بغداد- وكالات الانباء
اعلنت الشرطة العراقية امس السبت مقتل عشرة اشخاص واصابة 25 بانفجار سيارة مفخخة استهدفت معرضا لبيع السيارات وسط مدينة تلعفر القريبة من الحدود السورية (450 كلم شمال بغداد).
وجاء في تقرير أمني ان «سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق في معارض السيارات في تلعفر انفجرت مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل واصابة 25 آخرين».
واكد الجيش الاميركي ان «الهجوم استهدف المدنيين في منطقة المعارض».
وشهدت تلعفر قبل اشهر العديد من الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والتي اسفرت عن مقتل المئات من المدنيين.
ومساء امس قتل ثلاثة اشخاص واصيب 23 في انفجار سيارة مفخخة قرب المسرح الوطني في وسط بغداد.
كما اصيب 16 شخصا على الاقل، بينهم تسعة شرطيين، في اعمال عنف في بغداد وغربها.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان قنبلة استهدفت دورية للشرطة في حي العطيفية (شمال بغداد) اسفرت عن اصابة ثلاثة شرطيين واربعة مدنيين.
وفي حي المشتل (جنوب شرق بغداد)، اصيب ثلاثة مدنيين في انفجار عبوة علقت بشاحنة صهريج فارغة اندلعت فيها النيران.
وفي مدينة النصر والسلام (40 كلم غرب بغداد) اصيب ستة شرطيين بينهم ضابط في انفجار قنبلة لدى مرور دوريتهم.
وأعلن الجيش الأميركي امس عن مقتل احد جنوده الجمعة بانفجار عبوة في الأنبار (غرب) وهو ينتمي إلى الفرقة «متعددة الجنسيات غرب».
المالكي و«يوم بغداد»
وأمس أعلن رئيس الحكومة ان مدينة بغداد عادت الى اهلها بعد اكثر من ثلاث سنوات من القتل والاستهداف.
وقال في احتفال كبير بمناسبة يوم بغداد اقيم في ساحة عامة في منتزه الزوراء خارج المنطقة الخضراء «ان رجال الامن من الشرطة والجيش وقفوا سدا منيعا لحماية الذين يحرصون على بناء بغداد واعمارها وعلى الذين يهتمون بالتاريخ ان يقفوا عند هذه المحطة وان يسجلوا فقراتها بكل حرص وامانة».
واضاف «قبل ثلاث سنوات انحدرت بغداد والعراق كله نحو المصير المجهول لكن اليوم نتكلم بكل ثقة وقوة بـ «أننا قد استعدنا بغداد وقد عادت الى اهلها وعاد اهلها إليها بعدما هجروها بسبب القتل والاستهداف».
وأضاف ان «شكل النظام الحاكم والسياسة العامة والسياقات والحرية كلها عطاءات اكتسبناها بدماء غزيرة ينبغي المحافظة عليها من اجل الا يأتي شرير آخر وتبدأ عملية التخريب من جديد».
ودعا المالكي المدن العراقية جميعا الى الاقتداء بالعاصمة «وان يجعلوا لمدنهم يوما مثل يوم بغداد يعملون من خلاله على استعادة مدنهم عمرانها بعدما خربت عن قصد على خلفيات طائفية وعرقية وحزبية».
شيوخ العشائر يدعمون المالكي
في غضون ذلك، انطلقت صباح امس تظاهرات تقدمها شيوخ العشائر في عدة محافظات، احتجاجا على رفض القيادة الكردية تشكيل مجالس الاسناد، (على غرار مجالس الصحوة) بدعم من المالكي بهدف احلال الامن.
وكان الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال الطالباني، قد اعلنا رفضهما القاطع لتشكيل افواج الاسناد في اقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، وهي كركوك واجزاء من بعقوبة في ديالى واجزاء من محافظة نينوى يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم.
وهدد الحزبان بمعاقبة من يتعامل مع هذه المجالس او ينخرط فيها باعتبارها اشبه بافواج الدفاع التي شكلها صدام حسين من الاكراد لضرب الاكراد، والتي اشاروا اليها في بيانهم باسم «الجحوش»، وهو ما اعتبره شيوخ العشائر اهانة لهم. فخرجوا امس في تظاهرات في تكريت وصلاح الدين والمثنى وكركوك وكربلاء والحلة والنجف.
ففي تكريت تجمع المئات لينددوا بما اعتبروه «تهجما» على العشائر التي تنضم الى مجالس الاسناد.
مشروعهم التقسيمي
وقال الشيخ احمد رجا الدليمي عضو مجلس اسناد محافظة صلاح الدين «ان الذين يعارضون خطة المالكي، انما يهدفون ان يبقى العراق ضعيفا، وان يستمروا في مشروعهم التقسيمي».
بدوره، قال الشيخ خميس ناجي جبارة رئيس مجالس صلاح الدين وعضو هيئة رئاسة اسناد تكريت «نظمت التظاهرة كتأييد للمالكي في مواقفه الوطنية، وكذلك لمواقفه في دعم العشائر». وقال فرحان عضو البرلمان ان «العشائر هي مع ارساء سلطة القانون».
واضاف «للذين يطالبون ويؤكدون على وجود مناطق متنازع عليها، نقول ان العراق واحد بجميع طوائفه وقومياته، ولا توجد مناطق متنازع عليها في دولة واحدة».
وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي الذي استقبل متظاهرين «ما هي المخالفة القانونية او الشرعية والعرفية، حينما تحتضن الدولة العشائر العراقية لرسم مستقبل العراق الجديد؟».
واضاف المحافظ وهو قيادي في حزب الدعوة الذي يقوده المالكي «هل يريدوننا ان نتحدث عن قائمة مخالفات للدستور (..) فهل ان تخصيص 17% من ميزانية الدولة دستوري؟ وهل ان البشمركة تشكيل دستوري؟».
.. وكركوك متعددة الأعراق
وفي بلدة الحويجة في كركوك (شمال)، حيث الغالبية من العرب السنة تظاهر المئات دعما للمالكي. وقال خيري ناضم العاصي ابرز شيوخ قبيلة العبيد ان «مساندتنا لرئيس الوزراء، نعدها موقفا تاريخيا ووطنيا لانه نجح في مواجهة الطائفية والتطرف».
بدوره، قال الشيخ برهان مزهر العاصي عضو مجلس محافظة كركوك عن العرب «اننا كعرب اثبتنا اليوم دعمنا للعملية السياسية، وحرصنا على عراقية كركوك، وان افواج الاسناد ما هي الا عامل استقرار وامن لاعادة التوازن».
ويرجح المحللون ان سعي المالكي لتشكيل مجالس الاسناد في المناطق المتنازع عليها القريبة من اقليم كردستان وفي اقليم كردستان يهدف للحد من تصاعد نفوذ الاحزاب الكردية المتزايد في البلاد.