الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد ,
السلام على من إتبع الهدى ,
رب إشرح لى صدرى , ويسر لى أمرى , واحلل عقدة من لسانى , يفقهوا قولى
ورد فى سورة البقرة أن من آمن بالله واليوم الآخر ومنهم النصارى يوم القيامة ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) إذاً فالمسيحيون بإعتراف القرآن سيدخلون الجنة
نبـّه تعالى على أن من أحسن مِن الأمم السالفة وأطاع فإن له جزاء الحسنى وكذلك الأمر إلى قيام الساعة كل من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلّفونه كما قال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار في قوله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) .
فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى فلم يدعها ولم يتبع عيسى كان هالكا ، وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم فمن لم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا.
والمقصود أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر وهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت عملا صالحاً ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.