الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2010, 11:42 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زينب من المغرب غير متواجد حالياً


افتراضي

[frame="15 98"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجت تلك المرأة لتبحث في عالم كله شرور.
لا أراها إلا ملكة النحل التي قررت اكتشاف العالم خارج الخلية وخرجت في تسلل من وصيفاتها، فلعبت بها الرياح يمينا وشمالا فأضعفت قوتها، وبللت جناحيها الأمطار فغدت عاجزة عن الطيران والتحليق، ثم نهاية داست عليها الأرجل لتموت الملكة نتيجة غبائها.
تزوجت سيدة في العمل معي وعادت بعد شهر إلى مكتبها، كان أول سؤال بعد الترحيب بها: كيف استطعت العودة إلى هنا؟؟
قالت لي: لقد مللت الجلوس في البيت.
كنت لا أزال في عملي ولكن استهجنت جوابها ولم أستطع تقبله.
فأعدت عليها السؤال: كيف مللت؟؟
فقالت لي: حين تتزوجين ستحسين، مللت النهوض باكرا وعمل البيت والطبخ وإنتظار الزوج ليأتي متعبا...
واستمرت في العد، فما فهمت من كلامها شيء.
لكن أشد شيء حز في نفسي كيف يأمن الرجل على أهله وهي بعيدة عنه في عمل مختلظ وتعود ليلا إلى البيت متعبة منهكة وهو نفس الشيء ثم ......
لا أدري ولكن أحسست أن هذا الرجل تربع على قبله جزء كبير من الدياثة ليسمح لها بإستئناف العمل.
وإلى حدود اليوم لم أسمع جوابا واحدا يفسر عمل المرأة إلا من قليلات لو حكيت لك قصتهن لبكيت بدل الدموع دما.
لا يتسع المجال لذكرهن كلهن ولكن صورة سيدة لا تزال مصورة في ذهني لا تفارقني.
أم لخمسة أبناء، جاء بها زوجها من الريف الهادىء البريء الجميل إلى مدينة صناعية تعج بالفوضى.
ثم بعد أن دخل آخر أطفالها المدرسة، إختفى الرجل فجأة دون أي سابق إنذار. بحثت حيث ما وصل إليه تفكيرها البسيط ولم يظهر، ثم خرجت مكرهة لتعمل.
وكانت تخاصم الدنيا على لقمة العيش لتستطيع إنقاد فلذات كبدها من مستقبل لا يبشر بالخير. وهاج في ظل هذه الظروف المرض عليها.
وانكسر آخر جناحيها، حين كنت أزورها من حين لآخر كنت أجلس إلى جنبها وهي مرة ممتدة على الفراش ومرة جالسة. تحدثني وأصغي إليها بكل حواسي. كان كل شيء فيها يلفظ : الحمد لله
هؤلاء لم يستطع المرض بكل ما يحمل في طياته من ضعف وإنكسار أن يهزم قوتهن الإيمانية الفطرية.
إن المرض بالنسبة للنفس البشرية كعوامل التعرية، يبدأ في تعرية النفس عن مكنوناتها الداخلية. وتنتصب الحواس للإلتقاط مباشرة إلى القلب.
أجل في المرض لا تسمع الأصوات إلا بقلبك. يحدثك الناس خلال مرضك عن مصائب الآخرين فتحس ألما في داخلك عليهم.
يقول لك جليسك، إن الله لا ينسى عبده وما ابتلاك إلا ليعطيك، فتحس وكأنك تسمعها لأول مرة في حياتك.
تصغي وتستزيد تتمنى أن لا ينقطع ذلك الصوت الذي يبشرك برحمة الله بالعباد، تصبح طفلا صغيرا بين يدي جليسك.
ينقشع ضباب الكبرياء والزهو بالنفس وكل الأحاسيس التي تطمس القلب وتضعف فيه الحب.
أذكر أحد السلف حين أشرف على مرض الموت قال لجليسه حدثني عن رحمات الله.
أجل حدثني بالحديث الذي فطر عليه هذا القلب. قلي فأنا ما عدت أسمع بأذني لكني أسمع بقلبي، أخبرني فإن الرحمان جعل قلبي مهيئا لإستقبال رحماته التي يزخر بها الوحيين.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
[/frame]






آخر تعديل زينب من المغرب يوم 04-05-2010 في 11:45 AM.
رد مع اقتباس