لا يعرف اليوم لهم قبر

[أسد الإسلام]

جزا الله المحن كل خيرٍ


قائلها/أسدالإسلام


جزا الله المحن كل خيرٍ فيها


ميزنا بين الأصدقاءوالأعداء
وأشرار طالما كنا نحسبهم



اتضح اليوم لناإنهم أخيار
فبمحنة العراق قد كُشفَت
معادن الرجال وبان لنا كل مبرقع



إنالرجال لصناديق مقفلة
وكل صندوق بالذي فيه يقدر
و إنهم كالظروف الملئى



ولعمري فالظرف بما فيه ينضح
وما أكثرالمعادن حين تعدها



لكن الأصفر الرنان يبقى الأنبل
فقد تحسب اللماع منها ذهبا



وليس كل ما يلمع هو الذهب
ففيهن أنواع ومنها الرديء



ومنهاالأصيل وبالمحن ينفع
وأنت يا عراق أيا مثوى



الأنبياءوالأولياء والأطهار
كنت أهلإذ يحاصرونك دوما



ولكنك تأبى إلاّ أن تكون عريق
فسِر ولا يهمنك من الغوغاء



شيئا فهم يهوون ومثلك يرتفع
فلا كل من زايد عليك بكذب



تراه قد أصاب حقيقة ولك الفخر
وانتم يا غيارا العراقلا تيأسوا



واصبروا فموعدكم النصر


فأصحاب الرذيلة هم أرذال
وأولي الفضل يبقون هم الفواضل
فما بني على الحق سيسطع
وما بني على الباطل غدا سيمحق
وفي محنة الوطن الجريح
تنادى له الأخيار والأحرار
وتنكّرالأرذال عن نصرته وأدار



له العاقّون ظهرهم وتخلفوا
وغدا ستشرق شمس الحرية



ساطعة فأنّى للخفافيش أن تهرب
لقد بات الأحرار والأخيار



فيظَنك عيش من الظلم والسقم
وانتم يا ظلمة عراق اليوم



ماستقولون في يوم به الحشر
إن شئتم قتلنا غيلةفافعلوا
فلم يعد للعيش بوجودكم طعم
ونحمد الله إن أمثالكم نزر



وان الأخيار والأحرار هم الأكثر
والله لا بد ناصرٌ لعبادهمن



المخلصين على الذيول والتوابع
وسينتهي الأمر غداة صبرٍ
وستقيم حينها الفعال والمواقف
وستفرز تلك المواقف غدا
وشتان بين فعال الشرفاء والضعفاء
والتاريخ وحده سيقيّم من تنادى



لوطنه ما بين أعاجم وعُرب
فقد استقوا كثيرين من قبلكم



فلم يعد يعرف اليوم لهم قبر