admin
21-11-2008, 12:00 AM
نحن الآن في سنة الديك ـ والديك أحد الأبراج الصينية، وهي فرصة للسعادة. إن كان هذا برجك.. أو هو برج العالم كله.. ولا أعرف ان كان التسونامي، أي الأمواج العاتية، قد جاءت كوداع للسنة الماضية أو هي بمثابة الدقات التي تسبق رفع الستار عن آخر المآسي في السنة الماضية.. بداية للسلام في الشرق الأوسط وأواسط أفريقيا وأميركا اللاتينية!
والديك في آسيا وأميركا اللاتينية وفي ولايتين في أميركا هما «لوزيانا وتومكسيكو» له معنى خاص، ففي هذه البلاد عندهم جنون بصراع الديوك، مذبحة الديوك والمراهنات.. وهناك صناعة وبرامج ومواقع على الإنترنت ومجلات وأفلام فيديو وكاستات لصراع الديوك وبطولاتها وأسمائها وأصحابها والخسائر والمكاسب.. اذن فهذه هي سنة سعيدة على الديوك. كيف؟ ان تنتصر كل الديوك فلا يخسر أحد؟! كيف؟! ان تنتهي معارك الديوك بلا دماء.. ان تقلع ملايين الآسيويين عن هذه الهواية الوحشية؟!
وقد رأيت هذه الرياضة الدموية في جزيرة بالي بأندونيسيا ورأيتها في الفلبين في جزيرة مندناو. شيء رهيب. وقد حرمتها دول كثيرة. كل الدول الأوروبية وأكثر الولايات الأميركية. وكانت هذه الرياضة أو التسلية موجودة في مصر واختفت. لا أعرف ان كان قد صدر لها قانون يحرمها!
ولا أنسى حادثتين، ولو كنت آكل اللحوم لامتنعت عنها، ولكن لحسن حظي فأنا نباتي فلا أكلت اللحوم ولا أشباهها ولا في نيتي.
كان ذلك وأنا صغير، طلب مني والدي ان أرافقه، وذهبت معه ومشينا طويلاً شارعا في شارع وتوقف والدي أمام بيت ودخلنا ووجدت عدداً من الناس يجلسون في ساحة وأمام كل واحد ديك.. وقدم أحدهم ديكاً إلى والدي، وتغيرت معالم والدي وأخرج من جيبه سكيناً صغيراً، وراح يجلو بها أظافر الديك، شيء غريب. وعند بيت آخر وجدنا عدداً من الرجال معهم ديوك أيضاً.
وتقدم والدي وجلس مقرفصاً وفي يده الديك.. وانطلق ديك آخر وتشابك الديكان وتضاربا بالاقدام وبالاظافر الحادة وسالت الدماء. واغمضت عيني واستدرت وبكيت.
وكانت دهشتي لا تنتهي، كيف أن شاعراً صوفياً رقيقاً مثل والدي يهوى هذا العنف.. اراقة الدماء. قتل الأبرياء. لم أفهم.
أما المنظر الثاني فكان مفاجئاً، كنت في جزيرة بالي حيث استعد السياح بالكاميرات وكنا أسبق من أهل الجزيرة الى المدرجات حول مساحة لها سور حديدي، هذه المساحة مخصصة للديوك وأصحابها، ووجدت فارقاً مهماً، فلا أحد يستخدم السكاكين لجعل أظافر الديوك حادة، وانما هناك أمواس حادة تباع وتربط في أقدام الديوك لتنتهي المباراة بعد لحظات بقطع رقبة أحد الديوك.
وحشية؟ يجوز! ولكنهم سعداء بأن يذبح أحد أحداً من الطيور أو الثيران.. أو الناس.
بقلم انيس منصور
والديك في آسيا وأميركا اللاتينية وفي ولايتين في أميركا هما «لوزيانا وتومكسيكو» له معنى خاص، ففي هذه البلاد عندهم جنون بصراع الديوك، مذبحة الديوك والمراهنات.. وهناك صناعة وبرامج ومواقع على الإنترنت ومجلات وأفلام فيديو وكاستات لصراع الديوك وبطولاتها وأسمائها وأصحابها والخسائر والمكاسب.. اذن فهذه هي سنة سعيدة على الديوك. كيف؟ ان تنتصر كل الديوك فلا يخسر أحد؟! كيف؟! ان تنتهي معارك الديوك بلا دماء.. ان تقلع ملايين الآسيويين عن هذه الهواية الوحشية؟!
وقد رأيت هذه الرياضة الدموية في جزيرة بالي بأندونيسيا ورأيتها في الفلبين في جزيرة مندناو. شيء رهيب. وقد حرمتها دول كثيرة. كل الدول الأوروبية وأكثر الولايات الأميركية. وكانت هذه الرياضة أو التسلية موجودة في مصر واختفت. لا أعرف ان كان قد صدر لها قانون يحرمها!
ولا أنسى حادثتين، ولو كنت آكل اللحوم لامتنعت عنها، ولكن لحسن حظي فأنا نباتي فلا أكلت اللحوم ولا أشباهها ولا في نيتي.
كان ذلك وأنا صغير، طلب مني والدي ان أرافقه، وذهبت معه ومشينا طويلاً شارعا في شارع وتوقف والدي أمام بيت ودخلنا ووجدت عدداً من الناس يجلسون في ساحة وأمام كل واحد ديك.. وقدم أحدهم ديكاً إلى والدي، وتغيرت معالم والدي وأخرج من جيبه سكيناً صغيراً، وراح يجلو بها أظافر الديك، شيء غريب. وعند بيت آخر وجدنا عدداً من الرجال معهم ديوك أيضاً.
وتقدم والدي وجلس مقرفصاً وفي يده الديك.. وانطلق ديك آخر وتشابك الديكان وتضاربا بالاقدام وبالاظافر الحادة وسالت الدماء. واغمضت عيني واستدرت وبكيت.
وكانت دهشتي لا تنتهي، كيف أن شاعراً صوفياً رقيقاً مثل والدي يهوى هذا العنف.. اراقة الدماء. قتل الأبرياء. لم أفهم.
أما المنظر الثاني فكان مفاجئاً، كنت في جزيرة بالي حيث استعد السياح بالكاميرات وكنا أسبق من أهل الجزيرة الى المدرجات حول مساحة لها سور حديدي، هذه المساحة مخصصة للديوك وأصحابها، ووجدت فارقاً مهماً، فلا أحد يستخدم السكاكين لجعل أظافر الديوك حادة، وانما هناك أمواس حادة تباع وتربط في أقدام الديوك لتنتهي المباراة بعد لحظات بقطع رقبة أحد الديوك.
وحشية؟ يجوز! ولكنهم سعداء بأن يذبح أحد أحداً من الطيور أو الثيران.. أو الناس.
بقلم انيس منصور