انتخابات السودان زحام بالشمال وصلاة بالجنوب

عزوف في دارفور

انتخابات السودان.. زحام بالشمال وصلاة بالجنوب

امرأة من جنوب السودان تدلي بصوتها بالانتخابات

القاهرة- أخبار مصر، وكالات

في أول انتخابات متعددة الأحزاب بالسودان منذ 24 عاما تباينت المشاهد بين ولايات الشمال التي شهدت زحاما وطوابير على مراكز الاقتراع وبين الغرب حيث عزف نازحو دارفور عن التسجيل على قوائم الناخبين وبين الجنوب الذي شهد فوضى وارتباك ولجوء سكانه للصلاة من أجل السلام.
نسبة التسجيل للمشاركة في الانتخابات في السودان كله بلغت 76% - حسب المفوضية القومية للانتخابات – ليختار الناخبون رئيس الجمهورية والمجلس الوطني (البرلمان) ومجالس الولايات في عموم البلاد، كما ينتخب الجنوبيون رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي.
وفي الوقت الذي امتدت فيه صفوف طويلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع في الخرطوم، كشفت قوائم الانتخابية عن عزوف نازحي ولايات دارفور الثلاث عن التسجيل للمشاركة في الانتخابات السودانية العامة خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2009، ليضيعوا بذلك فرصتهم للتعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم.
يرجع عزوف نازحي دارفور إلى خشيتهم فقدان مساكنهم الطينية التي حلت مكان الخيام البلاستيكية التي قدمتها هيئات الأمم المتحدة للنازحين الذين شردتهم الحرب من قراهم قبل 7 سنوات، عمدة مخيم أبو شوك آدم اسحق قال - في تصريحات صحفية – إنه "لم يسجل منا سوى عدد بسيط لا يتجاوز 4400 شخص"، بينما يبلغ عددهم 60 ألف نسمة.
وفي جوبا - عاصمة جنوب السودان – لجأ الأهالي إلى الصلاة والدعاء ليعم الهدوء فترة الانتخابات من أجل تحقيق السلام. وفي لقاء نظمه مجلس كنائس السودان عشية الانتخابات حضره مسيحيون ومسلمون، قالت جيما هيلين بيتا - التي عادت بعد سنوات من العيش في الخارج وتبلغ من العمر 40 عاما - "يا رب، نحن غاضبون بعد كل ما جرى لنا. ما نحتاج إليه هو السلام. وأنا الآن أصلي. آمين".
واعتلى رجال دين آخرون المنبر ليتحدثوا عن الثمن الذي تكبده الجنوب خلال الحرب الأهلية التي امتدت من 1983 إلى 2005 وأودت بحياة مليوني شخص وشردت 4 ملايين.
وبعد أن أدلى بصوته، قال سيلفا كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان "لم يسبق لي أن انتخبت في حياتي. آمل أن تكون هذه بداية تكوين العملية الديمقراطية في جنوب السودان".
وينافس سيلفا كير على رئاسة حكومة الجنوب لام اكول زعيم الحركة الشعبية -التغيير الديمقراطي.
ومن المتوقع أن تنتهي الانتخابات باستمرار الرئيس السوداني عمر البشير الذي يشغل منصب الرئاسة منذ انقلاب 1989، خاصة بعد أن انسحب المنافسان الرئيسيان له قبل إجراء الانتخابات، وهما الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وياسر عرمان من الحركة الشعبية لتحرير السودان - حزب المعارضة الرئيس في الجنوب – وكذلك يتوقع استمرار سيلفا كير الذي يقود الجنوب حاليا.
عدد المرشحين للمناصب التنفيذية والتشريعية السودانية 14 ألفا و155 مرشحا، وبلغ عدد المرشحين لمنصب الوالى 180 مرشحا من بينهم 137 من الحزبيين، بينما بلغ عدد المرشحين للمجلس الوطني (البرلمان الاتحادي) 2215 مرشحا منهم 1829 من الأحزاب.
ويراقب العملية الانتخابية 20278 مراقبا محليا، و232 منظمة وطنية، و132 مراقبا من مركز كارتر الانتخابي، و160 من الاتحاد الأوربي، و50 مراقبا من منظمة تحليل السياسات الخارجية البريطانية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
الانتخابات السودانية الرئاسية والنيابية والإقليمية هي جزء من اتفاقية السلام التي تنص على إجراء استفتاء في مطلع 2011 سيقرر فيه سكان الجنوب بشأن بقائهم ضمن السودان الواحد أو الانفصال عنه.

جزاكم الله خيرااااااا