السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الكل يعرف رحمة المسلمين في فتوحاتهم فقد كان
هدفهم هو إعلاء كلمة الله وإن الإسلام حافل بالشواهد:
*قال صلى الله عليه وسلم:"نهى الله تعالى
المجاهدين في سبيل الله عن قتل من رفعوا على رأسه
السيف في ميدان القتال، بمجرد قوله:لا إله إلا الله".
ونقل المفسرون، عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى:
"ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا
"قال بن عباس:
كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون فقال:
السلام عليكم فقتلوه
وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك :
"ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا".
تفسير ابن كثير .
ومعنى هذا أنه لا يحل للمسلم أن يقتل إنسانا بغير حق،
إذا دلت ظهرتمنه أي قرينة تدل على احتمال أن يكون مسلما،
ولها جاء التعبير في الآية:
"لمن ألقى إليكم السلام" فالأصل أن هذا شعار المسلمين،
واحتمال أن صاحبه غير مسلم، ليس مسوغا لقتله ،
فكيف يقتل المسلم أخاه المسلم؟ .
*وفي حديث ابن أبي ليلى قال:حدثنا أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم
أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم،
فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل لمسلم أن يروع مسلما".
سنن أبي داود و سنن الترمذي .
فلا يجوز في شرع الله قتل المسلم بغير حق
ولا ترويعه، وكذلك الذمي.
*من وصاياه صلى الله عليه وسلم
لأسامة بن زيد وهو على رأس جيش:
"سيروا باسم الله في سبيل الله،
فقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا
ولا تقتلوا وليداً أو امرأة، ولا تمنوا لقاء العدو،
فإنكم لا تدرون لعلكم تُبتلون بهم،
ولكن قولوا اللهم أكفناهم وأكفف بأسهم عنا،
فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا فعليكم
بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا فتفشلوا
فتذهب ريحكم، وقولوا:
اللهم إنا عبادك نواصينا ونواصيهم بيدك
إنما تغلبهم أنت، واعلموا أن الجنة تحت البارقة".
*ويقول صلى الله عليه وسلم:
"تآلفوا الناس وتأنوا بهم، ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم،
فما على الأرض من أهل مدر ووبر، لأن تأتوني بهم
مسلمين أحب إلي أن تأتوني بأبنائهم وتقتلوا رجالهم".
وعن الحرية
فقد جاء الإسلام ليرفع من كرامة الإنسان من حيث
هو إنسان فكرمه بالعقل وكفل له الرزق والطيبات،
وحقق له أفضلية على كثير من المخلوقات،
يقول الله تعالى:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)سورة الاسراء 70
وأعلن الإسلام أن الناس سواسية لا يتفاضلون إلا بالتقوى،
قال تعالى:
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله
أتقاكم إن الله عليم خبير)سورة الحجرات13
وفي هذا النظام تقرير لوحدة الأصل مما يقتضي عدم
التمايز بالجنس أو الطبقة.
الناس يولدون في الأصل أحراراً،
فلا يجوز استعبادهم ولا استرقاقهم بأي وجه
من الوجوه وهذا ما قرّره الخليفة الراشد ي
فاروق الأمّة عمر بن الخطّاب
رضي الله تعالى عنه لمّا اشتكى إليه
قبطي ضربه ابن والي مصر، فقال قولته المشهورة:
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً ".
هم قالوا:"لم يرَ التاريخ فاتحاً أرحم من الإسلام".
وإن قريشاً أخرجت رسول الرحمة صلى الله
عليه و سلم من مكة وأذته مع أصحابهوبعد أن أتم الله
فتح مكة وصلى في الكعبة ثم دار في البيت وكبر في
نواحيه ووحد الله ثم فتح الباب وقريش قد ملأت
المسجد صفوفًا ينتظرون ماذا يصنع فقال:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له
صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده...
ثم قال:يا معشر قريش
ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا:
خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم
قال:فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته
"لا تثريب عليكم اليوم "سورة يوسف:92.
إذهبوا فأنتم الطلقاء.
هذا هو الإسلام وكلنا يعرف ديمقراطيتهم في فلسطين
وحروبهم على مر التاريخ وفي أفغانستان والشيشان
ولبنان والعراق وما فعلوه في أبو غريب وغونتنامو
وووو..هذه حريتهم ولكن نلوم أنفسنا ونلوم من
يضع يده بيد قاتل إخوانه وأبائه وأجداده ثم يقتلوه!!!.
لأنك جعلت سعادتك في الجاه و السلطان ..
فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم
راكبه و غدا أنت مأكوله .
لقد وضعت كل رصيدك في بنك القلق و ألقيت بنفسك
إلى عالم الوحشة و الغربة و إستضفت راحة بالك
على الأرصفة ..و نزلت في فنادق قطاع الطرق ..
و لن يهدأ لك بال و لن تعرف طعم الراحة و لن
تعرف أمنا و لا أمانا ،و لن تذوق للطمأنينة طعما
حتى آخر يوم في حياتك ، لأنك أعطيت أثمن ما تملك ..
أعطيت روحك لعالم الفرقة و الشتات ،
و رهنت همك و إهتمامك بعائد اللحظة ،
و علقت قلبك بكل ما هو عابر زائل متقلب ،
و أسلمت وجدانك ينهشه الوحوش .
*للهم أمنا في أوطاننا وأمن روعاتنا وأستر عوراتنا0
*اللهم إني أسألك وللمؤمنين جنة الفردوس 0