المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من معاني العبوديّة


المحبة لله
17-11-2014, 08:04 PM
http://im66.gulfup.com/gu50Cq.gif (http://www.gulfup.com/?gV3fLH)


من معاني العبوديّة


في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم : اني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضى فيّ
حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هم لك سمّت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من
خلقك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, الا أذهب الله همّه
وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يارسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغيلمن سمعهن أن
يتعلّمهن".و صححه الألباني في الكلم


وفي التحقيق بمعنى قوله "اني عبدك"
التزام عبوديته من الذل والخضوع والنابة, وامتثال أمر سيّده, واجتناب نهيه, ودوام الافتقار اليه,
واللجوء اليه, والإستعانة به, والتوكّل عليه, وعياذ العبد به, ولياذه به, أن لا يتعلّق قلبه الا بغيره
محبّة وخوفا ورجاء.


وفيه أيضا أني عبد من جميع الوجوه: صغيرا وكبيرا, حيّا وميّتا, مطيعا وعاصيا, معافى ومبتلى
القلب واللسان والجوارح.

وفيه أيضا أن مالي ونفسي ملك لك, فان العبد وما يمتلك لسيّده.

وفيه أيضا انك أنت الذي مننت عليّ بكلّ ما أما فيه من نعمة فذلك كلّه من انعامك على عبدك.

وفيه أيضا اني لا أتصرّف فيما خوّلتني من مالي ونفسي الا بأمرك, كما لا يتصرّف العبد الا باذن
سيّده, واني لا أملك لنفسي نقعا ولا ضرّا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فان صحّ له شهود ذلك فقد قال
لي اني عبدك حقيقة.


http://im66.gulfup.com/w4UZPO.gif (http://www.gulfup.com/?MJqIWY)


ثم قال" ناصيتي بيدك",
أي أنت المتصرّف في تصرّفي كيف تشاء, لست أنا المتصرّف في نفسي.

وكيف يكون له في تصرّف من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين أصبعين من أصابعه,
وموته وحياته وسعادته وشقاؤه وعافيته وبلاؤه كله اليه سبحانه, ليس الى العبد منه شيء, بل هو في
تصرّف سيّده أضعف من مملوك ضعيف حقير, ناصيته بيد سلطان قاهر, مالك له تحت تصرّفه وقهره
بل الأمر فوق ذلك.

ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء, لم يخفهم بعد ذلك
, ولم يرجهم, ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربزبين, المتصرّف فيهم سواهمو
والمدبّر لهم غيرهم, فمن شهد نفسه بهذا المشهد, صار فقره وضرورته الى ربا وصفا لازما له, ومتى
شهد الناس كذلك لم يفتقر اليهم, ولم يعلّقلاأمله ورجاءه بهم, فاستقام توحيده, وتوكّله وعبوديته.

ولهذا قال هود لقومه:{ اني توكّلت على الله ربي وربّكم ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم} هود56.


http://im66.gulfup.com/w4UZPO.gif (http://www.gulfup.com/?MJqIWY)


وقوله :"ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك"

تضمّن هذا الكلام أمرين:أحدهما: مضاء حكمه في عبده.

ثانيهم: يتضمّن حكمه وعدله وهو سبحانه له الملك وله
الحمد,
وهذا معنى قول نبيّه هود:{ ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها},
ثم قال: {ان ربي على صراط مستقيم}

أي مع كونه قاهرا مالكا متصرّفا في عباده, نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم.

وهو العدل الذي يتصرّف به فيهم فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره ونهيه
وثوابه وعقابه.

فخبره كله صدق, وقضاؤه كلّه عدل, وأمره كله مصلحة, والذي نهى عنه كله مفسدة,
وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله, ورحمته وعقابه لمن يستحق له العقاب بعله وحكمته.


http://im66.gulfup.com/w4UZPO.gif (http://www.gulfup.com/?MJqIWY)


المصدر - كتاب الفوائد لإبن القيم


http://im66.gulfup.com/17J99b.gif (http://www.gulfup.com/?kCtQ6v)

ابن المبارك
18-11-2014, 03:10 AM
بارك الله فيك اختي الفاضلة و نفع بك

الساجدة لله تعالى
18-11-2014, 03:16 AM
جزاك الله خيرا اختي موضوع طيب