المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة في حق الخؤولة والعهد والوعد الصادق


أسد الإسلام
28-11-2008, 12:39 PM
قصة في حق الخؤولة والعهد والوعد
-----------------------------------
بقلم/محمّد العراقي
أبيات حول فضلى الخؤولة العربية ووجوب انتقاءها

عَرِبّ وليدك عِرّبا**** والنار من مجباسها
والعز بِوروك النِسا*** واللي يعرّب ساسها
وهنا لتفضيل التصاهر مع العرب من النساء
أما عن الخؤولة واثرها على العهد والوعد وصالح وشائن الأفعال فهنالك قصة أحببت أن أوردها لكم عن امرأة عربية مسنة أنشدت في موقف لها قصيدة في حق ذلك لم يحظرنا منها في الروايات الشعبية العراقية سوى هذين البيتين وان أكملها لنا أحد المتابعين ممن يعرف سيكون متفضلا..
الفَرس للها مَرَسْ وترى الجمل بعقالِه**وما يخون العهد إلاّ الردي خاله
الفَرس للها مَرَسْ والجمل منه وبيه **والكلام مثل الضَنا غالي على أهله

القصة
===

روي في غابر الأيام هنا في غربي العراق من موروثات الأقاويل والحكايات الشعبية التراثية انه كان هنالك رجل يعيش مع أمه وزوجته وقد ولدت له طفله صغيره توا فغادر البلدة ليذهب إلى عمله وكان عمله خطيرا فقد كان يعمل في التهريب لبعض البضائع التجارية مع منافذ جوار البلاد ولم يكن حينها من السهل مزاولة ذلك العمل وكان معه في ذلك شابين آخرين لم يتزوجا بعد وقد تعاهد الثلاثة على المضي بذلك مع الأخطار وفي حالة حصول قدرٍ ما على أحدهم سيتوجب على المتبقين حفظ العهد والمحافظة على نصيبه من ذلك العمل لإعالة أهله بغيابه وفي أحد الليالي وعندما كانوا يهمون باجتياز إحدى المناطق الخطرة فوجئوا بأنهم وقعوا في كمين نصبه لهم حراس الحدود فحاولوا الفرار فأطِلق عليهم الرصاص وأصابت إحدى الرصاصات رفيقهم المتزوج في مقتل فهرع أحدهم وخلع عنه قميصه وجمع أغراضه بعد أن رأى انه قد توفي ولا فائدة من البقاء فسارع بالهرب مع صاحبه يأكلهم الحزن عليه .
ولما مضت أيام ولم يعد الرجل إلى أهله ولم تكن حينذاك وسائل اتصالات وغيرها فجن جنون والدته عليه فراحت تسأل عنه في كل مكان وأخذت معها زوجته وبنته الصغيرة وهي لا تعرف أين تتجه حتى أعياها البحث لشهور واعوام فاستقرت في إحدى القرى النائية ولم يعد لها ما ترجع من اجله في قريتها ثم توفيت زوجة ابنها من الحزن عليه فاصبح لزاما عليها أن ترعى حفيدتها فوق همّها وهذا ما كان منها أما ماكان من أصحاب ولدها أهل العهد فقد كانوا يبحثون عنها في كل مكان بعد أن ذهبوا إلى تلك أتقريه واخبروهم إنها غادرت القرية لتبحث عن ولدها وأخذت معها بقية أهله فاستمروا يبحثون عنها طيلة ثماني عشر سنه دون طائل حاملين معهم أغراض رفيقهم في كيس صغير وبعد انقضاء كل تلك المدة وفجأة في أحد الأيام أتاهم من يخبرهم بأنه قد علم بمكان تلك العجوز فسارعوا إليها حتى أتوها وقت المغرب وقبيل العشاء وهم يحملون معهم كيسين الأول صغير والآخر كبير فتعرفت عليهم وقالت لهم قبل أن تتكلموا انتم من طرف ولدي وقد أحسست بقلبي بما في هذا الكيس الصغير فبكت وابكتهم معها وادخلتهم في دارها البسيط وحارت في أمرها فلم يكن لديها من خير الله من شيء لتقدمه عشاء لهم فأستاذ نتهم وخرجت نحو جارها ليساعدها في الأمر ولم تجد عنده شيئا إذ كان فقيرا هو الأخر ولا يملك سوى شاة واحدة فقالت له أتعطيني هذه الشاة مهرا لحفيدتي فأزوجها لابنك فوافق وقام من ساعته وذبح الشاة وقدموا العشاء للضيوف وحل الليل ولم يكن لديها من ضياء في دارها فقال لها أحدهم ألا توقدي لنا سراجا يا أماه لأريك شيئا فأجابته ومن أين إلى بالسراج ووقوده يا ولدي وقد دفعت عشاءكم مهرا لحفيدتي فجن جنونهم وقاموا إليها وفتحوا الكيس الكبير وافرغوا ما به على الأرض وإذا به مليء بالمال وقالوا لها ماذا فعلت إنها أموالكم فقد تعاهدنا على ذلك مع أخانا من قبل واستمررنا طيلة ثماني عشر عاما نجمع لكم المال بينما نعمل ونبحث عنكم وكأنه بيننا ولم نأكل حقه فهذه الصبية غنية اليوم وأنت تدفعين بها مقابل شاة!!
دلينا على الرجل لنتفاهم معه بشأن ما حدث ولن نسمح له بان يأخذ ابنة أخانا مقابل شاته وسنعطيه مقابل ثمنها الضعفين والثلاثة حتى يرضى فجن جنونها وعنفتهم وقالت لهم أتريدون أن توفوا بعهدكم لقاء نقض عهدي ووعدي والله لن اسمح بذلك أبدا ولن تكون تلك الشابة وما تملك الاّ من نصيب ذلك الفتى وهي ليست بأغلى من كلمتي التي أعطيت سيما وقد قسم الله له هذا وقد أعطيتهم وعدي فوقفت وانشدت تلك القصيدة الرائعة في حق إنصافهم لأمانتهم وحفظهم لعهدهم وفي حق أمثولة سموّ العهد والوعد بأنه ليس أغلى من الولد والعيال عند فواضل الناس.....

admin
28-11-2008, 08:02 PM
الله الله على هذه المراة

اشكرك اخى محمد على هذه القصة الجميلة

وبارك الله فييك

أسد الإسلام
29-11-2008, 07:01 PM
سلمكم الله وطاب مروركم الكريم