المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الضار من أسماء الله


أبو العبادلة
10-01-2009, 05:02 PM
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد ,
السلام على من إتبع الهدى ,
رب إشرح لى صدرى , ويسر لى أمرى , واحلل عقدة من لسانى , يفقهوا قولى








كيف يكون "الضار" من أسماء الله ؟ وما تفسيره ؟






أولا :
لم يثبت بدليل صحيح أن الضار من أسماء الله تعالى ، وإنما ورد ذلك في الحديث المشهور الذي فيه تعداد الأسماء الحسنى ، وهو حديث ضعيف ، رواه الترمذي وغيره .

والمقرر عند أهل العلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة .

فإذا لم يثبت الاسم ، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن الله تعالى ، فيقال : الله هو الضار النافع ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات ، لكن لا يعبّد بهذا الاسم ، فلا يقال : عبد الضار أو عبد النافع ؛ لأنه لم يثبت اسما لله تعالى .

وأما ما يوجد في كلام بعض أهل العلم من تسمية الله تعالى بالضار النافع ، فلعل ذلك منهم اعتمادا على حديث الترمذي ، وقد سبق أنه حديث ضعيف ، والمعوّل عليه هو الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة .

ثانيا :
معنى الضار : الذي يقدّر الضر ويوصله إلى من شاء من خلقه .
فالخير والشر من الله تعالى ، كما قال سبحانه : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء/35

وقال: ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام/17

وقال : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) الزمر/38

وروى الترمذي (3388) وأبو داود (5088) وابن ماجه (3869) عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى الترمذي (2516) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ : ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ). وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال ابن تيمية رحمه الله : "فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة إلا الله ولا يضر غيره" .

قال ابن القيم رحمه الله : " ومنها - أي أسماء الله- ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم ، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ، فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو . فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله ، م ، عطاء ومنعا ، ونفعا وضرا ،وعفوا وانتقاما . لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه ؛ وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ . فهذه الأسماء المزدوجة تجري مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه . فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ، ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " انتهى من "بدائع الفوائد" (1/132) باختصار .

ولهذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله : "من عرف الناس استراح" . يريد - والله أعلم - أنهم لا ينفعون ولا يضرون .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المساوى
12-01-2009, 04:05 PM
جزاك الله الف خيير اخي صقر السنة

أبو العبادلة
12-01-2009, 06:32 PM
جزانا الله وإياك يا أخى فى الله




وبارك الله فى عمرك .. وأحسن الله إليك

admin
12-01-2009, 10:42 PM
جزاك الله خيرا اخى صقر السنة على هذا الموضوع الطيب

ولكن لىسؤال

هل يفهم مما سبق وضعه فى الموضوع انه لا يجوز التعبد باسم الله المنتقم والمتكبر كما مع اسم الضار ؟

أبو العبادلة
13-01-2009, 12:13 AM
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
واسم " المنتقم " ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما جاء في القرآن مقيداً كقوله تعالى { إنا من المجرمين منتقمون} و قوله { إن الله عزيز ذو انتقام } . و الحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه " المنتقم " فذكر في سياقه " البر التواب المنتقم العفو الرؤوف " : ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه و سلم . " مجموع الفتاوى " ( 8 / 96 ) .
وقال :
وكذلك الأسماء التي فيها ذكر الشر لا تذكر إلا مقرونة كقولنا : الضار ، النافع ، المعطي ، المانع ، المعز ، المذل ، أو مقيدة كقوله { إنا من المجرمين منتقمون } . " مجموع الفتاوى " ( 14 / 276 ) .
وقال :
و لا في أسمائه الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم اسم " المنتقم " ، و إنما جاء " المنتقم " في القرآن مقيداً كقوله { إنا من المجرمين منتقمون } و جاء معناه مضافا إلى الله فى قوله { إن الله عزيز ذو انتقام } . و هذه نكرة في سياق الإثبات ، و النكرة فى سياق الإثبات مطلقة ليس فيها عموم على سبيل الجمع . " مجموع الفتاوى " ( 17 / 95 ) .

2. قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله :
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه :
الأول : التصريح بالصفة ........
الثاني : تضمن الاسم لها .........
الثالث : التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة ، والانتقام من المجرمين ، الدال عليها – على الترتيب - ....... وقوله { إنا من المجرمين منتقمون } . " القواعد المثلى " ( 28 ، 29 ) .

أبو العبادلة
13-01-2009, 12:14 AM
ولكن يا أخى فى الله ..



لا ريب أن من أسماء الله الحسنى المتكبر كما قال الله تعالى في سورة الحشر: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:23].
ومعنى المتكبر أي العظيم ذو الكبرياء، وقيل: المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عتاة خلقه، والكبرياء هنا العظمة والملك، أو هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله تعالى.
وجاء في فيض القدير: المتكبر ذو الكبرياء وهو الملك أو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إليه، فينظر إلى غيره نظر المالك إلى عبده، وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى وتقدس، فإنه المتفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة لكل شيء من كل وجه، ولذلك لا يطلق على غيره إلا في معرض الذم. انتهى.
وقال في موضع آخر: "المتكبر" المظهر كبرياءه لعباده بظهور أمره حتى لا يبقى كبرياء لغيره. انتهى.
وقال القرطبي: المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من الصفات، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد.
قال حميد بن ثور: عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت**** بها كبرياء الصعب وهي ذلول
فالمقصود أن الكبرياء في صفات الله مدح لما تقدم من معانيها، وفي صفات المخلوقين ذم.