المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبأ عظيم ( حديث قدسى )


أمانى الحب
30-05-2010, 08:05 AM
نبأ عظيم ( حديث قدسى )

( إنى والجن والإنس ُ فى نبأ ٍعظيم : أخلق ويُعْبَدُ غيرى ، وأرزق ويُشْكَرُ غيرى )

رواه البيهقى والحاكم عن مُعاذ " رضى الله عنه "..

والديلمى وابن عساكر عن أبى الدرداء " رضى الله عنه "

شرح الحديث : - ( كلمة نبأ ) من حيث اللغة : هى الخبر ذو الفائدة العظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن ، فلا يُعَبِّر عن الخبر المُحْتمَل االصدق والكذب بكلمة ( نبأ ) ولكن يعبر عن كل خبر هام عظيم كقوله تعالى : ( عمَّ يتساءلون * عن النبأ العطيم ) " النبأ 1 ، 2 " فـ " الله " سبحانه وتعالى حين يقول : ( فى نبأٍ عظيم ) فلابد وأن الأمر خطير !!..يتلخص فى نقطتين هامتين وهما :

أن " الله " تبارك وتعالى هو الخالق ومع ذلك يُعْبَدُ غيره .

إن " الله " تبارك وتعالى هو الرزاق ومع ذلك يُشْكَرُ غيرُه .

والعبادة تعنى : ( التذلل والخضوع والطاعة والتوحيد والدعاء )..وفى الحديث ( يُعبد غيرى ) يقصد بها كل أنواع العبادة : فمنها السجود للأصنام ، وطاعة غير " الله " .. إذ قال " الله " تبارك وتعالى :

( ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساءِ المؤمنين يُدْنِين عليْهِنَّ من جلابيبهن ) " الأحزاب 59 " هذا أمر من " الله " لم يُطِعْهُ نساء العصر الحالى ، بل أطعن ملوك الموضة ، وخرجن كاسيات عاريات ، ضالات مضلات ، مائلات مميلات .

هذا مثال أوردته من كثير يُمكن أن نضيفه كالرِّبا فى المعاملات التجارية والصناعية وخلافه .....

أما العبادة بمعنى : ( التوحيد ) فقد أشرك بعض الناس بـ " الله " ، وادَّعو له الولد – سبحانه وتعالى عما يصفون – وقالت اليهود " عُزيْرٌ بن الله " وقالت النصارى " المسيح بن الله " فتعالى " الله " عما يقولون ويصفون عُلُوًا كبيرا . والعبادة بمعنى : ( الدعاء ) غفل عنها كثيرون .. فلننظر هل يجأر كل الخلائق بالدعاء إلى " الله " ؟!! .. أبدا ً ! فنجد كثيرا من الناس لا يدعون الله ( كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه اسْتغنى ) العلق 6.7 – حتى الدعاء يغفلون عنه ؛ ظنا منهم أن السلطة والجبروت والجاه تُصَرِّف أمورهم فلا يدعون ربهم .

أما قوله : (أُعْبَدُ ويُِْشكرُ غيرى ) : لو أعمل الناس فيه فكرهم – كما فعل العارفون – لوجدوا أن الله هو الرزاق ذو الوة المتين : ( لانسألك رزقا نحن نرزقك ) طه 132 - فالشكر ليس فقط بقول " الحمد لله " وإنما الشكر يُكلل بالعمل " إعملوا آل داود شكرا " سبأ 13 – فإذا أعطاك ربنا نعمة أصبت منها حاجتك ، وما زاد أخرجته ليعُمَّ الغير .. فهناك من الناس من إذا أعطاه الله نعمة ازداد بخلا ، فهل سأل نفسه كم من إناس تعبوا وشقوْا ولم يصلوا إلى ما وصل إليه ؟! ولكنه غفل عن ذلك ؛ لأن الناس تُرْزق وتغفل عن الرازق وتحجبهم النعمة عن المُنعِم . وقد يتساءل البعض لم يَدَع " الله " هؤلاء الذين يعبدون غيره ، والذين يشكرون سِواه يعيشون فى الدنيا فى دائرة حِلمِهِ ويُرْزقون من فضله نجد اإجابة : أن هناك من الناس من يُرحم بهم الجميع ، ويُرزق بهم الجميع ودليل ذلك الحديث السريف : ( لولا عبادٌ رُكَّع ، وأطفال رُضع ، وبهائم رُتَّع لصببت على الأرض " أو على الناس " العذاب صبا ). ولذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الرجل الصالح يرحم الله به أهل بيته ، وجيرانه وأهل دُويرته ، ويشفع فى سبعين من أهله وجيرانه وهذا حال أقل الناس شفاعة فكم " لله " من عباد يخفى حالهم على الناس
، ولو أقسموا عل " الله لأبرهم !! يقول صلوات الله عليه " رُبَّ عبد أشعث أغبر – لا يأبه له – لو أقسم على الله لأبره " فكم من عباد الله الصالحون !!

نسأل الله تعالى أن نكون منهم .

ونسأله – سبحانه وتعالى - أن ينفع بنا ..

وأن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ..

وأن يقدر لنا الخير ، وأن يُجْرى الخير على أيدينا ..

ويختم لنل بخاتة السعادة .. وأن يغفر للمؤمنين والمؤمنات ..

والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ..

نسيم الايمان
12-06-2010, 09:52 PM
http://www.mazikao.net/vb/imgcache/2/39323alsh3er.gif (http://www.mazikao.net/vb)