السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد
إسلام وحشي قاتل حمزة
قال الفقيه أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه وأرضاه:
حدثنا الفقيه أبو جعفر، حدثنا أبو القاسم أحمد بن حنبل،
حدثنا نصير بن يحيى، حدثنا أبو مطيع عن حماد بن سلمة
عن حميد عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال:
قال آدم صلوات اللَّه وسلامه عليه:يا رب إنك
سلطت عليّ إبليس ولا أستطيع أن أمتنع منه إلاّ بك،
قال :لا يولد لك ولد إلاّ وكلت عليه من يحفظه من مكر
إبليس عليه اللعنة ومن قرباء السوء، قال :يارب زدني؟
قال الحسنة بعشر أمثالها وأزيدها والسيئة بواحدة وأمحوها.
قال يارب زدني؟ قال:التوبة مقبولة ما دامت الروح في الجسد.
قال يارب زدني؟ قال :
"قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّه إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".
قال:وحدثني الثقة بإسناده عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما :
"أن وحشياً قاتل حمزة عم النبي صلى اللَّه عليه وسلم
كتب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من مكة إني
أريد أن أسلم ولكن يمنعني عن الإسلام آية من القرآن
نزلت عليك وهي قوله تعالى :
"وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً".
وأني قد فعلت هذه الأشياء الثلاثة فهل لي من توبة
فنزلت هذه الآية :
"إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّه سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ".
فكتب بذلك إلى وحشي، فكتب إليه إن في الآية
شرطاً وهو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر
على العمل الصالح أم لا؟ فنزل قوله تعالى:
"إِنَّ اللَّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ".
فكتب بذلك إلى وحشي، فكتب إليه إن في الآية شرطاً
أيضاً فلا أدري أيشاء أن يغفر لي أم لا؟ .
فنزل قوله تعالى :
"قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّه إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ
هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".
فكتب إلى وحشي فلم يجد فيها شرطاً فقدم المدينة وأسلم".
كتاب تنبيه الغافلين للسمرقند باب التوبة.
اللهم إني أسألك وللمؤمنين جنة الفردوس 0