التقريب بين الأديان
إن الدعوة إلى التقريب بين الأديان ؛ فذلك مما يُنافى دين الإسلام ويوقع فتنة وفساد كثير ويجر إلى خلط فى عقيدة الإسلام وضعف فى الإيملن وموالاة لأعداء الله تعالى وقد أمر الله المؤمنين أن يكون بعضهم أولياء بعض قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) التوبة : 71 . وأخبرنا الله نعالى أن الكفار بعضهم أولياء بعض مهما كانت مشاربهم فقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ) .المائدة : 51 . كيف يكون هناك تقريب بين الإسلام واليهودية ، والإسلام فى صفاته وضيائه ونوره وإشراقه وعدالته وسماحته وشمائله وسمو أخلاقه وعمومه للإنس والجن واليهودية فى عنصريتها وضيقها وحقدها على البشرية وانحطاطها وظلماتها وطمعها كيف يقبل المسلم أن ترمى مريم الصديقة العابدة بالزنا الذى يرميها به اليهود ؟ وكيف يقبل المسلمون أن يرمى اليهود المسيح بن مريم بأنه ولد الزنا ؟
كيف يكون تقريب بين القرآن وتلمود الشيطان ؟ كيف يكون تقريب بين الإسلام والمسيحية ؟
الإسلام دين التوحيد الصافى والتشريع الكامل والرحمة والعدالة ، والمسيحية التى تقول : أن عيسى عليه السلام هو إبن الله ، أو هو الله ، أو هو ثالث ثلاثة الأب والإبن والروح القدس فهل يقبل العقل أن الإله يشتمل عليه الرحم ؟
وهل يقبل العقل أن الإله يأكل ويشرب ويركب الحمار وينام ويبول ويغوط ؟ كيف يكون التقريب بين النصرانية الضالة التى هذه عقيدتها فى عيسى عليه السلام وبين الإسلام الذى يُعَظم عيسى ويقول : هو عبد لله ورسول من أفضل الرسل عليه الضلاة والسلام .
وكيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة ؟
أهل السنة التى حملوا القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام وصنعوا تاريخه المجيد . والرافضة الذين يلعنون الصحابة ويهدمون الإسلام ؛ فإن الصحابة رضى الله عنهم الذين نقلوا الدين لنا فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين !
كيف يكون تقريب أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة ، وسبهم لو كان لهم عقول يفضى إلى الطعن فى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإن أبا بكر وعمر رضى الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه فى حياته وضجيعاه بعد موته ومن ينال هذه المنزلة ، وجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع غزواته ويكفى هذا الدليل لبطلان الرفض . وعثمان رضى الله عنه زوج ابنتى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والله لايختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب فكيف لم يبين صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم ، بل سب هؤلاء طعن فى على رضى الله عنه ، فقد بايع أبا بكر فى المسجد راضيا وزوج عمر ابنته أم كلثوم ، وبايع عثمان مختارا وكان وزيرا لهم محبا ناصحا رضى الله عنهم أجمعين .
فهل يُصاهر على رضى الله عنه كافرا أو يُبايع كافر ؟ سُبْحانك هذا بُهتان عظيم .
ولعنهم لمعاوية رضى الله عنه طعن فى الحسن رضى الله عنه الذى تنازل عن الخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله وقد وُفق لذلك ، وحرضه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافر يحكم المسلمين ؟
سبحانك هذا بهتان عظيم .
وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التى نص الله فى كتابه على أنها أم المؤمنين فى قوله تغالى : ( النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ؛ فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبدا وعلى المسلمين أن يقفوا لهم بالمرصاد قال تعالى : ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) .
فلا بد أن يتميز المسلم فى عقيدته فيحب ما أحب الله ويكره ما يكرهه الله ويتناصر المسلمون ويكونوا يدا واحدة فإن أعداء المسلمين جمعهم على عداوة المسلمين دينهم وعقائدهم الكافرة قديما وحديثا فال تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود لا النصارى حتى تتبع ملتهم ) البقرة : 120 .
هذا جزء من خطبة الشيخ على عبد الرحمن الحذيفى إمام وخطيب المسجد النبوى