17 - إسم الله ( الرحيم )

بسم الله الرحمن الرحيم





اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فإغفر لى مغفرة من عندك , وإرحمنى أنك أنت الغفور الرحيم .


الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :


***********************


إسم الله الرحيم تحققت فيه شروط الإحصاء , وقد إقترن بإسم الرحمن فى ستة مواضع ,


وغالبا ما يقترن إسم الرحيم بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز , وذلك لأن الرحمة التى دل عليها الرحيم رحمة خاصة تلحق المؤمنين , فالله عز وجل رحمته التى دل عليها إسمه الرحمن شملت الخلائق فى الدنيا مؤمنهم وكافرهم , وبرهم وفاجرهم , ولكنه فى الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط .


وورد فى كتاب الله فى قوله تعالى : ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت : 2 .


( سلام قولا من رب رحيم ) يس : 58 , ( نبئ عبادى أنى انا الغفور الرحيم )


الحجر : 50 .





شرح الإسم وتفسير معناه :


*******************


الرحيم فى اللغة من صيغ المبالغة , والرحيم دل على صفة الرحمة الخاصة التى ينالها المؤمنون , فالرحمن بنيت على فعلان لأن معناه السعة والكمال , فرحمته وسعت كل شئ وهو أرحم الراحمين , وأما الرحيم فبنيت صفة الرحمة على فعيل لأن معناه الكثرة فى الفعل , والرحمة الخاصة التى دل عليها إسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين فى الدنيا والآخرة فقد هداهم إلى توحيده وعبوديته , وفى الآخرة بنعيم جنته ومن عليهم فيها برؤيته.


ورحمة الله لا تقتصر على المؤمنين فقط , بل تمتد لتشتمل ذريتهم من بعدهم تكريما لهم .





دلالة الإسم على أوصاف الله :


**********************


إسم الله الرحيم من جهة العلمية يدل على ذات الله , ومن جهة الوصفية يدل على صفة الرحمة الخاصة , فدلالته على الذات والصفة معا مطابقة , وقال تعالى : ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ) الأنعام : 54 , ووجه الدلالة فى أن الرحيم هو المتصف بالرحمة الخاصة أن الله عز وجل كتب على نفسه الرحمة لأنه الغفور الرحيم .





الدعاء بإسم الله الرحيم دعاء مسألة :


**************************


ورد دعاء المسألة بالإسم فى قوله تعالى عن إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام : ( ربنا وإجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) البقرة : 128 .


وورد فى السنة من حديث حنظلة أن محجن بن الإدرع حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد , إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد , فقال : اللهم إنى أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لى ذنوبى إنك أنت الغفور الرحيم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد غفر له ثلاثا .


ومما يدل على دعاء المسألة مقتضى الطلب أو الخبر الذى يتضمنه الإسم كما قال تعالى :


( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) المائدة :74 , فيقول العبد : اللهم إنى أتوب إليك وأستغفرك إنك أنت الغفور الرحيم .


الدعاء بإسم الله الرحيم دعاء عبادة :


**************************


دعاء العبادة بإسم الله الرحيم هو إمتلاء القلب برحمه الولاء ورقة الوفاء التى تدفع حب المؤمنين وبغض الكافرين , ,وأسوتنا فى ذلك هو سيد الخلق أجمعين , قال تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )


التوبة : 128 .


وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم رحيما بأصحابه رفيقا حبيبا قريبا صديقا , وعند مسلم من حديث عياض رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم فى خطبته : وأهل الجنة ثلاثة , ذو سلطان مقسط متصدق موفق , ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذى قربى , و مسلم وعفيف متعفف ذو عيال .


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة


للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى