|
01-05-2009, 05:02 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قصة الاسلام على أرض شيلي
قصة الاسلام على أرض شيلي إن اختلاف أوضاع الأقليات من بلد إلى آخر لا يمكن النظر إليه بمنظار واحد،فبعضها قد نال كثيرًا من حقوقه وبعضها ما زال يعمل لتأكيدها في المجتمعات التي تعيش فيها، وبعضها تهدد وجودها عمليات الاستئصال والتطهير العرقي, كما لا يخفى على أحد أن هناك تزايد وتفاقم في العقبات والمخاطر التي تواجه الدعوة الإسلامية في كل مكان, وخاصة خارج العالم الإسلامي سواء كانت بين أهل تلك البلاد أنفسهم, أم بين أبناء المسلمين من الجاليات التي تتعايش مع تلك المجتمعات. و مما لا ينكره كل ذي لب أن الدعوة الإسلامية خارج العالم الإسلامي هي في الغالب حصيلة جهود فردية، لذلك فإنه يسهل على الحكومات الغربية تجميد أنشطتها بأية حجة وتحت أي ذريعة, لذلك ينبغي على المهتمين بالدعوة الإسلامية من الجهات الرسمية أو الجمعيات الخيرية التطوعية أن تأخذ بعين الاعتبار و النظر الجاد في أحوال تلك الأقليات المنتشرة هنا وهناك, في شتى أرجاء العالم وخاصة النائية منها. ونحن اليوم في رحلتنا نسلط الضوء على بقعة في أقصى الطرف الجنوبي من الكرة الأرضية ونقصد هنا بلدان أمريكا اللاتينية, وقد قمنا منذ وقت ليس بالبعيد بزيارة إحدى دول تلك المنطقة النائية محاولين كشف اللثام عن أحوال الإسلام هناك ليتذكرها الغافل ويعرفها الجاهل, لعل أن تطولها يد الاهتمام والعون . فرغم قلة عدد المسلمين في بلدان أمريكا اللاتينية, إلا أن هناك أملًا كبيرًا في زيادة أعدادهم، خصوصًا مع الهجرة وسهولة التواصل مع المسلمين في الدول الأخرى وزيارة الدعاة لهم، سواء من القارة نفسها أو من أمريكا الشمالية, يضاف إلى ذلك دخول بعض سكان تلك البلاد في الإسلام نتيجة لما يعانونه من خواء روحي لا تملأه دياناتهم الأصلية. تشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة الأقليات الإسلامية في أميركا اللاتينية هي 50% بين السكان الأصليين الذين قرروا الدخول في الإسلام، بينما يمكن أن تكون نسبة إل 50% الباقية من السكان المسلمين المهاجرين من أماكن مختلفة. فهيا بنا إخوتي نرتحل مع الكلمات والسطور لنرى كيف نبتت بذرة الإسلام في منطقة أمريكا اللاتينية ومن ثم في دولة شيلي. تشيلي:دولة في أمريكا الجنوبية تقع غربها، وتمتد سواحلها على المحيط الهادي بمسافة تقدر بحوالي 4828 كم2، تحدها بيرو من الشمال، وبوليفيا من الشمال الشرقي، والأرجنتين من الشرق، والمحيط الهادي من الغرب. وتعتبر شيلي دولة الشريط الساحلي، وذلك أن أرضها على شكل مستطيل في غربي القارة, ويضم هذا الشريط من اليابس الأمريكي عدة جز، يضاف إلى هذا قطاع من القارة القطبية الجنوبية، وقد أعلنت شيلي ضمها إليها, ومن أهم مدنها فلبارزو، وانتوفاجستا، وفالديفيا، وكونسيسيون. كانت شيلي قبل استعمار إسبانيا لها جزءًا من إمبراطورية الإنيكا الهندية الأميركية، احتلتها أسبانيا في سنة947هـ - 1540م وظلت مستعمرة أسبانية حتى سنة 1234 هـ - 1818 م، وذلك عندما أعلن قيام الجمهورية بشيلي، ودخلت في حربين مع جارتيها بيرو، وبوليفيا في سنة 1252 هـ - 1836 م، واستمرت هاتان الحربان عدة سنين. وحكمت شيلي من قبل سلفادور ألينيدي وهو الرئيس المنتخب, ثم قتل هذا الحاكم أثناء انقلاب عسكري عام 1973م, و تبع ذلك حكم دكتاتوري بزعامة اللواء بينوش وقعت خلاله العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وتصفيات جسدية تعد بالآلاف, وفي عام 1988م عبر الشيليون بمقتضي استفتاء عن رغبتهم في وضع حد للدكتاتورية, تلاها عودة دولة شيلي إلى تبني نظام ديمقراطي عام 1989م. أصل سكان شيلي من العناصر الهندية الأميركية، وعندما استقر الأسبان بالبلاد حدث اختلاط بينهم وبين الهنود الأمريكيين، ونتج عن هذا عناصر (المستزو) الذين يشكلون أغلب سكان شيلي، فتصل نسبتهم إلى 65% وحوالي ربع سكان شيلي من عناصر أوروبية، أغلبهم من الأسبان، وهناك أقلية ضئيلة من الهنود الأمريكيين تصل نسبتهم5%, ويعيش معظم السكان-يمثلون ثلثا السكان- في النطاق الأوسط من البلاد حول العاصمة. ·العاصمة: سنتياجو ( سانت يعقوب ). أهم المدن: فلبارزو ، وانتوفاجستا ، وفالديفيا ، وكونسيسيون. ·المساحة : تبلغ مساحة شيلي 756.950كم2. ·عدد السكان : يبلغ عدد سكانها16.454.143نسمة حسب التعداد السكاني عام 2008م. ·اللغة الرسمية :الأسبانية. ·الديانة:الكاثوليكية الرومانية 77 %,البروتستانتية 11 %,أخرى12 % منها (الإسلام 0,02 % ). ·عدد المسلمين:أي أن عدد المسلمين من أهل البلاد 3196 مسلم, بالإضافة إلى ما يساوي 3-4 آلاف مسلم من العرب المهاجرين الذي يبلغ تعدادهم 150ألف عربي أغلبهم من المسيحيين. ·المساجد الجامعة والمراكز الإسلامية:المركز الإسلامي ومسجد السلام بالعاصمة سنتياجو, وهناك المركز الإسلامي لمسجد بلال بأكيكي, وهناك مسجد ثالث إلى جانب 7 مصليات صغيرة. هذا وتكشف الدلائل الأثرية الموجودة الآن في كثير من متاحف دول أمريكا اللاتينية ومنها شيلي أن المسلمين هم الذين اكتشفوا قارة أمريكا قبل أن يكتشفها "كولومبس"، وذلك عندما أبحر 8 من المسلمين من لشبونة في القرن العاشر الميلادي، محاولين اكتشاف ما وراء "بحر الظلمات"، وهو الاسم الذي كان يطلقه المسلمون على المحيط الأطلسي إلى أن نزلوا في أمريكا الجنوبية. تاريخ دخول الإسلام إلى أمريكا اللاتينية عموماً: يذكر صاحب كتاب "العرب في أمريكا" أنه في سنة 1539م اكتشف "فراماركوس دي نايز" المناطق المعروفة اليوم باسم "نيومكسيكو" "وأريزونا"، وكان مرشده في ذلك بحار مسلم مغربي اسمه "أسطفان"، وقتل على يد أحد الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، الذين لم يكونوا قد رأوا أي رجل أبيض من قبل. وتشير دراسات أخرى أن عددًا من البحارة المسلمين من بقايا الممالك الأندلسية كانوا من أفراد البعثة الاستكشافية التي قادها كولومبس نحو الأمريكتين في عام 1492م، نظرًا لتفوقهم في علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن. إضافة إلى ذلك فقد كانت نسبة كبيرة من العبيد الأفارقة الذين أتى بهم إلى أمريكا اللاتينية من شمال إفريقيا وشرقها كانوا من المسلمين. وكما ذكرنا من قبل أن كثير من الدراسات تشير إلى أن المسلمين سبقوا كولومبس في الوصول إلى أمريكا اللاتينية بمناطقها المختلفة التي منها شيلي، فبعد عدة سنوات من البحث والدارسة في تاريخ أمريكا اللاتينية كشف باحثان في محاضرة ألقياها في جامعة كاليفورنيا عن جوانب تشابه في طرق المعيشة التي كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر (المعروفين تاريخيًا بقبائل الآزتك) مع المسلمين. كما عرض الباحثان عددًا من الوثائق وسردا مجموعة من القصص التي تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهر فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة في أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبس والمستكشفين الأوروبيين إليها.مما يعد دليلاً على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل الهندية في الأمريكتين قبل وصول النصرانية التي جاء بها الأوروبيون إلى تلك الأرض بعد ذلك بعدة قرون. وقد عرفت أميركا اللاتينية منذ بداية انتشار النصرانية فيها في العام 1492م وحتى اليوم مجازر كثيرة ارتكبت وترتكب باسم الله, والتاريخ خير مرجع على هذا الكلام مع قدوم أوائل القادة الأسبان الذين أتوا "يغزون" هذا العالم الجديد. و جملة القول أن ظهور الإسلام في هذا البلد قد ارتبط بالعرب المهاجرين،فبعد ضعف الدولة العثمانية واجتياح الاستعمار الفرنسي والبريطاني لأكثر دول العالم العربي والإسلامي،هاجر عرب مسلمون ونصارى خصوصاً من سورية وفلسطين ولبنان تجاه دول أمريكا اللاتينية ومنها تشيلي هربًا من الظروف السياسية السيئة التي كانت تعيشها المنطقة, ورغبة في الحصول على فرص معيشة أفضل عن طريق العمل أو التجارة, وبحثاً عن حياة مستقرة وآمنة. هذا وقد بدأت الهجرات من البلاد العربية والإسلامية بصورة مكثفة نحو أمريكا اللاتينية في منتصف القرن التاسع عشر. وكانت أكبر الهجرات عددًا في أوائل القرن العشرين وإبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكانت معظم تلك الهجرات تأتي من سورية ولبنان وفلسطين ودول شبه القارة الهندية. ولكن هؤلاء المهاجرون المسلمون الذين قدموا إلى أميركا اللاتينية عقب الحربين العالميتين وجدوا صعوبة كبرى في الانخراط في المجتمع اللاتيني ما لم يتحولوا إلى المسيحية, ولقد كانت البيئة التي انخرطوا فيها بيئة قاسية غير متسامحة ضيقت عليهم الخناق فزعزعت إيمانهم بجذورهم الإسلامية وجرفتهم في تيارها، فرفضوا أصولهم الإسلامية. وقد انتشر هؤلاء المهاجرون في عدد من بلدان أمريكا اللاتينية ومنها تشيلي والباراغواي وغيرها, وقد استخدم العرب المهاجرون في الأرجنتين والبرازيل المطابع بالحرف العربي في نهاية القرن التاسع عشر لإصدار الصحف باللغة العربية، ولكنها لم تستخدم لأي إصدارات تخدم الدعوة إلى الإسلام. وعلى الرغم من الصعوبات البالغة التي واجهها المسلمون الأوائل غير كونهم أرقاء أو غرباء مهاجرين،إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظًا في الدعوة الإسلامية هناك وأحوالها تتمثل في زيادة أعداد المسلمين. ومع ذلك، فإن شعب ذلك القطر اللاتيني يعيش حاليًا فراغًا روحيًا كبيرًا لم تستطع الكنيسة الكاثوليكية أن تملأه، ولا يزال عدد كبير منهم يبحث عن الدين القادر على تلبية حاجاتهم العقائدية والروحانية. لذلك فإن الأرض خصبة, كما أن الظروف متاحة فيها للدعوة إلى الله على نطاق واسع لتقريبهم إلى الدين الإسلامي، كما أن العمل الإسلامي المؤسسي ميسر لإنقاذ المسلمين من الذوبان واحتضان أبنائهم لحمايتهم من الضياع. وبالرغم من أن الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي في المشرق وبين مسلمي الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا في زيادة في تواصله مع المسلمين في بلاد أمريكا اللاتينية وفي شيلي خاصة من خلال الهجرات الحديثة أو الزيارات التي يقوم بها المسؤولون والدعاة, ومع أن الكاثوليكية تسير فيها إلى الانحدار بسبب الأخلاقيات المتدنية التي يتخلقها أتباع هذه الديانة وسوء معاملة بعضهم البعض إلا أنها لم تؤتي أكلها حتى الآن. يقدر عدد العرب في شيلي بنحو 150 ألف عربي، وأغلب هذا العدد من المسيحيين, يتراوح عدد المسلمين منهم ما بين 3 و4 آلاف مسلم من إجمالي الجالية العربية, إضافة إلى ما يقارب نفس العدد أو أكثر قليلا من الذين دخلوا في الإسلام من أهل البلاد, والكثير من هؤلاء المسلمين لا يؤدي الشعائر الإسلامية. وتعاني الأقلية المسلمة من الذوبان شبه الكامل في المجتمع الشيلي, وأحوالهم الاقتصادية متوسطة إذا ما قورنوا بالأقليات الأخرى وخاصة اليهودية, التي تسيطر على جل المؤسسات البنكية وقطاع المحاماة والإعلام. ومع أن المسلمين في تشيلي أسسوا جمعية إسلامية إبان الحرب العالمية الثانية في عام 1939م؛ إلا أن هذه الجمعية تقلص نشاطها وتضاءل حتى أنه أصبح عديم الذكر. وبسبب ضعف إمكانات الأقلية المسلمة في شيلي على كل المستويات مادية كانت أم دينية, فقد أغرى ذلك كل ماكر ليدلي بدلوه باسم الإسلام, فتجد مركز إسلامي شيعي تقوم إيران بدعمه وتمويله, وحتى الصوفية لم تعدم لها سبيلاً هناك فنجد مركزاً آخر يتبع إحدى الفرق الصوفية. يوجد في تشيلي الآن مسجدان أحدهما في العاصمة سنتياجو والآخر في مدينة إكيكي بشمال تشيلي، وقام ببنائه مجموعة من المسلمين من شبه القارة الهندية، وافتتح للصلاة منذ سنوات قليلة. وبينما تعيش أغلب الجالية المسلمة في العاصمة "سنتياجو" ومدينة إكيكي, ومدن متفرقة أخرى, فلا نجد سوى 3 مساجد و7 مصليات صغيرة للسنة وهذه بالنسبة لإجمالي عدد المسلمين لا تسمن ولا تغني من جوع. وفي ظل قلة المساجد تواجه الجالية المسلمة في تشيلي تحديات خطر الذوبان في المجتمع, حيث تطالعنا في بعض الصحف الصادرة لديهم أسماء لأشخاص تجمع بين الإسلام والنصرانية, فمثلاً نجد (جون عبد الله – ومايكل محمد وهكذا من هذا القبيل ) وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على الهوة السحيقة بين أبناء الجيل الجديد وآبائهم ممن كانوا على دين الإسلام. وهناك أسباب كثيرة أدت إلى بعد الأبناء عن الإسلام وجهلهم به, أهمها أنه ضعف الإمكانات الدعوية, فكما ذكرنا من أنه لا يوجد سوى 3 مساجد جامعة وهي تمثل في نفس الوقت مراكز إسلامية, و7 مصليات صغيرة تخدم كل مسلمي شيلي، ويحلم الكثير من المسلمين في هذا البلد بزيادة عدد المساجد لتكون الرابط بينهم وتعمق هويتهم. وللحق يوجد في البلاد العديد من الجمعيات الخيرية والنوادي الشبابية وبعض المدارس, وفي عام 1998م أسس معهد العلوم الإسلامية بمدينة سنتياغو وبجهد ذاتي من بعض المسلمين المقيمين هناك, ومن أبرز أنشطة هذا المعهد تدريس القرآن الكريم وتحفيظه، تدريس اللغة العربية للصغار والكبار، إعطاء دروس لتعليم المسلمين أمور دينهم، إضافة إلى توفير المطبوعات الإسلامية باللغة الأسبانية. كما يصدر المركز دورية شهرية تعني بمعالجة القضايا المستجدة التي تهم الجالية, ومن الجدير بالذكر أن هذا المركز يقوم بمعظم النشاط الدعوي في تشيلي، وخصوصًا في العاصمة، رغم حداثة عمره مستفيدًا من الوعي الإسلامي المتزايد بين الشباب من المهاجرين أو أبناء الجالية, وهذا عبء ثقيل وجهد مشكور يتحمله ذلك المعهد المبارك على كاهله, ولكن يخشى مع مرور الوقت أن تثقل ذلك الكاهل تلك الأعباء الجسيمة, ويلزمه بالفعل من يشد أزره. هذا ويشدد المسلمون في هذا البلد على ضرورة الوحدة بين أبناء الجالية, وذلك لحماية المسلم خاصة أنه يعيش في دولة غالبية أهلها يدينون بغير الإسلام، ويقول بعض المسلمين إن هنا كعادات سلبية بدأت تظهر في أوساط الجالية، كالأنانية والفردية والولاء للبلدان والأوطان الأصلية، مع ضعف المؤسسات الإسلامية وعدم فهمها للواقع ولمعطيات الزمان والمكان. ويعول الكثير من المسلمين بعد فضل الله على المنظمات الإسلامية العالمية والجمعيات المحلية في تشيلي في تقديم وعرض الدعوة الإسلامية بين الجالية, بغية الحفاظ عليها وعلى كيانها وشخصيتها المتمثلة في دين الإسلام. وقد أدرك بعض القائمين على عدد من المساجد والمراكز الإسلامية الحاجة إلى تنسيق الجهود والتعاون فيما بينهم من أجل تنظيم العمل الإسلامي وشئون الدعوة إلى الله في أمريكا اللاتينية، فقاموا بتأسيس "المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية". قامت هذه المنظمة بنشاط ملموس يتمثل في طباعة الكتب الإسلامية التعليمية التي تربطهم بالإسلام, وتدعوهم إليه, وترفع مستوى علمهم ووعيهم الشرعي, وذلك باللغات المحلية, وهناك أيضاً إنتاج الأشرطة الصوتية والمرئية التي تشرح الإسلام وأصوله ومبادئ العبادات والمعاملات، ومن ثم توزيعها على المراكز الإسلامية والأفراد, يضاف إلى ذلك زيادة طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم باللغات التي يتحدث بها أهل تلك البلاد. كما تحرص هذه المنظمة على إرسال بعض المسلمين من مختلف دول أمريكا اللاتينية لأداء فريضة الحج، إضافة إلى السعي لتوفير منح دراسية لبعض شباب تلك القارة في الجامعات الإسلامية ومحاولة توفير فرص عمل لهم بما يخدم الجالية المسلمة هناك. تسعى هذه المنظمة كذلك إلى تنشيط العمل الإسلامي على المستوى السياسي, مثل المطالبة بإعطاء العاملين من المسلمين عطلة رسمية في العيدين، مع تشجيع المسلمين على التمسك بحقوقهم السياسية أسوة بغيرهم من مواطني تلك الدول، والارتقاء في المناصب المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا، والدفاع عن الجاليات المسلمة. ولأن الطريق الدعوة إلى دين الله طويل, والعمل فيه شاق إلا على كل مخلص صاحب همة موفق بتيسير من الله, كما أن شياطين الإنس تقف على جانبي ذلك الطريق, فإنه لابد من وجود تحديات وصعوبات ومخاطر في ذلك الطريق فكل جالية مسلمة في أي بلد من بلدان أمريكا اللاتينية تعاني من مشاكل كثيرة, بعضها يكون همًا مشتركًا وعامًا بين هذه الجاليات الإسلامية في البلدان اللاتينية, بينما تكون بعض المشاكل والصعوبات خاصة بكل جالية على حدة, وإن من المشاكل التي تشترك فيها الجالية الإسلامية في تشيلي مع غيرها من الجاليات الإسلامية في بلدان أمريكا اللاتينية ما يلي: ·الضعف الشديد في التواصل بين المسلمين في شيلي من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخرى, وهذا الضعف في التواصل له أثر سلبي على وضع المسلمين في شيلي. ·وكذلك فإن للبعد الجغرافي آثار سلبية, فهو على سبيل المثال يعيق استمرارية التواصل سواء على مستوى المنظمات الخيرية أو مستوى الأفراد. ·التحرشات السياسية في حكومات أميركا اللاتينية, وتتمثل في صد محاولات انفتاح هذه الحكومات في توجهها نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع أي من الدول الإسلامية . ورغم أن المراكز الإسلامية والمساجد تشكل نواة المجتمع الإسلامي حيث يمارس الأفراد عباداتهم اليومية ويؤدون صلاة الجمعة, كما يتلقى المسلمون فيها دروسًا في اللغة العربية ويتعلمون أصول دينهم الحنيف, كما تتم في هذه المراكز مراسم الزواج والدفن والاحتفال بالعيدين, ومع ذلك لا تتلقى المراكز الإسلامية المنتشرة في أميركا اللاتينية أي دعم مادي من الخارج، ويكتفي معظمها بموارده الذاتية الداخلية المحدودة. ·ذوبان كثير من أبناء المسلمين في المجتمع التشيلي، حيث إن كثيرًا منهم قد ضيع دينه ولغته، وهناك كثير من المسلمين قد تنصَّر أولادهم –كما ذكرنا من قبل- بسبب أن الأب نصراني أوالأم نصرانية فلو كان المسلمون يهتمون بتقوية الروابط بالمصاهرة فيما بينهم. ·التقصير من جانب المسلمين أنفسهم في عرض الإسلام, وإهمال المنظمات الدولية والإسلامية للأقليات المسلمة في أمريكا الجنوبية. ومن المشاكل التي تعاني منها الجالية الإسلامية في تشيلي خاصة: ·تقف على قمة هذه التحديات والمشكلات انحسار عدد المساجد وقلتها. ·الوضع الاقتصادي المتدني, حيث تنتشر البطالة ويكثر الفقر في شيلي عمومًا, وقد ذكرنا من قبل أن حال الجالية الإسلامية الاقتصادي متوسط. وذكرنا أيضًا أن أعمدة الاقتصاد هناك في أيدي اليهود, وهناك كثرة المشاكل وتداخلها وانتشار الفساد الإداري مما أثر سلبًا على وضع المسلمين في تشيلي ماديًا وبالتالي دعويًا, وكذلك إنشاء المراكز اللازمة للتعليم والتدريب والتأهيل، إضافة إلى التقصير في دعم طباعة الكتب وتوظيف الدعاة والأئمة ومن المعروف أن كل ذلك يتم بالجهود الذاتية. ·كثرة زواج الشباب بغير المسلمات أو بالمسلمات اسميًّا, وهذا يؤثر في مستوى التزام الشباب أنفسهم بالإسلام وأبنائهم بعد ذلك، ويزداد الأمر سوءًا عندما ينفصل الزوجان وتتولى الأم حضانة أبنائها فتنشئهم بعيدًا عن تعاليم الإسلام كما يحدث في جل الدول الغربية. ·الانفلات الأمني التي تعاني منه الحكومة التشيلية المتمثل في ضعف التشريعات والإجراءات الإدارية, وعدم كفاية إجراءات الشرطة كما ذكرت منظمة حقوق الإنسان، وقد ألقت هذه المشكلة بظلالها على الجالية الإسلامية فأثرت على العمل الدعوي بفتور الهمم عن إقامة المشروعات الدعوية وذلك بسبب الاضطراب الأمني الحاصل فيها. ·جهل كثير من المسلمين بتعاليم الإسلام الأساسية، وكذلك قلة الاهتمام باللغة العربية, وقلة الكتب والأشرطة التي تشرح مبادئ الإسلام بلغة يفهمها المسلمون من أبناء تلك البلاد. ·قلة الموارد البشرية, مثل قلة عدد الدعاة المجيدين للغات المحلية مع دراية كافية بعادات شعوب تلك الدول وتقاليدها، وقلة الكوادر القادرة على تمثيل المسلمين في بعض المناسبات والحوارات التلفزيونية، والتفاعل مع وسائل الإعلام المحلية للتعريف بالإسلام والرد على دعاوى التضليل الإعلامي المعادي للإسلام والمسلمين. ·غياب برامج رعاية المرأة والطفل, ومن المعروف أن حقوق المرأة مغيبة ومهضومة من قبل الحكومات المختلفة لتلك البلاد كما جاء في التقرير السنوي لمنظمة حقوق الإنسان, وهذه تضعف بناء الأجيال التالية للمهاجرين، نظرًا لكون الأطفال يتأثرون أكثر ببيئتهم المحيطة وبأمهاتهم، خصوصًا إذا كنَّ غير مسلمات أو اعتنقن الإسلام حديثًا. هذا غيض من فيض من التحديات والعقبات التي تواجهها دول أمريكا اللاتينية عمومًا وتشيلي خاصة, ولابد من اتخاذ خطوات إيجابية لمحاولة التغلب على هذه المشكلات, منها ما هو خاص بأبناء الجالية أنفسهم, ومنها منوط بشعوب وحكومات العالم الإسلامي وعلى سبيل المثال لا الحصر: ·إنشاء مدارس إسلامية وإعداد مناهج تتبع التعليم الرسمي في البلاد,لكي لا يعزف الآباء عن تدريس أولادهم في المدارس الإسلامية, فإذا كانت المدارس الإسلامية معترفًا بها فإن هذا مما يزيد إقبال أبناء الجالية عليها، وتضاف إلى هذه المناهج المواد الإسلامية ومواد اللغة العربية. ·التركيز على ترجمة الكتب الإسلامية والأدبية للغة الأسبانية وهذا مما يربطهم ويقوي صلتهم بالثقافة الإسلامية. ·التواصل ما بين الدول العربية والإسلامية مع الجالية الإسلامية في شيلي عن طريق المؤتمرات الدولية وغيرها من صور التبادل الثقافي مما يعزز الانتماء لدى الجالية المسلمة في شيلي لدينها. ·أن تهيأ معاهد لتدريب الدعاة في الدول الإسلامية, ويتم من خلالها تعريف بأحوال الجالية الإسلامية في تشيلي حيث يكون لدى الداعية معرفة تامة بأحوال الجالية, لكي يكون التأثير عليهم قويًا وفعالًا في نفس الوقت. ·ابتعاث الطلاب المسلمين من تشيلي إلى الدول العربية وتسهيل المنح الدراسية لهم لكي يتعلموا العلوم الدينية والعربية ويعودوا لمجتمعهم سفراء صالحين ومؤثرين لنشر دينهم ورفع رايته. ·توجيه الفضائيات الإسلامية ووسائل الإعلام المختلفة لمخاطبة هؤلاء الأخوة وتدريب الكوادر لذلك من حيث اللغة وأسلوب الدعوة. وأخيرًا لقد أضحت المجتمعات الإسلامية قوة تعكس صورة داعمة لكيفية تمسك المسلم بقيمه ومبادئه, والأقليات المسلمة هي في الواقع جسر وهمزة وصل مع العالم الإسلامي, وهي متنوعة من حيث قوتها المادية والإيمانية, وتعتبر المجتمعات الإسلامية المنتشرة في أميركا اللاتينية أقلية لا يستهان بها في كل بلد من بلدانها سواء شيلي كأحد بلدان تلك القارة أو غيرها من البلدان, لذا يجب مد يد العون الصادقة, كمايجب توجيه الجهود الدعوية إلى تلك القارَّة البكر،والمكتظة بالمجتمعات السكانية، وينبغي للجهات الدعوية ـ الرسمية أو الفردية استغلال ذلك الحقل الخصب الذي لا يحتاج إلا لبذر البذور ورعايتها حتى تنمو وتكبر وتأتي أكلها بإذن الله, والله الموفق وإليه الإنابة وعليه التكلان, وإلى الملتقى في ميدان آخر من ميادين الجهاد الدعوي في سبيل الله. |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسد الاسلام | admin | الأسرة والمرأة والطفل | 2 | 04-10-2009 11:22 PM |
قصة الاسلام في سيراليون | طالب عفو ربي | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 0 | 03-05-2009 12:17 AM |
قصة الاسلام | طالب عفو ربي | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 4 | 30-04-2009 09:32 AM |
معانى الاسماء | نسمة الهجير | علوم وثقافة | 5 | 04-01-2009 06:54 PM |
|