المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى رثائه صلى الله عليه وسلم


أمانى الحب
30-05-2010, 07:57 AM
( بسم الله الرحمن الرحيم
وهو تعالى حسبي )

فى رثائه صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ الإمام العالم الكبير حافظ الشام أبو بكر شمس الدين محمد بن أبي بكر عبد الله الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي رحمه الله تعالى
الحمد لله الحي الباقي على الدوام المنفرد بالعز والقهر والجلال والإكرام الحاكم بالحمام على الخاص و والعام فلا محيد لأحد عنه ولو عمر ألف عام جعل الزرع البشري بمنجل الموت حصيداً و في بيدر الأجداث بدياس البلى فقيداً ويقسمه يوم يذرؤه
خلقاً جديداً فريقاً في الجنة و فريقاً في دار الانتقام فسبحانه من واحد قهار جوا د وارث العباد و البلاد باعث الرفات للمعاد جامع الناس ليوم تدحض فيه الأقدام نحمده على ما ساء و سر و نشكره على ما حلا و مر و نؤمن بما قدر من خير و شر و نسأله الرضى بما قضى و سطرته الأقلام و نشهده أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو القدرة الباهرة و السطوة الباطشة القاهرة المعيد خلقه بعد الفناء فإذا هم بالساهرة في يوم لا كالأيام و نشهد أن سيدنا محمداً عبده الأمين و رسوله المأمون الذي أنزل عليه في كتابه المكنون مخاطباً له بقوله تعالى ( إنك ميت و إنهم ميتون ) و اختار له على هذه الدنيا الدنية
الوسيلة في دار السلام صلى الله أشرف الصلوات عليه و ساق من التحيات أفضلها إليه و أنزله المنزل المقرب لديه و بلغه نهاية المرام و أعلى الإكرام و رضي الله عن آله الأشراف السادة و أصحابه الأعلام القادة و تابعيهم في الهدى و العبادة و عليهم من ربنا السلام
وفى رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم

أول من زار القبر الشريف فيما أعلم سيدة نساء هذه الأمة فاطمة عليها السلام فإنه لما رمس النبي صلى الله عليه و سلم جاءته و أخذت قبضة من تراب القبر الشريف فوضعته على عينيها و بكت و أنشدت تلك البيتين
ماذا على من شم تربة أحمد
أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها
صبت على الأيام عدن لياليا
فمما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من المتقارب
و يا عين بكي و لا تسأمي
و حق البكاء على السيد
على ذي الفواضل و المكرمات
و محض الضريبة و المحتد
على خير خندف عند البلاء
أمسى يغيب في الملحد
فصلى المليك ولي العباد
و رب البلاد على أحمد
فكيف الإقامة بعد الحبيب
و زين المحافل و المشهد
فليت الممات لنا كلنا
و كنا جميعاً مع المهتدى
و مما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه
من الكامل
ما بال عينك لا تنام كأنما
كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً
يا خير من وطئ الحصا لا تبعد
يا ويح أنصار النبي و نسلهم
بعد المغيب في سواء المسجد
جنبي يقيك الترب لهفي ليتني
غيبت قبلك في بقيع الغرقد