مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة : خير الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة : خير الناس
الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء بعد ذلك.
والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا وقائدنا في الدنيا والاخرة الى جنات النعيم صلاة طولية مديدة كعدد الليل والنهار وورق الاشجار اللهم صل عليه في الاولين وصل عليه في الاخرين وصل عليه في الملا الاعلى الى يوم الدين
بعد الاستئذان من المشرفين الاعزاء والاعضاء الكرام سابدا بطرح سلسلة حلقات خير الناس عن الصحابة الكرام
اقوم فيها بتحليل شخصيات الصحابي الكريم واسلامه وتضحياته واغلب جوانب حياته ارجوا الله تعالى ان يعينني على ذلك وان يتسع صدر الشباب لسماع تلك الحلقات او بالاحرى قراءتها وان كنت قد نسيت شيئا فليعني اصحاب القلوب الكبيرة على جسر تلك الهفوات واتمام المعلومة او اكمالها
اتمنى ان تلقى هذه السلسلة استحسانا من الشباب لعلنا نستفيد منها جميعا في ضرب امثلة خير الناس على حمل الدعوة والصبر عليها لعلنا نتاسى بهم ان شاء الله
والبداية من
1) الصحابي الجليل: الزبير بن العوام
* هو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم من عمته صفية بنت عبد المطلب
* واحد العشرة المبشرين بالجنة,
* واحد الستة من اهل الشورى في اختيار الخليفة الراشد الثالث
* وزوج اسماء ابنة الصديق رضي الله عنهم اجمعين
* احد السيعة الذين اسلموا على يدي ابي بكر الصديق
* عندما علم عمه نوفل بن خويلد باسلامه استشاط غضبا وكان يعذبه بنفسه ويلفه بالحصير ويحرقه بها ويقول له اكفر برب محمد ادرا عنك العذاب فبرد عليه قائلا لا والله لا اعود للكفر ابدا - رواه الطبراني وابو نعيم
موقف عظيم
سمع الزبير خبر مقتل النبي عليه السلام في مكة وكانت اشاعة كاذبة فخرج شاهرا سيفه وكان نصف جسمه الاعلى مكشوفا لانه كان يستحم وكان يشق صفوف الناس يريد التاكد من ذلك فلقيه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له مالك فقال له اخبرت انك اخذت (قتلت) فقال له وماذا كنت صانعا؟؟ فقال : كنت اضرب به من اخذك ففرح النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا ودعا له ولسيفه بالنصر - ابو نعيم-
فكان اول سيف شهر بالاسلام
وقد هاجر الى الحبشة وبقي هناك حتى اذن له النبي عليه الصلاة والسلام بالعودة للمدينة
غزواته
شارك بكل الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم
وفي احد بعد ان رجع جيش المشركين الى مكة ارسل النبي صلى الله عليه وسلمسبعين رجلا في اثرهم ان منهم ابوبكر وعمر والزبير - البخاري-
وبوم اليرموك قاتل قتال الابطال ولما كاد جيش المسلمين ان يتقهقر كبر التكبيرات التي ملات الجيش همة وعزيمة
يقول عنه ابنه عروة كان في جسمه ثلاث ضربات كنت ادخل اصبعي اثنين اثنبن فيهامن م بدر ويوم اليرموك
روي عنه انه كان يقاتل بكلتا يديه ويقود الفرس برجليه
راى بعض الصحابةجسده في احدى اسفاره فذهل فقال له والله لقد شهدت بجسمك ما لم اره باحد قط فقال له اما والله ما فيها جراحة الا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله
وقيل عنه انه ما تولي ولاية قط او جباية او خراجا ولا شيئا الا ان يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم او ابو بكر او عمر او عثمان
ارسله الرسول عليه السلام الى بني قريظة عندما طال الحصار عليهم هو وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه فوقفا امام الحصن وظلا يرددنا والله لنذوقن ما ذاق حمزة او عليهم الحصن.
قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " لكل نبي حواري وحواري الزبير"
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير كان ابواك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما اصابهم القرح( تريد ابو بكر والزبير)
جوده :
كان اسخى الناس واكرمهم ينفق اموال تجارته في سبيل الله يقول عنه كعب بن مالك كان له الف مملوك يؤدون اليه الخراج فما كان يدخل بيته منها درهما واحدا
تصدق بماله كله حتى انه مات مديونا ووصا ابنه عبد الله بقضاء دينه وقال له
اذا اعجزك دين فاستعن بمولاي فساله عن اي مولى يقصد فقال له الله نعم المولى ونعم النصير
فيقول ابنه عبد الله فيما بعد والله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه -البخاري-
والعجيب انه لم يرو عنه الا احاديث قليلة وقد ساله ابنه عبد الله عن ذلك فقال لقد علمت ما كان بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم من الرحم والقرابة الا اني سمعته يقول " من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوا مقعده من النار" فكان يخاف ان يتحدث بشيئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزل في النار بذلك .
لقيه علي بن ابي طالب في معركة الجمل وهو كان في صف معاوية فحاوره وذكره بالماضي عندما قال له النبي عليه السلام اتحب عليا يا زبير قال اجل فقال لكنك تقاتله وانت له ظالم
فقال للامام علي ... والعار يا علي
فرد عليه الامام .... والنار يا زبير
فعاد عن المعركة واثناء رجوعه وهو عائد بواد يقال له وادي السباع قتله رجل يدعى عمرة بن جرموز غدرا
وسرق سيقه وذهب الى الامام علي يريد ان يزف له البشرى فال لحاجبه خذ السيف وبشره بالنار فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بشر قاتل ابن صفية بالنار.
فاخذ السيف وبكى كثيرا عليه قائلا
سيف طالما جلى الكرب عت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قتل وعمره 67 سنة
رضي الله عنه وارضاه وجمعنا به وبالنبي عليه الصلاة والسلام باعلى الجنان
مجد الغد
15-12-2008, 01:13 AM
جزاك الله خيرا أخى الكريم
تراب
وزادك الله طاعة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم
لك جزيل الشكر
ونسال الله العظيم أن ينفع به اللهم أمين
جزيت أخى الجنة
بارك الله فيك اختاة مجد الغد وهذا الاسم يذكرني بمشرفه عزيزة على كانت في منتدى التاريخ احسبك هي
بارك الله فيك .
بارك الله فيك اختاة مجد الغد وهذا الاسم يذكرني بمشرفه عزيزة على كانت في منتدى التاريخ احسبك هي
بارك الله فيك .
(2)
طلحة بن عبيد الله
الشهيد الذي يمشي على الارض
قال عن الرسول عليه الصلاة والسلام" من اراد ان ينظر الى شهيد يمشي على وجه الارض فلينظر الى طلحة بن عبيد الله" – الترمذي
احد العشرة المبشرين بالجنة
احد الستة من اهل الشورى في اختيار الخليفة الثالث الراشد
احد الثمانية الذين سبقوا الى الاسلام
اسلامه
سافر الى ارض بصرى بالشام في تجارة له وبينما هو بالسوق اذ سمع راهبا في صومعته :
سلوا اهل هذا الموسم افيهم احد من اهل الحرم فذهب اليه طلحة وقال له نعم انا من اهل الحرم
فقال الراهب هل ظهر احمد فقال له من احمد فقال احمد بن عبد الله بن عبد المطلب
هذا شهرة الذي يخرج فيه وهو اخر الانبياء ومخرجه من الحرم ومهاجره الى نخل وحرة ويباخ يقصد( المدينة المنورة) فاياك ان تسبق اليه.
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة ورجع سريعا الى مكة وسال اهلها هل كان من حدث؟ قالوا نعم محمد الامين تنبا
وقد تبعه ابن ابي قحافة فذهب اليه طلحة واسلم على يديه واخبره بقصة الراهب – ابن سعد – فكان احد السابقين الى الاسلام واحد السبعة الذين اسلموا على يدي ابي بكر الصديق رضي الله عتهم
ورغم ما كان لطلحة من ثراء ومكانة عند قريش فقد تعرض لاذى المشركين واضطهادهم مما جعله يهاجر للمدينة حين سمه الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة وجاءت غزوة بدر ولكنه لم يشهدها فقد ارسله الرسول عليه الصلاة والسلام في مهمة خارج المدينة وقتها وحين عاد وجد المسلمون قد عادو من غزوة بدر حزن طلحة حزنا شديدا على ما فاته من الاجر والثواب لكن الرسول عليه السلام اخبره انه له من الاجر كمن غزا في المعركةواعطاه سهما من الغنائم مثل المقاتلين تماما
ثم شهد احدا وما بعدها من الغزوات وكان يوم احد يوما مشهودا لطلحة وابلى فيه بلاءا حسنا حتى قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام " طلحة شهيد يمشي على الارض" ابن عساكر
وحين نزل قول الله تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"قال النبي عليه الصلاةو السلام " طلحة ممن قضى نحبه" – الترمذي-
وحين اضطرب جيش المسلمين وتجمع الكفار حول الرسول عليه الصلاة والسلام كل منهم يريد قتله يوجهون سهامهم ورماحهم تجاه الرسول عليه السلام كان طلحة يشق صفوف المشركين حتى وصل الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجعل من نفسه ترسا يحمي النبي عليه السلام وحين حدث للرسول الكريم صلةات ربي وسلامه عليه ما حدقث بالمعركة حزن طلحة حزنا شديدا لما حدث من كسر لرباعيته الشريفة أي مقدمة اسنانه وشج راسه الكريم فتحمل عن النبي عليه السلام ما تحمل حتى شلت يده وحمل النبي عليه السلام على ظهره حتى صعد به على صخرة واتاه ابو بكر وابو عبيدة فقال النبي عليه السلام " اليوم اوجب لطلحة يا ابا بكر " ثم قال لهما عليكما صاحبكما فاتيا الى طلحة فوجداه في حفرة وبه بضع وسبعون ضربة ورمية وطعنة وفد قطعت اصبعه – ابن سعد-
وكان ابو بكر اذا ذكر يوم احد قال : ذاك يوم كله لطلحة وقد بشره الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالجنة
وقد بلغ مبلغا عظيما من الجود والكرم حتى سمي طلحة الخير وطلحة الجود وطلحة الفباض
ويحكى انه اشترى بئر ماء في غزوة ذي قرد ثم تصدق به فقال له الرسول عليه السلام انت طلحة الفياض – الطبراني-
وقد اتاه مال من حضرموت وبلغ سبعمائة الف فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته مالك ؟
فقال تفكرت منذ الليلة ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته فاشارت عليه ان يقسم المال بين اصحابه واخوانه فسر لذلك كثيرا وفي الصباح قسم كل ما كان عنده بين المهاجرين والانصارهكذا عاش طلحة سخيا كريما شجاعا
اشترك في باقي الغزوات مع النبي عليه الصلا والسلام وابي بكر وعمر وعثمان وحزن حزنا شديدا عندما راى مقتل عثمان واستشهاده واشترك في معركة الجمل مطالبا بدم عثمان وبالقصاص ممن قتله فعلم ان الحق في جانب علي فترك المعركة وانسحب وفي اثناء ذلك رمي بسهم فمات
وقد روي عن علي كرم الله وجهه انه قال : والله اني لارجوا الله ان اكون انا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم " ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين"
تزوج طلحة اربع نسوة كل منهن اخت لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهن
ام كلثوم بنت ابي بكر الصديق و حمنة بنت جحش اخت زينب والفارعة بنت ابي سفيان اخت ام حبيبة و رثية بنت ابي امية اخت ام سلمة
ترك طلحة تسعة اولاد وبنت واحدة وقد روى عن النبي عليه السلام اكثر من ثلاثين حديثا
نسمة الهجير
21-12-2008, 11:13 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح الطيب والمواضيع الرائعه
التى تتحدث عن كبار الصحابه " خير الناس "
زهرة البنفسج
21-12-2008, 11:50 PM
رضي الله عنهم وارضاهم جميعا شكرا اخي جزاك الله كل خيير
(3) سعيد بن زيد
مستجاب الدعوة
إنه سعيد بن زيد -رضي الله عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة،
وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان غريبًا على أهله،
فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام، وأسرع إلى عبادة الله على دين إبراهيم، وكن يسند رأسه على الكعبة، ويقول: يا معشر قريش، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري.[ابن هشام]
فنشأ سعيد منذ صغره مثل أبيه سليم الفطرة، وما إن سمع بالإسلام حتى أسرع بالدخول فيه، وكان ذلك قبل دخول النبي ( دار الأرقم بن أبي الأرقم، وأسلمت معه زوجته فاطمة بنت الخطاب، وقد تحمل زيد وزوجته الكثير من الإيذاء في سبيل الله، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب، حين هجم عليهما في البيت وهما يقرآن القرآن مع خباب بن الأرت، فأخذ منهما الصحيفة، وقرأ ما فيها، فشرح الله صدره، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول ( بينه وبين أبي بن كعب -رضي الله عنهما-.
وبعثه الرسول ( مع طلحة بن عبيد الله؛ ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت من التجارة، وفي أثناء قيامهما بهذه المهمة حدثت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون، ورجع سعيد وطلحة فأعطاهما الرسول ( نصيبهما من الغنائم. وعرف سعيد بالشجاعة والقوة، واشترك في الغزوات كلها.
وكان -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا، وذهبت إلى مروان بن الحكم والى المدينة آنذاك، واشتكت له، فأرسل مروان إلى سعيد، وقال له: إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت أرضًا، فقال سعيد: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله ( يقول: "من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين" [متفق عليه]، فقال مروان: إذن فعليك باليمين، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئر، ثم ترك لها الأرض التي زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها، وفي ليلة قامت ولم توقظ الجارية، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في بئر كانت في دارها، فماتت فأصبحت هذه البئر قبرها.
وكان سعيد مطاعًا بين الناس، يحبهم ويحبونه، وحينما حدثت الفتنة بين المسلمين، لم يشارك فيها، وبقي مداومًا على طاعة الله وعبادته حتى توفي سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
admin
27-12-2008, 10:34 PM
متابعين لك
وتم تثبيت الموضوع لتعم الفائده
على وعد باكمال السلسلة
شكرا على التثبيت ووعد ان شاء الله بأكمال السلسله لتتم الفائدة وبارك الله فيكم
زهرة البنفسج
28-12-2008, 07:19 AM
شكرا اخي جزاك الله كل خيير متابعين معك
(4) مؤذن الرسول
بلال بن رباح
إنه بلال بن رباح الحبشي -رضي الله عنه-، وكان بلال قد بدأ يسمع عن الرسول الذي جاء بدين جديد، يدعو إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، ويحث على المساواة بين البشر، ويأمر بمكارم الأخلاق، وبدأ يصغي إلى أحاديث زعماء قريش وهم يتحدثون عن محمد. سمعهم وهم يتحدثون عن أمانته، ووفائه، وعن رجولته، ورجاحة عقله، سمعهم وهم يقولون: ما كان محمد يومًا كاذبًا، ولا ساحرًا، ولا مجنونًا، وأخيرًا سمعهم وهم يتحدثون عن أسباب عداوتهم لمحمد (.
فذهب بلال إلى رسول الله ( ليسلم لله رب العالمين، وينتشر خبر إسلام بلال في أنحاء مكة، ويعلم سيده أمية بن خلف فيغضب غضبًا شديدًا، وأخذ يعذب بلالا بنفسه؛ لقد كانوا يخرجون به إلى الصحراء في وقت الظهيرة، ذلك الوقت التي تصير فيه الصحراء كأنها قطعة من نار، ثم يطرحونه عاريًا على الرمال الملتهبة، ويأتون بالحجارة الكبيرة، ويضعونها فوق جسده، ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، ويظل بلال صابرًا مصممًا على التمسك بدينه، فيقول له أمية بن خلف: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى، فيقول بلال: أحد.. أحد!!
لقد هانت على بلال نفسه بعدما ذاق طعم الإيمان، فلم يعد يهتم بما يحدث له في سبيل الله، ثم أمر زعماء قريش صبيانهم أن يطوفوا به في شعاب مكة وشوارعها ليكون عبرة لمن تحدثه نفسه أن يتبع محمدًا، وبلال لا ينطق إلا كلمة واحدة، هي: أحد.. أحد، فيغتاظ أمية ويتفجر غمًّا وحزنًا، ويزداد عذابه لبلال.
وذات يوم، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط، فمرَّ عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فقال له: يا أمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ إلى متى ستظل تعذبه هكذا؟ فقال أمية لأبي بكر: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى، وواصل أمية ضربه لبلال، وقد يئس منه، فطلب أبو بكر شراءه، وأعطى أمية ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالا، فقال أمية لأبي بكر الصديق: فواللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها، فقال أبو بكر: والله لو أبيت أنت إلا مائة أوقية لدفعتها، وانطلق أبو بكر ببلال إلى رسول الله ( يبشره بتحريره.
وبعد هجرة النبي ( والمسلمين إلى المدينة واستقرارهم بها، وقع اختيار الرسول ( على بلال ليكون أول مؤذن للإسلام، ولم يقتصر دور بلال على الأذان فحسب، بل كان يشارك النبي ( في كل الغزوات، ففي غزوة بدر أول لقاء بين المسلمين وقريش دفعت قريش بفلذات أكبادها، ودارت حرب عنيفة قاسية انتصر فيها المسلمون
انتصارًا عظيمًا.
وفي أثناء المعركة لمح بلال أمية بن خلف، فيصيح قائلاً: رأس الكفر
أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجا، وكانت نهاية هذا الكافر على يد بلال، تلك اليد التي كثيرًا ما طوقها أمية بالسلاسل من قبل، وأوجع صاحبها ضربًا بالسوط.
وعاش بلال مع رسول الله ( يؤذن للصلاة، ويحيي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات إلى النور، ومن رقِّ العبودية إلى الحرية، وكل يوم يزداد بلال قربًا من قلب رسول الله ( الذي كان يصفه بأنه رجل من أهل الجنة، ومع كل هذا، ظل بلال كما هو كريمًا متواضعًا لا يرى لنفسه ميزة على أصحابه.
وذات يوم ذهب بلال يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين، فقال لأبيهما: أنا بلال، وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، إن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله. فزوجوهما، وكان بلال -رضي الله عنه- عابدًا لله، ورعًا، كثير الصلاة، قال له النبي ( ذات يوم بعد صلاة الصبح: (حدِّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فأني قد سمعت الليلة خشفة نعليك (صوت نعليك) بين يدي في الجنة)، فقال بلال:
ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي. [البخاري].
وحزن بلال حزنًا شديدًا لوفاة النبي فاستأذن من الخليفة أبي بكر في الخروج إلى الشام ليجاهد في سبيل الله، وذكر له حديث رسول الله (: (أفضل عمل المؤمنين جهاد في سبيل الله) [الطبراني]. وذهب بلال إلى الشام، وظل يجاهد بها حتىتوفي -رضي الله عنه-.
ولم يستطع أن يعيش في المدينة بعدها،بلال رضي الله عنه رفض ان يؤذن لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عهد ابي بكر وعمر وفي منتصف عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في زيارة للشام جلس معه واخذ يصر عليه ان يؤذن ولو مرة واحدة ويتذكروا اذانه عند رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقبل بلال وعندما بدا بالاذان ووصل عند اشهد ان محمد رسول الله اجهش الجميع بالبكاء من تاثرهم وتذكرهم لحياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولم يستطع اكمال الاذان
مجد الغد
01-01-2009, 12:36 PM
بَأَرََكَ الله فيك وجَزَّاك خَيَّرَا
وآن شاءََ الله يسَتفَيد مَنّه الَجََّمِيع ولك شَكَرَي وتَقْدِيرِيّ
عَلَّى آلَمَوآصَلَة الرائِعَة مَعََنْا لخَدَمَة هَذَا الِصرحَ آلَمَُبَارَك سائِلَيِّن الله آن
يوَفَّقَك ويحَفِظَك ويسَدَّدَ خَطَاك ويجَعَلَ كَلَّ عَمِلَ تقَوَّمَون
به هَنّا في مُوازيِنّ حسَنَآتكم
ودمت على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما
وبحفظ الله ورعايته
اختي مجد الامه بارك الله فيك وجمعنا الله بك في الفردوس الاعلى ودمتم
متابعين لك
وتم تثبيت الموضوع لتعم الفائده
على وعد باكمال السلسلة
اين وعدكم في التثبيت بارك الله فيكم وجازكم الله خيرا وانا كما وعدت اكمل هذة السلسله ان شاء الله
(5) صاحب دار الدعوة
الأرقم بن أبي الأرقم
إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي -رضي الله عنه- وكنيته أبو عبد الله، أحد السابقين إلى الإسلام، قيل إنه سابع من أسلم، وقيل بل عاشر من أسلم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا، كان النبي ( يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر الأرقم إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله ( بينه وبين زيد بن سهل -رضي الله عنهما-.
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد، وأعطاه رسول الله ( دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم -رضي الله عنه- تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد، جاء إلى النبي ( يودعه، فقال له النبي (:
(ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟) فقال له الأرقم: يا رسول الله! بأبي أنت وأمى، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول (: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ( ومنفذًا لأوامره. [الحاكم].
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس -رضي الله عنه- بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض
عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة (55هـ).
اريد ان اعلق على حياة هذا الصحابي الكبير وهو ان لا تفاصيل كثيرة عن حياة هذا الرجل العظيم ولكنه استطاع ان يقدم داره للدعوة فقدمها ولم يؤخرها عن الاسلام ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن يستطيع ان يقدم ولو جزءا بسيطا للدعوة فليقدم ولا يؤخر ولو كان هذا هوالعمل الوحيد له في الدعوة فتخيل اجر كل من دخل داره فهي في ميزان حسنات الارقم بن ابي الارقم رضي الله عنه
(6) زيد بن حارثة
حِب رسول الله ( زيد بن حارثة إنه زيد بن حارثة -رضي الله عنه-،
وكان يسمى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن محمد،
وكانت أمه سعدى بنت ثعلبة قد أخذته معها، وهو ابن ثمان سنوات، لزيارة أهلها في بني مَعْن، ومكثت سُعدى في قومها ما شاء الله لها أن تمكث، وفوجئ أهل معن بإحدى القبائل المعادية تهجم عليهم، وتنزل الهزيمة بهم، وتأخذ من بين الأسرى زيدًا.
وعادت الأم إلى زوجها وحيدة، فلم يكد يعرف حارثة الخبر حتى سقط مغشيًا عليه، وحمل عصاه فوق ظهره، ومضى يجوب الديار، ويقطع الصحارى،
يسأل القبائل والقوافل عن ابنه وقرة عينه، حتى جاء موسم الحج والتجارة، فالتقى رجال من قبيلة حارثة بزيد في مكة، ونقلوا له لوعة أبويه، فقص عليهم زيد حكايته، وكيف هاجم بنو القَيْن قبيلة أمه واختطفوه، ثم باعوه في سوق عكاظ لرجل من قريش اسمه حكيم بن حزام بن خويلد، فأعطاه لعمته خديجة بنت خويلد التي وهبته لزوجها محمد بن عبد الله، فقبله وأعتقه،
ثم قال زيد للحجاج من قومه: أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد. فلما عاد القوم أخبروا أباه، ولم يكد حارثة يعلم مكان ابنه حتى خرج هو وأخوه إلى مكة فسألا عن محمد بن عبد الله، فقيل لهما: إنه في الكعبة -وكان النبي ( لم يبعث بعد- فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب،
يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه،
تفكون العاني،
وتطعمون الأسير،
جئناك في ولدنا،
فامنن علينا،
وأحسن في فدائه،
فترك النبي ( لزيد حرية الاختيار، فقال لهما: (ادعوا زيدًا، خيروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء).
ففرح حارثة، وقال للنبي (: لقد أنصفتنا، وزدتنا، وأحسنت إلينا، فلما جاء زيد سأله النبي (: (أتعرف هؤلاء؟) قال زيد: نعم: هذا أبي، وهذا عمي،
فقال الرسول ( لزيد: (فأنا مَنْ قد علمت ورأيت، صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما)، فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم. فدهش أبوه وعمه وقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟! فقال زيد: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا.
فلما رأى الرسول ( ذلك فرح فرحًا شديدًا، ودمعت عيناه، وأخذ زيدًا وخرج إلى حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة، ونادى: (يا من حضر، اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه) [ابن حجر].
فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما. وصار زيد لا يُعْرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد، فلما جاء الإسلام أسلم زيد، وكان ثاني المسلمين، وأحبه الرسول ( حبًّا عظيمًا.
وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثناء طلبه للنصرة من الطائف وعند التجائه للبستان وكلامه عليه السلام مع عداس عندما راى قدماه تنزفان واحضر له العنب فقال عليه السلام من اين البلاد انت قال من نينوى
قال من بلد الصالح يومس بن متى
فقال له وما يدريك بيونس بن متى فقال له انه اخي فاكب عداس على النبي عليه السلام يقبل يديه ورجليه واسلم من فوره
ولما أذن الرسول ( لأصحابه بالهجرة هاجر زيد إلى المدينة، وآخى الرسول ( بينه وبين أسيد بن حضير، وظل زيد يدعى زيد ابن محمد حتى نزل قوله تعالى: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} _[الأحزاب: 5]،
فسمى زيد بن حارثة، وزوجه الرسول ( مولاته أم أيمن، فأنجبت له أسامة بن زيد، ثم زوجه ( ابنة عمته زينب بنت جحش، ولكن لم تطب الحياة بينهما، فذهب زيد إلى الرسول ( يشكوها، فأخبره النبي ( أن يمسك عليه زوجه، ويصبر عليها.
ولكن الله سبحانه أمر رسوله ( أن يطلق زينب من زيد، ويتزوجها هو، وذلك لإبطال عادة التبني التي كانت منتشرة في الجاهلية، وكان الابن بالتبني يعامل معاملة الابن الصلب،
قال تعالى: {إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله ما مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا ما قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً} [الأحزاب: 73].
ويكفي زيد فخرًا أن شرفه الله تعالى بذكر اسمه في القرآن الكريم، وقد زوجه الرسول ( من أم كلثوم بنت عقبة، وكان زيد فدائيًّا شجاعًا، ومن أحسن الرماة، واشترك في غزوة بدر، وبايع النبي ( على الموت في أحد، وحضر الخندق، وصلح الحديبية، وفتح خيبر، وغزوة حنين، وجعله النبي ( أميرًا على سبع سرايا، منها: الجموع والطرف والعيص وحِسْمى، وغيرها،
وقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنه-: ما بعثه رسول الله ( في جيش قط، إلا أمره عليهم. [النسائي وأحمد]. وعندما أخذ الروم يغيرون على حدود الدولة الإسلامية، واتخذوا من الشام نقطة انطلاق لهم؛ سيَّر الرسول ( جيشًا إلى أرض البلقاء بالشام،
قبل الذهاب للمعركة قال له زعيم المنافقين ابن ابي سلول ان النبي قد سماك قائدا للجيش وهذا يعني موتك فارجع وودع اهلك ثم اذهب للقتال يريد ان يحطم نفسيته قبل الذهاب من باب الحرب النفسية
فقال له والله لا ارجع ولا اودع اهلي
ووقف ( يُوَدِّعُ جيشه بعد أن أمر عليهم زيد بن حارثة، قائلاً: (إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)_[ابن اسحاق]. وسار الجيش حتى نزل بجوار بلدة تسمى مؤتة، وتقابل جيش المسلمين مع جيش الروم الذي كان عدده يزيد على مائتي ألف مقاتل، ودارت الحرب، واندفع زيد في صفوف الأعداء، لا يبالي بعددهم ولا بعدتهم، ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا، حاملا الراية بيده الأخرى، فلما رأى الأعداء شجاعته طعنوه من الخلف، فظل زيد حاملاً الراية حتى استشهد، فدعا له الرسول ( وقال: (استغفروا لأخيكم، قد دخل الجنة وهو يسعى) [ابن سعد].
اول من جهر بالقرآن
(7) عبد الله بن مسعود
إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-،
كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي ( ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي (: (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله (: (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله ( ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول ( بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي ( للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله ( في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع الى مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات يوم، اجتمع أصحاب النبي (، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة، وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم؟ وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم عبد؟!
ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة، فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا: لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.
وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله ( بينه وبين الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في المدينة، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد في سبيل الله، شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى رسول الله ( مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك رسول الله (، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله ( يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال (: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله ( يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 14]، فبكى رسول الله ( وقال: (حسبك الآن) [البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله ( سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي ( يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله ( أن عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وأعلمهم بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله (، وظل ملازمًا للنبي (، يسير معه حيث سار، يخدم النبي (، يلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا اغتسل.
وكان النبي ( يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم].
فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله ( بالجنة، وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].
وقال (: (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) _[الترمذي]، وروي عنه ( أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم].
ويروى أن رسول الله أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال (: (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد) [أحمد وابن سعد وأبو نعيم].
وفي خلافة الفاروق -رضي الله عنه- أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم ووزير، ثم قال لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب. فقال عمر: ويحك؛ ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.
وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا، ومن أقواله المأثورة قوله:
أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة،
فإنها حبل الله الذي أمر به،
وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.
وكان -رضي الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنينعثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقالعبد الله: الطبيب أمرضني. فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: (من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].
ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت، طامعًا فيما
عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع.
وقد روى ابن مسعود -رضي الله عنه- كثيرًا من أحاديث رسول الله (، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.
(8) سابق الروم
صهيب الرومي
إنه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومى، وقد كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس حاكمًا على الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب، وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا، وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم، ثم باعه سيده لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة، حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء والإخلاص في العمل، أنعم عليه فأعتقه.
وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام، كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق، فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه أمام رسول الله (، ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله (، وهاجر النبي ( بعد أصحابه إلى المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا، فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله وثرائه، وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على دينه، فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.وعندما قدم المدينة لقيه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له ربح البيع ابا يحيى ربح البيع ابا يحيى
وكان صهيب تاجرًا ذكيًّا، فتاجر بماله ونفسه في سبيل مرضاة ربه، فربح بيعه، وعظم أجره، واستحق أن يكون أول ثمار الروم في الإسلام، واستحقَّ ما روي عن رسول الله أنه قال: (صهيب سابق الروم) [ابن سعد]. وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول (، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله( مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله ( بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر -رضي الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا، أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك. فأجابه صهيب: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول الله ( كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
[ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا، وكان صهيب طيب الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا وكانت إحدى عينيه مريضة، فوجد الرسول ( وأصحابه جالسين في المسجد، وأمامهم رطب، فجلس يأكل معهم، فقال له النبي ( مداعبًا: (تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول الله، أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن ماجه]، فتبسم رسول الله (.
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس، واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع. وقد روى صهيب -رضي الله عنه- عن النبي ( أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم أجمعين-
admin
22-01-2009, 10:23 PM
اين وعدكم في التثبيت بارك الله فيكم وجازكم الله خيرا وانا كما وعدت اكمل هذة السلسله ان شاء اللهتم ثبيت الموضوع اخى الفاضل
ومتابعين سيرة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
واستاذنك فى نقله الى قسم السيرة والصحابة
بارك الله فيكم وادامكم الله
(9) فاتح مصر
عمرو بن العاص
إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة، أسلم قبل فتح مكة،
وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد].
فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليدوعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي ( فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله (، وبايعوه.
أرسل إليه الرسول ( يومًا فقال له: (خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله (: (أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال). فقال: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله (. فقال ((IMG:style_emoticons/default/sad.gif (http://www.alokab.info/forums/style_emoticons/default/sad.gif)) نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].
وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله ( يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا، وكان يحبه ويقربه، ويقول عنه: (عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد]. وقال (: (ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].
وقد وجه رسول الله ( سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد جعل النبي ( عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي ( . وقد شارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.
وفي عهد الفاروق عمر -رضي الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]، وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.
وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنه-، ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.
فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ( مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ( فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ( ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) [مسلم].
وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبي ( (39) حديثًا.
(10)
سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب
إنه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم الرسول ( وأخوه في الرضاعة، وكان قد ولد قبل النبي ( بسنتين، وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة صديقًا لابن أخيه محمد ( قبل البعثة، حيث عاشا سويًّا، وتربيا معًا.
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية، وقيل: في السنة السادسة بعد دخول الرسول ( دار الأرقم؛ حيث كان حمزة -رضي الله عنه- في رحلة صيد، ومرَّ أبو جهل على رسول الله ( عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه، ورسول الله ( ساكت لا يتكلم ولا يرد عليه، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول أبو جهل.
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته، وكان يمسك قوسه في يده، فقالت له الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام (أبي جهل)، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه، ولم يكلمه محمد (، فغضب حمزة، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش، فضربه حمزة بالقوس في رأسه، وأصابه إصابة شديدة، ثم قال له: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت؟ فقام جماعة من بني مخزوم (قبيلة أبي جهل) إلى حمزة ليضربوه، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. [ابن هشام].
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛ فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول الله
( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله ( بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له.
هكذا أعز الله حمزة بالإسلام، وأعز الإسلام به، فكان نصرًا جديدًا وتأييدًا لدين الله ولرسوله (، وما إن سمع المشركون بإسلام حمزة حتى تأكدوا من أن رسول الله ( صار في عزة ومنعة، فكفوا عن إيذائه، وبدءوا يسلكون معه سياسة أخرى، وهي سياسة المفاوضات، فجاء
عتبة بن ربيعة يساوم النبي ( ويعرض عليه ما يشاء من أموال
أو مجد أو سيادة.
واستمر حمزة -رضي الله عنه- في جهاده ودفاعه عن رسول الله ( حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر حمزة، وهناك آخى الرسول ( بينه وبين زيد بن حارثة، وشهد حمزة غزوة بدر مع النبي (، وفي بداية المعركة هجم أحد المشركين ويدعى الأسود بن عبد الأسود على بئر للمسلمين وقال: أعاهد الله لأشربنَّ من حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأمُوتَنَّ دُونَهُ، فتصدى له حمزة فضربه ضربة في ساقه، فأخذ الأسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة وقتله.
وبعدها برز ثلاثة من المشركين وهم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه
الوليد بن عتبة، فخرج إليهم فتية من الأنصار، فنادوا: يا محمد.. أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال (: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فبارز عبيدة عتبة، وبارز علي الوليد، وبارز حمزة شيبة، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد، أما عبيدة وعتبة فقد جرح كل منهما الآخر، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه.
وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين، ولما انتهت المعركة، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين، فسأل: من الذي كان معلَّمًا بريشة؟ فقالوا: إنه حمزة، فقال: ذلك الذي فعل بنا الأفاعيل. ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا، لذلك سماه رسول الله (: أسد الله، وأسد رسوله.
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه
طعيمة بن عدى، فقال لعبده وحشي، وكان يجيد رمي الرمح: إن قتلت حمزة فأنت حر.
وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة -رضي الله عنه- بلاءً شديدًا، وكان يقاتل بين يدي رسول الله ( بسيفين ويقول: أنا أسد الله. فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله ( يقاتل المشركين، واختبأ وحشي لحمزة، وضربه ضربة شديدة برمحه فأصابته في مقتل، واستشهد البطل الشجاع حمزة -رضي الله عنه-.
ورآه النبي ( بعد انتهاء المعركة بين الشهداء قد مثل به، فقطعت أنفه وأذنه وشقت بطنه، فحزن عليه ( حزنًا شديدًا، وقال: (لولا أن تجد (تحزن) صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية (دواب الأرض والطير) حتى يحشر من بطونها إكرامًا له وتعظيمًا) [أبو داود]. وقال (: (سيد الشهداء حمزة) [الحاكم]. وصلى النبي ( على حمزة وشهداء أُحد السبعين
admin
16-02-2009, 03:56 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
فى انتظار المزيد فى هذه السلسلة الطيبه
جزاك الله خيرا اخى تراب
المساوى
16-02-2009, 04:55 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
حــ العندليب ــوده
15-11-2009, 05:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه
جعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد
دمتم بخير وسلااام
فى رعاية الله
حياكم الله وبارك في مروركم
حــ العندليب ــوده
29-11-2009, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه
جعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد
دمتم بخير وسلااام
فى رعاية الله
http://reema20032003.jeeran.com/b1.gif
بنت الفاروق
12-06-2010, 06:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
وأثابنا الله وإياك من فضله ورحمته
اللهم انر قلوبنا بنور القرءان واملأ صدورنا بالإيمان وارض عنا يارحمن
زاد الله في علمك وبارك في عمرك وعملك ورضي عنك
مشاركة قيمة لاحرمك الله اجرها وثوابها
بارك الله فيك ونفعنا بك
واثابك الفردوس الاعلى
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.