|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
28-11-2008, 11:37 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
الدولة العباسية بعصرها الثاني وخطها البياني على اجزاء
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج1 بقلم/ اسد العرب والاسلام لقد مرّت الدولة العباسية العربية الإسلامية كأي حضارة بمراحل قوة وضعف وما بينهما خصوصا وقد سارت على مبدأ التوريث للحكم ولم تتخذ من مبدأ الشورى الإسلامي بموجب الشريعة والذي اعتمدته دولة الإسلام الأولى مبدأ لها في حقبها المتوالية وسنقسم الخط البياني لسير تلك الحضارة إلى ثلاث مراحل المرحلة الأولى/ هي حقبة العصر العباسي الأول وهي تجسد القوة والهيبة واستمرار الفتوحات والازدهار السريع وقد استمرت بذلك حتى دبّت الصراعات على الحكم جراء اقتران بعض الخلفاء من بني العباس بالنساء غير العربيات ومؤداه في المفاضلة بين الأمراء عند تسميتهم لتولي الخلافة , المرحلة الثانية/ هي حقبة العصر العباسي الثاني وهي تمثل تراجع القوة وتوقف الفتوحات والانشغال بتحكيم الثغور وفض النزاعات الداخلية للأمصار وإخماد الفتن وبدء الصراعات والدسائس بين الأمراء ومن وراءهم على الخلافة كصراع الأمين والمأمون على الخلافة المرحلة الثالثة/ فهي تقسم إلى مرحلتين بحسب مجريات أحداثها وسير التداخلات الخارجية وتغير موقع عاصمة الدولة اثر بدء وتعاظم تلك التداخلات والتي شهدت بنهاية مرحلتها الثانية سقوط وزوال تلك الحضارة الأولى/ هي مرحلة الانتقال إلى سامراء وأسباب ذلك التي تؤشر على بدء تعاظم استقواء العنصر التركي الذي اعتمده الخليفة المعتصم وقد ابتدأ ذلك العنصر أولا بتطبيق أجندته الهدامة بالتدخل في شؤون الجيش العربي العباسي بإقصاء قادة الجيش من العرب والتآمر عليهم وقتلهم ليضعف دورهم في الجيش للتهيؤ للتداخل السياسي عندما تحين الفرصة لذلك بقدوم خلفاء ضعفاء وقد حصل المراد بعدما تم التآمر لقتل الخليفة المتوكل ونهايته المأساوية وهي تمثل نهاية العصر العباسي الثاني (وقد كتبنا في ذلك بحثا خاصا) الثانية/ وهي تمثل بداية العصر العباسي الأخير وهي التي تجسد تدهور وتفاقم مراحل ضعف تلك الدولة بالتدريج إذ ابتدأت بتحكم الأتراك التام بشؤون إدارة الدولة في مطلعها حتى أتى الصراع بينهم وبين آل بويه من الأعاجم في نهاياتها وتحكم هؤلاء أيضا بشؤون تلك الدولة التي بقيت تعيش الصراعات بين ذينك الطرفين حتى لم يبقى في بعض المراحل للخلفاء إلا الاسم أحيانا وسنتناول هنا تقييم سير بعض خلفائها وسياساتهم وابرز الأحداث فيها إلى جانب مجريات الأحداث التي جسدت تلك التداعيات في هذا الموضع فهي حقبة الضعف والإستقواء بقوى خارجية من غير العرب والاعتماد على أبناءها كقادة وجند في جيش الدولة النظامي وكذلك السماح بتداخل بعض تلك العناصر الخارجية في سياسة تلك الدولة بشكل مباشر في بعض المراحل والذي وصل حد عزل الخلفاء أو توليتهم أو حتى قتلهم كما حدث غير ذي مرة في عاصمة بني العباس الجديدة سامراء ولأجل إسقاط الضوء على تلك المرحلة سنتناول سير سياسة الدولة من عهد الخليفة المعتمد حتى آخر خلفاء بني العباس المستعصم يتبع
|
|||||
28-11-2008, 11:38 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء يتبع ج3
|
|||||
28-11-2008, 11:38 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء تدهورت الحالة السياسية لدولة بني العباس بتلك المرحلة وبلغت حدا من التفاقم بعد أن قتل الخليفة المتوكل أول خلفاء العصر العباسي الثاني وبدء التدهور حين تولى الخلافة ولده المنتصر عندما بايعه القادة الأتراك والذي سرعان ما انقلب عليهم عندما أحس بخطرهم الكبير وبأنهم باتوا يتحكمون بكرسي الخلافة وتحديد من يجلس عليه وإنهم بذلك قد سيطروا على الدولة العباسية فحاول إبعادهم وإشغالهم بالحروب مع الروم والبيزنطيين على الثغور ولم يخف مشاعر حقده عليهم حيث صرح بذلك كثيرا مما جعلهم يفكرون بقتله وتم ذلك بالفعل ولم يدم حكمه أكثر من ستة شهور ولم يكن له من عمل مميز إلا منهجه بمصالحة العلويين إذ أزال ما تركه والده من اثر سيء في نفوسهم وقد قتل في عامه الذي لم يتمه على أيدي قتلة والده وبعد ذلك اجتمع القادة الأتراك ليتشاوروا في تولية من يليه فاجمعوا على إبعاد أولاد المتوكل كيلا يتولى منهم من يثأر لوالده وأخاه بحسب ما ذكره ابن الأثير وبايعوه وله من العمر ثماني وعشرون سنة ولقب بالمستعين إلا إنهم سرعان ما اختلفوا وانقسموا على أنفسهم كفريقين مختلفين بالرأي حول التولية الأول بزعامة باغر التركي قاتل المتوكل والفريق الثاني المؤيد بزعامة القائدين وصيف وبغا وهم الذين قاموا بالخروج من سامراء ليلا واصطحاب الخليفة إلى بغداد ولكنهم فيما بعد اسقط بيديهم فحاولوا استدراج الخليفة بالاعتذار إليه ليعود إلى سامراء غير انه رفض تلبية طلبهم فلما رأى أولئك انه تنكر لهم وعصاهم خلعوه وبايعوا ابن عمه أبى عبد الله بن الخليفة المتوكل ولقب بالمعتز وحدثت بذلك فتنة كبيرة بالبلاد بين بغداد وسامراء ويروي أحداثها احمد بن الحارث اليماني فيقول إنها حرب دامت عدة أشهر وأتعبت كاهل البلاد وحل الغلاء وعظم البلاء إلا إن المعتز في سامراء انتدب أخاه أبى احمد بن المتوكل الملقب بالموفق على حرب المستعين وحدثت أحداث أخرى ذكرها المسعودي حول انهزام المستعين واستجارته وخذلانه حتى انتهى الأمر به معزولا ومبعدا في واسط بعد أن أوكلوا به القائد احمد بن طولون ومن ثم أرادوا منه قتله فرفض ولكنهم عادوا فأرسلوا إليه احد الحجاب مع بعض الجند فقام بقتله وانتهى أمر المستعين وعهده الذي جرت به الكثير من الفتن في الداخل والخارج ولم يتسنى له مباشرة إدارة شؤون خلافته منذ البداية وحتى النهاية وعند تصفيته بقيت الخلافة للمعتز الذي كان ضعيفا وأمره مرهون بيد الأتراك حيث كان يخاف بطشهم وغدرهم وكان لا ينام إلا وسلاحه جواره حتى قتل بتلك الحادثة الشهيرة التي كنا قد كتبنا عنها عندما ثار الجند لعدم استيفاء مرتباتهم وحين رفضت والدته قبيحة مساعدته في دفع المبالغ المترتبة حتى قتل بتلك الصورة البشعة التي وصفها لنا ابن الأثير وانتهى أمره في عام 255ه ثم وليَّ الخلافة أخاه المهتدي وعلى الرغم من كونه ضعيفا وواقع تحت تأثير الأتراك إلا انه كان رجلا صالحا وملتزما وقيل أيضا انه ابن الخليفة الواثق إذ لم يكن من الذين ولاهم المتوكل وسنمر بعجالة على وصف عهده فقد كثرة في خلافته الثورات والفتن ومنها بدايات ثورة الزنج في البحرين تجاه البصرة في بغداد والموصل وطبرستان وغيرها مما امتد إلى الأردن وفلسطين ودمشق وليس ذلك معرض بحثنا فقد كان المهتدي كغيره من سابقيه ألعوبة في يد القادة من الأتراك مع انه فكر بالخلاص مما قد ينتظره في أية لحظة حين حاول استمالة احدهم وهو القائد باكباك ومناه بقيادة الجيش إن هو أقدم على قتل القائد الكبير بغا إلا إن باكباك وشى به وهنا سرعان ما اجتمعت كلمة الأتراك على قتله على اثر قتله بعض الموالي ثم اجتمعوا عليه وأسروه وعذبوه حتى مات فكان مقتله في رجب عام256ه ج3 تدهور الحالة للدولة العباسية بتفاقم التداخلات يتبع في ج4
|
|||||
28-11-2008, 11:40 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج4 خلافة المعتمد وتقادم التداخلات السياسية إن حقبة خلافة المعتمد هي حقبة هامة من حيث تزايد التداخلات ومفارقاتها وسنحاول إسقاط الضوء على بعض مفاصلها فقد بايع القادة الأتراك المعتمد للخلافة والذي كان حينذاك محبوسا في الجوسق وهو سجن بسامراء وأطلقوا سراحه وتمت مبايعته وولى عهده لابنه جعفر ولقب بالمفوض إلى وولي أخاه أبا احمد طلحة من بعده ولقب بالموفق الله ويقول صاحب الفخري إن الموفق قد غلب ألمعتمد ونافسه منافسة شديدة على الحكم وإدارة الدولة على الرغم انه هو الذي كان قد استدعاه حين أنفذ إلى مكة رسولا لإحضاره في عام257ه حيث كان الخليفة المهتدي قد نفاه إلى مكة المكرمة ثم اضطر المعتمد أخيرا لتقسيم الدولة العباسية بين ولده وأخيه فخص الموفق بالبلاد الشرقية والمفوض بالبلاد الغربية وضم إليه موسى بن بغا وولاه أفريقيا ومصر والشام والجزيرة وأرمينيا وطريق خراسان وغيرها حتى بات حكم المعتمد حكما غريبا فكان هو والموفق كالشريكين بالخلافة للمعتمد الخطبة والسكة (سك النقود) والتسمية بأمير المؤمنين ولطلحة الموفق الأمر والنهي وقود العساكر ومحاربة الأعداء ومرابطة الثغور وترتيب الوزراء والأمراء وكان المعتمد مشغولا عن كل ذلك بملذاته ويقول الأسيوطي إن المعتمد قد انهمك باللهو والملذات واشتغل عن الرعية بينما برز أخاه الموفق فكرهه الناس وأحبوا أخاه أما موسى بن بغا فقد كان من أحسن الأمثلة التي تدلل على تحكم القادة الأتراك في ذلك العصر وقد كان بغا الكبير والد موسى من كبار قواد الجيش العباسي في أيام المعتصم وقد اشترك في كثير من الحروب التي نشبت للذود عن الخلافة وأبدى فيها شجاعة فائقة رفعت منزلته فوق غيره من القواد حتى سمح له أن يتزوج من بيت الخلافة وفي ذلك يقول الطبري (موسى هذا هو ابن خالة المتوكل) وان موسى كان قد تدرج بالجيش حتى أصبح من اكبر قواده وتعاظم نفوذه وتداخله حيث قام بدور هام في الثورات التي قام بها الأتراك في وجه الخلفاء فتارة تراه يذود عن عرش الخلافة وتارة أخرى يتآمر مع المتآمرين كما ترى إن الخلفاء يندبونه لتهدئة وإخماد ثورات الثائرين على الخلافة وقد كان مقربا من المعتمد الذي بالغ في إكرامه وأرسله خارج سامراء في عام 259ه لقتال صاحب الزنج وخلع عليه وبذا يكون موسى قد غدا الساعد اليمين لكل من المعتمد والمفوض والموفق وبقي على منزلته حتى وافته المنية في عام 264ه وقد حدثت في عهد المعتمد أحداث عديدة هامة منها ثورة الزنج وأحداث الثغور الشامية وهجوم البيزنطيين الفاشل على ربيعة قرب نينوى شمالي العراق بعد نكثهم عهد الصلح حيث كان المعتمد وقائده على مصر والشام حينذاك احمد بن طولون هما مصدر قلق وخوف البيزنطيين ثم تعاظم الخلاف بين المعتمد والموفق في عام269ه وأراد المعتمد الهرب من سامراء قاصدا احمد بن طولون في دمشق الذي كان قد راسله وأرسل إليه قائدين من قواده بالرقة ولكن الموفق كان قد أرسل صالح بن مخلد لرد الخليفة وساعده في ذلك اسحق بن كنداج عامل الموصل فلم يضيعا جهدا بإعادة الخليفة إلى سامراء بشتى السبل فانتهى الأمر وفشلت خطته بالهرب وقبض عليه في بلدة حديثة الحالية وحجز المعتمد وأوكل به خمسمائة من الجند كي يمنعوا الناس عنه ويمنعوه من الخروج إليهم فكان كما يقول السيوطي أول خليفة قهر وحجر عليه ووكل به. أما ما كان من احمد بن طولون فانه قد غضب كثيرا وحاول خلع الموفق من دمشق واشتد الخلاف بينهما ولم يذعن للموفق حتى وفاته في عام 270ه وقد حزن المعتمد في سجنه لذلك كثيرا ورثى بن طولون بعدة أبيات وقد كان عام 270ه هاما للدولة فقد انتصر المسلمون على البيزنطيين وقتلوا منهم سبعون ألفا وقتلوا كثيرا من البطارقة وغنموا صلبانهم الذهبية وما إليه من كراسي الذهب والفضة وفي عام278ه نشبت حرب مع البربر وقتل من الفريقين خلق كثير وفي ذلك العام توفي الموفق الذي كان يسيطر على الخلافة فجلس للعزاء ابنه أبو العباس بن الموفق وبقي المعتمد هو الخليفة الرسمي ثم اجتمع القادة وبايعو أبو العباس بولاية العهد ولقبوه بالمعتضد على أن تكون ولايته بعد المفوض ابن الخليفة المعتمد ولكن الأمر جرى مغايرا في حقيقته حيث سرعان ما ضعفت سلطة المعتمد مجددا بعد تحول سلطة الموفق لولده برعاية الأتراك حتى اشهد المعتمد على نفسه انه قد خلع ابنه المفوض من ولاية العهد وبايع بالولاية للمعتضد ولم تمض أشهر قليلة حتى أعلن عن وفاة المعتمد وقيل انه قد دس إليه السم وقد بقي المعتمد في الخلافة ثلاثا وعشرين سنة تخللتها الفتن والاضطرابات..... يتبع الجزء الاخير حقبة الضعف الأكبر من عهد المعتضد وحتى النهاية بعهد المستعصم
|
|||||
28-11-2008, 11:44 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
الدولة العباسية بعهدها الاخير وعلائم التهتك والانهيار في خطها البياني
العنوان اعلاه هو موضوعنا القادم بعد نهاية
آخر تعديل أسد الإسلام يوم 28-11-2008 في 11:50 AM.
|
|||||
28-11-2008, 11:51 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج6 الإنصاف في تقييم ما جرى بين التململ وقبيل السقوط لقد كثر الحديث ومنذ زمن من قبل المؤرخين والمثقفين عن تلك المرحلة المؤلمة في سير تاريخ الدولة العباسية وقد كان المنصفين منهم في الغالب يعرضون الأمر على حاله بحيادية مع التذكير بموضوعة التوريث بالحكم وتعلقها بالشورى دونما التأشير الإيحائي الظالم بمنهج سلبي منحاز ضد شخوص خلفاء دولة بني العباس تحديدا وهو الذي انتهجه البعض على مدى سير التاريخ وحتى اليوم من قبل بعض الشوفينيين الطائفيين الذين يريدون عين ذلك التوريث ولكن من زاوية أخرى يعينهم في تلك الدفوع المغرضين وأنصاف المثقفين من الحاقدين على أية مسعى توحيدي يروم أن يجمع العرب والمسلمين ككيان في هذا العالم وقد تمادى البعض منهم بذلك حين لم يكفوا ألسنتهم عن محاولة النيل من تلك الحضارة عن طريق توجيه النقد المباشر بالإسفاف إلى الخلفاء في غير مناسبة لكنا نقول اليوم وبعد تلك المراجعة التاريخية التي أشرت على بدايات أسباب ذلك التراجع ومسبباته إن لكل الأحداث المتراكمة على الدوام وحتى أيامنا الراهنة أسبابها إلى جانب تداعيات أخطاء متراكمة وليس من الضرورة أن يكون من يشار إليهم بالخلل هم وحدهم المسئولين عن كل ذلك سيما وان الأمة مستهدفة بأعلى درجات الاستهداف الخبيث الذي لما يزل دائرا بيننا حد أيامنا الراهنة حيث رغم كل ما أتيح لأبناء هذا العصر من نور وعلم وسعة ثقافة وحصانة فكرية سياسية تدعمها القوى التسليحية والتعبئة العسكرية التي تحوزها دول امتنا المفككة إلا إنها أثبتت من جديد إنها ومع كل ذلك عرضة لكل ما جرى مع ومرر على كواهل رجالات حقبة ظلمها التاريخ ولقد ابتدأ التراجع في بادية العصر الثاني بسبب تعاظم نفوذ أصحاب التداخلات الخارجية التدريجي والذي كانت له أسبابه بمكائد معدة من قبل أعداء الأمة ولكن هذا لا ينفي جهد محاولات جريئة قام بها بعض الغيارى من الخلفاء على دولة الإسلام بحسب مستطاعهم عندما حاولوا تخليص الخلافة مما علق بها من تداخلات ليسوا هم من كان السبب بوجودها في الأصل وحتى وصل الحال لما وصل إليه فالكثير منهم قد حاول أن يغير الوضع القائم الذي وجده وان ينقلب عليه ليخلص مصير دولته بشتى السبل المتعددة وكان من بينها المواجهة الجريئة التي وصلت حد القتال المشرف الذي كلفهم أرواحهم ودمائهم الزكية التي راحت على مذبح ذلك الخطر الساعي بنا حتى اليوم لكن أولئك الخلفاء الغيارى لم يتح لهم قدرهم وعظم بلاؤهم وهم بذلك المستوى من الشجاعة والغيرة والإقدام على إتمام الأمر خصوصا وان الأعداء يتربصون بهم بشدة ليحكموا الطوق على أعناقهم وهذا ما يفسر لكم مدة الحكم القصيرة التي أتيحت لهم والمؤشرة إزاء كل منهم حتى أتت حقبة الضعف الأكبر في ذلك الخط البياني الذي رأيتم فيه دولة بني العباس من عهد المعتضد وحتى النهاية المأساوية بسقوط الدولة العباسية وبغداد في عهد المستعصم التي أودت بكل شيء وقد وجدنا من يشيد دوما بمحاولات الإحياء والإصلاح التي جرت في تلك الحقبة كما جرى في عهد الخليفة الناصر لدين الله على وجه الخصوص ومقتضيات ذلك الظرفية حيث إن إرادة الله قد وضعت بين يديه أن يحل في زمن قد خلت فيه ساحة البلاد من تلك التداخلات السياسية ومؤثرات القوى الخارجية التي عوقت غيره كما إن الله قد مد في عمره حتى حكم زهاء سبعة وأربعون عاما ليأتي بعهد ذهبي لكننا نقول إن من العدل والإنصاف أن نقيّم كل مرحلة على حدة لنأتي بمحصلة حينها لنقارن مع مرحلتنا الراهنة وحينها سنرى بالطبع إن كل الذي جرى من قبل ممكن حدوثه في أية مرحلة راهنة ومستقبلية مالم يزال أصل ومنبت ذلك الداء الذي يكمن في جسد الأمة حتى اليوم والى ذاك فليتنبه المخلصون .....
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العراق في الإسلام عروبته تحريره اسلامه/ بحث على اجزاء | أسد الإسلام | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 31 | 11-12-2009 05:35 PM |
ما حكم التداوي بالقرآن ؟ | مسلمة وافتخر | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 28-11-2009 09:46 PM |
جدية احياء الخلافة العباسية بعهد الظاهر بيبرس | أسد الإسلام | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 3 | 18-05-2009 11:19 PM |
نقد الكتاب المقدس "اجزاء | مجد الغد | عقيدة أهل السنة والجماعة | 11 | 18-03-2009 06:44 PM |
من ملك مصر قبل الإسلام /اجزاء /اعدادمجد الغد | مجد الغد | التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية | 0 | 16-11-2008 12:10 AM |
|