الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2010, 02:13 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زينب من المغرب غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجربة العمل بالنسبة لي فتحت عيني على عالم لم أسعد يوما بالتواجد فيه.
إن النجاح في العمل لم يزدني شيئا، بل هدم أشياء عملت جاهدا لإسترجاعها.
لن تحس المرأة بكلامي حين تكون غارقة في ذلك العالم، عالم الغشاوة، ذاك العالم فيه كل شيء منكسر وكل إحساس لا قيمة له، عالم الماديات، تلجه النساء وهن لم يهيأن أبدا للتواجد فيه.
المرأة ذلك الشعاع المتقد، تلك الأحاسيس الجميلة، تلك المتذوقة للجمال، تلك المترجمة لكل المعاني الجميلة؛
تحتاج أن تكون مع زوجها سكنا،ذلك الإحساس الرباني لا ينتج إلا في وسط رسمه خالقه.
فاقد الشيء لا يعطيه، كيف سينتج الهدوء في بيت لا يوجد فيه ولا عنصر واحد ساكن مستقر فيه؟؟
وتحتاج مع كل عالمها أن ترى الجمال وتترجمه للمتعبين وللمنشغلين، لديها وقت كاف للتأمل في سيرورة الدنيا من خلال مملكتها. ينقل لها زوجها ما يجري في عالم مخيف هو لن يرى مجموعة من المشاهد لأنه في دائرة ذلك العالم لكنها سترى من الخارج ورؤيتها ستكون مفصلة ودقيقة.
تحتاج للهدوء حتى تستطيع الوصول إلى أعماق نفسها والغوص في قلبها لتخرج منه الأحاسيس التي لا تبدو على السطح عادة، يجب أن تنتقي من الاحاسيس ما لم يغيره كدر الدنيا وهمها.
هي إحتياجات طمستها المرأة وخرجت متمردة إلى عالم يسرقها ويسرق بريق الجمال من عينها.
كنت أقف عند باب الشركة في ساعة خروج العمال، وأتأمل في أزهار ذابلة.
اصدقني القول إن قلت لك إنني لم أشعر بالسعادة يوما وأنا أتأمل في وجوههن. وكانت تخيم على قلبي كآبة حزن رهيب.
يخرجن في تزاحم ما بين ضحك عال يصم الآذان وتراشق مع الشباب، يقفن أمام الباب في انتظار الحافلة. بشكل لن أصفه لك حتى لا أجرح إحساس إحداهن ولكن ليس شكلا جميلا البتة.
كان النساء يخرجن من أمامي بألوان مختلفة بين من ترتدي لباسا يفوق راتبها الشهري وبين تلك التي تلبس لباسا يشوه أنوثتها. وعديدات هن اللواتي لا يفكرن في: ما معنى ما ألبس؟؟
كنت أمحص النظر في بعض تفاصيل اللبس وأقول سبحان الله هناك اثنان تتجلى بصمتهما في هذا اللباس.
الصانع والمستهلك.
هناك بعض التفاصيل في اللباس وضعت عن عمد، وتستفز العين لتنظر إلى أماكن محددة. هذه تعبر عن حقد الصانع ومدى دياثته.
وهناك في المقابل واحدة ترتديها لو قلت لها إن ما ترتدين يشير إلى هذا وهذا لاحمر وجهها ولاقتلعته في حينه. وهذه تعبر عن مدى جهل المستهلك ومدى غباءه.
كانت تتضارب الأفكار في رأسي كثيرا لدرجة يتحول الأمر إلى صداع. فأصعد إلى مكتبي وأنا محبطة، لأنني أدخل ضمن نفس السلسلة. يغلف الحزن قلبي وأشعر بمرارة في حلقي، إنني مسلوبة مدفوعة في عالم أتعب فيه ليكون النجاح فيه مجرد راتب أقبضه على مضض في آخر الشهر.
في الوقت الذي خلقت لأصنع نجاحا يمتد عبر الأجيال في أبناء يصنعون الرقي لهذا الدين الذي يمنح لقلبي شعاع الصفاء.
كان صوت يصرخ داخلي: لا لست من هذا العالم، أنا لا أنتمي لهذا العبث. لا ثم لا ثم لا لم أخلق لأكون هنا.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى







رد مع اقتباس