صحابى تحدى الإعاقة
عمرو بن أم مكتوم
رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قد كف بصره فى صغره،ولم يعفه ذلك من تأدية واجبه فى السلم والحرب،وكان له مكانة سامية وكان بارزا فى صفوف المجاهدين،مع أن الجهاد لم يفرض عليه وعلى أمثاله من ذوى العاهات.
إنه عمرو بن قيس بن زادة الأصم العامرى،وأمه هى عاتكة بنت عبد الله وتعرف بأم مكتوم:أى" الأعمى"كان عمرو بن أم مكتوم رضى الله عنه من السابقين إلى الإسلام وكان يحب العلم ويسعى ويجد فى طلبه فيأتى النبى صلى الله عليه وسلم ويسأله عَمّا عَنّ له ؛فيجيبه صلوات الله عليه عما يسأل عنه ،ومن عظمة هذا الرجل أن الله عز وجل قد عاتب نبيه فى شأنه حين أمهله حتى يفرغ من أمر المشركين، وهوعتاب تعليم وتشريع وليس عتاب تعنيف وتقريع،عتاب وضع فيه المنهج الذى ينبغى على أن يسلكه كل داع إلى الله على بصيرة فقال تعالى:
" عَبَسَ وَتَوَلَّى،أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى،وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى،أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى،أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى،فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى،وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى،وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى،وَهُوَ يَخْشَى،فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى"
ولقد جعله النبى صلى الله عليه وسلم مؤذنا له مع بلال وأبى محظورة. ولقد كان من تكريم النبى صلى الله عليه وسلم أن ولاه الصلاة على أهل المدينة ثلاثة عشرمرة واستخلفه أيضا فى حجة الوداع فكان يؤم الناس فى صلواتهم ولم يحرمه ربه اجر المجاهدين.
وكان رضى الله عنه يحب الجهاد فى سبيل الله ولولا إستخلاف النبى صلى الله عليه وسلم له لخاض معه المعارك كلها ولقد تهيأت له الفرصة لتلك المشاركة حينما أقبلت معركة "القادسية"التى كانت من أهم المعارك الفاصلة بين المسلمين والروم،فخرج بن أم مكتوم مع سعد بن أبى وقاص قائد الجيش إلى المعركة،وكان يحمل اللواء،وقاتل المجاهد المحتسب بما استطاع فى المعركة حتى نال الشهادة وأثبت أن المؤمن المخلص لايستسلم للعجز،بل يحاول ويناضل حتى يبلغ الكتاب أجله.