الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2010, 01:02 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زينب من المغرب غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقطع حبل سهوي صوت الباب وهو يفتح ,فخرجت تلك البسيطة مع زوجها من قاعة المعاينة واتجها إلى مساعدة الطبيبة التي تجلس في مكتب بجانب القاعة لدفع الفاتورة.
فأخرج الرجل من جيبه المال وأعطاه للسيدة وأخذ ورقة الدواء في يده وانطلقا.
تتبعتهما بعيني إلى أن أغلقا الباب، فوجدت نفسي مبتسمة دون وعي مني، إنه إحساس كما سبق وقلت لك يراودني حين أرى هذا النوع.
وحان دور الزوجين الآخرين, دخلت هي إلى غرفة المعاينة بينما بقي هو خارجا.
لم أعرف سبب بقائه خارجا، لكنها لم تلبث طويلا وخرجت فقام من مكانه واتجها بدورهما لدفع المال، إلا أن الغريب الذي لفت انتباهي أنها هي من فتح الحقيبة ودفع المال وهو واقف ثم انصرفا.
فقلت محدثة نفسي: يبدو أنها من النساء العاملات.

غريب أمر هؤلاء النسوة اللواتي يفضلن العمل على القرار في البيوت خاصة بعد الزواج. أتساءل ما الذي يطمحن الى تحقيقه؟؟
وكم أسأل النساء العاملات عن سبب خروجهن للعمل، وكم تحزنني الأجوبة. ففي غالبها تنم عن جهل عميق بهذا الدين، الذي جاء لينشىء أمة ناجحة فخرجنا عن تعاليمه وبحثنا عن النجاح في مخططات غربية، فكانت النتيجة أن ظهر فشلها في الغرب وتهنا نحن العرب.
تسأل إحداهن بكل سذاجة: لماذا تعملين؟؟
فتقول لك: لأنني أحب أن تكون عندي إستقلالية في مواردي، لا أريد أن أطلب من الرجل في كل مرة شيء جديد فأسمع تأففاته وتأجيلاته.
غريب حالك يا امرأة، تطالبين بالمساواة ثم تتحولين إلى خادمة ذليلة عن جهل. أية استقلالية تريدين؟؟
وما معنى القوامة التي يحب البعض التغني بها في الوقت الذي يطغى عليها جانب التكليف؟؟ وحقيقة أريد أن أفهم من هؤلاء النسوة إن كن يردن المساواة فلماذا يتحملن عباء المصاريف؟؟
إنهن يهربن من مسؤولية غالية وذات قدر عظيم عند الله سبحانه، مسؤولية لهن فيها عند كل خطوة حسنة ومغفرة؛ إلى مسؤولية أشد ثقلا (ولهذا أناط الله الرجال بها) وتحمل في غالبيتها ذنوبا عظام .
وهنا أتذكر تجربة عملي حيث اضطررت لأن أرى أسوأ أنواع البشر. إن أشد شيء أكرهه في حياتي, تجربة تجبرني على التواجد حيث شرار الخلق.
لن أنسى ماحييت اليوم الذي جاء إلى مكتبي أحد الإسبان الذين كانوا يأتون في زيارات مستمرة إلى الشركة باعتبارهم مسؤولين كبار. وقال لي بتلك اللكنة الإسبانية التي تحس في طياتها الكره لك لأنك مسلمة: أحتاج منك مساعدة أريد الإتصال بإسبانيا عبر جهازي والبرنامج لا يعمل.
فقمت ماشية معه إلى مكان آخر حيث كان يضع الجهاز، وجلست أحاول إصلاحه. وفي خلال ذلك مر إسباني آخر وحيّانا، وقال لذلك الجالس بجانبي : كيف حالك؟؟
فأجابه الآخر( في جواب كنت أحاول تكذيب أذني التي سمعته ونقلته إلي): من غير صديقي الحميم كيف تعتقد سيكون حالي.
شعرت بالغثيان وبرغبة في سبه، أنا أعرف هذا الإسباني وأعرف أن طريقة مشيه ليست طبيعية وأنه يتنمق الحديث واللباس زيادة عن اللزوم، ورائحة عطره تخنق الجو إن مر؛ ولكن لم أتصور يوما أن يكون مخنثا.
كم غضبت فنهضت واقفة بسرعة وقلت له: اتصل هاتفيا بهم وقل لهم إن البرنامج يجب إعادة تنزيله.
قلتها وأنا أسرع الخطى إلى مكتبي في ثورة غضب اجتاحتني. كرهت اليوم الذي قررت فيه العمل خارجا.
أتت بالصدفة إحدى الزميلات عندي ووجدتني في قمة الغضب فقالت لي: مابك؟؟
قلت لها: أتعلمين أن الإسباني الفلاني مخنث؟؟
قالت لي: أجل الكل يعلم بذلك ولكن ماذا بعد, تلك مشكلته؟؟.
فقلت لها غاضبة: مشكلته؟؟ معك كل الحق ففي ظل هذا الفساد الذي أصبحت تعج به هذه المدينة وفي ظل هذا الإنحلال المهول فإن تواجد هذا النوع بيننا أصبح معتادا.

ماشاء الله أعمل حيث المخانيث، هل هذه حسنة أم سيئة؟؟
فقالت لي: أنت مضطرة للعمل.
فقلت لها: بل قولي نحن فقدنا الثقة في الله واعتقدنا أننا من نرزق وليس هو فبدأنا نشرع من أنفسنا.
إننا حذفنا من قلبنا التصديق بهذه الآية : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) ))[الطلاق]
كم من الذنوب تواجه العاملات في ظل الإختلاط والإنحلال الذي يعرفه سوق الشغل عامة.
فأين الحياء؟؟ وأين السمت الحسن؟؟أخلاق نبيلة أتى الإسلام ليغرسها فينا.

امرأة باعت مملكتها النفيسة من أجل عالم ترعى فيه الشياطين مهما كانت دعاويها فإنها جاهلة جهلت تعاليم الدين.
وأستثني من العاملات ما استثناه الشرع.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى







رد مع اقتباس