عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2009, 12:43 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطوة الخامسة:
ربط مايمكن ربطه من الصفات الجامعة بالمعنى اللغوي الأصلي لـ ( المصطلح ) ، ولو بنوع من المجاز. بل لا بد أن يكون هناك تجوز ما ، بين المعنى اللغوي للمصطلح والصفات الجامعة التي أمكن ربطها به .
وهذه الخطوة يمكن أن تكون آخر الخطوات الحقيقية إذا لم يكن متاحاً لك سواها ، مما يأتي ذكره .
وفي هذه الخطوة يبدأ فرز الصفات الجامعة ، وتنقيتها مما لا علاقة له بالمصطلح المدروس.
وفي هذه الخطوة يظهر ما للمهارة العلمية ، وللقدرة الفكرية ، بل والثقافة الواسعة ، من أثر في فهم المصطلح .
إنها أوان نضج الثمرة ، للعمل المجهد الدؤوب ، وربما كان أوان قطفها أيضاً.
والسير في هذه الخطوة يحتاج إلى بالغ التأني ، ونهاية الدقة ، ورحابة النظرة ، واصطياد الأوقات المناسبة للباحث من ناحية استعداده الجسدي والنفسي والفكري . وحذر كل الحذر ، مما قد يلوح لك من خلال الخطوات السابقة ، من معنى تحسبه هو معنى المصطلح ، فتجعله هدفا ًمسبقاً لك في هذه الخطوة .
واعلم أنك قد تخرج بصفاتٍ جامعةٍ لها رابط واحد بالمعنى اللغوي للمصطلح ، في المسائل الجزئية كلها وعندها يكون المصطلح له معنى واحد وصورةٌ واحدة.
وربما تخرج بأن هناك من المسائل الجزئية مسائل لها صفات جامعة خاصة بها برابطٍ خاص بها كذلك ، يربطها بالمعنى اللغوي للمصطلح المدروس. وأن بقية المسائل الجزئية لذلك المصطلح ، سوى المسائل السابقة ، لها رابط آخر يربطها بالمعنى اللغوي للمصطلح وعندها يكون للمصطلح معنيان مختلفان ، محتملان في كل مرة يطلق فيها ذلك المصطلح ، ولا يحدد المراد منهما ـ غالباً ـ إلا دراسة المسألة الجزئية نفسها.
وربما تعددت المجموعات من المسائل " ذانمت نهع هى هرعت خمبملل نتلبهن تب " الروابط المختلفة بالمعنى اللغوي ، على الوجه المذكور آنفاً فيكون المصطلح على ذلك متعدد المعاني ، بعدد تلك الروابط . لكن تأكد في هذه الحالة من صحة تلك الروابط ، بالتأكد من قوة علاقة الصفات الجامعة للمسائل الجزئية بالمعنى اللغوي للمصطلح . وتأكد أيضاً من وجود فروقٍ حقيقية ، لا وهمية ، بين تلك الروابط ، لتبيح لك الفروق أن تدعي اختلاف معاني المصطلح . وأطالب بهذه التأكيدات ، لأن دعوى تعدد معاني المصطلح دعوى صعبة القبول ، إذ ربما آل الأمر بزعم تعدد معانيه ، والمبالغة في ذلك ، إلى أن يكون المصطلح مستبهم المعنى ليس ذا فائدة ، عديم النفع ، لن المصطلح ـ بذلك ـ تنازعته معاني مختلفة ، لا دليل ـ إلا بشق الأنفس ـ لمعرفة المقصود منها.
وربما خرجت أيضاً بحالةٍ وسطٍ بين هذه وتلك !
فتجد أن من الصفات الجامعة للمسائل الجزئية كلها ماله رابط واحد بالمعنى اللغوي للمصطلح ؛ وتنفصل صفات جامعة أخرى ببعضٍ من المسائل الجزئية تلك ، بأن يكون لها رابط آخر بالمعنى اللغوي للمصطلح ؛ وتنفصل آخرى بأخرى كذلك ، مع اجتماع الكل بأن لها رابطاً واحداً بالمعنى اللغوي ، يجعلنا لا نستطيع ادعاء اختلاف معاني المصطلح وحينها يكون للمصطلح معنى عام ومعاني خاصة ، فالمعنى العام يفهم من ذلك المصطلح بداءةً ، أما المعاني الخاصة فلا بد من دلائل تحدد لنا أيها المراد.
وهذه الحالة الوسط ، من خلال دراستي لعلوم الحديث ، أحسبها أكثر الحالات تحققاً في مصطلحها.
إن المعنى اللغوي الأصلي لمصطلحات الحديث، الذي جعلته في هذه الخطوة قطب الرحى وخط الانطلاق ، حقيق بأن يكون له هذه المكانة في فهم مصطلح الحديث ، بأن نجعله حكماً في فرز الصفات الجامعة ، لنعرف معنى المصطلح بعد ذلك عن طريق تحكيمه . وقد كنا بينا أهمية دراسة المعنى اللغوي للمصطلحات، وقوة علاقته بها القوة التي جعلت له هذه المكانة في دراسة مصطلح الحديث ، في سابق بحثنا هذا، فانظرها إن شئت.
ومما ذكرته في سابق بحثي هناك ، ومما عرفته من دراستي لمصطلح الحديث ، أستطيع أن اضع قاعدةً عامةً بهذا الخصوص ، يمكن أن تجعلها مرشداً أولياً لك في فهم المصطلح، ووسيلةً سريعةً لتبليغك ذلك ، فيما لو لم تستطع أو لم تجد الوقت للقيام بهذه الخطوات كلها. هذه القاعدة تقول : إن أقرب معنى للمصطلح ، من المعاني المذكورة أو المظنونة له ، إلى المعنى اللغوي الأصلي للفظ هو أصوب تلك المعاني ، أو أقربها للصواب في فهم المصطلح.
المهم أن هذه الخطوة يمكن أن تكون الخطوة الأخيرة قبل صياغة معنى المصطلح، فيما لو لم يتح لنا القيام بالخطوات التالية .

انتظرونا مع الخطوة السادسة إن شاء الله تعالى.







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس