبع فتقدم القائد بهمن جاذويه حسبما طلب منه ونظم قطعاته استعدادا لتنفيذ الأمر الذي أوكل إليه في مسعى تعويق قوات الجيش العربي الإسلامي فكانت المقدمة بقيادة القائد الفارسي جابان وكان واجبها هو احتلال موضع في أليس وعرقلة تقدم طلائع القوات العربية الإسلامية وقد أمره بهمن أن (كفكف نفسك وجندك عن قتال القوم حتى الحق بك إلا أن يعاجلوك) لكن الذي حدث إن القوات العربية هجمت هجوما مباغتا فبدا الفرس لما انشغلوا بإعادة تنظيم قطعاتهم شغلوا عن أمر تحركات الجيش العربي وان أخبارهم كانت خافية عنهم فقد بوغتوا مباغتة كبرى حين هاجمهم القائد خالد بن الوليد بقواته في وقت كانوا يتناولون به طعام الغداء فارتبكوا ولما قاموا للقتال دارت معركة كبيرة قتل فيها معظم الجيش الفارسي حتى سالت بدماء جنده مياه النهر لذا سميت تلك المعركة الرهيبة بمعركة نهر الدم لكثرة ما سال بها من دماء القوات الفارسية وكان خالدا قد حلف يمينا أثناء القتال الضاري وهو يناشد الله قائلا( اللهم إن لك علي إن منحتنا أكتافهم ألا استبقي منهم واحدا قدرنا عليه حتى اجري النهر بدمائهم) وهنا تجدر الإشارة إلى إن تلك المعركة كانت من اشد المعارك التي خاضها القائد البطل خالد بن الوليد في سيرته القتالية الجهادية فقد وصفها فيما بعد بقوله( لقد قاتلت يوم مؤته فانقطع في يدي تسعة أسياف وما لقيت من أهل فارس قوما كاهل أُليّس) في إشارة إلى شدة رحى القتال الذي دار في تلك المعركة الرهيبة وما جرى بها من قتول دامت نحو ثلاثة أيام .

ما قيل في روعة الانتصار

ما قاله أبو مقرن الأسود وهو المقاتل الذي اشترك بتلك المعركة فقال

لقينا يوم أُليس إمغـــى ****ويوم المقر آساد النهــار

فلم أر مثلها فضلات حرب****أشد على الجحاجحة الكبار

قتلنا منهم سبعين ألفـــا **** بقية حربهم نخب الكبـار

سوى من ليس يحظى من قتيل****ومن قد غال جولان الغبار


تحرير امغيشيا

بعد انتهاء أحداث معركة نهر الدم والانتصار الساحق لقوات الجيش العربي الإسلامي في أليس اندفع الجيش العربي شمالا صوب امغيشيا وفي الغالب أن يكون موقعها بين السماوة والحيرة والتي انهزم أهلها والقوات المدافعة عنها مذعورين بعد أن شاعت أخبار معركة نهر الدم وما جرى بها من قتول فتقدم أيليها الجيش العربي الإسلامي وغنم منها غنائم لم يسبق له أن غنم مثلها من قبل .

التقدم نحو الحيرة

بعد توالي الانتصارات للقوات العربية الإسلامية والتي كان آخرها السيطرة على امغيشيا تيقن حاكم الحيرة (آزاذبه) إن الجيش العربي قادم صوب الحيرى ولا مناص من ذلك فحاول أن يعرقل سير ذلك التقدم والاندفاع العربي الإسلامي فأرسل قوات دفاعية بقيادة ابنه الذي حينما وصل بقواته وشاهد اندفاع جيش خالد وهو يركب السفن متجها صوب أعالي الفرات فأمر بتحويل المياه من نهر الفرات نحو جداول الاهوار الموجودة حد أيامنا هذه وذلك لينخفض منسوب المياه في النهر لمنع حركة السفن واعاقتها فلاحظ القائد المحنك خالد بن الوليد ذلك بفطنته وقرر على عجل التحول لقيادة قطعات الخيالة السريعة التي تعتمد الخيول العربية التي تسابق الريح كالبرق الخاطف للهجوم بحركة التفاف نحو ملتقى أحد فروع نهر الفرات بالفرات ألام ويدعى العتيق جنوبي القادسية وذلك لتدمير القوات التي يقودها ابن آزاذبه ولاحتلال السدود والقناطر هذه المرة فتمكن من ذلك بيسر فأمر بإعادة المياه إلى نهر الفرات مما جعل سفنه الحاملة للجند تمخر مياه النهر من جديد متوجهة صوب الحيرة وبقيت تسير حتى وصلت تماما أمام قصر الخورنق الشهير في منطقة الحيرة (بحر النجف).

معركة تحرير الحيرة

حينما أدرك آزاذبه بان القوات العربية الإسلامية باتت على مقربة من تحقيق هدفها المرسوم بتحرير الحيرة فر تاركا قوات حامية المدينة لمصيرها فتمكن خالد من محاصرتها بقواته الرئيسية وحاول اقتحامها في بادئ الأمر فاستعصت عليهم فعمد إلى وضع خطة لاقتحامها وقد كان الهجوم على الحيرة عاصفا وقد تم ترتيبه متزامنا فقد هجمت كل من كتيبة ضرار بن الأزور على حصن القصر الأبيض أولا ثم وكتيبة ضرار بن الخطاب بالهجوم على حصن قصر العدسيين وهجمت كتيبة ضرار بن مقرن المزني على حصن قصر بني مازن وقد هجمت كتيبة المثنى بن حارثة الشيباني على حصن قصر ابن بقيلة ثم تم الاقتحام عنوة إلى الحيرة بعد أن رفض القائمون عليها نداء السلام ولم ينصاعوا لطلب الجيش العربي الإسلامي بفتح أبواب حصونها فدارت معركة ضارية تمكن فيها المسلمون من اقتحام الحصون ودكها دكا ثم أبادوا معظم حاميتها العسكرية وهنا تم طلب الصلح أخيرا وان يدفعوا الجزية وقد حدث ذلك في مايس عام 633م وتم لهم ذلك فدخلها المسلمون.

كأنها سنة نساء

تفتح براعم تحرير العراق

بعد أن دخل القائد خالد بن الوليد الحيرة واتخذها مقرا لتحركات جيش تحرير العراق وضرب رائع الأمثلة على حسن التعامل عند حلول القائد العربي المسلم مع إخوانه الآخرين من بني جنسه وبعد أن رفع عن كواهلهم الظلم وحررهم من نير الاحتلال الفارسي وسمح لهم بتأدية أعمالهم ومزاولة أشغالهم بحرية كاملة ومنحهم حقوقهم كاملة وبأحقية التصرف بأراضيهم حتى اطمأنوا إلى تحقق العدل بينهم حيث بقي خالدا فيها نحوا عاما كاملا ليعيد تنظيم أمور المناطق المحررة ويقضي حاجياتها ويهتم بها فكان ذلك مدعاةً لقبوله بين الناس ولطلب التعجيل بتحرير كامل التراب العراقي خاصة حين عمت أصداء أخبار ذلك العدل الذي حققه المسلمون من أطراف العراق وحتى الحيرة فلم يبقى وقتئذ بوادي الفرات بالعراق من يقاوم القوات العربية الإسلامية سوى حامية قس الناطف في موقع الكوفة الحالية وفي باروسما( وقد ذكرها الطبري بسما) وتلك هي السنة التي قال عنها خالدا فيما بعد (كأنها سنة نساء) في إشارة لعدم دخوله معارك كبيرة فقد كان الخليفة أبو بكر رضي الله عنه قد حدده في تلك السنة ومنعه من التقدم حتى تصله القوات العربية الإسلامية اللاحقة التي هي بإمرة القائد عياض بن غنم الذي اشتبك بالقتال في دومة الجندل وتأخر فيها مما أخر تحرير العراق أيضا وقد صالح أهل قس الناطف أهل باروسما خالدا على الجزية أولا وفق الكتاب الآتي:

((بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه أني عاهدتكم على الجزية والمنعة على كل ذي يد ببانقيا وباروسما على عشرة آلاف دينار سوى الخرزة(وهي خرزة كسرى كما ذكرها الطبري) القوي على قدر قوته والمقل على قدر إقلاله في كل سنة وانك قد نُقبّت (أي عينت نقيبا) على قومك وان قومك قد رضوا بك وقد قبلت ومن معي من المسلمين ورضيت ورضي قومك فلك الذمة والمنعة فان منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا حتى نمنعكم)) .

وقد عين خالدا فيما بعد القائد القعقاع بن عمرو التميمي حاكما على الحيرة حين اراد التقدم صوب الانبار مدينة الرمادي الحالية عند حلول شهر شباط من عام 634م .

الفصل القادم تحرير المنطقة الغربية/ معركة ذات العيون







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2009, 12:55 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

العراق عروبته تحريره اسلامه

معارك تحرير الانبار
معركة دومة الجندل

634م


وتقع دومة الجندل في شمالي المملكة العربية السعودية وهي مدينة الجوف وهي التي بعث إليها الخليفة أبى بكر رضي الله عنه بالقوات الإسلامية للسيطرة عليها بعيد أحداث الردة وكانت تلك القوات بقيادة عياض بن غنم وقد خطط الخليفة أن يتحول القائد عياض بقواته بعد إنجاز مهمته إلى العراق لنصرة جيش المسلمين هناك ولكن الحال انقلب حينما استعصت قبائل الدومة على قوات عياض مما اضطر القائد خالد بن الوليد لنجدته فاصبح عندها الأمر معكوسا وتحولت تلك القوات إلى عبء عوضا عن الظهير الساند فقد تحرك خالدا بقواته لنجدة قوات عياض بناء على أمر الخليفة أبى بكر الذي أمر بوجوب نجدتهم فامتثل لذلك الأمر علما إن المسافة بين دومة الجندل ومكان تواجد خالدا وقواته في العراق بعين التمر شثاثة هي قرابة ثلاثمائة ميل والتي تطلبت عشرة أيام لانتقال خالد بجيشه ولكنه رأى أن يبعث برسالة إلى القائد عياض بن غنم وهي تلك الرسالة الشهيرة التي عرفت بعنوانها المباشر وكانت :
(من خالد إلى عياض إياك أُريد) ( لبّث قليلا تأتك الحلائبُ , يحملن آسادا عليها القاشب, كتائبٌ يتبعها كتائبُ)
فوصل خالدا بقواته عند انقضاء مدة العشرة أيام التي تطلبها الطريق إلى دومة الجندل وقرر من فوره أن يحاصر قطعات الجودي بن ربيعة بجعله بين كماشة قواته وقوات عياض بن غنم وتحقق له مراده وحصل قتال شديد حتى فر الجودي إلى داخل الحصن فابدر خالدا إلى اقتحامه وقتل الجودي فيه وبذلك انتهى عصيان منطقة دومة الجندل سريعا فقد كان سيف الله المسلول حريصا على حسم الأمر على عجل لمعاودة إكمال مسعى تحرير العراق ذلك الهدف الأساسي الذي خرج إليه بجيشه خاصة وان الأخبار التي أتت من العراق تفيد بان قبائل الانبار قد وجدت فرصة في خروج جيش خالد من العراق فأرادت التمرد بدفوع من الفرس انتقاما لإعدام عقة بن أبي عقة الذي أغاظهم أمر معاقبته وإعدامه.
معركة الحصيد
إن القائد خالد بن الوليد عندما عاد مسرعا بجيشه إلى العراق بسبب ما وصل إليه من أخبار ذلك التمرد في الانبار اتجه من فوره إلى مدينة الحيرة ولما وصل إليها علم إن الفرس وبعض المرتزقة قد تمركزوا في الحصيد فكان أول ما فعله أن أمر القائد القعقاع بن عمرو التميمي بان يتوجه إلى منطقة الحصيد وهو مكان في أطراف العراق من جهة الجزيرة بحسبما ذكره غالب أهل التاريخ وقد يكون جوار عين التمر من جهة الغرب فتقدم القعقاع بقواته على عجل لتنفيذ الأمر بما عرف عنه من شجاعة وبسالة مشهودتين فكتب له أن ينتصر ويقضي على تلك القوات المتحالفة ما بين فرس ومرتزقتهم من عرب الانبار.
معركة الخنافس
بعد أن انتهت معركة الحصيد وانتصار المسلمين فيها بقيادة القعقاع اصدر خالدا أمره إلى القائد أبى ليلى بن فدكي السعدي بان يتوجه إلى الخنافس التي كانت جوار الانبار وقد كان القائد الفارسي مهبوذان وقواته يتحصن بها ولكنه سرعان ما فر ومن معه لما علموا بان القوات العربية الإسلامية متجهة صوبهم فصوّر لنا القائد أبى ليلى ذلك الموقف بصيغة أدبية شعرية رائعة هي:
وقالوا ما تريد فقلت ارمي*** جموعا بالخنافس بالخيول
فدونكم الخيول فألجموها *** إلى قوم بأسفل ذي أنول
فلما أن أحسوا ما تولوا *** ولم يغررهم ضج الفيول
وفينا بالخنافس باقيـات *** لمهبوذان في جنح الأصيل
يتبع
معركة المصيّخ
معركة الحشد الخطير بالانبار ضد المسلمين
معركة المصيّخ
وصلت الأخبار بان هنالك قبائل كثيرة من أهل الانبار قد تجمعت في منطقة المصيّخ وهو موضع قرب الرمادي بمحافظة الانبار الحالية وبلغ خالدا انه قد تمت إثارة أولئك من قبل الفرس وتم دفعهم للتمرد على القوات الإسلامية بذريعة الانتقام لحدث إعدام عقة بن أبي عقة وقد كان على راس قوات تلك القبائل( حرقوص بن النعمان والهذيل بن عمران) ولخطورة هذا الحشد الكبير على مسعى تحرير العراق فقد قرر خالد بن الوليد توجيه القادة كل من القعقاع بن عمرو وأبى ليلى واعبد بن فدكي وعروة بن الجعد كل بقواته من شتى الأماكن وتحرك هو أيضا على راس قوات أخرى وكلهم صوب المصيّخ وعيّن لذلك ميعادا كساعة صفر تم تبليغها للقادة المعنيين بالهجوم على المصيّخ ولما حل ذلك الميقات اندلع الهجوم الكاسح بوقت واحد والتقت الجموع في ساحة تلك الواقعة بالمصيّخ ودارت معركة ضارية عزوم فرّ فيها الهذيل وقتل حرقوص وقد أوردها الطبري وروى لنا وقائعها على لسان عدي بن حاتم الطائي فقال (أغرنا على أهل المصيّخ وإذا رجل اسمه حرقوص بن النعمان من النمر وإذا حوله بنوه وامرأته وبينهم جفنة من خمر وهم عليها عكوف يقولون له ,ومن يشرب هذه الساعة وفي إعجاز الليل , فقال لهم اشربوا شرب وداع, فما أرى أن تشربوا خمرا بعدها, هذا خالد بالعين ((أي عين تمر)), وجنوده بحصيد وقد بلغه جمعنا وليس بتاركنا) فانشد يقول:
ألا فاشربوا من قبل قاصمة الظهر*** بعيد انتفاخ القوم بالعكر الدثر
وقبل منايانا المصيبة بالقـــدر*** لحين لعمري لا يزيد ولا يحري
وهنالك رواية أخرى حسب ياقوت الحموي أوردها في معجم البلدان إن حرقوصا كان قد نهى قومه عن قتال جيش خالد لكنهم رفضوا مشورته فعاد إلى داره وانشد:
ألا فاسقياني قبل جيش أبي بكر*** لعل منايانا قريب ولا نـدري
ألا فاسقياني بالزجاج وكررا *** علينا كميت اللون صافية تجري
أظن خيول المسلمين وخالدا***ستطرقكم عند الصباح على البشر
فهل لكم بالسير قبل قتالهم*** وقبل خروج المعصرات من الخدر
أريني سلاحي يا أميمة إنني*** أخاف بيان القوم أو مطلع الفجر
إنهاء التمرد حول الانبار
معركة الثني
بعد أن مني الهذيل بهزيمة كبيرة في المصيّخ التجأ إلى الثني وهي من مناطق جوار الانبار أيضا فتجمعت حوله ثانية أعدادا أخرى من الحشود المتمردة والمرتزقة لمقاومة جيش المسلمين بقيادة خالد ولما تجمعوا هجم عليهم خالدا بجيشه فقضى عليهم وأبادهم جميعا وتم تحرير المنطقة من تلك الطغمة المتعاونة مع الفرس.
معركة الرُضاب
634م
12هجري /الربيع
وغير بعيد عن عين التمر وفي الرُضاب كان قد تجمع أنصار هلال بن عقة بجمع آخر تحت قيادته تمهيدا للتمرد فبلغ ذلك الأمر مسامع القائد خالد بن الوليد الذي أسرع صوبهم ففروا جميعا قبل لقائه فتم تحرير الرضاب.
الفِراض
لم يبقى بعد تحرير الرُضاب غير موضع الفِراض الذي هو محل السقاء من الأنهار ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة الرمادي وكان يمثل ملتقى حدود الإمبراطوريتين المحتلتين لبلاد العرب في تلك المنطقة وهما الفرس والرومان وقد تجمعت بذلك الموضع قوات فارسية ورومانية كصف واحد في تحالف لمواجهة الجيش العربي الإسلامي وهنا تكمن الإشارة لإمكانية التحالف المحتمل بين أعداء العرب والإسلام في أية زمان ومكان فقد وقف الحشدين إزاء بعض على جانبي الفرات وقد جرت مراسلات متعددة بين الفريقين حول اختيار ميدان للمعركة وعن أيهما يعبر الفرات إلى الآخر فقد قال الفرس والروم للعرب ( أما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم) فأجابهم خالد بل(اعبروا إلينا) فقالوا (ابتعدوا حتى نعبر) فأجابهم خالد (بل اعبروا اسفل منّا) وفي آخر المطاف عبرت القوات الفارسية وحليفتها الرومية نهر الفرات والتحم الجمعان فدارت هناك معركة كبيرة حامية الوطيس وضارية خطها القدر في لوائح التاريخ والزمن ومهما قيل وكان الرأي بشان المبالغة في تقدير ما راح بها من قتول قوات الفرس والروم فستبقى الأعداد عالية تدلل على شدة خسائر أعداء المسلمين وهي التي دعت إلى ذلك الأمر فقد قيل إن قتلاهم بالغوا المائة ألف قتيل وهذا جزائهم لوقفهم في خندق واحد ضد حملة نور رسالة خاتم الأديان ومن هنا تيقن الشريكان في احتلال المنطقة العربية على الأرض وهم قادة قوات الفرس والروم حقيقة الخطر العربي الإسلامي الداهم الذي بدا انتشاره كعبق الرياحين وان الإسلام سينتشر بنوره بفتح كبير وسيطال حتى بلادهم بنفسها رغم أنوفهم وأنوف أسيادهم الظالمين.

العراق عروبته تحريره إسلامه
بدء تحرير الأنبار
بعد انقضاء السنة التي قضاها القائد خالد بن الوليد بتنظيم أمور أجزاء العراق المحررة والتي شبهها كأنها سنة نساء وعند انتهاء تلك السنة ووصول التعزيزات من المدينة حسم أمره بالتقدم لتحرير الأنبار في شباط من عام634م وهي محافظة الأنبار الحالية التي هي تقارب مساحتها ثلث مساحة العراق لذا هي مترامية الأطراف وتشتمل مدينة الرمادي في مركزها وجوارها مدن عديدة أقربها إلى المركز مدينة الفلوجة الجريحة وقد تقدم بالزحف صوب الأنبار من غرب موقع كربلاء الحالية تجاه الفلوجة وكان على مقدمة الجيش الأقرع بن حابس .
واقعة ذات العيون

بعد أن عبر الأقرع بن حابس بقواته في طليعة مقدمة الجيش العربي الإسلامي نهر الفرات متجها صوب الأنبار القريبة من الفلوجة الحالية كما أشرنا فوجدها محاطة بخندق عميق تحصنت خلفه حامية المدينة فلم يجد بدا سوى بمحاصرتها حتى يصل القائد خالد بن الوليد على راس القسم الأكبر من الجيش ولما وصل خالد واستطلع مع سابقه ذلك الخندق والأرض المحيطة به وطبيعة الحصن قال القائد خالد بن الوليد(إنما أرى أقواما لا علم لها بالحرب فارموا عيونهم ولا توخوا غيرها) فباشروا برميهم في أعينهم واكثروا من أصابتهم حتى قيل انهم لما تعاظم ذلك كانوا قد فقئوا لهم ألف عين وعين وهنا تصايح الناس لقد ذهبت عيون أهل الأنبار ولذلك سميت بواقعة ذات العيون ولكن مع كل هذا فان المدينة صمدت فأمر خالد بذبح الإبل ورميها فوق بعض في باطن الخندق حتى تصبح معبرا له ولقواته وفعلا تم له ذلك وعبر بقواته على قنطرة من لحم تلك الإبل واقتحم الأسوار فاستسلمت له المدينة وقبل أهلها بالصلح وتبين لخالد بعد المعركة إن أهل الأنبار هم عرب شأنهم شأن أهل الحيرة وانهم يتكلمون ويكتبون اللغة العربية ولما سألهم خالد ما انتم قالوا إننا قوم عرب نزلنا إلى قوم من العرب قبلنا فقال لهم خالد وممن تعلمتم الكتابة فقالوا من أياد وانشدوا بيتين من الشعر/-
قومي أياد لو انهم أمهم *** أولو أقاموا فتهزل النعـم
قوم لهم باحة العراق إذا*** ساروا جميعا والخط والقلم

وهذا ما يثبت عروبة أهل العراق منذ ذلك التاريخ ومن قبل وقد تغنى شعراء العرب بتلك الانتصارات ونظموا في حقها شتى القصائد وسنورد بعض أبياتها في الجزء القادم .
يتبع تحرير شثاثة (عين تمر) وإعدام المتحالفين مع الفرس من أهل الأنبار.





يتبع






التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

آخر تعديل أسد الإسلام يوم 13-05-2009 في 12:08 AM.
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2009, 11:35 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

العراق عروبته تحريره اسلامه
تحول القوات الإسلامية إلى الشام

بما إن البحث هو عن تحرير العراق وقد وصلنا لمرحلة تعرقل فيها ذلك المسعى لدواعي هامة لذلك سنبقى في العراق وسنمر بعجالة على أسباب تلك العرقلة لاقتضاء تحرك الجيوش العربية إلى الشام عندما قرر القائد خالد بن الوليد التوجه إلى الشام لنجدة القوات العربية الإسلامية الفاتحة هناك وذلك بناء على أمر الخليفة أبى بكر رضي الله عنه الذي كتب برسالة يأمر فيها القائد خالد أن يتحرك بجيشه من العراق إلى الشام لمقاتلة الروم وقال في رسالته((سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فانهم قد شجو وأشجو وإياك أن تعود لمثل ما فعلت فانه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجيك ولم ينّزع الشجي أحد من الناس نزعك فليهنك أبا سليمان النية والحظوة فأتمم يتمم الله لك ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل وإياك أن تدل بعمل فان الله له المن وهو ولي الجزاء ودع العراق واخلف أهله فيه الذين عليهم وهم فيه ثم أمعن مخففا في أهل قوة من أصحابنا الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك من الطريق وقدموا عليك من الحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيده بن الجراح ومن معه من المسلمين وإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة)) واغلب الظن إن الخليفة برسالته إنما أشار مذكرا ومحذرا للقائد خالد بن الوليد عن احداث معركة الفراض الضارية.

تحضيرات معركة بابل

634م


عندما امتثل القائد خالد بن الوليد لأمر الخليفة بالخروج إلى الشام لنجدة القوات العربية وهموا بالخروج لم يفت على القائد العربي الشجاع المثنى بن حارثة الشيباني أن يخرج لوداع القوات الإسلامية التي حلت في بلاده وعلى رأسها القائد خالد بن الوليد فقد اشتركت تلك القوات بشرف انطلاقة مسعى تحرير العراق العربي وبذلت لأجل ذلك أعلى التضحيات الجسام لذا فقد سار المثنى بقواته مرافقا ومودعا حتى قراقر ولما حلت ساعة الفراق سلم القائد خالد بن الوليد قيادة القوات في العراق للمثنى بن حارثة الشيباني وقال له(ارجع رحمك الله إلى سلطانك غير مقصر ولا وانٍ) فعاد المثنى إلى الحيرة مسرعا وهو يعلم انه عليه أن يتحمل مسؤولية قيادة الجيش العربي الإسلامي وإكمال مسعى تحرير العراق والاستعداد لكل المفاجآت المحتملة فقد كان الفرس في الجانب الآخر قد تمكنت من تخطي آثار الانقسامات وباتت اقرب إلى الاتحاد لمواجهة المسلمين وقد تبوأ عرش فارس كسرى شهرزاد الذي عزم على إجلاء قوات المثنى من العراق وحشدوا لذلك جيشا كبيرا وانتهزوا غياب القائد خالد بن الوليد وجيشه وأرسلوا إلى الحيرة نحو عشرة آلاف مقاتل تحت قيادة هرمز جاذويه لتهديد قوات المثنى وتصفيتها وإنهاء دورها بالعراق ولما كان مركز القوات الفارسية في طيسفون أي المدائن فقد تحركوا من هناك ولما علم المثنى بذلك أراد الاستباق لتفادي تطورات الموقف المحتملة فقرر أن يتحرك على عجل ومن فوره ليلاقيهم خارج الحيرة فتقدم بقواته تجاه المدائن ليكمن لهم في بابل وقد سيطر على منطقة الآثار عند تلال بابل كونها مرتفعة تتيح له السيطرة بالمعركة المرتقبة وحصل على ذلك بفضل تحركه السريع الذي هو عكس تحرك خصومه المجهزين بالفيلة وغيرها مما يسبب لهم الإبطاء والعرقلة ووصلته رسالة من كسرى يهدده فيها وكان مضمونها(أني قد بعثت إليك جندا من أهل فارس وانما هم رعاة الدجاج والخنازير ولست أقاتلك إلا بهم) فرد عليه المثنى برسالة رائعة هي(من المثنى إلى شهربراز إنما أنت أحد الرجلين أما باغٍ فذلك شرّ لك وخير لنا وأما كاذب فاعظم الكذابين عقوبة وفضيحة عند الله وفي الناس الملوك وانما الذي يدلنا عليه الرأي فإنكم اضطررتم إليهم فالحمد لله الذي رد كيكم إلى رعاة الدجاج والخنازير) عند ذاك تهيأ المثنى للقتال ووزع قواته أخفى بعضا من قواته بين البساتين تأمينا لعنصر المباغتة والمفاجأة في الوقت المناسب ثم عين أخاه المعنى قائدا للميمنة وأخاه الآخر مسعود قائدا للميسرة وأبقى قطعات القلب تحت قيادته كما انه دفع ببعض القوات من الخيالة خارج المنطقة لتسهم بالمشاغلة التحضيرية للمعركة وبعدها وصلت طلائع الجيش الفارسي تتقدمهم دروعهم وهي الفيلة التي لم يعهدها العرب وخيلهم فقيل انهم تمكنوا من طرد الخيالة عندما جفلت الخيول العربية من منظر تلك الفيلة وما عليها وبذا تمكن الفرس من إحراز بعض التقدم في صفوف الجيش العربي الإسلامي لأنهم كانوا مصممين على خرق جبهة القلب للقوات الإسلامية والتأثير فيها بضراوة لكن القوات العربية أبدت الاستماتة بالدفاع على مواضعها غير أن الفرس استمروا في مسعى خرق جبهة القوات العربية وتمكنوا من فتح ثغرات عدة فيها وكادت الهزيمة أن تحل في قطعات القلب من ضراوة الهجوم والتركيز عليه لكن القائد المحنك المثنى بن حارثة الشيباني أنقذ الموقف بذكائه وشجاعته المعهودتين فقد قاد مجموعة من جنده لمهمة جريئة خاصة خاطفة قلبت موازين المعركة برمتها حين هجم كالأسد الضرغام تجاه كبير الفيلة وباشره بطعنات مميتة وتمكن من إطاحته صريعا على ارض المعركة فارتفعت معنوياته ومعنويات جنده الذين شاهدوا قائدهم يتقدمهم بتلك البسالة فشددوا من الدفاع وسمحوا للمجموعة بمهاجمة الفيلة فرتب القائد الصفوف وأعاد التنظيم سريعا وباشر بهجوم معاكس بكامل قواته فدارت معركة ضارية انتهت بتدمير غالب القطعات الفارسية ولاذت بقاياها بالفرار قافلة بالرجوع إلى المدائن ولحقت في أثرها القوات العربية الإسلامية

الجزء القادم/ المطاردة






التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 26-06-2009, 04:46 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

العراق عروبته تحريره اسلامه
المطاردة

ووفاة الخليفة ابى بكر وتولي عمر رضي الله عنهما واثر ذلك على تحرير العراق

بعد أن هزمت القوات الفارسية في معركة بابل قرر المثنى بن حارثة الشيباني كأي قائد محنك أن يستفاد من عرى تلك الهزيمة فاصدر أوامره إلى قطعات الخيالة العربية أن تلاحق فلول القوات الفارسية المتقهقرة فتمكنت تلك القطعات من القضاء على غالب فلول الفرس بعد أن استمرت بمطاردتهم حتى مشارف المدائن التي كان الفرس يتخذونها عاصمة لهم في ذلك الحين ولما علم كسرى شهرزان بذلك النبأ حزن كثيرا حتى انه مات من غمه وعن ذلك يروي الطبري ( لما انهزم هرمز وبلغت أخباره مسامع الملك فاغتم لذلك اشد الغم ثم انه مرض ولم يطل عهده حتى مات) وقد أحدثت أصداء ذلك النصر تداعيات مهمة في مملكة فارس ودخلت دولتهم بدوامات وانقلابات سياسية حتى أن آل الأمر إلى كسرى يزدجرد وكان قائده هو رستم بن الفرخزاد .
أصداء ذلك النصر على العرب والمسلمين
لقد فرح أدباء وخطباء ومفوهين العرب والمسلمين بذلك الخبر الكبير لانتصار آخر لقبائل بني بكر العربية المسلمة على الفرس في معركة بابل حتى انه تم التغني بذلك بقول الشعر به لتخليده وقد قال الفرزدق
فمنهن بيت الحوفزان الذي به*** تفلل بكر حد نبل المناصل
وبيت المثنى عاقر الفيل عنوة ***ببابل إذ في فارس ملك بابل
كما قال الشاعر الفارس الذي شارك بتلك المعركة وهو عبدة بن الطبيب
هل حبل خولة بعد البين موصول***أم أنت عنها بعيد الدار مشغول
وللأحبة أيام نذكرهـــــا *** وللنوى قبل يوم البين تأويـل
حلت خويلة في حي عهدتهـم *** دون المدائن فيها الديك والفيل
يقارعون رؤوس العجم ضاحية *** منهم فوارس لاعزل ولا ميـل
بعد ذلك فكر المثنى بان الفرس سيستغلون غياب القوات الإسلامية التي توجهت إلى الشام بقياد القائد خالد بن الوليد وسيجدون في ذلك فرصة للهجوم المركز على قوات تحرير العراق للانتقام منها ومحاولة إنهاء دورها أو إضعافها ففكر بسحب قواته من بين النهرين ومن بابل وعاد إلى الحيرة لينتظر نجدة القوات الإسلامية لاستكمال مسعى تحرير العراق العربي ولكن لما أبطأت عليه تلك النجدات فكر في السفر إلى المدينة ليقابل الخليفة أبى بكر رضي الله عنه مجددا ليشرح له مباشرة تفاصيل الموقف في العراق وليطلب منه التعزيزات للمحافظة على النصر الذي تحقق هناك فأمر القائد بشير بن الخصاصية أميرا على القوات العربية في العراق وانطلق إلى الحجاز في أواخر تموز 634م وكانت الرحلة من الكوفة إلى المدينة تحتاج إلى نحو ثلاثة أسابيع فوصل المثنى ووجد الخليفة مريضا ومع ذلك فقد حادثه بالأمر عدة أيام فاقتنع بضرورة إرسال النجدات مجددا لاستكمال عرى تحرير العراق فاستدعى الخليفة أبى بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له (اسمع يا عمر ما أقول لك ثم اعمل به وأني لأرجو أن أموت في يومي هذا فإن مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى وان تأخرت إلى الليل فلا تصبحن حتى تندب الناس مع المثنى ولا تشغلنكم مصيبة وان عظمت عن أمر دينكم ووصية ربكم وقد رأيتني متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما صنعت ولم يصب الخلق بمثله وبالله لو إني أني عن أمر الله وأمر رسوله لخذلنا ولعاقبنا فاضطرمت المدينة نارا وان فتح الله على أمراء الشام فأردد أصحاب خالد إلى العراق فانهم أهله وولاة أمره وحده وهم أهل الغداوة بهم والجرأة عليهم)
((وهنا يتفكر القارئ فيما تقدم وما سيلي في خطبة الفاروق عن مدى الإقدام والإيثار والتضحية التي اتسمت بها سلوكيات شخوص السلف العظام رضوان الله عليهم فلا تجد إن كبيرهم ولا صغيرهم قلق ومتفكر بأمر خاص أبدا حتى وان تعلق ذلك الأمر بحياته نفسها بل بصالح الأمة العام قبل وبعد كل شيء فأي أيثار هذا وأي صلاح وفلاح يودي لمن سار عليه بحق وذلك هو سر فلاحهم وصلاحهم الذي بغيابه تقاعسنا وتردى حالنا وان لم نعد إلى الله خالصين ولما ارسي لنا من قوامة نهج فلن يصلح حالنا بعد ذلك أبدا )).
وقد توفي سيدنا أبى بكر رضي الله عنه في 23من آب 634م أي بعد عشرة أيام من وصول المثنى إليه وكان المثنى قد حصل على أمر الخليفة بضرورة إسناد قوات تحرير العراق ولكنه بقي طامعا في أمر آخر لم يتسنى له الحصول عليه وهو إلغاء الأمر السابق الذي كان يقضي بعد السماح لأهل الردة بالاشتراك في الحروب مع إن هنالك الكثير من القبائل العربية التي يريد شبابها إظهار حسن نواياهم والاشتراك بالفتوحات وخاصة تلك المتاخمة لحدود العراق التي يرغب أبنائها بالإسهام في حرب تحرير العراق من الفرس كما إن ذلك كان مهما بالنسبة للمثنى لما يوفره ذلك من تغطية جيدة وعزوة طيبة للقوات العربية الإسلامية حين يسهم بسد النقص الحاصل في جهة العراق والشام آنذاك ولما تولى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اصدر أمره بإلغاء ذلك القرار فوفر بذلك دعما طيبا من سيول المجندين للجهاد في سبيل الله الذين يدعمون الجيش العربي الإسلامي بمدد كبير تنامى بالتدريج.
وقام سيدنا عمر رضي الله عنه في اليوم التالي لخلافته بدعوة الناس إلى الاجتماع في المسجد وخطب بهم ليحثهم على الجهاد لتحرير العراق وبقي الخليفة يحث الناس لاربعة أيام ولا من مجيب فنهض المثنى بن حارثة الشيباني وألقى خطابا حماسيا استثار من خلاله همم الناس بعد أن شرح لهم كيف انه وأصحابه قد تمكنوا من دحر الفرس في العراق وانه يأمل النصر كاملا بمعونتهم في المستقبل وكان لذلك الإيضاح مردودا طيبا فقد قال (أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه فقد تبحبحنا ريف فارس وغلبناهم على خير شقي السواد وشاطرناهم واجترأ من قبلنا عليهم ولها إن شاء الله ما بعدها ) ثم وقف بعدها الخليفة فألقى فيهم خطابا ذكرهم فيه بما لهم في الحجاز واستثار نخوتهم وحثهم على الجهاد فقال (أيها الناس إن الحجاز ليس لكم بدار إلا على النجعة ولا يقوى عليه أهله إلا بذلك أين الطراء يهاجرون عن موعود الله سيروا في الأرض التي وعدكم الله في الكتاب أن يورثكموها فانه قال(( ليظهره على الدين كله)) والله مظهر دينه معز ناصره مولي أهله مواريث الأمم , أين عباد الله الصالحون).
فنهض أولا زعيم بني ثقيف أبو عبيد بن مسعود الثقفي قائلا ( يا أمير المؤمنين إنّا سمعناك وأطعناك وأنا أول من أجاب هذه الدعوة أنا وقومي وعشيرتي) ثم وقف بعده سعد بن عبيد فلبى الدعوة ثم سليط بن قيس وهو من أبطال العرب واستمر الناس بذلك حتى جاوزوا الخمسة آلاف مقاتل ومتم تعيين أبا عبيد الثقفي قائدا كونه أول من استجاب ولانه رجل رزين فقال ( الحرب زبون لا يصلح لها إلا الرجل المكيث) ثم طلب الخليفة من المثنى أن يعود إلى قواته بالعراق وقال له ( النجاء حتى يقدم عليك أصحابك) .
يتبع معركة النمارق







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 27-06-2009, 01:24 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 13-07-2009, 01:30 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

الشكر لتواجدك اخيي الطيب







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2009, 01:02 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

معركة النمارق
634م
بعد أن انتهت مراسيم حشد المقاتلين للتهيؤ لنصرة القوات التي تقاتل لتحرير العراق عين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه القائد أبا عبيد الثقفي قائدا على راس القوات العربية الإسلامية السائرة لإتمام مسعى تحرير العراق وسارت تلك القوات في طريقها لتنفيذ مهمتها الموكلة إليها بجيش بلغ قوامه نحو خمسة آلاف مقاتل ثم تضاعف عدد ذلك الجيش إلى عشرة آلاف بانضمام باقي القبائل العربية في الطريق إلى الحيرة التي أصبحت مركز الحكم العربي الإسلامي المحرر وقتئذ وقد تطلب ذلك المسير قرابة شهر كامل ثم التقى أبا عبيد وجيشه بالمثنى وقواته في خفان جنوب غربي الحيرة وكان القائد الفارسي رستم بن الفرخزاد قد هيأ جيشين كبيرين لقتال القوات العربية القادمة إضافة إلى التغرير برؤساء القبائل والعشائر من العملاء لإعاقة مسعى التحرير والتمرد على الحكم العربي الإسلامي وكان ذلك معلوما للمثنى الذي استشعر خطر تلك الحشود وتجحفل بقواته في تلك المنطقة بانتظار نجدة الجيش العربي الإسلامي القادم للإسهام بتحرير بلاده ولما علم القائد أبا عبيد بحيثيات الحشد من حوله وان هنالك قوات فارسية كبيرة تزحف بجيشين صوب الحيرة من جهتين الأولى بقيادة جابان والثانية بقيادة نرسي وان هنالك خطة معدة من قبل رستم فقرر أن يباغت الفرس بهجوم استباقي واعد لذلك خطة جريئة تقضي بان تتم مهاجمة الجيش الزاحف الأكبر على حين غرة وإبادته إبادة تامة ثم التحول بسرعة للقضاء على الجيش الثاني فوضع كتائب الخيالة الخاطفة بإمرة المثنى بن حارثة الشيباني الذي تحرك بتلك الكتائب من فوره إلى منطقة النمارق الواقعة بين الحيرة والقادسية ولما وصل الجيش الفارسي بقواته الثقيلة البطيئة إلى مشارف تلك المنطقة المفتوحة كسهل كبير هجم المثنى بقواته الخفيفة الرشيقة بتلك الخيول العربية التي تسابق الريح كالصاعقة التي أذهلتهم وأربكتهم وكان الهجوم شاملا للجبهة وكلا الجناحين فدارت معركة عنيفة انتصرت فيها القوات العربية الإسلامية برئاسة المثنى وأبيدت غالب القوات الفارسية وهرب ما تبقى منها وقد اقتيد فيها القائد الفارسي جابان أسيرا وقيل إن القائد أبا عبيد أمر بإطلاق سراحه فيما بعد بخطأ من أحد الجنود ولكنه لما عرف حين تم تشخيصه رفض التنازل والرجوع بكلامه فتم إطلاق سراحه.

اجمل ما قيل بهذا الانتصار الكبير

قال المثنى بن حارثة

غلبنا على خفان بيضا مشيحة *** إلى النخلات السمر فوق النمارق

وإنا لنرجو أن تجول خيولنـا *** بشاطئ الفرات بالسيوف البوارق







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2009, 01:06 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

معركتي السقاطية وباروسما

معركة السقاطية


بعد ذلك النصر الساحق للمسلمين في معركة النمارق بقيادة القائد أبو عبيد ومعية المثنى بن حارثة الشيباني وباقي القادة والجند البواسل تقرر أن تتجمع القوات العربية الإسلامية للتحرك من الحيرة إلى اليّس السماوة حاليا ومنها إلى ذي قار وبعدها للاندفاع صوب كسكر التي كان ينوي القائد الفارسي التحرك من خلالها إلى ذي قار وتقع كسكر قرب واسط وغالبا هي منطقة قلعة سكر الحالية وبذا يكون الاتجاه للطرفين متعاكسا ولكنه على نفس المسار والإحداثيات فتحقق اللقاء والتقى الجيشان العربي والفارسي أولا في السقاطية والتي تقع في الطريق إلى كسكر وقربها وكان القائد العام أبو عبيد قد عين المثنى قائدا على مقدمة الجيش من خيالة الفرسان وذلك لدرايته وخبرته الجيدة بالمنطقة وحدث اللقاء كما تقدم بين الفريقين في السقاطية قرب كسكر فدارت معركة عنيفة حامية انتهت بدحر الجيش الفارسي وهزيمته وقد فر القائد الفارسي نرسي إلى المدائن.
معركة باروسما

في الوقت الذي انتهت فيه أحداث معركة السقاطية فان الإعداد كان يجري في مكان آخر جوارها لمعركة أخرى حيث كان القائد الفارسي الجالينوس قد وصل على رأس تعزيزات كبيرة جديدة إلى باروسما وهي تقع بين كسكر وواسط فدارت معركة طاحنة أخرى انتصر فيها العرب المسلمون بقيادة المثنى على الفرس بقيادة الجالينوس ولاذت القوات الفارسية بالفرار وانهزم الجالينوس إلى المدائن أيضا.
وقد جرت بحسب أخبار التاريخ في تلك المرحلة معارك أخرى بقيادة المثنى فقد ذكر البلاذري إن المثنى قد فتح بقواته زندورد بعد معركة حاسمة وغنم منها كثيرا من الغنائم أما الزوابي وهن من مدن العراق السابقة فقد تصالح أهلها مع القائد عروة بن زيد الخيل ورحّبوا بتحرير مدينتهم وبلادهم وكانت فترة انتصارات متلاحقة طيبة وقد قال فيها الشاعر عاصم بن عمرو
صبحنا بالكتائب رهط كسرى***صبوحا ليس من خمر السواد
صبحناهم بكل فتى كمــي***وأجرد سابح من خيل عـاد







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2009, 06:50 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ام جهاد غير متواجد حالياً


افتراضي

رائع جدا ما قدمته اخي.......... بارك الله فيك......... هل من مزيد في هذا البحث؟؟







رد مع اقتباس
قديم 11-12-2009, 01:21 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أسد الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

شكرا يا اخية وقد عدت لاضيف نتاجي الذي تسالين ولكنني لم اجد حيزا لارد عليك غير هذا فقد كنت مشغولا فانا اكتب هذا البحث من مصادر التاريخ بيدي حرفا حرفا







التوقيع

لنتذكر قول الحبيب
(كلكم على ثغرمن ثغور الاسلام فليحذر احدكم ان يؤتى الاسلام من قِبلَه)

ويا امة تداعت عليها الامم متى النخوة قبل الندم

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بسبب اعتناق شقيق وزير الخزانة الإسلام..منظمة بريطانية متطرفة تنظم مظاهرة ضد الإسلام طالب عفو ربي الأخبار العالمية والعربية 0 07-12-2009 11:33 PM
نقد الكتاب المقدس "اجزاء مجد الغد عقيدة أهل السنة والجماعة 11 18-03-2009 06:44 PM
ملوك وحكام العراق منذ 1920 وحتى احتلال العراق الاخير أسد الإسلام السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 2 29-11-2008 07:23 PM
من ملك مصر قبل الإسلام /اجزاء /اعدادمجد الغد مجد الغد التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية 0 16-11-2008 12:10 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة