بكاء الأنصار وحنان رسول الله

(بكاء الأنصار وحنان رسول الله)

عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلي الله علية وسلم قسم الفئ (الغنائم) الذي أفاء الله بحنين من غنائم هوازن فأفشي القسم في أهل مكة من قريش وغيرهم فغضب الأنصار فلما سمع رسول الله صلي الله علية وسلم بذلك أتاهم في منازلهم ثم قال (من كان ههنا ليس من الأنصار فليخرج ألى رحله) ثم تشهد رسول الله صلي الله علية وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال (يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي أترت بها أناساً أتألفهم علي الإسلام لعلهم أن يشهدوا بعد هذا اليوم وقد ادخل الله قلوبهم الإسلام )

ثم قال (يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالأيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله ولولا الهجرة لكت امرأ ً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً لسلكت واديكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم الشاة والنعم والبعير وتذهبون برسول الله صلي الله علية وسلم)

فلما سمعت الأنصار قوا النبي صلي الله علية وسلم قالوا رضينا فقال النبي صلي الله علية وسلم (أجيبوني فيما قلت ) فقالت الأنصار يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك ألي النور ووجدتنا علي شفا حفرة من النار فانقذنا الله بك ووجدتنا ضلالاًَ فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا و الإسلام ديناً و محمد صلي الله علية وسلم نبيّاً فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل

فقال النبي صلي الله علية وسلم (أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم لو قلتم ألم تأتينا طريداً فأويناك ومكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وقبلنا ما رد الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم)

فقالت الأنصار بل لله ورسول صلي الله علية وسلم المن والفضل علينا وعلي غيرنا

ثم بكي الأنصار وكثر بكاؤهم فبكي رسول الله صلي الله علية وسلم معهم ورضي عنهم فكانوا بالذي قال لهم أشد اغتباطاً وافضل عندهم من كل مال

صلى الله وسلم على الحبيب المصطفى