منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-2009, 05:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي هل يمكن أن يتوحد المسلمون مع اختلاف ما بينهم في العقيدة والمنهج ؟

هل يمكن أن يتوحد المسلمون مع اختلاف ما بينهم في العقيدة والمنهج ؟

الحمد لله
أولاً:
إن اختلاف الناس فيما بينهم في العقيدة والمنهج سنَّة كونية ، وقد أخبر الله تعالى عن وقوعها في خلقه ، وأخبر عن قدرته بتوحيدهم جميعاً على دين واحدٍ ، لكنَّ الله تعالى له حكمة بالغة في عدم فعل ذلك ؛ ليثيب الطائعين الموحدين ، ويعاقب العاصين والمشركين ، ولو جعل الله تعالى الناس أمة واحدة لم يظهر فضل التوحيد والموحدين ، ولم يظهر قبح المعصية والعاصين ، ولله تعالى أسماء وصفات اقتضت حكمته في الاختلاف أن تظهر في خلقه .
قال الله تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود /118 ، 119 .


قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - :

يقول تعالى ذِكره : ولو شاء ربك ، يا محمد ، لجعل الناس كلها جماعة واحدة ، على ملة واحدة ، ودين واحد .
" تفسير الطبري " ( 15 / 531 ) .


وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :

يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كُلِّهم أمَّةً واحدة ، من إيمان أو كفران ، كما قال تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ) يونس / 99 ، وقوله : ( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) أي : ولا يزال الخُلْفُ بين الناس في أديانهم ، واعتقادات مللهم ، ونِحلهم ، ومذاهبهم ، وآرائهم .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 361 ) .


وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

يخبر تعالى أنه لو شاء لجعل الناس كلهم أمة واحدة على الدين الإسلامي ، فإن مشيئته غير قاصرة ، ولا يمتنع عليه شيء ، ولكنه اقتضت حكمته أن لا يزالوا مختلفين ، مخالفين للصراط المستقيم ، متبعين للسبل الموصلة إلى النار ، كل يرى الحق فيما قاله ، والضلال في قول غيره .
( إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) فهداهم إلى العلم بالحق والعمل به ، والاتفاق عليه ، فهؤلاء سبقت لهم سابقة السعادة ، وتداركتهم العناية الربانية والتوفيق الإلهي .
وأما من عداهم : فهم مخذولون ، موكولون إلى أنفسهم .
وقوله : ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي : اقتضت حكمته أنه خلقهم ، ليكون منهم السعداء والأشقياء ، والمتفقون والمختلفون ، والفريق الذين هدى الله ، والفريق الذين حقت عليهم الضلالة ، ليتبين للعباد عدلُه ، وحكمتُه ، وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر ، ولتقوم سوق الجهاد والعبادات التي لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحان والابتلاء .
" تفسير السعدي " ( ص 392 ) .


ثانياً:

وكيف سيتوحد المسلمون على شيء يجمعهم جميعاً غير التوحيد والعقيدة ؟! إن الناظر في أحوال المسلمين يجدهم مدارس وجماعات وأحزابا وأفكارا شتى ، رضي كل واحد لنفسه طريقاً في فهم نصوص الوحي ، والعمل للإسلام ، فحصل الاختلاف ، والتفرق ، والتشتت ، ولو أنهم رضوا لأنفسهم منهجاً واحداً ، واعتقاداً واحداً لاجتمعوا ، وصاروا أمة واحدة ، ولكنهم لم ينظر أكثرهم – وخاصة رؤوس الجماعات والأحزاب – للعقيدة الحقة أنها سبيل توحيد ، بل رأوا أنهم تفرِّق المسلمين ! كما زعم بعض أقطابهم ، وهذه كلمة منكرة ، ولا يمكن أن يكون توحيد للمسلمين وفيهم أمثال هذا القائل ! .
جاء النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وهم أحزاب وجماعات وأمم وأفكار وأديان مختلفة ، وفيهم الأبيض والأسود ، والرجل والمرأة ، والعامي والمتعلم ، والغني والفقير ، والسادة والضعفاء ، فلم يجمعهم على لغة ، ولا على أرض ، ولا على فكر بشر ، بل جمعهم على شيء معصوم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، جمعهم على القرآن ، والتوحيد ، وهذا هو السبيل الوحيد لأن يجتمع الناس كلهم على اختلاف مشاربهم وأهوائهم ولغاتهم وأماكنهم ، ولن يجدوا خيراً من هذا السبب في توحدهم ، واجتماعهم وتآلفهم ، وأما عندما يراد تجميع الناس وتوحيدهم على فكر بشر قابل للنقض والرد والتعديل والحذف : فهذا ما لا يمكن أن يكون سبيلاً لتوحد المسلمين ، وعندما يراد تجميع الناس وتوحيدهم على قضية سياسية : فهذا لا يمكن أن يجتمع عليه الناس ؛ لاختلاف أفهامهم وآرائهم فيها ، كما لا يمكن لأرض أن تجمع المسلمين ؛ لتعلق كل نفس بوطنها وأرضها ، فلم يبق أمام المسلمين من سبيل لتوحدهم وتجمعهم إلا العقيدة الصحيحة ، والتي منبعها نصوص الوحي المعصومة ، ولن يَصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلَح به أولُّها .


ثالثاً:

بما أن أسباب تفرق المسلمين قائمة : فإن تفرقهم هو الثمرة ، وهو النتيجة ، وقد تنوع ذِكر الأسباب في كلام أهل العلم ، وقد جمعها الإمام الشاطبي في ثلاثة أسباب : الجهل ، والهوى ، واتباع الآباء والأشياخ على عمى .


قال الشاطبي – رحمه الله - :

كل خلاف على الوصف المذكور وقع بعد ذلك : فله أسباب ثلاثة ، قد تجتمع ، وقد تفترق :

أحدها : أن يعتقد الإنسان في نفسه ، أو يُعتقد فيه أنه من أهل العلم ، والاجتهاد في الدين ، ولم يبلغ تلك الدرجة ، فيعمل على ذلك ، ويعد رأيَه رأياً ، وخلافَه خلافاً ، ولكن تارة يكون ذلك في جزئيٍّ ، وفرعٍ من الفروع ، وتارة يكون في كلِّي وأصلٍ من أصول الدين ، كان من الأصول الاعتقادية ، أو من الأصول العملية ، فتارة آخذاً ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها حتى يصير منها ما ظهر له بادىء رأيه من غير إحاطة بمعانيها ولا رسوخ في فهم مقاصدها ، وهذا هو المبتدع ، وعليه نبه الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبض الله العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يَبقَ عالمٌ اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) .


والثاني من أسباب الخلاف : اتباع الهوى ، ولذلك سمِّي أهلُ البدع أهل الأهواء ؛ لأنهم اتبعوا أهواءهم ، فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها ، والتعويل عليها حتى يصدروا عنها ، بل قدموا أهوءاهم ، واعتمدوا على آرائهم ، ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظوراً فيها من وراء ذلك ، وأكثر هؤلاء هم أهل التحسين والتقبيح ، ومن مال إلى الفلاسفة ، وغيرهم ، ويدخل في غمارهم من كان منهم يخشى السلاطين لنيل ما عندهم ، أو طلباً للرياسة ، فلا بد أن يميل مع الناس بهواهم ، ويتأول عليهم فيما أرادوا حسبما ذكره العلماء ونقله من مصاحبي السلاطين ، فالأولون ردُّوا كثيراً من الأحاديث الصحيحة بعقولهم ، وأساؤوا الظن بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحسَّنوا ظنَّهم بآرائهم الفاسدة ، حتى ردوا كثيراً من أمور الآخرة وأحوالها ، من الصراط ، والميزان ، وحشر الأجساد ، والنعيم ، والعذاب الجسمي ، وأنكروا رؤية الباري ، وأشباه ذلك ، بل صيَّروا العقل شارعاً جاء الشرع أو لا ، بل إن جاء فهو كاشف لمقتضى ما حكم به العقل إلى غير ذلك من الشناعات .


والثالث من أسباب الخلاف : التصميم على اتباع العوائد وإن فسدت ، أو كانت مخالفة للحق ،

وهو اتباع ما كان عليه الآباء ، والأشياخ ، وأشباه ذلك ، وهو التقليد المذموم ؛ فإن الله ذم ذلك في كتابه بقوله : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) الآية ، ثم قال : ( قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ) ، وقوله : هل يسمعونكم إذ تدعون . أو ينفعونكم أو يضرون ) فنبههم على وجه الدليل الواضح فاستمسكوا بمجرد تقليد الآباء ، فقالوا : ( بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) وهو مقتضى الحديث المتقدم أيضا في قوله : ( اتخذ الناس رؤساء جهالاً ) إلى آخره ، فإنه يشير إلى الاستنان بالرجال كيف كان .
" الاعتصام " ( 1 / 421 – 423 ) باختصار .


وعليه : فإنه من المستحيل اتفاق المسلمين واجتماعهم على غير التوحيد والعقيدة ، وفي الإسلام مظاهر اجتماع واتفاق لا توجد في غيره ، كالقبلة الواحدة ، والقرآن ، ومناسك الحج ، وغيرها ، فنرجو أن يتوحد المسلمون ويجتمعوا على اعتقاد واحد ، ومنهج واحد في فهم القرآن والسنَّة ، وما يحصل من خلافٍ محتمل بعد هذا فإن أمره يسير .


سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله-

ما هي المسائل التي يجوز الاختلاف فيها ؟ وتلك التي ينبغي التّوقُّفُ عن الخلاف فيها ؟ وما واجب المسلمين تُجاه دينهم ؟ .
فأجاب :

الاختلاف على قسمين :


القسم الأول :

الاختلاف في مسائل العقيدة ، وهذا لا يجوز ؛ لأنّ الواجب على المسلمين اعتقاد ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة ، وعدم التّدخُّل في ذلك بعقولهم واجتهاداتهم ؛ لأنّ العقيدة توقيفيّة ، ولا مجال للاجتهاد والاختلاف فيها .


القسم الثاني :

اختلاف في المسائل الفقهيَّة المستنبطة من النُّصوص ، وهذا لابدّ منه ؛ لأنّ مدارك الناس تختلف ، ولكن يجب الأخذ بما ترجّح بالدّليل من أقوالهم ، وهذا هو سبيل الخروج من هذا الخلاف .


ويجب على المسلم أن يهتمَّ بأمور دينه ، ويحافظ على أداء ما أوجب الله عليه ، ويترك ما حرَّمَ الله عليه ، وأن يتحلَّى بالأخلاق الفاضلة مع إخوانه ، وأن يصدُقَ في معاملته ، ويحفظ أمانته ، ويكون قدوةً صالحةً لغيره .
ويجب أن يتربَّوا على التّمسّك بالدّين والأخلاق الفاضلة ، وأن يبتعدوا عن الأخلاق الرّذيلة وقرناء السُّوء ، وأن يهتمُّوا بما ينفعهم في دينهم ودُنياه ، وأن يكونوا قوَّة للإسلام والمسلمين . " المنتقى من فتاوى الفوزان " ( 1 / 407 ، 408 ، السؤال رقم 241 ) .

والله أعلم







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 01:44 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سيف الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي هل يجب أن نتوحد

قد تكون الوحدة أمر واجب لداته و ليس وسيلة، الوحدة في المنهج و المذاهب و أنا لست متفائل، و تبقى الوحدة السياسة، تأتي إن شاء الله على ثلاث مراحل:
1-وحدة جزئية قبلية عندما ينوي أحد المجتمعات الإسلامية قتال إسرائيل
2-وحدة جزئية بعدية عندما ينتصر ذلك المجتمع ستتحد معه فئة من الجتمعات
3-وحدة الدم عندما يصبح ذلك المجتمع قوي فستحدث مشاكل و يستدعي بعض المسلمين القوى المشركين و الكفار، فينتقل الصراع إلى الخارج.
*هذا من التاريخ، خدوا أي تجربة لمجتمع إسلامي و ستجدون هذا الإطار.







رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 12:51 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


طبيب مسلم غير متواجد حالياً


افتراضي

احسنت اختنا مقال رائع

التوحيد اولا يا دعاة التوحد

مهو بالعقل كيف ينصرنا الله اذا توحدنا جميعا كمسلمين فقط وكلنا يشهد ان لا اله الا اله ولكن فينا من يكفر الصحابة ويلعن امهات المؤمنين ومننا من ينكر السنه اصلا ومننا من يدعو الاموات من دون الله ومنا من يسب فى السنه ومظاهرها على اساس ايه هيا اتوبيس واى حد يركب فيه ولا يكونوش فاكرينها سوق
والله لا نجتمع الا على حق واحد هو ما نبه اليه النبى صلى الله عليه وسلم ( ما انا عليه انا واصحابى )







رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 01:23 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب الدي عطر صفحتي







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 02:32 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سيف الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبيب الإسلام من الواضح أن فهمك للوحدة مختل، آسف على العبارة. يلزمك أن تقف مع نفسك كي تراجع المفهوم، و أنصحك بالتاريخ ففيه العبر.







رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 03:29 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


طبيب مسلم غير متواجد حالياً


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الإسلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبيب الإسلام من الواضح أن فهمك للوحدة مختل، آسف على العبارة. يلزمك أن تقف مع نفسك كي تراجع المفهوم، و أنصحك بالتاريخ ففيه العبر.
ان لم يكن فيها اثقالا عليك اخى الفاضل
وضح لى انت مفهومك فى ظل ما قلته أنا
ودعوه للجميع للمشاركة وابداء الرأى






رد مع اقتباس
قديم 18-07-2009, 10:48 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سيف الإسلام غير متواجد حالياً


افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آسف]







رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 07:58 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

الاخ سيف الاسلام الرجاء الالتزام بالقواعد الادبيه فى الحوار فلا يجوز ان تتهم اى شخص بالخلل او خلافه فهذا امر ضد سياسه المنتديات







التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
قديم 17-07-2009, 10:09 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قيام
الليل وفي استفتاح الصلاة :
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها
إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم
"ومّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ "الأنبياء:107.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فاما المهلكات:
فشحٌّ مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه،
واما المنجيات:فخشية الله في السر والعلانية،
والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب.
رواه الترمزي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته ".
وقد قيل :كفى بالعلم شرفا أن الجاهل إذا قيل له
إنك جاهل يكره ذلك ويتمنى لو لم تقل له ..
وقد قيل :لو كان العلم بلا تقى شرفًا ،
لكان أشرف المخلوقات إبليس.
------------------------------
عواقب الأمور:
قال الشافعي رحمه الله:
صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور.
والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة.
ففكر قبل أن تعزم
وتدبر قبل أن تهجم
وشاور قبل أن تتقدم.
فضل أصحاب الحديث:
قال الشافعي رحمه الله:
اذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث,
فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم, جزاهم الله خيرا,
هم حفظوا لنا الأصل, فلهم علينا الفضل.
وقال: عليكم بأصحاب الحديث فانهم أكثر الناس صوابا.
---------------------------------
قال الله تعالى :
"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى (124)قال رب لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيرا (125)قال كذلك أتتك آياتنا
فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126).سورة طه
{ومن أعرض عن ذكري }أي خالف أمري
وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه
وأخذ من غيره هداه {فإن له معيشة ضنكا }
أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشرح
لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم
ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن
حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين
والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال
في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة.
قال الضحاك و عكرمة ومالك بن دينار:
هو العمل السيء والرزق الخبيث .
وقوله تعالى :{ونحشره يوم القيامة أعمى }
قال مجاهد وأبو صالح والسدي :لا حجة له
وقال عكرمة :عمي عليه كل شيء إلا جهنم
ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى
النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى :
"وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ
أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا".
سورة الإسراء الاية 97
ولهذا يقول :
{رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا }
أي في الدنيا.
"قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ".
سورة طه (آية:126).
أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة
من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت
عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك .
قال تعالى:
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (طه 127)
يَقُول تَعَالَى وَهَكَذَا نُجَازِي الْمُسْرِفِينَ الْمُكَذِّبِينَ
بِآيَاتِ اللَّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة "
لَهُمْ عَذَاب فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَعَذَاب الْآخِرَة أَشَقّ
وَمَا لَهُمْ مِنْ اللَّه مِنْ وَاقٍ "وَلِهَذَا قَالَ "
وَلَعَذَاب الْآخِرَة أَشَدّ وَأَبْقَى "
أَيْ أَشَدّ أَلَمًا مِنْ عَذَاب الدُّنْيَا وَأَدْوَم عَلَيْهِمْ فَهُمْ
مُخَلَّدُونَ فِيهِ.
--------------------------------
من الناس مصاب بعمى القلوب فما هو؟
بعض القلوب يصيبها العمى كما يصيب الأبصار،
وعمى القلوب أعظم من عمى الأبصار والعياذ بالله،
قال الله تعالى:
(فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ}
سورة الحج:46
الأمراض القلبية سببها الأساسي نقص الإيمان مما ينتج
عنه الاختلال النفسي الذي يؤدي بهؤلاء المرضى
إلى عدم الرضا والسخط والأنانية والكراهية والأحقاد
والكذب وحب الإضرار بالناس والكيد لهم.
والأمر المؤكد أن مريض القلب فاقد الثقة بنفسه
وبخالقه والعياذ بالله، إنها امراض خطيرة انتشرت
في واقعنا وتعلو منها الشكوى كل يوم..
الشكوى من الكراهية حينا ومن العدوانية حينا
آخر بل ومن العجز عن فعل الخير في أحيان أكثر
ولا يجلو غشاوة القلوب ولا يبصرها ولا يذهب عماها
إلا كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله وذلك بتلقي العلم عن الراسخين
فيه ..قال الله تعالى:
{فّاسًأّّلٍوا أّّهًلّ الذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ}النحل:43،
فإذا انقطعت الصلة بين الإنسان وبين كتاب الله تعالى
وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو فهم الأدلة فهماً
خاطئاً بمعزل عن الراسخين في العلم تخبط خبط عشواء
وأعجب برأيه وزين له الشيطان عمله وضل وأضل بفهمه
المخالف لأهل العلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو
ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقال:"التَّقْوَى هَاهُنَا "وَأَشَارَ إِلَى صَدْره .
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أروع ما يمكن ان يقال فى يوم العيد نسمة الهجير رحيق الحوار العام 8 16-11-2010 07:01 AM
براون يتنحى من زعامة حزب العمال بنت بلادى الأخبار العالمية والعربية 1 24-06-2010 12:51 PM
آية اختلاف الليل والنهار في ضوء علوم الفضاء مسلمة وافتخر علوم وثقافة 0 04-08-2009 12:49 AM
عمامة الملالي وطاقية اليهود وحدة الإستراتيجية و اختلاف التكتيك اسماعيل ابراهيم محمد رحيق الحوار العام 3 24-06-2009 10:06 PM
هل يمكن عمل تبادل اعلاني مع هذا المنتدى الكريم khaledbelal تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث 5 03-04-2009 05:09 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة