عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-2008, 02:53 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمة الهجير مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كل عام و أنتم إلى الله أقرب و عن المعاصي أبعد
هذا موضوع طيب.. طيّب الله من أقامه.. و فيه أضع بين أيديكم قصيدة تنسب إلى الشيخ شمس الدين محمّد بن جابر الأندلسي، و هي في مدح النبي الكريم صلى الله عليه و سلّم و هي بأسماء سور القرآن الكريم.

في كل فاتحة للقول معتبره حق الثناء على المبعوث بالبقره
في آلعمرانقِدما شاع مبعثه رجالهم و النساء استوضحوا خبره
قد مدّ للناس من نعماه مائدة عمّت فليست على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرجاء بها إلاّ و أنفال ذاك الجود مبتدره
به توسل إذ نادى بتوبته في البحر يونس و الظلماء معتكره
هود و يوسف كم خوف به أمنا و لن يروّع صوت الرعد من ذكره
مضمون دعوة إبراهيم كان و في بيت الإله و في الحجر التمس أثره
ذو أمّة كدوي النحل ذكرهم في كل قطر فسبحان الذي فطره
بكهف رحماه قد لاذ الورى و به بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهره
سماه طه و حض الأنبياء على حج المكان الذي من أجله عمره
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا من نور فرقانه لمّا جلا غرره
أكابر الشعراء اللسن قد عجزوا كالنمل إذ سمعت آذانه سوره
و حسبه قصص للعنكبوت أتى إذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره
في الروم قد شاع قدما أمره و به لقمان وفق للدرّ الذي نثره
كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت سيوفهم فأراهم ربّهم عبره
سباهمُ فاطر السبع العلا كرما لما بياسين بين الرسل قد شهره
في الحرب قد صفّت الأملاك تنصره فصاد جمع الأعادي هازما زمره
لغافر الذنب في تفصيله سور قد فصلت لمعان غير منحصره
شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها مثل الدخان فيغشي عين من نظره
هذا كتاب له الأقوام جاثية تدعى إليه عن الأجداث منشطره
عزّت شريعته البيضاء حين أتى أحقاف بدر و جند الله قد حضره
فجاء بعد القتال الفتح متصلا و أصبحت حجرات الدين منتصره
بقاف و الذاريات الله أقسم في أنّ الذي قاله حق كما ذكره
في الطور أبصر موسي نجم سؤدده و الأفق قد شقّ إجلالا له قمره
أسرى فنال من الرحمن واقعة في القرب ثبّت فيه ربه بصره
أراه أشياء لا يقوى الحديد لها و في مجادله الكفار قد نصره
في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في صفّ من الرسل كلّ تابع أثره
كفّ يسبح لله الطعام بها فاقبل إذا جاءك الحق الذي نشره
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها نالت طلاقا و لم يعرف لها نظره
تحريمه الحب للدنيا و رغبته عن زهرة الملك حقا عند ما خبره
في نون قد حقّت الأمداح فيه بما أثنى به الله إذ أبدى لنا سيره
بجاهه سال نوح في سفينته حسن النجاة و موج البحر قد غمره
و قالت الجن جاء الحق فاتبعوا مزملا تابعا للحق لن يذره
مدّثرا شافعا يوم القيامة هل أتى نبي له هذا العلا ذخره
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ عن بعثه سائر الأحبار قد سطره
ألطافه النازعات الضيم حسبك في يوم به عبس العاصي لمن ذعره
إذ كوّرت شمس ذاك اليوم و انفطرت سماؤه و دعت ويل به الفجره
و للسماء انشقاق و البروج خلت من طارق الشهب و الأفلاك منتثره
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه و هل أتاك حديث الحوض إذ نهره
كالفجر في البلد المحروس غرّته و الشمس من نوره الوضاح مختصره
و الليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألم نشرح لك القول من أخباره العطره
و لو دعا التين و الزيتون لابتدروا إليه في الحين فاقرأ تستبن خبره
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن الإنسان قد قدره
كم زلزلت بالجياد العادياتِ له أرض بقارعة التخويف منتشره
له تكاثر آيات قد اشتهرت في كل عصر فويل للذي كفره
ألم تر الشمس تصديقا له حبست على قريش و جاء الدوح إذ أمره
أريت أنّ إله العرش كرّمه بكوثر مرسل في حوضه نهره
و الكافرون إذا جاء الورى طردوا عن حوضه فلقد تبّت يد الكفره
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلق للصبح أسمعت فيه الناس مفتخره
أزكى صلاتي على الهادي و عترته و صحبه و خصوصا منهم العشره
صدّيقهم، عمر الفاروق أحزمهم عثمان ثمّ عليّ مهلك الفجره
سعد سعيد زبير طلحة و أبو عبيدة و ابن عوف عاشر العشره
و حمزة ثمّ عباس و آلهما و جعفر و عقيل سادة خيره
و في خديجة و الزهرا و من ولدت أزكى مديحي سأهدي دائما درره
عن كلّ أزواجه أرضى و أوثر من أضحت براءتها في الذكر مستطره
أقسمت لازلت أهديهم شذا مِدَحٍ كالروض ينثر من أكمامه زهره.

(مقتبس)
حكم هذه القصيدة حيث يدعي البعض ان فيها توسل وشرك؟


الجواب:

لا يجوز نشر هذه القصيدة ؛ لأنها مُتضمّنة للكذب ، وللتوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بِجاهِه ، وإنما يُتوسّل إلى الله بِمحبته ؛ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الأعمال إلى الله ، ويجوز التوسّل بالعمل الصالح .

كما أنها مُتضمّنة للشرك بالله والغلو في شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
ونبينا صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الغلو فيه ، فقال : لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله . رواه البخاري .
والإطراء هو المدح بما ليس فيه صلى الله عليه وسلم ، كأن يُضفى عليه شيء من صفات الله عز وجل .

وليس صحيحا أن يونس عليه الصلاة والسلام توسذل بِنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنما دعا الله عزّ وجلّ ووحّده ، فقال : لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، كما أخبر الله عن دعوته ، وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الكذب أن يقال :
(بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ)
فلم يسأل نوح ربّه بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أمَر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسأل الله بِجاهه ، وحديث " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي عند الله عريض " حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .

وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر هنا :
ما حكم التوسل بجاه النبي ؟؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1973

كما أنه ليس صحيحا أن ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم يُذهب ترويع صوت الرعد !

ومن الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم قول القائل هنا : (بكهف رحماه قد لاذا الورى) !

والصحيح أن ( طه ) و ( يس ) ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، كما نصّ على ذلك ابن القيم .

وهل أمَر الله عزّ وجلّ بِبِناء الكعبة لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لأنه قال : (.. وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ)
والذي أفهمه من هذا أن عَوْد الضمير في آخر البيت على النبي صلى الله عليه وسلم .
فإن كان كذلك فهو كذب محض وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقوله : (وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ)
هذا مبني على روايات ضعيفة ، ولم يثبت أن العنكبوت نَسَج على باب الغار حينما أوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الثابت في الصحيحين أن الله صَرَف عنه أبصار القوم .

ولم تُحبس الشمس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وما ورد في ذلك فهو غير صحيح ، حيث يقول صاحب القصيدة : (ألم تر الشمس تصديقا له حبست) .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن الشمس لم تُحْبَس على بَشَر إلاَّ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس . رواه الإمام أحمد ، وصححه الحافظ ابن حجر ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .

وفي رواية : ما حُبِسَت الشمس على بشر قط إلاَّ على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس . رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وصححه الألباني .

والله أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم






التوقيع




رد مع اقتباس