منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-2009, 01:18 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


البتـــــول غير متواجد حالياً


افتراضي باستخدام نعم وما في معناها

بسم الله الرحمن الرحيم
المدح باستخدام نعم وما في معناها
استخدم القرآن الكريم لإنشاء المدح (نعم _نعما) ، كما استخدم (حسن) وقد جاء في واحد وعشرين موضعا ضمن ثماني عشرة آية (1) . منها موضعان باستخدام (نعما) وثلاثة مواضع باستخدام (حسن) ، وارتبط هدا المدح بسياقات مختلفة تستحق تذييلها بإنشاء المدح والثناء من الله تعالى ، ومدح ابتداء الصدقات ، وعقبه الإشارة إلى صفة المؤمنين ، وتتابعت سياقات المدح فجاء الحديث عمن صبروا على مشاق التكاليف ، وعلى جهادهم بإنفاقهم أموالهم سرا وعلانية ، ومدح دار المتقين ، وسياق أمر الله المسلمين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام ، ومدح سليمان وأيوب عليهما السلام في سياق الحديث عن قدرة الله عزّجل (2) .
ومثال المدح باستخدام ((نعم)) قوله تعالى : أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (3) .
المدح هنا جاء لإنشاء مدح الجزاء المرتب على حال هؤلاء المتقين الذين تداركوا ما فعلوه من ذنوب باستغفارهم المولى عز وجل ,سبحانه قد رتب بفضله وكرمه غفران الذنوب لمن أخلص في توبته ولم يصبر على ذنبه فكان جزاؤهم غفران الله لهم ودخول جنتة (4)
ويرى صاحب التحرير والتنوير أن اللام في قوله ((نعم أجر العاملين)) للعهد أي ((ونهم اجر العاملين هدا الجزاء , وهدا يفضل له وللعمل المجازى علية أي إدا كـان لأصناف العاملين أجـور كما هو المتعارف فهدا نعم الأجر للعامل (5) .
ويمكن القول إنها للجنس , وإن الجزاء للناس عامة , من ذكروا الله واستغفروا ولم يصدوا عما فعلوه , لأن ما أضيف إلى الألف واللام بمنزله ما فيه الألف واللام والمعرف بالألف واللام على معنى الجنس , إذا كانت ((أل)) العهدية أوضح واظهر .
ـــــــــــ
1ـ ينظر: سورة البقرة , الآية :271 . سورة آل عمران، الآية:137،136 . سورة النساء الآية : 58 ـ 89 ، سورة الأنفال ، الآية 40 ، سورة الرعد ، الآية:24 ، سورة النحل ، الآية : 30 سورة الكهف الآية :31,سورة الحج,الآية:78 ,سورة الفرقان, الآية:76,سورة العنكبوت,الآية:58, سورة الصافات,الآية:75,سورة ص,الآية: 44-30 ، سورة الزمر الآية :74 ، سورة الداريات ، الآية:48 سورة المرسلات ، الآية:23.
2ـ ينظر تفسيرذلك في تفسير ابن كثير 1/ 474 ، 581 ، 2/107, 116 ، 3 /425 ، 4/ 181 ، 311 5/ 275 , 6 / 261 ,7 / 354 ,9 /265 -266, 10/ 343-345 ,13/ 81 ,319, ,15 /80 17 / 48 .وينظر التحرير والتنوير ، محمد الطاهر بن عاشور ، الدار التونسية للنشر ، تونس ، 1984 4/ 92168 , 5 /91 -96 ,13 / 131 ,14 / 142 - ,143 15 /311 – 314, 17/ 352 -353 20 / 23 – 23 / 129 – 130 ، 253 -254 .
3 ـ سورة آل عمران ، الآية 136.
4- ينظر تفسير ابن كثير ، 1/581 , وتفسير القرطبي ، 4/ 212 , وتفسير التحرير والتنوير ، 4/ 92
5- التحرير و التنوير 4/ 95.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
فإن اللام الجنسية أقوى وأبلغ في تأدية الغرض (1) .
وأسلوب المدح هنا جاء إنشاء غير أصلي لمدح جملة الاستئناف ، (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم) وهو استئناف للإشارة إلى سداد عمل المتقين من الاستغفار ، وقبل الله منهم ، وجيء باسم الإشارة لإفادة أن المشار إليهم صاروا أحرى بالحكم الوارد ((جزاؤهم مغفرة)) ، لأجل الأوصاف التي توجب الإشارة إليها ، وهو هنا الجزاء وهو المغفرة. إن الإقلاع عن المعاصي سبب في غفران ما سلف ، وخلصت لهم الجنات لأجل المغفرة ، ولو أخذوا بسالف ذنوبهم لما استحقوا الجنات فهدا فضل منة سبحانه وتعالى (2).
ومن ثم كان بالمدح لهذا الجزاء في قولة: (ونعم أجر العملين) ، والذي يوحي بأنه معطوف على جملة (جزاؤهم مغفرة) وهي حكم علي المبتدأ (أولئك) إذا كانت جملة معطوف على جملة (جزاؤهم مغفرة) وهي حكم علي المبتدأ (أولئك) إذا كانت جملة (جزاؤهم مغفرة) جملة اسمية خبرية مثبتة ، وجملة المدح إنشائية, فإنه يكون من قبيل عطف الإنشاء على الإخبار (3). والمخصوص بالمدح محذوف.
ويأتي المدح باستخدام (ما) بعد (نعم) فيقال ( نعم ما أو نعمَّا) كأنها نكرة تامة وهذه الأقوال فيها (4) . على سبيل تفسير الضمير في نعم وبئس ، ويفسر بالنكرة المحضة ، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في موضعين، نحو قوله تعالى: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(5)
وهذه الآية جاءت على سبيل الاستئناف البياني ، وأسلوب المدح فيها جواب للشرط الناشىء عن قوله قبل ذلك وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (6) .
ـــــــــــ
1 ـ ينظر في هذة المسالة الكتاب 1/ 177, المقتضب ، 2/ 142 ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ، تحقيق د.عبد الجليل عبده شلبي،عالم الكتب, بيروت، لبنان,ط 1، 1988 ، 1/ 172 ، والأصول في النحو لابن السراج 1/ 111-112 ، واللامات للزجاجي ,تحقيق مازن المبارك , دار الفكر ,بيروت ط 2 ,1985 ص 43-44 ومعاني الحروف للرماني , تحقيق د. عبد الفتاح شلبي , دار النهضة مصر, القاهرة (د – ت ) ، ص 65 , وروح المعاني للألو سي،ضبط وتصحيح علي عبد الباري عطية ، دار الكتاب العلمية ، بيروت ، لبنان ,ط 1 ، 1994 ، 2/ 278 والنحو الوافي ، للأستاذ عباس حسن ، دار المعارف مصر,1976 ,3/ 374.
2-ينظر التحرير والتنوير ، 4/ 95.
3- ينظر مغنى اللبيب لابن هشام, تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، دار الشام للتراث ، بيروت ، لبنان د.ث، 2 /482-485 ، وهمع الهوامع ، السيوطي ، 2/ 140.
4- حول الاختلاف في إعراب (ما) ، وينظر:معاني القرآن للفراء 1/ 367 ، والأصول في النحو1/ 121 ، والتبيان في إعراب القران ، 1/ 91 ، وشرح المفصل 7/ 134 ، وشرح الرضي 4/ 249- 250 ، وشرح الأشموني ، 3/ 80 .
5- سورة البقرة,الآية :271 ، ونعما أصلها (نعم ما) فركبت (نعم) مع (ما) بعد أن طرحت حركة ميم نعم واد عم الميمان ، وكسرت العين لالتقاء الساكنين ، ينظر:معاني القرآن وإعرابه 1/ 353-354.
6- سورة البقرة ، الآية :270 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وذلك لمدح إبداء الصدقات, فلما كان تعميم قوله(( من نفقه)) أشعر بحال الصدقات الخفية ، وهنا نتساءل : هل إبداء الصدقات يعد رياء ؟
وقد سمع قبل دلك قوله تعالى : ((كالذي ينفق ماله رئاء الناس)) ، ولأن قوله : ((فإن الله يعلمه)) ، قد كان قولا فضلا في اعتبار نيات المتصدقين وأحوال ما يظهرونه منها ، وما يخفونه من صدفاتهم ، وهذا الاستئناف يدفع توهما من شأنه تعطيل الصدقات والنفقات إن يمسك المرء عنها إذا لم يجد بدا من ظهورها ، يخشى أن يصيبه الرياء (1).
و(ما) في الآية تامة ليست موصوفة ولا موصولة ، بمعنى شيء ، فهي نكرة في موضع نصب على التميز ، مبينة للضمير المرتفع بنعم الضمير قبل الذكر ، و التقدير نعم شيئا ، والمخصوص بالمدح محذوف والضمير(هي) ضمير الصدقات المخرجة في الظاهر ومعناها ، فنعم إبداؤها ، أو نعم شيئا إبداؤها ، فالإبداء هو المخصوص بالمدح ، بقول أبو علي الفارسي : (( والمعني في قوله: ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي إن في نعم ضمير الفاعل ، و(ما) في موضع نصب وهى تفسير الفاعل المضمر قبل الذكر والتقدير: نعم شيئا إبداؤها فالإبداء هو المخصوص بالمدح ، إلا أن المضاف حذف ، وأقيم المضاف إلية الذي هو ضمير الصدقات مقامة والمخصوص بالمدح هو الإبداء )) (2).
ويدلك على قوله تعالى : وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم يعنى الإخفاء خير لكم ، كما أن ضمير الإخفاء ، ليس بالصدقات بمعنى أن يكون ضمير الإبداء مراد ، إنما كان الإخفاء لأنه أبعد من أن تشوب الصدقة مراءاة للناس وتصنع لهم ، فتخلص لله سبحانه وتعالى(2) .
أما الموضع الآخر الدى استخدام فيه (نعما) جاء في سياق بيان شرائع العدل في الحكم بين الناس ، ونظام الطاعة وأوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة ، وهذه الأغراض التشريعية الكبرى تضمنتها سورة النساء (3) . في قوله تعالي : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (4) نلاحظ أن المدح باستخدام نمط ( نعم- ما ) قد جاء خبرا لأنَّ الناسخة ، والتي وقعت جملتها تعليلية لما سبق في إطار الأمر العام للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأمته يقول صاحب التحرير والتنوير : (( وجمله إن الله نعما يعظكــم به واقعه موقع التحريض على امتثال الأمــــــــر، فكانت بمنزله التعليل وأغنت ( إن)
ـــــــــــ
1 ـ التحرير والتنوير 3/ 66-67 ، وينظر النحو وكتب التفسير, للدكتور إبراهيم عبد الله, رفيدة المنشأة العامة للنشر والتوزيع ، طرابلس , ليبيا، 1984,1/ 264,589 .
2- الحجة للقراء السبعة, تحقيق بدر الدين قهوجي وآخرين ، دار المأمون للتراث ، بيروت, لبنان , ط1 1984 3/ 399 ، وينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 220 -221 , والكشاف 1/ 397 ، وشرح المفصل 7/ 134 ،, 1984 2/ 399 , وينظر معاني القرآن للفراء 1/ 220 -221 , والكشاف 1/ 397 ,وشرح المفصل 7/ 134, وتفسير ابن كثير1 / 367 ، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للغزناطي تحقيق أحمد صادق الملاح ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، 2/ 256-257 القاهرة ، 1979 ، وروح المعاني 2/ 43 .
3- ينظر : تفسير ابن كثير 2/ 107 ، والتحرير والتنوير ، 5/ 91.
4- سورة النساء الآية : 58
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
عن ذكر ياء التعقيب كما هو إذا جاءت إن للاهتمام وما في موضع يا الخبر دون التأكيد (1). نصب علي التميز للضمير المرتفع نعم وجملة (يعظكم به ) صفه علي خصوص المدح ، وهو محذوف ، والتقدير : نعم الشيء شيئا يعظكم به ، أي نعم الواعظ يعظكم به , وحذف الموصوف علي قوله ((من الدين هادوا يحرفون الكلام عن )) و المعنى قوم يحرفون , كما ويجوز فيها أن تكون مرفوعة موصولة , مثل نعم شيئا يعظكم به ، أو نعم الشيء الذي يعظكم به تأدية الأمانة والحكم بالعدل والجملة بعدلها صلتها (2).
ومثال المدح بما أشبه (نعم) قوله تعالى وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقا(3) وفي سياق العرض لجزاء من أطاع الله ورسوله ، فالتزم ما أمر الله به وانتهى عما نهى الله عنه ، فبين الله سبحانه أن جزاءهم الرفقة في الجنة مع النبيين ومن بعدهم في الرتبة من الصديقين والشهداء ، وهم الذين أنعم الله عليهم مع عموم المؤمنين ، وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم ، وأن جملة جواب الشرط التي جاء أسلوب المدح متوجا لها بُدئت باسم الإشارة ( أولئك ) للشبه على جدارة المطيعين بمضمون خبر اسم الإشارة (4).
وفي هده الآية جاء أسلوب المدح بفعل يلحق بنعم , مضمن معنــــى التعجب(( كأنه قيل : وما أحسن أولئك رفيقا ))(5).
إن الفعل ( حسن مضمن بمعنى التعجب من حسن رفقة المطيعين للنبيين والصديقين والشهداء بالجنة ، على وزن فَعُلَ شأنه شأن الثلاثي مفتوح الهاء مضموم العين في دلالته على المدح أو الذم ، بالإضافة إلى التعجب ، وفاعله ( أولئك ) ، ورفيقا تمييز ، ((أي ما أحسنهم ، حسن من جنس الرفقاء))(6).
ــــــــــــــ
1ـ التحرير والتنوير ، ابن عاشور ، 5/ 96 , وينظر معاني القرآن وإعرابه ، الزجاج ، 2/ 66-67 .
2ـ ينظر معاني القران ، الفراء ، 1/ 367 ، والكشاف ، الزمخشري ، 1/ 535 ، وشرح المفصل ، ابن يعيش7/ 134 ، وشرح الرضي ، 4/ 250 , وروح المعاني ، الألو سي 3/ 69.
3- سورة النساء الآية : 69.
4 ـ ينظر تفسير ابن كثير 2/ 115-116 ، والتحرير والتنوير ، 5/ 116 .
5ـ الكشاف 1/540 .
6 ـ التحرير والتنوير 5/ 116 ، وينظر:الأصول في النحو ، ابن السراج 1/115 ، والتبيان في إعراب القرآن العكبري 1/371 ، حيت جوز العكبري أن يكون (رفيقا )حالا , وهو ما جاء أيضا في معاني القرآن للأخفش 1/ 242 , وينظر : مغنى اللبيب ، ابن هشام ، 1/ 461 , وشرح المقرب لابن عصفور تأليف الدكتور علي محمد فاخر ، مطبعة السعادة ، , القاهرة ط 1 ، 1990 ، 1/ 387 ، والنحو وكتب التفسير ، إبراهيم رفيدة1/ 365 ، وينظر الشكل والدلالة دراسة نحوية للفظ والمعنى ، للدكتور عبد السلام حامد ، دار غريب ،القاهرة 2002 ، ص 178 - 180 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وجاء فعيل ( رفيقا ) مفردا يراد به الكثيرة كفعول , يقول الزجاج : (( وقال بعضهم لا ينوب الواحد عن الجماعة إلا أن يكون من أسماء الفاعلين ، فلو كان "حسن القوم رجلا" لم يجز عنده , ولا فرق بين رفيق ورجل في هذا المعنى , لأن الواحد في التميز ينوب عن الجماعة , وكذلك في المواضع التي لا تكون إلا جماعة نحو قولك : هو أحسن فتى وأجمله , والمعنى هو أحسن الفتيان وأجملهم , وإذا كان الموضع الذي لا يلبس ذكر الواحد فيه ، فهو ينبئ عن الجماعة)) (1)، كقول الشاعر :
بها جيف الحسرى فآما عظامها فبيض , وأما جلدها فصليب(2)
وقال الآخر
في حلقكم عظم وقد شجينا(3)
يريد في حلوقكم عظام ، ولو قلت حسن القوم مجاهدا في سبيل الله وحسن القوم رجلا كان واحدا ، ولا فرق بين ما هو اسم فاعل وغيره ومن الممكن أن يأتي المدح في هذا الموضع باستخدام نعم ، لكن المولى سبحانه وتعالى استخدم ( حسن ) والذي ورد في ثلاث آيات في القرآن الكريم نحو ما تقدم (4) .
وهذا شأن الأسلوب القرآني في تنويعه تفننا في القول , وقيل عرض لأنماط وسياقات الذم باستخدام بئس وما في معناها.
ــــــــــــــ
1ـ معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج ، 2/ 73 -74 ، وينظر :الحجة في القراءات السبع , 1/ 226
2 ـ مغني اللبيب ، ابن هشام ، 565 ، والبيت مجهول القائل .
3 ـ البيت من الرجز ، وهو لرؤية بن العجاج ، ينظر ديوانه ، ص132 .
4 ـ ينظر معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج ، 2/ 74.







التوقيع

[CENTER][FONT=Andalus][SIZE=5][COLOR=red][IMG]http://www.aljawariss.net/upload/Folder-01/1178546142_000.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER] [/CENTER]
[CENTER][FONT=Andalus][SIZE=5][COLOR=red]وإذا النساء نشأن في أميّةٍ / رضع الرجال جهالةً وخمولا[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Andalus][SIZE=5][COLOR=darkred]ايها الصمت........كفى ضجيجاً[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعودية ستسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب منشآت نووية إيرانية تراب الأخبار العالمية والعربية 2 03-08-2010 06:14 PM
طاق طاق طاقيةلعن الله من كان يعرف معناها ويرددها‎ هبة الرحمن رحيق الحوار العام 2 03-08-2009 03:08 PM
شرح بالصور كيفية تقسيم الهارد ديسك باستخدام Fdisk سلسبيل الخير تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث 1 29-07-2009 07:09 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة