admin
20-11-2008, 10:36 PM
سيادتك ماذا تشربين؟!
كنا في مدينة مورمنسك في الدائرة القطبية الشمالية من روسيا.. درجة الحرارة 42 تحت الصفر.. الأرض كلها جليد أبيض.. والتعليمات التي قيلت لنا قبل هبوط الطائرة: المرجو من السادة الركاب اذا نزلوا من الطائرة ألا يمسكوا أنوفهم أو آذانهم.. حتى اذا كانت قد تجمدت، فإن أي لمس لها يسقط كقطعة من الثلج.. الأفضل أن يضع كل واحد يده في جيبه ومهما شعر بأن أنفه بيأكله.. أو أذنه فلا يخرج يده من جيبه!
ونزلنا من الطائرة..وفي ركن من المطار الصغير جاءت جرسونة ضخمة ومعها ورقة ووقفت أمامي.. ونظرت لي ونظرت لها.. ولم تقل شيئا. ولما لم أقل شيئا اتجهت الى واحد غيري.. ولما لم يقل شيئا اتجهت الى واحد ثالث.. ولما كنا جميعا لا نعرف اللغة الروسية فلا هي سألت ولا نحن سألناها. واتجهت الى مكانها وراحت تشرب وتنظر إلينا بعينين زرقاوين لا معنى فيهما. وذهبت إليها وقلت لها بالألمانية: لا بد أنك تعرفين كم كلمة المانية.. قالت نعم.. قلت: ماذا عندك من طعام لنا؟ اعتدلت وقالت: سيادتك تحب تأكل أيه؟ ماذا عندك؟ أطلب.. قلت: أنا نباتي.. قالت: عظيم جدا.. قلت: ماذا عندك؟ قالت: سيادتك تحب تأكل أيه؟ قلت: خبز.. موجود.. جبن.. موجود.. زبدة.. موجودة.. سمك.. لا مش موجود.. خضراوات.. لا مش موجودة.. فاكهة.. مع الأسف لا وجود لها.. أرز.. يا ريت.. مكرونة.. اشمعنى!! خبز أسود؟ وأصفر وأبيض.. موجود.. وجبن.. جبن أبيض، وأصفر وأحمر وأخضر.. كل هذه أنواع من الجبن؟.. نعم ولكن بكميات قليلة.. اذن ليس غذاء ولا عشاء ولا افطار!! لا.. أمال ايه ده.. تصبيرة.. وكيف نواجه البرد الشديد؟ هذه قصة أخرى.. عندك شاي؟ نعم.. اذن أريد شايا ساخنا ثقيلا.. يعني أيه؟ أوتشي كريايكي «كلمتان روسيتان معناهما ثقيل جدا».. دا.. دا.. أوتشي كريايكي.. دا.. دا.. (أيوه.. أيوه)..
وفتحت الدرج وأخرجت شنطة جلدية قديمة وحقيرة.. ومدت يدها الى اعماقها وأخرجت كيس شاي.. وحاولت ان تفتحه فلم تستطع فوضعته في الماء المغلي..
وطلبت أن أشرب في كوب من الزجاج لأنني أحب أن أرى لون الشاي.. فأتت لي بكوب زجاجي غليظ وعلى الكوب آثار الزبدة أو أي شيء آخر.. وحاولت ان تغسل الكوب ثم قالت لي: طبعا أنت تعرف ان الماء هنا قليل.. والناس يفضلونه للشرب وليس لغسل الأكواب.. وبعد ربع ساعة كان الماء قد برد.. أما لون الشاي فهو أصفر.. وهكذا ترى أن هذه هي الطريقة الوحيدة للاقتصاد في الماء وفي الشاي.. وسألتها: هل عندك قهوة؟.. لا.. لا شيء غير هذا الشاي الأصفر.. هل أرجوك لآخر مرة أن تضعي كيسين من الشاي في كوب ماء مغلي.. نصف كوب.. ربع كوب.. لا.. لا يزال عندنا ماء.. ولكن المشكلة أن الشاي «عهدة» وسوف توقع على استلام هذا الكيس.. أما اذا أردت ان تحصل على كيسين فلا بد ان يوقع آثنان آخران من المسافرين.. ممكن جدا..
وكانت اذا ضحكت جلجلت.. وانفتح فمها وظهرت اسنانها المكسرة.. فوقفت أمامها وخلعت عنها (المريلة) التي ترتديها.. وارتديتها أنا وقلت لها: وسيادتك تحبي تشربي أيه؟!
كنا في مدينة مورمنسك في الدائرة القطبية الشمالية من روسيا.. درجة الحرارة 42 تحت الصفر.. الأرض كلها جليد أبيض.. والتعليمات التي قيلت لنا قبل هبوط الطائرة: المرجو من السادة الركاب اذا نزلوا من الطائرة ألا يمسكوا أنوفهم أو آذانهم.. حتى اذا كانت قد تجمدت، فإن أي لمس لها يسقط كقطعة من الثلج.. الأفضل أن يضع كل واحد يده في جيبه ومهما شعر بأن أنفه بيأكله.. أو أذنه فلا يخرج يده من جيبه!
ونزلنا من الطائرة..وفي ركن من المطار الصغير جاءت جرسونة ضخمة ومعها ورقة ووقفت أمامي.. ونظرت لي ونظرت لها.. ولم تقل شيئا. ولما لم أقل شيئا اتجهت الى واحد غيري.. ولما لم يقل شيئا اتجهت الى واحد ثالث.. ولما كنا جميعا لا نعرف اللغة الروسية فلا هي سألت ولا نحن سألناها. واتجهت الى مكانها وراحت تشرب وتنظر إلينا بعينين زرقاوين لا معنى فيهما. وذهبت إليها وقلت لها بالألمانية: لا بد أنك تعرفين كم كلمة المانية.. قالت نعم.. قلت: ماذا عندك من طعام لنا؟ اعتدلت وقالت: سيادتك تحب تأكل أيه؟ ماذا عندك؟ أطلب.. قلت: أنا نباتي.. قالت: عظيم جدا.. قلت: ماذا عندك؟ قالت: سيادتك تحب تأكل أيه؟ قلت: خبز.. موجود.. جبن.. موجود.. زبدة.. موجودة.. سمك.. لا مش موجود.. خضراوات.. لا مش موجودة.. فاكهة.. مع الأسف لا وجود لها.. أرز.. يا ريت.. مكرونة.. اشمعنى!! خبز أسود؟ وأصفر وأبيض.. موجود.. وجبن.. جبن أبيض، وأصفر وأحمر وأخضر.. كل هذه أنواع من الجبن؟.. نعم ولكن بكميات قليلة.. اذن ليس غذاء ولا عشاء ولا افطار!! لا.. أمال ايه ده.. تصبيرة.. وكيف نواجه البرد الشديد؟ هذه قصة أخرى.. عندك شاي؟ نعم.. اذن أريد شايا ساخنا ثقيلا.. يعني أيه؟ أوتشي كريايكي «كلمتان روسيتان معناهما ثقيل جدا».. دا.. دا.. أوتشي كريايكي.. دا.. دا.. (أيوه.. أيوه)..
وفتحت الدرج وأخرجت شنطة جلدية قديمة وحقيرة.. ومدت يدها الى اعماقها وأخرجت كيس شاي.. وحاولت ان تفتحه فلم تستطع فوضعته في الماء المغلي..
وطلبت أن أشرب في كوب من الزجاج لأنني أحب أن أرى لون الشاي.. فأتت لي بكوب زجاجي غليظ وعلى الكوب آثار الزبدة أو أي شيء آخر.. وحاولت ان تغسل الكوب ثم قالت لي: طبعا أنت تعرف ان الماء هنا قليل.. والناس يفضلونه للشرب وليس لغسل الأكواب.. وبعد ربع ساعة كان الماء قد برد.. أما لون الشاي فهو أصفر.. وهكذا ترى أن هذه هي الطريقة الوحيدة للاقتصاد في الماء وفي الشاي.. وسألتها: هل عندك قهوة؟.. لا.. لا شيء غير هذا الشاي الأصفر.. هل أرجوك لآخر مرة أن تضعي كيسين من الشاي في كوب ماء مغلي.. نصف كوب.. ربع كوب.. لا.. لا يزال عندنا ماء.. ولكن المشكلة أن الشاي «عهدة» وسوف توقع على استلام هذا الكيس.. أما اذا أردت ان تحصل على كيسين فلا بد ان يوقع آثنان آخران من المسافرين.. ممكن جدا..
وكانت اذا ضحكت جلجلت.. وانفتح فمها وظهرت اسنانها المكسرة.. فوقفت أمامها وخلعت عنها (المريلة) التي ترتديها.. وارتديتها أنا وقلت لها: وسيادتك تحبي تشربي أيه؟!