|
المناسبات والأعياد الإسلامية جموع الاحبه بشهر رمضان المبارك |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-09-2010, 01:20 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الله
الله لايدع القرآن شائبة من ريب فى مسألة وحدانية الله ، فجاء فى (سورة الإخلاص ) " قل هو الله أحد ، الله الصمد " ولا فى تنزيهه عن الشرك والتعدد: " لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ". وفى ذلك نقض لعقائد الشرك ، وتصحيح لعقائد أهل الكتاب أيضا ؛ فقد صار أتباع المسيح عليه السلام إلى القول بألوهيته . وأنه ابن الله . وأن الإله الواحد، جوهرواحد، له ثلاثة أقانيم هى الله الأب ، والله الإبن - وهو المسيح – والروح القدس .وشبَّهوا ذلك السر بالشمس ، وكيف أنها حقيقة واحدة ، تقع على الحواس قُرصا ، ونورا، وحرارة .. ولم يرد على لسان المسيح فى أقواله الواردة فى بشارات حواريه ( الأناجيل ) إشارة إلى شئ من ذلك . بل كان يدعو نفسه على الدوام " بإبن الإنسان " . لابد من رد الناس إلى بساطة الإعتقاد ، ولابد من نفى اللبس وشوائب الريب عن جوهر العقيدة ، وهو التوحيد مُطلق التوحيد .إذن تعين أن يأتى الدين الجديد بحسم هذا الإختلاف الوبيل : " قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد "... لم يلد ولم يولد ، فأقرب إلى العقل أن من يلد أحرى بأن يولد... وما كان سبحانه فردا فى جنس وواحد فى سُلالة من نوعه . حاشا ! بل جل عن النُظراء والأكفاء ، فمن ذا الكفء لله ؟ . وكان لابد للدين أن ييُثبِّت قلوب الناس بالطمأنينة إلى عناية الله بالخلق وإلى قُدرته ، وإلى سُلطانه المُطلق على الكون كله ، فقرر القرآن فى عزم وحسم أن الله " خالق كل شئ " . " وكان الله على كل شئ قديرا " فهو الخالق ، وهو المُدَبِّر القادر ، ولم يخلق الكون ثم نفض منه يده " ألا أنه بكل شئ مُحيط " ... ولايدع القرآن فى ذلك شكا ، فهو يُقرِّر ويٌكرِّر فى أكثر من موضوع تلك الحقيقة الجوهرية ، التى تقرر سُلطان الله على الخلق ، وتدعوهم للطمأنينة ، والحرص على رضوانه ، فجاء فى سورة الحديد : " هو الأول والآخر . والظاهر والباطن ، وهو بكل شئ عليم " .. وجاء فى سور ة الأعراف : " وسع ربنا كل شئ علما " وأيضا " ألا له الخلق والأمر " .. وجاء فى سورة يونس : " ولايعْزب عنه مثقال ذرة " .. وجاء فى سورة يس : " وهو بكل خلق عليم " .. وجاء فى سورة فاطرأنه سبحانه : " عليم بذات الصدور " .. وجاء فى سورة المؤمنون : "ما كنا عن الخلق غافلين " .. وجاء فى سورة غافر : " يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور " . وهكذا بدت العقيدة الإلهية فى الإسلام ناصعة الصفاء فى تجرُّدها من الشرك وشبهاته ، ومن النقص وشوائبه على نحو حاسم كانت البشرية قد باتت فى حاجة ماسة إليه بعد الذى انتاب المؤمنين بالأديان من إختلاف وبلبلة . أما والمسألة مسألة إيمان ، فمن آمن بعقيدة تنزه الله عن كل مُشابهة بالخلق ، وعن كل تعدد تجسم أو استدق ، أقرب إلى طمأنينة العقل والنفس ممن يُروِّضها على الإيمان بإله واحد ، ولكنه يحتال على تصوُّر وحدانيته رغم أقانيمه المتعددة ، ويحار فى وجه حاجته سبحانه إلى تعدد الأقانيم ، وقد كانت العبادة غنية عن تلك الحيرة بتمام التوحيد ، فيُغلق الباب دون كل تساؤل وكل إبهام ... أما صفاته عز وجل فلا يُدْركها الحصر ، وإنما يتجلى للناس منها ما يعنيهم وعلى قدر إدراكهم . وأول ما يجبه الناس أمر المحيا والممات ، فالله هو : الحى الذى لا يموت - الفرقان - وهو الذى يحيى ويميت - المؤمنون - كل شئ هالك إلا وجهه - القصص .. وتتواكب آلاء الله على عباده ، فهو الرازق الوهاب خالق ما فى الأرحام . العليم الحكيم البصير المنتقم ذو الجلال .... . إن كل سورة يفتتحها القرآن باسم الله " الرحمن الرحيم " .. لايكتفى من هاتين الصفتين دون الأخرى ... ويقول فى سورة فصلت : " وما ربك بظلام للعبيد " ولا يجرى ذكر العذاب إلا ويطمئن الناس إلى العدل وإلى الاعذار فهو إذ يقول فى سورة البروج : " إن بطش ربك لشديد " يردفها بقوله : " وهو الغفور الودود " ... وجاء فى سورة الإسراء : "وما كنا مُعذبين حتى نبعث رسولا " .. وإن كان أقوام يؤمنون أن الله سبحانه وتعالى ينتقم من الأحفاد لآثام أجدادهم الغابرين ، فالقرآن الكريم نفى هذا الجور المُسْتعصى على الفهم فيقول فى سورة فاطر : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ويقول الحق فى سورة البقرة : "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم . ولا تسألون عما كانوا يعملون " . وهو توضيح أو تصحيح كان لامحيص عنه ، وإلا وجد العقل البشرى فى سنن الله ثلمات تزعجه وتصده عن الإيمان والتسليم . وكأنما بقيت بعد تلك الصفات وقفة قد يقفها عقل البشر الذين درجوا ألوف السنين على التجسيم وهو تصوير كل شئ فى صورة الجسم الذى له موضع محدد أو معين ، ويأتى القرآن الكريم بالجواب ، حاسما قاطعا لكل شك : " ولله المشرق والمغرب . فأينما تولوا فثم وجه الله " البقرة " " لاتدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " الأنعام " : " " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب ، أجيب دعوة الداع إذا دعان ، فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " البقرة " .. " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نقسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " سورة ق " ويحار البشر ، فيقضى بذلك على تلك الحيرة بذلك القول الفصل : " ليس كمثله شئ " الشورى " عقيدة واحدة بسيطة ، يقطع الإيمان بها الطريق على كل حيرة وخوف ، ويبعث الطمأنينة فى كل نفس . وباب هذه العقيدة مفتوح لكل إنسان ، لا يصد عنها أحد بسبب جنسه أو لون ... " قل ياأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا الذى له ملك السموات والأرض " الأعراف " ..." ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير " الحجرات " . وهكذا يجد كل إنسان له مكانا فى ظل العقيدة الإلهية . على أساس من المساواة العادلة ، التى لا تفاضل معها إلا التقوى ، تقوى الله رب العالمين . |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(76) إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها | طالب عفو ربي | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 11-01-2011 06:11 AM |
الله اكبر تم افتتاح موقع حبيبتنا وامنا عائشة رضي الله عنها | بنت الفاروق | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 1 | 11-10-2010 11:17 PM |
مائة خصلة انفرد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم | admin | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 3 | 03-08-2010 05:16 PM |
هل تعلم ان الله يعاقبك و انت لا تشعر ؟ ارجو ان تقدموه الي كل من يعصي الله | الفاروق | رحيق الحوار العام | 1 | 03-04-2010 12:00 PM |
دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ركعتى الفجر | اخت مسلمة | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 9 | 02-04-2010 03:16 AM |
|