منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-2009, 01:40 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي الإسلام في نيوزيلندة





الإسلام في نيوزيلندة


لاشكَّ أن الأقلية المسلمة في كل مكان من العالم وفي كل بقعة من بقاع الأرض على ثغرة مهمة من ثغور الإسلام، ولقد سمعنا وقرأنا الأخبار عن كثير من إخواننا المسلمين في المجتمعات التي أكثر أهلها من غير المسلمين، وما يحصل عليهم من التسلط والتضييق في إقامة شعائر دينهم لإبعادهم عنه، إما بالإكراه أو بطرق أخرى, ولقد جبنا في حلقات سابقة الكثير من الأصقاع محاولين تقصي أحوال هؤلاء الأخوة, واليوم نحط رحالنا في أرخبيل نيوزيلندة تلك الأرض الشاسعة المسماة بأرض الماوري.
هيا لنقف على أعلى نقطة هنا في تلك البلاد و هي قمة جبل كوك- الذي يحمل اسم المستكشف البريطاني الذي قام باكتشافه-لنسلط الضوء على المسلمين هناك.
لقد اكتشف هذا الأرخبيل الملاح الهولندي إيل تازمان في رحلته عام 1642 هـ -1052 م الذي سبق كوك إلى هذه الأرض العذراء بحوالي قرن. إلا أن تازمان لم يهبط. ولكن هذا ما فعله الأول لتكريس السيادة البريطانية على هذه الجزر,إلا إن تازمان تمكن من استرجاع بعض إرثه إذ أنه أعطى هذه الجزر اسمها الغريب نيوزيلندة آو تيروا وهو الاسم الماوي ل(نيوزيلندة), وهو يعني "أرض الغيوم البيضاء" الطويلة. وهو أمر حقيقي للغاية إذ أنه يمكن لمن يقف على جبل كوك أن يرى الأفق يبدو وكأنه شريط ثابت ومتماسك من الغيوم البيضاء.
الموقع: توجد نيوزيلندة في الطرف الجنوبي الغربي من المحيط الهندي ، وفي الجنوب الشرقي من استراليا فهي من أتباع نصف الأرض الجنوبي مثلها في ذلك مثل استراليا, وعندما وصلها البريطانيون كان سكان هذه الجزر من البولينيريين ، وينحدر منهم المورى سكان جنوبي شرقي آسيا ويشكلون 9% من سكان نيوزيلندة. وبعد هيمنة الاستعمار البريطاني على جزر نيوزيلندة كثر عدد المهاجرين الأوروبيين إليها وأصبح للبريطانيين النصيب الأكبر من سكان نيوزيلندة.
وتتكون نيوزيلندة من اتحاد ظهر عام 1328ه-1907م, ويضم 9 ولايات تشمل جزيرتين كبيرتين إحداهما شمال الأخرى, إلى جانب عدد من الجزر الصغيرة.
أرض جزر نيوزيلندة تشترك في سمات تضاريسية فالمرتفعات تتوسط الجزيرتين الكبيرتين ، وتعرف جبال الجزيرة الجنوبية بجبال الألب الجنوبية ، وتتكون من سلاسل جبلية تضم سبعة عشر جبلا يقترب ارتفاع كل منها من ثلاثة ألاف متر ، ومعظم جبال الجزيرة الشمالية بركانية النشأة وتحيط السهول بالمرتفعات في الجزيرتين ، وتمتد هذه السهول بجوار السواحل ، وقد تأثرت مرتفعات الجزر بالتعرية الجليدية.
العاصمة:ولينجون.
أكبر المدن:أوكلاندهي أكبر المدن وهي تعتبر العاصمة الاقتصادية لنيوزيلندة وبها أكبر نسبة من السكان حوالي ثلث سكان نيوزيلندة.
المساحة:تبلغ مساحتها حوالي 269.000كم2.
عدد السكان: حسب إحصائيات عام 2005م يبلغ عدد السكان4,107,883نسمة.
عدد السكان المسلمين:يصل عدد السكان المسلمين إلى 57960ألف نسمة من أعراق مختلفة مثل "الفيجيون والأوروبيون والأفغان والأتراك والهنود" بالإضافة للعرب.
اللغة الرسمية:الإنجليزية والماوية.
الديانة:الرسمية المسيحية وتبلغ نسبتها حوالي 67%,أكثر من ربع سكان البلاد بلا دين وتصل نسبتهم إلى 26%,و75 ديانات أخرى كالبوذية واليهودية والهندوسية والسيخ إلى جانب الإسلام.
المجموعات العرقية:74.5% نيوزيلنديين أوربيين,9.7%ماوريين,4.6% أوربيين,3.8%سكان جزر الهادي,7.4%آسيويين و ***يات أخرى.
كافة سكان نيوزيلندة هم من المهاجرين ,والثقافة الغالبة بين السكان هي الثقافة الغربية بقيمها وتراثها, وتتمتع جميع الجاليات بالحرية الدينية وليس هناك أي احتكاك بينها.
وبسبب اعتدال الجو وكثرة الأمطار فإن نيوزلندة بلد مغطى بأكمله بالمساحات الخضراء الشاسعة وهي من البلدان الجميلة جدا من الناحية الطبيعية، وتمتلك نيوزيلندة أكبر ثروة حيوانية في العالم.
كيف دخل الإسلام إلى نيوزيلندة ؟
دخول الإسلام إلى هذه المنطقة حديث للغاية في أواخر القرن ال19حيث هاجر إلىنيوزيلندا رجال مسلمون ذوو أصول آسيوية أغلبهم من شبه القارة الهندية،وبعضهم منأصول جرجانية، ولكنهم تمشياً مع تقاليد ذلك الوقت وثقافته، خلفوا وراءهم زوجاتهم.وتمكن المسلمون من التكيف مع البيئة النيوزيلندية الغربية، وفي الوقت نفسه، كانوايرسلون إلى بلادهم ما يكسبون من أموال، ويقومون بزيارات منتظمة إلىأوطانهم.

في الخمسينيات وبداية الستينيات وصل عددهم حوالي700مسلم, و في عام1975وصل عددهم حوالي 800 مسلم,وفيأوائل القرن العشرين وبعد عام 1390ه,كانعدد المسلمين في نيوزيلندةبالرغم قصر المدةحوالي 6000مسلم،ولقد وصل المسلمون في هجرات من جنوب شرق آسيا لاسيما من جزر فيجي ونشطوا في الدعوة وأسلم العديد من النيوزيلنديين من أصل أوروبي.
هذاويرجع أصول بعض المسلمينفي نيوزيلندةإلى الهندوباكستانو سريلانكا ، وألبانياوتركيا، ويوغسلافياو أند ونسيا،وكذلك من العرب.
ويتجمع المسلمون في ثلاث مناطق،في منطقة أوكلاند وخاصة في مدينة أوكلاند ،وفي جنوب الجزيرة الشمالية عدد لا بأس به من مسلمي نيوزيلندة،وفي جنوب شرقي الجزيرة الجنوبية في مدينة كريست تشرش،ومعظم المسلمين من الطبقات الكادحة والقليل منهم من الفنيين المدربين .
ويختلف المسلمون الآسيويون في طبيعة عملهم عن المسلمين الجرجانيينفالأولون يعملون في الزراعة وحلب الأبقار وما تعلق بذلك أما المسلمون الجورجارنيونذوي توجهات وعقليات تجارية، ومن ثم فقد سكنوا المدن.
أما استقدام الزوجات فكانلأول مرة في منتصف الأربعينيات، وبينما تجد زوجات الجرجانيين يساعدن أزواجهن فيمحلاتهم الصغيرة وفي غيرها من الأعمال التجارية الأخرى، نجد أن زوجات الآسيويينيعانين الوحدة في بيوت تقع غالباً في مزارع نائية حيث عمل أزواجهن.
ووفقا لآخرتقرير متاح عن التعدد السكاني لنيوزيلندا، بلغ العدد الإجمالي للسكان المسلمين فيذلك القطر عام 1991م (57690 فرداً منهم 2517 امرأة). وتصل نسبة المسلمين ذوي الأصولالهندية 48.9%، والآسيويون الآخرون تبلغ نسبتهم 20.7%. أما ذوو الأصول الأوروبيةفنسبتهم 6.6%، في حين تبلغ الأصول الأخرى جميعها 23.8%.
ويوجد في نيوزيلندة حوالي 14- 16% من السكان هم من ال "ماوري" سكان الجزر، وخلال الأعوام الستة الماضية بدأوا يدخلون في الإسلام، ولهذا بدأ الاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية بترجمة بعض أساسيات تعلم الدين الإسلامي إلى لغة ال"ماوري"، ويدعم الاتحاد هذا المشروع لأنه مشروع مهم جداً في نيوزيلندة.
أما عن عدد الذين يدخلون في الإسلام سنوياً في نيوزيلندة،ًفيتراوح بين 60- 100 شخص، وتعتبر منطق هاميلتون من أكثر المناطق استجابة.
ها قد عدنا لنواصل الحديث عن حال الإسلام والمسلمين في نيوزيلندة فهيا بنا.....
المساجد والمراكز الإسلامية:
هناك اثنا عشر مسجداً رئيسياً وبعض المصليات تقام فيها الصلوات الخمس والجمعة، سبعة منها في أوكلاند وواحد في ولينحتون وأخر في كريستشيرش وآخر في دنيدن, وواحد في هامليتون والآخر في شمال بالمر ستون. وهناك العديد من المساجد الصغيرة رغم قلة الجالية المسلمة و يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى حرص المسلمين على أداء فريضة الصلاة التي هي عماد الدين ويرجع إلى أن أوكلاند بالذات شاسعة جدا ولذا يتعذر أداء الصلوات كلها في المساجد الرئيسية في غير أيام الجمعة.
الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندة:
هناك العديد من الجمعيات و الاتحادات الإسلامية تأسست لتلبية حاجات الجاليات المسلمة و تنمية العمل الدعوى هناك,وهذه المؤسسات موزعة في أغلب المدن الرئيسية في نيوزيلندة, كذلك فإن العمل من الأوقاف الإسلامية التي تقوم على العمل التطوعي لتلبية حاجات الجاليات المسلمة, وهناك الاتحاد الفيدرالي للجمعيات الإسلامية الذي يضم أغلب الجمعيات الإسلامية.
وتعتبر الجامعات من أخصب البيئات في بلاد الغرب للدعوة وعرض الإسلام وذلك لما يتاح فيها من الحرية لعرض الأفكار والمبادئ و ذلك لما يتمتع به المنتسبون لها من انفتاحية على الغير قد لا توجد في بيئات أخرى, وتسمح الجامعات عاده بتأسيس جمعيات طلابية تقدم خدماتها للمسلمين أو لعموم الطلبة بل وتدعم أحيانا هذه المنظمات ماليا.
وقد تشمل نشاطات الجمعية الطلابية الإسلاميةما يلي:
تنظيم أسبوعتوعية:ما على المسئول عن الجمعية إلا حجز موعد وطاولة ويضع عليها ما يشاء من كتب ونشرات وفيديو وشاشة تلفاز تعرف بالإسلام وغالبا ما يكون المكان ممرا للطلاب يتوقفون حوله ويأخذون الكتب والنشرات.
دعوة أحد المحاضرين في الساحة الإسلاميةلإلقاء محاضرة عن الإسلام: أوقد يوجد في الجامعة من الأساتذة المسلمين من يقوم بالدور المطلوب.
إستقبال الطلبة المسلمين الجدد: ويكون عن طريق مسئول مكتب الطلبة الأجانب في الجامعة وقد لا تتوفر قائمة بأسماء الطلبة المسلمين ولكن يمكن التعرف عليهم عن طريق السؤال عن أسماء الدول التي أتوا منها وأسمائهم الشخصية.
إقامة لقاء مع الجمعياتالأخرى: سواء أكانت جمعيات الأقسام أو جمعيات الأنشطة الأخرى بهدف تبادل المعرفة ولكن الهدف الأول والأخير هو التعريف بالإسلام والدعوة إلى الله.
أغلب الجامعات يتوفر فيها قسم الدين والفلسفة ويمكن عن طريق إتحاد الطلبة المسلمين إلقاء محاضرة للتعريف بالإسلام.
إهداء الكتب التي تعرف بالإسلام للأساتذة في الجامعة باسم الاتحاد فقد يتقبلها أكثر من إرسالها بطريقة شخصية.
إرسال رسائل قبل رمضان أو قبيل العيدين للمسلمين الذين لا يأتون إلى مسجد الجامعة وتهنئتهم بالعيد وحثهم على الحضور للمسجد والتقاء إخوانهم.
ولكن هناك بعض الصعوبات التي تواجه اتحاد الطلبةمنها:
انخفاض الدعم المالي في الجامعات أو توقفه أحيانا.
قلة مشاركة الطلبة المسلمين في الأنشطة .
غالبا ما يعمل الطالب لفترة قصيرة وهى مدة الدراسة فما أن يدع الشاب ويتعرف جيدا على الجامعة إلا ومدة الدراسة قد انتهت وعاد إلى بلاده.
ويعتبرا لهدف الأساسي من وجود الجمعيات الإسلامية في الجامعات هو مساندة وتوعية المسلمين بأمور دينهم ودعوة غير المسلمين لدين الله الحق.
وهناك أمرين رئيسين يحددان مدى فعالية هذه الجمعيات في أداء رسالتها,أما الأمر الأول فهو التزام الأعضاء بأداء واجبهم,وأما الأمر الثاني فهو الإخلاص والذي يظهر بوضوح في تحديد الأولويات في هذه الجمعيات والتي تنعكس بالتالي على أنواع النشاطات ومدى فائدتها فمثلا إذا وضعت إحدى هذه الجمعيات في أولوياتها أن تكون مقبولة داخل الإطار الجامعي كغيرها من الجمعيات فإن سياستها العامة ونشاطاتها تختلف عما إذا كانت الأولوية هي الالتزام بالمنهج القويم ونشره بين المسلمين وغيرهم ومن المهم الإشارة إلى عدم الوقوع في خطأ حصر الإسلام في أحد مكوناته وإهمال الأخرى بل ينبغي أن تكون الأولوية الأولى دائما وأبدا هي ابتغاء مرضاة الله والحرص على مصالح المسلمين وفي ذلك جلب توفيق الله تعالى وتكليل الجهود بالنجاح إن شاء الله.
ومن خلال هذه الجمعيات يمكن خدمة الإسلام ونشره في الأوساط غير الإسلامية, إن جمعية الطلبة المسلمين لها دور بارز في حياة المسلمين فهي تساهم في نشر الجهود الدعوية, إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها وذلك لأن جزءاً من أنشطتها الدعوية موجه إلى الشباب المسلم للحفاظ على هويته الإسلامية إلا أن ضعف الخبرة في التعامل مع هؤلاء الشباب الذين هم محل عناية يعانون من ظاهرة التغريب المفرط مما يجعل المهمة صعبة وربما قادت أحيانا إلى الإحباط.
لذلك يجب على المنظمات الإسلامية أن تشارك بأداء دورها في هذه الجمعيات بالتدريبات اللازمة لأساليب الدعوة وإرشادهم بالطرق المناسبة للتعامل مع السلوكيات المختلفة لهؤلاء الطلبة أيضا,وهناك قضية أخرى وهي إحجام كثير من الطلبة المؤهلين للعمل في هذه الجمعيات وذلك بحجة عدم القدرة وضعف الخبرة واللغة ولكن الحقيقة أن جزءاً منهم يرى أن العمل مع هذه الجمعيات يصرفهم عن التحصيل الدراسي بينما يرى آخرون بأن مثل هذه الجمعيات قد تجلب لهم المشاكل إذا فكروا في العودة إلى بلدانهم, وأخيرا فهناك قضية الاختلاط بين ال ***ين.
وخلاصة القول هنا مم لا يخفى على أحد أن هناك مفاهيم كثيرة مغلوطه في المؤلفات الغربيه تحتاج إلى تصحيح فوري لتمهيدها أمام الإسلام على الأرض الغربيه المليئة بالأشواك والأوهام, ومن بين هذه المفاهيم عدة دعاوى كاذبة لكنها ما زالت تزعم أن الإسلام دين عدواني انتشر بالنار والسيف وأنه دين تواكلي يدعو إلى الكسل كما يشاع أن الإسلام عدو للعلم والحضارة وأنه دين يضطهد المرأة وأنه دين شهواني يجري أتباعه وراء المتع والشهوات فضلا عن تشويه كثير من المسائل تشويها مغلوطاً ليس له أساس من الصحة.
هذه المفاهيم الخاطئة وغيرها منتشرة في كثير من المؤلفات الغربيه بما يؤكد أن التصور الذي يرتبط في أذهان الغربيين بصورة الإنسان في الإسلام يبين لنا ضآلة ما يعرفه الغرب عن الإسلام عقيدة وقيماً وشريعة,
إن تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة يجب أن يكون لها الأولوية المطلقة التي يجب أن يضطلع به كافة المؤسسات والهيئات الاسلاميه في هذا البلد حيث لا يعقل أن يقتصر النهوض بهذه المهمة الحيوية على عاتق مبادرات فرديه وليس مؤسسات إسلامية متخصصة يكون من أوليات مهامها تنظيم جهود العلماء والكتاب والمفكرين في التعامل بعقلانية رشيدة وبمنطق الوثائق التاريخية وأيضا بمنطق عرض الإسلام العرض الصحيح وإظهار ما فيه من قيم ومبادئ تعتبر البشرية في أمس الحاجة إليها.

في هذه الحلقة سوف نلج المجتمع النيوزيلندي و نلقي بنظرة سريعة إلى حال المسلمين في نيوزيلندة, لنجد أن 8.5% من الرجال المسلمين ليس لهم مصدر دخل خاص بهم، و65.4% منهم يعملون في الأعمال اليدوية، و17.8% مهنيون، حيث يمكنهم أن يكسبوا أكثر من 30.000 دولار نيوزيلندي سنوياً.

أما فيما يتعلق بالنساء فإنه ليس هناك دخل خاص لـ 20% من النساء المسلمات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنهن يعشن على إحسان برامج الرعاية الاجتماعية مثل كثير من أصحاب الدخول المنخفضة في نيوزيلندة، بل إنهن -بدلاً من ذلك- وتمشياً مع خلفياتهن الثقافية سعيدات بعملهن في بيوتهن.
وتكسب 61.3% من النساء المسلمات العاملات أقل من 30.000 دولار نيوزيلندي سنوياً, وقد يرجع ذلك إلى تدني مؤهلاتهن الأكاديمية، أو لأنهن يفضلن العمل في وظائف لا تحتاج إلى تفرغ كي يخصص أغلب وقتهن لالتزاماتهن الأسرية.

وتتعدد وتتنوع المشكلات التي تواجهها المرأة المسلمة حالياً في نيوزيلندا ومن ثم الأسرة حيث تعتبر المرأة المحور الرئيس للأسرة، ومن أهم هذه المشكلات مشكلة الحفاظ على الهوية الدينية في المجتمع، والمعاناة من التميز العنصري ضدهن، ومن التقارير الإعلامية المتحيزة، ومعاناة أخرى من جانب تجنب الأطعمة المحرمة، والعثور على الزواج الملائم.

وإذا كان النساء من الجيل الأول اللاتي قدمن إلى نيوزيلندا في الأربعينيات والخمسينيات يعانين الوحدة والفراغ و الممل والانعزالية، حيث إنهن يقمن في مزارع نائية ولا أنيس ولا جليس لهن، لأن أزواجهن يعملون منذ الفجر وحتى غروب الشمس في المزارع. فإن هناك عدد من المشكلات بالنسبة للجيل الثاني من المسلمات، تدور حول عقبة التوفيق بين تعاليم الإسلام وبين التوجهات التي يتعلمنها في المدارس. فالمقررات الدراسية تقوي فيهن النزعة الفردية، وتجعلها بلا ضوابط أخلاقية أو دينية، ويؤدي ذلك بالبنات أحياناً إلى عصيان الوالدين اللذين يعتبران متخلفين في نظر الصغار.

ورغم كل هذه التحديات، فإن مستقبل النساء المسلمات في نيوزيلندة يبدو أفضل من الماضي، حيث تمكنت مجموعة من النساء المسلمات من عقد مؤتمر سنوي للمرأة المسلمة، يتم تنظيمه على مستوى البلاد، وتعقد اجتماعات أسبوعية في المراكز المحلية، كما يتم تنظيم مخيمات شبابية للفتيات توفر رافداً لزيادة المعرفة الإسلامية ومناقشة المشكلات الملحة، وكل هذا من شأنه تعميق الإحساس بالهوية الإسلامية.
وتبقى بعد ذلك قضية اختيار الزى المدرسي الملائم للفتيات، وتوفير أماكن لهن لأداء الصلاة في حينها في المدارس، إذ لا وجود حتى الآن لمثل هذه الأماكن.
وقد برزت بعض الفتيات المسلمات وتفوقن وحققن مراكز متقدمة في المدارس والجامعات. ومع هذا التفوق في التعليم العلماني، نلاحظ كثافة جهود بعض الشابات المسلمات في المجال الديني. قد بدأ في الظهور والتمييز ولعل ذلك يكون سببا في النهوض بمستوى الأسرة المسلمة في نيوزيلندة.
و لا تزال الأسرة الوحدة الرئيسة للمجتمعات وخاصة الإسلامية والكل يدرك مدى المخاطر الكثيرة التي تحيق بالأسرة المسلمة مما يهددها بالسقوط كما سقطت الأسرة في مجتمعات كثيرة في الغرب والشرق والمطلع على أوضاع المسلمين في نيوزلندة يدرك هذا الخطر القادم ومن علاماته:
· الفجوة الكبيرة بين الأجيال الكبيرة والشابة.
· شبه غياب الشباب والجيل الجديد عن أنشطة المراكز الإسلامية.
· تمرد الأبناء على الآباء وهروب بعضهم من البيت,و تعاطي بعض الشباب المخدرات واتخاذ صديقات غير مسلمات والعكس بالعكس بداية ظهور تفكك الأسرة خصوصا إذا كان الأب خارج البلد أو الأب والأم مشغولان طول الوقت لذلك لابد أن يكون من أولويات العمل الاسلامي في هذا البلد هو الاهتمام بالأسرة عن طريق مؤسسات مختصة تقوم برعاية كل أفراد الأسرة من الناحية الإيمانية و الاجتماعية و التعليمية والترفيهية والصحية والنفسية ويتم ذلك عن طريق:
المساعدة على نمو الأطفال وتربيتهم وتدريب الآباء و الأمهات على ذلك.
الاهتمام بالمراهقة وتوفير أفضل فرص للمراهقين.
تنمية الحب بين الزوجين والدفء العائلي.
·صحة الأبناء والإرشاد النفسي والاجتماعي.
·ترسيخ معنى القدوة في حياة الشباب المسلم ودراسة حياة النبي محمد صلىالله عليه وسلم.
توعية الأبناء بأهمية بر الوالدين وطاعتهم.
ولابد من مساعدة هذه الأسر المسلمة على الحفاظ على هويتها الإسلامية وفي نفس الوقت الانسجام مع المجتمع المحلي بما يحفظ أفرادها كمسلمين.
ويجب أن يكون للمؤسسات المحلية التي يمكن أن تدعم الأسرة المسلمة كالمساجد والجمعيات والمراكز الإسلامية دور إلى جانب المؤسسات المختصة.
وبالفعل لدينا نموذج لعمل إيجابي ممثلة فيما يسمى بيوم المسجد المفتوح-الذي ولدت فكرته منذ عام 1998م-,ولايزال عدد المساجد المشاركة فيه يزداد عاماً بعد عام حتى تجاوز عددها 12 مسجد, حيث أصبح يوم المسجد المفتوح مَعْلَماً من معالمالانفتاح والتواصل مع المجتمع النيوزلندي وخلال هذا اليوم من كل عام تفتح المساجدأبوابها لاستقبال الزائرين وفق برنامج يتضمن : التعريف بالإسلام ، ومناقشة قضيةحيوية,وقد أصبحوسيلة رائدة في مجال الدعوةوالتبليغ والحوار والانفتاح في المجتمع النيوزيلندي
ومن أهم المواضيع والقضايا التي يركِّز عليها يومالمسجد المفتوح على سبيل المثال" قضية المسلمون في قلبالمجتمع".ويراد من هذا الشعار إبراز أن المسلمين جزء لا يتجزأ منالمجتمع النيوزلندي، وقد أثبتوا خلال عشرات السنين أنهم ملتزمون بسائر واجبا تهمتجاهه، وأنهم بالمقابل يطالبون بموقعهم اللائق بهم في قلب هذا المجتمع. وينطبقذلك على بناء مساجدهم ومؤسساتهم الاجتماعية في وسط المدن، كما ينطبق على ضرورةتمكينهم من التمتع بحقوقهم.
وتعالج المساجدبالإضافة إلى الموضوع الرئيسي سائر مواضيع الدعوة, بالتعريف بالإسلام وأسسهوالسلوك الإسلامي والمشكلات الحية في محيط كل مسجد.
وأصبح يوم المسجد المفتوح بفضل اللَّه عزَّ وجلَّ حدثاً اجتماعياً عاماً تغطي محطات التلفاز والإذاعة أخباره وفعالياته في نشراتها الرئيسية وبرامجها المتعددة,ويقوم المسئولون بزيارة المساجد في محيطهم ويتحدثون عنه في خطاباتهم كمعلم هام من معالم الانفتاح والحوار والتبادل الحضاري.
وشهد يوم المسجد المفتوح عام 2005م نجاحاً فائقاً حيث زار حوالي ألف زائر المساجد في ذلك اليوم,ولم يقلالاهتمام بهذه الفعالية بعد سبتمبر 2001م ، بل استمر سيل الزوار للمساجد عام 2002م, وكذلك لاقى يوم المسجد المفتوح نفس النجاح عام 2006م.
وتتسع دائرة اهتمامات يوم المسجد المفتوح لتشمل شرائح المجتمع المختلفة كالمثقفين والعمال ، وأساتذة الجامعات والموظفون ،والنساء والرجال ، والسياسيون والصحفيون ، والنصارى والملحدون ، وطلبة المدارسوالأطفال . ويرد إلى المساجد يومها القساوسة والراهبات كل بزيه المميز.
وهكذا يتضح لدينا ما يقوم به المسجد من دور بناء كأحد المؤسسات والصروح الإسلامية الرائدة في تحريك المياه الراكدة ودفع عجلة نمو المجتمع الإسلامي في نيوزيلندة.
هلم إخوتي أخواتي نواصل التجوال بين أروقة المجتمع النيوزيلندي, واليوم نرى كيف تشق الدعوة للإسلام طريقها في جنبات تلك البلاد.
لقد استطاعت المؤسسات الإسلامية في بلاد المهجر عموماً وفي نيوزلندة خصوصاً أن تكون بدايات لأعمال إسلامية في واقع حياة المسلمين في أرض المهجر وتسعى لربطهم بهويتهم وثقافتهم الإسلامية رغم تباين هذه الأعمال قوة وضعفاً وحضوراً من مكان إلى آخر ورغم هذه الجهود الطيبة إلا أنها تكاد تدور في حلقة واحدة وتكرر ذ اتها وأنشطتها رغم حاجة الجالية المسلمة إلى منا شط جديدة وأفكار إبداعية تحولها إلى أداة فاعلة في المجتمع الذي تعيش فيه.
ولهذا أصبحت برامج المؤسسات والمراكز الإسلامية أشبه بالبرامج المكررة و اتخذت طابعاً روتينياً تسعى للحفاظ على المؤسسة فقط ولا عجب أن تسمع تفلت كثير من الطاقات من عقال هذه المؤسسات وعن خسارة الساحة الإسلامية لهذه الطاقات وقدراتها.
وهذه المؤسسات الإسلامية تحتاج إلى قوة دفع لتغير مجرى العمل والتخطيط وتتجاوز عقلية الماضي برواسبها ومشاكلها إلى عقلية ناضجة تعمل من خلال منطلقات وأهداف وسياسات واضحة ورؤى مدروسة بعيد عن التقوقع و الإنطوائية و عدم شفافية الأهداف والمنطلقات, وأهم هذه الأهداف بناء شخصية إسلامية تواقة لكل جديد, شخصية جذابة في حديثها وثقافتها ومعارفها وعلومها الشخصية الإيجابية التي تبذل قصارى جهدها في ذات الله وتستميت في سبيله وتحترق لآلام المسلمين.
تلك الشخصية المتوازنة في أحكامها وقراراتها حول الأشخاص والهيئات المنطلقة من فهم واضح لدلالات الكتاب والسنة,الشخصية المخلصة التي تبتعد عن الأضواء وتؤثر أن تعمل بصمت وحكمة إنه قبل أن نفكر في زيادة بناء المساجد والمدارس والمراكز وتشكيل ***ات والهيئات علينا أن نفكر في بناء الإنسان المسلم الذي يحول هذه المحاضن إلى منارات تشع بالعلم والمعرفة ودعوة الناس إلى الإسلام.
إنه من الغريب أن ترى بعض المساجد ليس فيها أي نشاط سوى صلاة ***ة وحتى خطبة الجمعة يلقيها الخطيب بلغه لا يفهمها أكثر الحاضرين فتجدهم في سبات عميق فمتى وكيف تربي الشخصية المسلمة القادرة على التفقه في دينها وتكدح لتبليغ رسالة الإسلام إلى هذه الشعوب التائهة لقد كانت المساجد في تاريخنا مصانع لتخريج آلاف العلماء الفطاحل الذين يجوبون الأرض لنشر هذا العلم للناس.
نعم إن بناء هذا النوع من الإنسان وهذه الشخصية ليس بالأمر الهين ولاشك أنه يحتاج إلى جهود مضاعفه ووقت وصبر ومثابرة لكنه الركيزة الوحيدة التي تضمن بإذن الله تعالى مواصلة العمل وبناءه على الوجه الصحيح.
إن من ضرورات المرحلة الحالية أن نملأ الأرض علما وفقهاً و نشحذ الهمم للدراسة وثني الركب بين يدي العلماء العاملين فللعلم الصحيح والفكر الناضج دور كبير في بناء الأمم والشعوب, والحضارة التي تبنى بنور العلم وسلطان الحجة هي الحضارة التي يكتب لها البقاء وتملك مقومات الاستمرار مع ضرورة التفريق بوضوح بين مبادئ الإسلام وممارسات بعض المسلمين.
ولا بد من ترجمة ونشر وتسويق كتب أجنبية لها أهمية قصوى لدى القارئ المسلم بما أحدثته من زلازل فكرية في الأجواء الغربية عندما قال أصحابها صراحة كلمة حق في شريعة الإسلام ورسوله الكريم وتوزيع هذه الكتب على نطاق واسع.
إن بلوغ مرحله تحقيق هذه الأمور الحيوية ليس هيناً كما يبدو في الظاهر إذ أن الموضوع بخطوطه الرئيسة وتفاصيله الصغيرة في حاجة ماسة إلى تخطيط علمي وتنظيم مدروس وتعبئة مجموعة من صفوة المفكرين الغيورين والدعاة المتمرسين تعضد جهودهم مؤسساتنا الإسلامية وتجمع شتات عطائهم وتنسق أداءهم في نسق علمي وعملي متكامل حتى تثمر الجهود المخلصة في عرض وتقديم صورة مشرقه للإسلام في الغرب ومضاعفة أعداد المسلمين المؤثرين في هذه الأصقاع من العالم المتقدم.
ولدينا أيضاً التعليم الذي يجب أن يولى الأولوية المطلقة للعمل الإسلامي في نيوزلندة فهو المجال الوحيد الذي يحفظ هوية أجيال المسلمين والمحصن التربوي الذي يصوغ شخصية المسلمين لذلك فهناك جهود مبذولة لمحاولة تأسيس رياض الأطفال والمدارس والمعاهد الثانوية في كل مدينه في نيوزلندة وخاصة مدينة أوكلاند في منطقة ما ونت روسكل حيث تمركز أغلب الجالية المسلمة -التي تحتاج إلى أكثر من مدرسة و روضة ومعهد-حيث لا يوجد عدد كاف من المدارس الإسلامية,والكل يدرك خطورة وجود أطفال المسلمين في مدارس غير إسلامية.

هناك اتجاه آخر للاهتمام بالناحية الاقتصادية كأحد أهم ركائز العمل الإسلامي في نيوزيلندة فلا يخفى علي أحد الحصار المضروب على الهيئات الخيرية في العالم, لذلك أصبح من العسير الحصول على تبرعات من خارج نيوزلندة وهذا يحتم على المسلمين هنا بناء قوة اقتصاديه بهدف دعم و تمويل المشاريع الإسلامية ولن يتم ذلك إلا باستثمار رؤوس الأموال,وحث المستثمرين المسلمين لإنشاء مؤسسات اقتصاديه, ويمكن بعد قدر الله لهذه المؤسسات أن تنجح حيث يوفر هذا البلد حريات كبيرة للمسلمين فلا عذر لأحد في التقاعس واستجداء الغير.
ويجب على القائمين على الجمعيات الإسلامية بالتفكير في إنشاء مشاريع استثمارية ولو صغيره في البداية بإشراف أصحاب الخبرة والتجربة وخاصة إتحاد الجمعيات الإسلامية الذي يشرف على تصدير اللحم الحلال,كما يجب عليه تشكيل هيئه تضم أهل الاختصاص تضع خطه طويلة المدى لإنشاء مشاريع تساهم في تشغيل الأيدي العاملة المسلمة وتمول المشاريع التعليمية و الاجتماعية للمراكز والهيئات الإسلامية. وأيضا يمكن تأسيس بنك أو بيت مال يتولى إعطاء قروض لتشجيع المستثمرين المسلمين على إنشاء المشروعات المفيدة.
وتأتي الوحدة على قمة أولويات العمل الدعوى الإسلامي, حيث أن توحيد صف المسلمين أكبر تحدي يواجه الجالية المسلمة في نيوزلندة,و لا مجال في عصر التكتلات الكبرى أن يبقى المسلمين متفرقين كل يعمل بمعزل عن الآخر.
فيجب ألا نرى في يوم ما مسجداًللصوماليين, وآخر للباكستانيينوثالث للأتراك وآخر للعرب وآخر للأفارقة كما هو حاصل في بعضتجمعات المسلمين في المهجر فالوحدة هي سر قوة المسلمين ونجاح دعوتهم في كل مكان.
وحتى يمكن تحقيق الأهداف المرجوة من العمل الدعوى رأى المهتمون بأمور الدعوة للإسلام في نيوزيلندة أن تتشكل هيئه من خيرة العاملين في المجتمع المسلم غيورة على مستقبل الجالية المسلمةتضع على عاتقها توعية المسلمين بضرورة توحيد صفها وتجاوز الخلافات العرقيةوالمذهبية والحزبية,ثم تضع خطة طموحه ومدروسة لتحقيق هذا الهدفالسامي لرسمصورة مشرقهللإسلام في الغرب ومضاعفة أعداد المسلمين المؤثرينفي هذه الأصقاع من العالم المتقدم.

كنا قد تحدثنا عن الخطوط الرئيسة للعمل الدعوى في نيوزيلندة وفي تلك الحلقة نستطرد الحديث لنطرق اليوم أحد الأبواب التي تمخضت عنها الدعوة للإسلام في نيوزيلندة ألا وهو:
واقع المسلمين الجدد:
نتيجة لجهود كثيرة من الدعاة والعاملين للإسلام دخل في دين الله أعداد كثيرة من أبناء الغرب و على الرغم من عدم توفر معلومات متكاملة عن أعدادهم وعن أحوالهم إلا أن لهؤلاء خصوصيات و قضايا تختلف عن تلك التي للمسلمين المهاجرين و تلك القضايا تحتاج إلى دراسة و تحقيق من قبل الدعاة والمؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة الإسلامية في نيوزيلندة.
ومن المعلوم أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشارا في القرنين الأخيرين حسب الإحصاءات.وزاد اعتناق النيوزلنديين للإسلام خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر, ولعل من أهم العوامل التي دفعت البعض منهم لاعتناق الإسلام هو الفراغ والخواء الروحي الذي يمزق حياة الغربيين مما دفعهم وخصوصاً الشباب إلى المخدرات والانتحار والخمر فوجدوا في الإسلام السعادة التي فقدوها.
ومع هذا لا يزال اعتناق الإسلام محدودا في نيوزيلندة إما لقصور في أمور الدعوة تتعلق بتدريب الداعية والإخلاص وعدم التواكل أو لتزامن الجهد الدعوى المبذول مع الحملة الشعواء على الإسلام وتكوين صوره مغلوطة تحجب رؤية هذا الشعب عن رؤية الحقيقة.
والمسلم الذي دخل في الإسلام حديثاً يحتاج إلى رعاية خاصة وخصوصاً وهو يعيش في مجتمع تكثر فيه التحديات العقائدية و الأخلاقية والفكرية,فتجد المسلم الجديد يبحث عن المسلمين ويعاتبهم عند إسلامه عن تقصيرهم في دعوته ودعوة الناس إلى هذا الدين العظيم وهذه مفارقه عجيبة أن تجد هؤلاء الحيارى والتائهين يبحثون عن المسلمين ودينهم في حين كان على المسلمين أن يطرقوا أبواب هؤلاء الناس ويدعوهم إلى الإسلام.
فلابد أن يكون اهتمام بالقضايا الخاصة للمسلمين الجدد لأنه يطلب منهم الانقطاع التام عن حياتهم السابقة فيبقون منفردين مما يعرضهم لخطر الردة. والمسلمون ليس عندهم اهتمام بهذا الأمر بل قد يوجد عندهم جفاف تجاه المسلمين الجدد لذلك يجب أن تختص هيئه معينه على مستوى كل مدينه لرعاية المسلمين الجدد وتصرف لها الأموال وتفرغ لها الطاقات والدعاة المدربون وهي بدورها تدرب بعض من هؤلاء المسلمين الجدد على فنون الدعوة وهذا المفهوم الحقيقي لتوطين الدعوة في الغرب.
واحتواء المسلمين الجدد ببرامج خاصة تبعدهم عن التفكير في بيئتهم القديمة وتربيهم التربية الصحيحة من خلال الدورات الشرعية والدروس والمخيمات واندماجهم في جسد المجتمع المسلم يمكن أن يكون له أثراً فعالاً خصوصاً إذا ركزت تلك البرامج على غرس العقيدة الصحيحة التي تشكل المرتكز القوي والسياج المنيع أمام مغريات العودة إلى حياتهم السابقة هذا على مستوى المؤسسات, أما على مستوى الإفراد فان اتخاذ الأصدقاء من المسلمين الجدد وانتهاز كل فرصه للإهداء إليهم ما يستطيعه المسلم من النصائح والكتيبات والأشرطة المتعلقة بأمور العقيدة والتركيز على بناء شخصيه مسلمه مثقفه في دينها ومنفتحة على واقعها وعصرها وفاعله ومشعه على محيطها.
ويشتكي بعض المسلمين الجدد من وجود حواجز نفسيه واجتماعيه بينهم وبين المسلمين الآخرين حيث أن كثيرا من القائمين على أمر الدعوة من الطلبة وظروفهم الدراسية تعرض عليهم نمطاً اجتماعياً يختلف عن المسلمين الغربيين وكذلك كون الدعاة من الشرق والمدعوين من الغرب إضافةً إلى حاجز اللغة, ورغم ذلك يجب إشعارهم برابط الأخوة الإسلامية والمحبة في الله وبهذه الروح نستطيع كسر هذه الحواجز شيئا فشيئا.
ولدينا أيضاً عدم فهم الدين من المسلمين الجدد ولذلك فالحرص على العلم الشرعي الصحيح و الثقة في الدين هو كفيل بإزالة هذه الحواجز كما أن الممارسة ***ية لشعائر الإسلام والالتقاء في المساجد عامل مهم لإزالة بعض هذه الحواجز.
وهناك حواجز بفعل الانتماء إما إلى عرق أو إلى بلد أو إلى حزب أو جماعه وغالبا تؤدي هذه الانتماءات إلى تقوقع كل مجموعه في داخل ذاتها.
والمسلم الجديد ينظر إلى تلك النقاط المشار إليها سابقاً على أنها مخالفة لروح الإسلام كما ينظر إليها أنها من باب الفخر عليه أو التعصب الأعمى وتظهر هذه الانتماءات جليا عندما تسيطر مجموعه من المسلمين على مركز إسلامي فترى كل الأفراد العاملين فيه من نفس المجموعة. وعلاج هذه المشكلة هو تعزيز الانتماء إلى الإسلام أولا وهو فوق كل الاعتبارات الأخرى وذلك ما يقوم به بعض الدعاة ممن لا يحصرون أنفسهم بمسجد معين أو جماعه معينه فتراهم ينطلقون في كل اتجاه ويساعدون في كل محور ويعملون على كسر هذه الحواجز بالتوعية والقدوة الحسنة.
إن الاختلافات والتحديات التي تشهدها الساحة الإسلامية تعتبر أحد العوامل التي تعوق تمكن المؤسسات الإسلامية من أداء رسالتها على أكمل وجه وهذا بلا شك ينعكس على أوضاع المسلمين الجدد, وهذه الاختلافات على نوعين بين أهل السنة و أهل البدع و الفرق المنحرفة, وهذا ينبغي إيضاحه ببيان الإسلام الصحيح كما فهمه سلف الأمة و بالأسلوب الذي تفرضه المصلحة الشرعية.
أما النوع الثاني فهو في إطار أهل السنة وهو نتيجة الصراعات بين الهيئات الإسلامية وهذا الأمر لا يعذر فيه أحد خاصة عندما يحصل خلاف بين مجموعتين في مركز إسلامي فتعمد إحداها إلى تضخيم الخلاف ونقله إلى وسائل الإعلام ويبقى المسلم الجديد حائراً أمام هذه الفوضى التي تحجبه عن تحسين إسلامه وتجديد إيمانه وهي بحق جريمة في حقه. وهناك رسالة تحذير إلى كل الهيئات الإسلامية في الغرب ليحجموا مجال الخلاف ويوسعوا مجال العمل المشترك والتوافق والتقارب ويكونوا خير سفراء لدينهم حتى تسلم هذه الشعوب التائهة.
والحل الأمثل من وجهة نظر المطلعين على ساحة العمل الدعوى في نيوزيلندة خاصة وفي الغرب عامة يكمن في عرض الإسلام وتربية الناس عليه والواجب أن يعرض الإسلام على أنه دين عالمي لا ارتباط له بلون أو عرق.
إن الصورة التي يجب أن يراهاالناس للإسلام هي الصورة التي تظهره على أنه لجميع ال ***يات ولا تفاضل بينهم إلابالتقوى ويظهر المسلمين معاً جميعاً ب ***ياتهم وألوانهم ولغاتهم يحملون عقيدة واحدةوشعائر واحدة ولعل الاستفادة من وسائل الإعلام في هذه البلاد تساعد على نشر الصورةوخصوصاً ونحن نعلم تأثر الشباب بالإعلام.

اليوم نواصل الحديث عن الإسلام في نيوزيلندة ونتناول في حديثنا أحد المحاور الهامة للدعوة هناك وهي تجربة دعوة المساجين إلى الإسلام
تعرفون إخوتي جميعكم أن السجين يكون في وضع نفسي على استعداد لتقبل النصائح والمواعظ التي تبين له أخطائه وتصحح مسار حياته وباعتبار الإسلام دين الفطرة وبحكم أن هناك نسبة كبيرة من المجتمع النيوزلندي لا دين لهم وحتى بعض المسيحيين قناعتهم مهتزة بدينهم لذلك تصبح الظروف مواتية لتبليغ دعوة الإسلام للمساجين.
وقدبدأ هذا العمل عندما اتصلت إدارة السجن في منطقة "الباني"بمدينة"أوكلاند" بجمعية المسلمين في "أوكلاند" سنة 1990م وطلبت أن يزور أحد المسلمين سجيناً ما ورياً بناءاً على طلبه وفعلاً تمت زيارة هذا السجين وأهدي بعض الكتيبات وشرحت له مبادئ الإسلام خلال زيارات متتالية والحمد لله شرح الله صدره للإسلام وأعلن إسلامه ومن هناك كانت فكرة تأسيس جمعية تتخصص في دعوة المساجين إلى الإسلام.
وتتم حاليا زيارة سجن في منطقة "ألباني "كل يوم أحد صباحاً وكذلك سجن في منطقة "مت إدن "بأوكلاند وأحيانا تتم زيارة السجون في مناطق مختلفة من الجزر النيوزلندية.
وفي كل مرة تتم زيارة مجموعة من المساجين عددهم 7 مع الحرص على التواصل مع المساجين ومدهم بما يطلبون, ويمتد برنامج الزيارة إلى ساعة تخصص أول ربع ساعة للحوار مع المساجين حول ظروفهم الاجتماعية وعائلتهم واهتماماتهم ومن ثم يتطرق للحديث عن الإسلام مع إهدائهم كتيبات ومطويات ومصاحف تساعدهم على فهم الإسلام ويؤكد القائمين على هذا الأمر من أعضاء جمعية المسلمين في أوكلاند أن هناك اهتماما من قبل المساجين بالإسلام يمكن أن يؤتي أكله لو أحسن عرضه عليهم.
وقد تم بحمد الله إسلام بعضهم وقد وصل عددهم إلى 60 مسلم ماوري و12 مسلم كيوي مدة سجنهم طويلة وهم في حاجة إلى فهم عميق للإسلام وزاد إيماني قوي للتغلب على وحشة السجن والعزلة عن العالم الخارجي والحمد لله بعد جهود كبيرة خصصت لهم إدارة السجن قاعة صغيرة للصلاة وفي شهر رمضان يعطى للمساجين المسلمين كل يوم سبت وأحد وجبة إفطار ويحثهم القائمين على ذلك على تناولها جماعة وصلاة التراويح إن أمكن.
وبالرغم من هذه الصورة المتفائلة للدعوة داخل السجون النيوزيلندية إلا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه هذا المنحى الدعوى الهام والتي من أهمها:
· أولها صعوبة التوصل مع المساجين المسرحين والذي يؤدي في كثير من الأحيان بخسران عدد كبير منهم وخاصة الذين في مناطق ليس للمسلمين وجود فيها. وهنا نداءا إلى المسلمين للاعتناء بأي مسلم جديد ومساعدته للاندماج في المجتمع المسلم وزيارتهم والاقتراب منهم ليشعروا بأهمية الأخوة الإسلامية.
قلة عدد العاملين في مجال دعوة المساجين حتى أنه في الوقت الحالي لا يوجد سوى واحد فقط منتظم في زيارة السجون, و3 آخرون يشاركون في هذا العمل إذا ما سمحت ظروفهم العائلية, وخلاصة القول أن هناك أسباب كثيرة تحول دون الممارسة في الدعوة بين المساجين.
حاجة الدعاة إلى العلم شرعي وإجادة اللغة الإنجليزية والأسلوب الحسن في عرض الدعوة على المساجين.
·الحاجة إلى أساتذة لغة عربية ليعلم المساجين مبادئ اللغة العربية ليسهل عليهم فهم معاني القران الكريم.
وهناك خطط مستقبلية جادة لتحسين العمل الدعوى بين المساجين:
منها توفير مكتبة لكل سجين مسلم تحتوي على أهم الكتب التي يحتاجها لفهم الإسلام بلغة وأسلوب سهل مع نسخة من ترجمة معاني القران الكريم موثقة بالإضافة إلى شريط فيديو لتعليم الوضوء والصلاة.
إعادة هيكلة المؤسسات العاملة في الحقل الدعوى في نيوزيلندة لتغطي كل السجون في نيوزلندة والتنسيق المستمر فيما بينها للوصول إلى كل المساجين مع تدريب الدعاة الجدد.
إصدار مجلة موجهة إلى المساجين تشرح لهم مبادئ الإسلام بطريقة ميسرة وتكون جسر التواصل مع إخوانهم وتنقل أخبارهم وهمومهم.
· استقدام دعاة معروفين لإلقاء دروس على المساجين وإدارة حوار معهم حول مشاغلهم.
وأخيراً فإن نيوزيلندة شأنها شأن الكثير من البقاع الخصبة التي تحتاج لمن يغرس فيها الإسلام ولمن يرعى هذا الغرس حتى ينمو ويترعرع ويؤتى أكله على الوجه الذي يحبه ويتمناه كل مسلم غيور على دينه وجل همه العمل لله من أجل رفع راية الإسلام عالية خفاقة في كافة بقاع المعمورة.
انتهت رحلتنا في تلك البقعة الشابة وإلى اللقاء في قطر آخر وعلى بقعة أخرى من أرض الله الواسعة إن شاء الله.








رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بسبب اعتناق شقيق وزير الخزانة الإسلام..منظمة بريطانية متطرفة تنظم مظاهرة ضد الإسلام طالب عفو ربي الأخبار العالمية والعربية 0 07-12-2009 11:33 PM
المرأة في الإسلام اسماعيل ابراهيم محمد عقيدة أهل السنة والجماعة 1 29-11-2009 12:59 AM
كيف تدعو إلى الإسلام واثق الخطوة رحيق الحوار العام 1 02-06-2009 03:59 PM
قصة الإسلام في فيجي طالب عفو ربي السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 0 01-05-2009 04:40 AM
من حسن المعاشرة ومن الإسلام حسن حسن رحيق الحوار العام 2 04-03-2009 12:52 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة