تراب
02-12-2008, 12:22 AM
هكذا الجنود وإلا فلا
تحكي كتب التاريخ في عهد سيف الدولة الحمداني أنه عزم على محاربة عدو له، فأرسل من يتجسس، فلما دخل أرض العدو، وجده محصناً. وشعر به الحرس، فقبضوا عليه وأرسلوه إلى ملكهم، الذي أمره بالكتابة إلى الخليفة ما يفيد بأن "القوم أحوالهم مضطربة، ويحسن له غزوهم في الحال"، وهدده الملك بالقتل إن لم يفعل.. وبذكاء حاد كتب هذه الرسالة:
"..أما بعد، فقد أحطت علماً بالقوم، وأصبحت مستريحاً من السعي في تصرف أحوالهم. وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم، وقد كنت أعهد في أخلاق الخليفة المهلة في الأمور، والنظر في العاقبة. ولكن ليس هذا وقت النظر في العاقبة، فقد تحققت أنكم الفئة الغالية بإذن الله. وقد رأيت من أحوال القوم مايطيب به قلب الخيفة. نصحت فدع ريبك ودع مهلك. والسلام".
فلما انتهى الكتاب إلى الخليفة خلا بكبرائه، وقال: أريد أن تتأملوا هذا الكتاب فإني شعرت منه بأمر. وإني غير سائر حتى أنظر في أمري، فقال بعضهم: ما الذي لحظه الخليفة في الكتاب؟!
فقال: إن فلاناً من ذوي الحصافة والرأي، وقد أنكرت ظاهر لفظه، فتأملت فحواه فوجدت في باطنه خلاف ما يوهم الظاهر، وذلك في قوله:
"أصبحت مستريحاً من السعي" فإنه يريد أنه محبوس وقوله: "استضعفتهم بالنسبة إليكم" يريد أنهم ضعفنا لكثرتهم.
وقوله: "إنكم الفئة الغالبة بإذن الله" يشير إلى قوله تعالى: وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله.
وقوله: "رأيت من أحوال القوم ما يطيب له قلب الخليفه" فإني تأملت ما بعده فوجدت أنه يريد بالقلب في قوله: "قلب الخليفة" العكس، لأن الجملة الآتية مما يوهم ذلك، فقلبت الجملة،
وهي قوله: " نصحت فدع ريبك ودع مهلك" فإذا مقلوب الجملة( اي اقرأها من اليسار الى اليمين), فتصبح............. " كلهم عدو كبير عد فتحصن". المصدر: الخولي ص108
أيها الضباط والجنود في الجيوش الإسلامية:
أيها الضباط في جيوش الأمة.
أيها الضباط المعول عليهم في زمن الرخاء وفي زمن الشدة.
أيها الحارسون لكرامة الأمة الذائدون عن مروءتها الصائنون لحرماتها بما حباكم الله من المنعة والقوة.
ألستم أنتم أولى من غيركم بقول الحق والدفاع عنه وعن أهليه والداعين إليه , ولا سيما في زمن الشدائد وزمن الإختبار والإمتحان , زمن العزائم والإرادة الصلبة ,التي هي راسخة كالأعلام الشامخات الثابتات .
ارأيتم كيف كانت عقليات الجنود في دولة الخلافة!!
هكذا كانت تُربي الدولة الاسلامية جنودها وضباطها على خوف الله وطلب الشهادة والحنكة والعبقرية حتى ضُربت بفعالهم الامثال, لا كما نراهم اليوم يخرجون من السجون عراة رافعي الايدي مذلولين, والله إن الموت كان أفضل لهم من هذا المنظر!!!
إن من عدل الخلافة وطيب عيشها كانت الذئاب ترعى مع الغنم, فقد كفى الخليفة حتى الذئاب مئونتهم.
فمتى سنرى منكم يوما يشيب من هوله حكامنا وأعوانهم؟!!!
متى تستفيقوا من غيّكم وسكوتكم وهوانكم على ذل حكامكم لأمتكم؟!!
متى ستوقفوا التعذيب في السجون والمعتقلات وامتهان كرامتهم وتجريعهم الذل الُمْرّ ؟!!!
متى ستُعطوا النُصرة لشباب حزب التحرير لتفوزا بلقب الأنصار وتُحشروا معهم بأذن الله؟!!!
متى سترسموا البسمة على وجوه فتيات الشيشان, وتعيدوا كرامة شيوخ العراق, وتُثبتوا شجاعة صبيان فلسطين.
متى يا رب....... متى؟ يا من أمرك بين الكاف والنون.
تحكي كتب التاريخ في عهد سيف الدولة الحمداني أنه عزم على محاربة عدو له، فأرسل من يتجسس، فلما دخل أرض العدو، وجده محصناً. وشعر به الحرس، فقبضوا عليه وأرسلوه إلى ملكهم، الذي أمره بالكتابة إلى الخليفة ما يفيد بأن "القوم أحوالهم مضطربة، ويحسن له غزوهم في الحال"، وهدده الملك بالقتل إن لم يفعل.. وبذكاء حاد كتب هذه الرسالة:
"..أما بعد، فقد أحطت علماً بالقوم، وأصبحت مستريحاً من السعي في تصرف أحوالهم. وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم، وقد كنت أعهد في أخلاق الخليفة المهلة في الأمور، والنظر في العاقبة. ولكن ليس هذا وقت النظر في العاقبة، فقد تحققت أنكم الفئة الغالية بإذن الله. وقد رأيت من أحوال القوم مايطيب به قلب الخيفة. نصحت فدع ريبك ودع مهلك. والسلام".
فلما انتهى الكتاب إلى الخليفة خلا بكبرائه، وقال: أريد أن تتأملوا هذا الكتاب فإني شعرت منه بأمر. وإني غير سائر حتى أنظر في أمري، فقال بعضهم: ما الذي لحظه الخليفة في الكتاب؟!
فقال: إن فلاناً من ذوي الحصافة والرأي، وقد أنكرت ظاهر لفظه، فتأملت فحواه فوجدت في باطنه خلاف ما يوهم الظاهر، وذلك في قوله:
"أصبحت مستريحاً من السعي" فإنه يريد أنه محبوس وقوله: "استضعفتهم بالنسبة إليكم" يريد أنهم ضعفنا لكثرتهم.
وقوله: "إنكم الفئة الغالبة بإذن الله" يشير إلى قوله تعالى: وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله.
وقوله: "رأيت من أحوال القوم ما يطيب له قلب الخليفه" فإني تأملت ما بعده فوجدت أنه يريد بالقلب في قوله: "قلب الخليفة" العكس، لأن الجملة الآتية مما يوهم ذلك، فقلبت الجملة،
وهي قوله: " نصحت فدع ريبك ودع مهلك" فإذا مقلوب الجملة( اي اقرأها من اليسار الى اليمين), فتصبح............. " كلهم عدو كبير عد فتحصن". المصدر: الخولي ص108
أيها الضباط والجنود في الجيوش الإسلامية:
أيها الضباط في جيوش الأمة.
أيها الضباط المعول عليهم في زمن الرخاء وفي زمن الشدة.
أيها الحارسون لكرامة الأمة الذائدون عن مروءتها الصائنون لحرماتها بما حباكم الله من المنعة والقوة.
ألستم أنتم أولى من غيركم بقول الحق والدفاع عنه وعن أهليه والداعين إليه , ولا سيما في زمن الشدائد وزمن الإختبار والإمتحان , زمن العزائم والإرادة الصلبة ,التي هي راسخة كالأعلام الشامخات الثابتات .
ارأيتم كيف كانت عقليات الجنود في دولة الخلافة!!
هكذا كانت تُربي الدولة الاسلامية جنودها وضباطها على خوف الله وطلب الشهادة والحنكة والعبقرية حتى ضُربت بفعالهم الامثال, لا كما نراهم اليوم يخرجون من السجون عراة رافعي الايدي مذلولين, والله إن الموت كان أفضل لهم من هذا المنظر!!!
إن من عدل الخلافة وطيب عيشها كانت الذئاب ترعى مع الغنم, فقد كفى الخليفة حتى الذئاب مئونتهم.
فمتى سنرى منكم يوما يشيب من هوله حكامنا وأعوانهم؟!!!
متى تستفيقوا من غيّكم وسكوتكم وهوانكم على ذل حكامكم لأمتكم؟!!
متى ستوقفوا التعذيب في السجون والمعتقلات وامتهان كرامتهم وتجريعهم الذل الُمْرّ ؟!!!
متى ستُعطوا النُصرة لشباب حزب التحرير لتفوزا بلقب الأنصار وتُحشروا معهم بأذن الله؟!!!
متى سترسموا البسمة على وجوه فتيات الشيشان, وتعيدوا كرامة شيوخ العراق, وتُثبتوا شجاعة صبيان فلسطين.
متى يا رب....... متى؟ يا من أمرك بين الكاف والنون.