الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد ,
السلام على من إتبع الهدى ,
رب إشرح لى صدرى , ويسر لى أمرى , واحلل عقدة من لسانى , يفقهوا قولى
يقول القرآن ( تبارك الله أحسن الخالقين ) وهذا يعنى إقرار بوجود خالق آخر غير الله
المعنى هنا هو : أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى. فخلق الله جل وعلا إيجاد من العدم.
وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى .
ومن ذلك ما جاء في الصحيحين أنه يقال للمصورين يوم القيامة: "أحيوا ما خلقتم". ومعلوم أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم إنما حول الطين، أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير، وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة، والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله تعالى.
وأيضا : فالعبد لا يمكنه فعل شيء إلا عند وجود الإرادة الجازمة والقدرة التامة، والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله عز وجل، وخالق السبب التام خالق للمسبَّب. ولهذا كان من اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم، كما قال ربنا ( والله خلقكم وما تعملون ) [الصافات: 96].
والحاصل أن الخلق الذي هو الإيجاد من العدم صفة يختص بها الله تعالى، كما قال ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) [ النحل: 17] وقال تعالى ( هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو ) [فاطر: 3].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.