29-06-2009, 10:57 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
لا تصالح
لاتصالح ! ..ولومنحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك , ثم أثبت جوهرتين مكانهما .. هل ترى ..؟ هى أشياء لا تشترى .. ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك , حسّكما ــ فجأة ــ بالرجولة , هذا الحياء الذى يكبت الشوق .. حين تعانقه , الصمت ــ مبتسمين ــ لتأنيب أمكما .. وكأنكمـــا ماتزالان طفلين ! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما : أن سيفان سيفك .. صوتان صوتـــك أنك ان متّ : للبيت ربّ وللطفل أب . هل يصير دمى ــ بين عينيك ــ ماء ؟ أتنسى ردائى الملطّخ .. تلبس ــ فوق دمائى ــ ثيابا مطرزة بالقصب ؟ انها الحرب ! قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب لا تصالح .. ولا تتوخّ الهرب ! لاتصالح على الدم .. حتى بدم ! لا تصالح ! ولو قيل رأس برأس , أكل الرؤوس سواّء ؟ ! أقلب الغريب كقلب أخيك ؟ ! أعيناه عينا أخيك ؟ ! وهل تتساوى يدّ ... سيفها كان لك بيد سيفها أثكلــك ؟ سيقولون : جئناك كى تحقن الدم .. جئناك . كن ــ ياأمير ــ الحكم سيقولون : ها نحن أبناء عم . قل لهم : انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك . واغرس السيف فى جبهة الصحراء .. الى أن يجيب العدم . اننى كنت لك . فارسا وأخا . وأبا . وملـــك ! لاتصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخات الندامه . وتذكّر .. ( اذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهنّ الذين تخاصمهم الابتسامة ) ان بنت أخيك ( اليمامة ) زهرة تتسربل ــ فى سنوات الصبا ــ بثياب الحداد . كنت ، ان عدت : تعدو على درج القصر , تمسك ساقى عند نزولى ... فأرفعها ــ وهى ضاحكة ـــ فوق ظهر الجواد . هاهى الاّن .. صامتة . حرمتها يد الغــدر : من كلمات أبيها , أرتداء الثياب الجديدة , من أن يكون لها ـ ذات يوم ـ أخ ! من أب يتبسّم فى عرسها .. وتعود اليه اذا الزوج أغضبها .. واذا زارها .. يتسابق أحفاده نحو أحضانه , لينالوا الهدايا .. ويلهوا بلحيته ( وهو مستسلمّ ) ويشدّوا العمامة . لا تصالح ! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشّ محترقا .. فجأة , وهى تجلس فوق الرماد ؟ ! لا تصالح ولو توّجوك بتاج الامارة . كيف تخطو على جثة ابن أبيك .. ؟ وكيف تصير المليك .. على أوجه البهجة المستعارة ؟ كيف تنظر فى يد من صافحوك .. فلا تبصر الدم .. فى كلّ كف ؟ ان سهما أتانى من الخلف .. سوف يجيئك من ألف خلف . فالدم ــ الان ــ صار وساما وشارة . لاتصالح , ولو توّجوك بتاج الامارة ان عرشك : سيف وسيفك : زيف اذا لم تزن ــ بذؤابته ــ لحظات الشرف واستطبت ــ الترف لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام ( ... ما بنا طاقه لامتشاق الحسام .. ) عندما يملأ الحقّ قلبك : تندلع النار ان تتنفّس . ولسان الخيانة يخرس . لا تصالح , ولو قيل ما قيل من كلمات السلام . كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنّس ؟ كيف تنظر فى عينى امرأة .. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟ كيف تصبح فارسها فى الغرام ؟ كيف ترجو غدا .. لوليد ينام ــ كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر ــ بين يديك ــ بقلب منكّس ؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام . وأرو قلبك بالدم .. وارو التراب المقدس .. وارو أسلافك الراقدين .. الى أن تردّ عليك العظام ! لاتصالح , ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن ( الجليلة ) أن تسوق الدهاء وتبدى ــ لمن قصدوك ــ القبول . سيقولون : ها أنت تطلب ثأرا يطول فخذ ــ الان ــ ما تستطيع : قليلا من الحق .. فى هذه السنوات القليلة . انه ليس ثأرك وحدك , لكنه ُثأر جيـــــل فجيــــل . وعــد .. سوف يولد من يلبس الدرع كاملــة , يوقد النار شاملة , يطلب الثأر , يســتولد الحق , من أضلع المستحيــــل . لا تصالح , ولو قيل ان التصالح حيلة . انه الثأر تبهت شعلته فى الضلوع .. اذا ماتوالت عليها الفصول .. ثم تبقى يد العار مرسومة ( بأصابعها الخمس ) فوق الحباة الذليلة ! لاتصالح . ولو حذّرتك النجوم ورمى لك كهاّنها بالنبأ .. كنت أغفر لو أننى متّ .. مابين خيط الصواب وخيط الخطأ . لم أكن غازيا , لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدا لثمار الكروم أرض بستانهم لم أطأ لم يصيح قاتلى بى : " انتبه " ! كان يمشى معى .. ثم صافحنى .. ثم سار قليلا ولكنّه فى الغصون أختبأ ! فجأة : ثقبتنى قشعريره بين ضلعين .. واهتز قلبى ــ كفقاعة ــ وانفثأ . وتحاملت حتى احتملت على ساعدى فرأيت : ابن عمى الزنيم واقفا يتشفى بوجه لئيم لم يكن فى يدى حربة , أو سلاح قديم , لم يكن غير غيظى الذى يتشكّى الظمأ . لا تصالح الى أن يعود الوجود لدورته الدائرة : النجوم .. لميقاتها والطيور .. لأصواتها والرمال .. لذراتها والقتيل لطفلته الناظره كل شىء تحطّم فى لحظة عابرة : الصبا ــ بهحة الأهل ـ صوت الحصان ـ التعّرف بالضيف ـ همهمة القلب حين يرى برعما فى الحديقة يذوى ـ الصلاة لكى ينزل المطر الموسمّى ـ مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزه الكاسرة كلّ شىء تحطم فى نزوة فاجرة . والذى اغتالنى : ليس ربّا .. ليقلنى بمشيئته ليس أنبل منّى .. ليقتلنى بسكينته , ليس أمهر منّى .. ليقتلنى باستدارته الماكرة لا تصالح ، فما الصلح الا معاهدة بين ندّين .. ( فى شرف القلب ) لا تنتقص والذى اغتالنى محض لص سرق الأرض من بين عينّى والصمت يطلق ضحكته الساخرة ! لا تصالح , ولو وقفت ضدّ سيفك كلّ الشيوخ , والرجال التى ملأتها الشروخ هؤلاء الذين يحبّون طعم الثريد هؤلاء الذين تدلّت عمائمهم فوق أعينهم , وسيوفهم العربيّة قد نسيت سنوات الشموخ لاتصالح , فليس سوى أن تريد . أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك .. المســــــــوخ ! لا تصالح لاتصالــح ! الشاعر أمل دنقل
|
|||||
29-06-2009, 11:41 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
سلمت يمينك على هذه الكلمات الرائعة
|
|||||
30-06-2009, 12:41 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
شرفت كثيرا بتواجدك نسمة
|
|||||
30-06-2009, 02:24 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
جزاك الله خيرا اخي في الله اخي في الله
|
|||||
30-06-2009, 02:46 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
وجزاك خيرا اختى الكريمة
|
|||||
30-06-2009, 05:43 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك اخى الكريم |
|||
30-06-2009, 06:12 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
وبارك فيك اختى لؤلؤة
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|