طالب عفو ربي
23-06-2009, 02:39 AM
قبيلة غفار
هذه القصة الغريبة جدا، فهي قصة قبيلة كاملة لمس الإيمان قلوب أفرادها، فحدثت في حياتها النقلة الهائلة، هذه القبيلة اشتهرت بالسرقة، وقطع الطريق، فهم مجموعة من اللصوص، أبعد الناس عن طريق الهدى والصلاح، قبيلة غِفَار القبيلة التي منها الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، أبو ذر كان من أوائل من أسلم، وعاد إلى قبيلته يدعوهم إلى الإسلام، يدعوهم إلى ترك عبادة الأصنام، يدعوهم إلى أن يعبدو إلهًا واحدا لا إله إلا هو، ويدعوهم إلى ترك منهج الحياة التي كانوا عليها كلية، ويدعوهم إلى أن يسلكوا منهجا مغايرا تماما، سيغيروا كل شيء في حياتهم، وهذا الكلام ليس سهلا، فبدلًا من أن يقطعوا الطريق على الناس، يدعوهم إلى أن تكون رسالتهم في الحياة أن يحفظوا للناس دينهم، وأموالهم، وحياتهم، بدلًا من أن يأخذوا من الناس أموالهم، سيدعوهم أن يعطوهم من ذكاتهم، ومن صدقاتهم، يدعوهم إلى أنهم بدلًا من أن يمتلكوا قلوب الناس بالسطو على الناس بالقوة والبطش والظلم، يدعوهم لامتلاك قلوب الناس بالرفق، والدعوة، والحلم، والحب، هذه المعاني ما خطرت يومًا على فكر قبيلة غفار قبل ذلك.
فهذه مهمة صعبة جدا، وفي غاية الخطورة على حياة أبي ذر نفسه، يذهب ليغير منهج قبيلة كاملة، قبيلة اعتادت السرقة وقطع الطريق، يدعوهم لحياة أخرى أفضل منها، وسيصر على موقفه رضي الله عنه وأرضاه، وفكروا أيضًا في قبيلة غفار، كيف لمجموعة من اللصوص تعودت على الشر، والإثم كل هذه العمر، ستغير حياتها كلها، وتنطلق إلى حياة أخرى نظيفة وجميلة، وسعيدة بسعادة الإسلام، ليس بسعادة الدنيا وفقط.
فمن المؤكد أن خطوة قبيلة غفار أصعب من كل خطواتنا، فليس لأحدنا هذه البداية الصعبة التي كانت عند قبيلة غفار، وفكر كيف دعا أبو ذر هؤلاء الناس؟
أبو ذر لم يُثْنِه تاريخ القبيلة أن يتحدث معهم في قضية الإيمان، فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، آمنت قبيلة غفار، قبيلة كاملة أسلمت، ودخلت في الإيمان، آمن اللصوص وقُطّاع الطريق، وانتقلوا بإيمانهم هذا من درجة قطاع الطريق إلى درجة الصحابة، أصبحوا صحابة، وقبلها بلحظة واحده كانوا قطاعا للطريق، بعدها بلحظة واحدة أصبحوا من أفضل أجيال الخلق.
تماما كالذي ينتقل من الأرض إلى السماء، والفارق لحظة واحدة، لحظة صدق، كم واحد فينا له بداية أسوأ من بداية قبيلة غفار، أعتقد قليل منا، وحتى لو فينا واحد تاريخه كله سرقة، واحتيال، وإجرام بإمكانه أن يبتدئ بداية كقبيلة غفار، يكفي أن يعزم على التوبة، ويندم على ما فات، ويقرر ألا يعود للمعصية، يكفي ذلك، فتصبح صفحته نقية طاهرة بيضاء.
وانظر إلى التعليق النبوي الرائع على إسلام قبيلة غفار، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن عاص وأبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهم أجمعين، قال:
غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا.
كل الذي مضى مُحِي، فهل نريد حياة غفار قبل الإسلام أم حياة غفار بعد الإسلام؟
الله عز وجل عادل، لا يظلم مثقال ذرة، أعطى الإنسان عقلا يستطيع أن يميز بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ، وأنزل له شرعا سهلًا مفهومًا واضحا جميلا، وأعطاه فطرة سليمة تقبل الطيب، وتكره القبيح، وأعطى الإنسان بعد كل ذلك فرصة الاختيار، [وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] {البلد:10} طريق الهداية، وطريق الضلال، طريق الخير، وطريق الشر، فكل شيء واضح، وتدبر في الكلام المعجز في كتاب الله عز وجل [مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ] {الإسراء:18} الحاجة السريعة، الدنيا، اللذة السريعة، الشهوة، الثمرة، ولو كانت حرام، المتعة ولو كانت معصية، [مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ] {الإسراء:18} فمن أراد الدنيا نالها، ومن أراد معصية عملها، ومن تمنى حياة حقيرة ليس لها وزن أخذها، قد يرتفع أهل المعاصي، ويغتني أهل الذنوب، ويحكم أهل الظلم والشرور، لكن ما الوضع في الآخرة، يقول الله عز وجل في بقية الآيات: [ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا] {الإسراء:18} يدخلها ممقوتًا مطرودا من رحمة الله عز وجل.
فهذا فريق عاش حياته كلها بهذه الصورة، أراد العاجلة، وترك الآخرة، والفريق الثاني يقول فيه الله تعالى [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ] {الإسراء:19} الذي تمنى الجنة، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، كلام اللسان ليس بكفاية، لا بد من العمل، والحركة، والسعي، [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ] {الإسراء:19} لا بد من عمل [فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا] {الإسراء:19} ، ويعلق الله على الموضوع فيقول: [كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا] {الإسراء:20} فمن أراد الدنيا وترك الآخرة سيأخذ ما تمنى، والذي ير الآخرة، ولو كان على حساب الدنيا سيأخذها.
ما يهم الآن هو ما تحدده أنت، وتختاره، فالصحابي في لحظة الصدق التي أسلم فيها اختار بصدق، ومشي في الطريق الواضح بصدق، ووصل.
وينطبق علينا نفس الأمر، فلو عزمت على الوصول ستصل، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم، وكلامه سبحان وتعالى كله حق، [وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا] {النساء:122} [وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا] {النساء:87} لا أحد، هو قال [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا] {الإسراء:19} .
فلو شغلت نفسك للآخرة تأخذها إن شاء الله، وهذا الكلام واضح لا يحتاج تأويل، أتريد الدنيا أم الآخرة؟
وكن صادقًا مع نفسك.
خلاصة القول أن الصحابة لم يخلقوا صحابة، بل عاشوا قبل إيمانهم حياة بعيدة كل البعد عن مظاهر الإسلام، أو الالتزام، منهم من كان يعبد الحجر، أو الشجر، ومنهم من كان يسرق، ومنهم من كان يظلم، ومنهم من كان يشرب الخمر، ومنهم من كان يئد البنات، ومنهم من كان يعذب المؤمنين والمؤمنات، ثم عرض لهم طريق الخير، وطريق الشر بوضوح، وفي لحظة صدق اختاروا طريق الخير، وساروا صحابة، وفي ونفس الوقت كان يعيش معهم كثير من الناس، في نفس الزمن، وفي نفس الظروف، وفي نفس البلد، ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم اختاروا طريق الشر، فساروا المشركين، والمنافقين، واليهود.
الإنسان هو الذي يختار، ليست عظمة الإنسان بكونه عاش في زمان معين، أو بكونه صاحب جاه، أو سلطان، أو مال، أو بكونه سليل فلان، أو فلان، أو غيره، بل عظمة الإنسان الحقيقية بكون تعظيم هذا الإنسان للدين، وبقدر حب الله عز وجل في قلبه، وبقدر قيمة الشرع في حياته، وبقدر إحترام الإنسان لنفسه كإنسان، هذا هو الإنسان في الإسلام.
وأسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه،
وأن يحشرنا مع الأنبياء والصدقين، والشهداء، والصالحين وحسن أولئك رفقيا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذه القصة الغريبة جدا، فهي قصة قبيلة كاملة لمس الإيمان قلوب أفرادها، فحدثت في حياتها النقلة الهائلة، هذه القبيلة اشتهرت بالسرقة، وقطع الطريق، فهم مجموعة من اللصوص، أبعد الناس عن طريق الهدى والصلاح، قبيلة غِفَار القبيلة التي منها الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، أبو ذر كان من أوائل من أسلم، وعاد إلى قبيلته يدعوهم إلى الإسلام، يدعوهم إلى ترك عبادة الأصنام، يدعوهم إلى أن يعبدو إلهًا واحدا لا إله إلا هو، ويدعوهم إلى ترك منهج الحياة التي كانوا عليها كلية، ويدعوهم إلى أن يسلكوا منهجا مغايرا تماما، سيغيروا كل شيء في حياتهم، وهذا الكلام ليس سهلا، فبدلًا من أن يقطعوا الطريق على الناس، يدعوهم إلى أن تكون رسالتهم في الحياة أن يحفظوا للناس دينهم، وأموالهم، وحياتهم، بدلًا من أن يأخذوا من الناس أموالهم، سيدعوهم أن يعطوهم من ذكاتهم، ومن صدقاتهم، يدعوهم إلى أنهم بدلًا من أن يمتلكوا قلوب الناس بالسطو على الناس بالقوة والبطش والظلم، يدعوهم لامتلاك قلوب الناس بالرفق، والدعوة، والحلم، والحب، هذه المعاني ما خطرت يومًا على فكر قبيلة غفار قبل ذلك.
فهذه مهمة صعبة جدا، وفي غاية الخطورة على حياة أبي ذر نفسه، يذهب ليغير منهج قبيلة كاملة، قبيلة اعتادت السرقة وقطع الطريق، يدعوهم لحياة أخرى أفضل منها، وسيصر على موقفه رضي الله عنه وأرضاه، وفكروا أيضًا في قبيلة غفار، كيف لمجموعة من اللصوص تعودت على الشر، والإثم كل هذه العمر، ستغير حياتها كلها، وتنطلق إلى حياة أخرى نظيفة وجميلة، وسعيدة بسعادة الإسلام، ليس بسعادة الدنيا وفقط.
فمن المؤكد أن خطوة قبيلة غفار أصعب من كل خطواتنا، فليس لأحدنا هذه البداية الصعبة التي كانت عند قبيلة غفار، وفكر كيف دعا أبو ذر هؤلاء الناس؟
أبو ذر لم يُثْنِه تاريخ القبيلة أن يتحدث معهم في قضية الإيمان، فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، آمنت قبيلة غفار، قبيلة كاملة أسلمت، ودخلت في الإيمان، آمن اللصوص وقُطّاع الطريق، وانتقلوا بإيمانهم هذا من درجة قطاع الطريق إلى درجة الصحابة، أصبحوا صحابة، وقبلها بلحظة واحده كانوا قطاعا للطريق، بعدها بلحظة واحدة أصبحوا من أفضل أجيال الخلق.
تماما كالذي ينتقل من الأرض إلى السماء، والفارق لحظة واحدة، لحظة صدق، كم واحد فينا له بداية أسوأ من بداية قبيلة غفار، أعتقد قليل منا، وحتى لو فينا واحد تاريخه كله سرقة، واحتيال، وإجرام بإمكانه أن يبتدئ بداية كقبيلة غفار، يكفي أن يعزم على التوبة، ويندم على ما فات، ويقرر ألا يعود للمعصية، يكفي ذلك، فتصبح صفحته نقية طاهرة بيضاء.
وانظر إلى التعليق النبوي الرائع على إسلام قبيلة غفار، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن عاص وأبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهم أجمعين، قال:
غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا.
كل الذي مضى مُحِي، فهل نريد حياة غفار قبل الإسلام أم حياة غفار بعد الإسلام؟
الله عز وجل عادل، لا يظلم مثقال ذرة، أعطى الإنسان عقلا يستطيع أن يميز بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ، وأنزل له شرعا سهلًا مفهومًا واضحا جميلا، وأعطاه فطرة سليمة تقبل الطيب، وتكره القبيح، وأعطى الإنسان بعد كل ذلك فرصة الاختيار، [وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] {البلد:10} طريق الهداية، وطريق الضلال، طريق الخير، وطريق الشر، فكل شيء واضح، وتدبر في الكلام المعجز في كتاب الله عز وجل [مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ] {الإسراء:18} الحاجة السريعة، الدنيا، اللذة السريعة، الشهوة، الثمرة، ولو كانت حرام، المتعة ولو كانت معصية، [مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ] {الإسراء:18} فمن أراد الدنيا نالها، ومن أراد معصية عملها، ومن تمنى حياة حقيرة ليس لها وزن أخذها، قد يرتفع أهل المعاصي، ويغتني أهل الذنوب، ويحكم أهل الظلم والشرور، لكن ما الوضع في الآخرة، يقول الله عز وجل في بقية الآيات: [ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا] {الإسراء:18} يدخلها ممقوتًا مطرودا من رحمة الله عز وجل.
فهذا فريق عاش حياته كلها بهذه الصورة، أراد العاجلة، وترك الآخرة، والفريق الثاني يقول فيه الله تعالى [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ] {الإسراء:19} الذي تمنى الجنة، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، كلام اللسان ليس بكفاية، لا بد من العمل، والحركة، والسعي، [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ] {الإسراء:19} لا بد من عمل [فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا] {الإسراء:19} ، ويعلق الله على الموضوع فيقول: [كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا] {الإسراء:20} فمن أراد الدنيا وترك الآخرة سيأخذ ما تمنى، والذي ير الآخرة، ولو كان على حساب الدنيا سيأخذها.
ما يهم الآن هو ما تحدده أنت، وتختاره، فالصحابي في لحظة الصدق التي أسلم فيها اختار بصدق، ومشي في الطريق الواضح بصدق، ووصل.
وينطبق علينا نفس الأمر، فلو عزمت على الوصول ستصل، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم، وكلامه سبحان وتعالى كله حق، [وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا] {النساء:122} [وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا] {النساء:87} لا أحد، هو قال [وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا] {الإسراء:19} .
فلو شغلت نفسك للآخرة تأخذها إن شاء الله، وهذا الكلام واضح لا يحتاج تأويل، أتريد الدنيا أم الآخرة؟
وكن صادقًا مع نفسك.
خلاصة القول أن الصحابة لم يخلقوا صحابة، بل عاشوا قبل إيمانهم حياة بعيدة كل البعد عن مظاهر الإسلام، أو الالتزام، منهم من كان يعبد الحجر، أو الشجر، ومنهم من كان يسرق، ومنهم من كان يظلم، ومنهم من كان يشرب الخمر، ومنهم من كان يئد البنات، ومنهم من كان يعذب المؤمنين والمؤمنات، ثم عرض لهم طريق الخير، وطريق الشر بوضوح، وفي لحظة صدق اختاروا طريق الخير، وساروا صحابة، وفي ونفس الوقت كان يعيش معهم كثير من الناس، في نفس الزمن، وفي نفس الظروف، وفي نفس البلد، ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم اختاروا طريق الشر، فساروا المشركين، والمنافقين، واليهود.
الإنسان هو الذي يختار، ليست عظمة الإنسان بكونه عاش في زمان معين، أو بكونه صاحب جاه، أو سلطان، أو مال، أو بكونه سليل فلان، أو فلان، أو غيره، بل عظمة الإنسان الحقيقية بكون تعظيم هذا الإنسان للدين، وبقدر حب الله عز وجل في قلبه، وبقدر قيمة الشرع في حياته، وبقدر إحترام الإنسان لنفسه كإنسان، هذا هو الإنسان في الإسلام.
وأسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه،
وأن يحشرنا مع الأنبياء والصدقين، والشهداء، والصالحين وحسن أولئك رفقيا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.