منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > عقيدة أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2008, 10:34 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي كشف زيف التصوف كشف زيف التصوف

كشف زيف التصوف
وبيان حقيقته وحال حملته

" حوار مع الدكتور القاري وأنصاره "
كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
m
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:

فإن من أعظم ما نكب به المسلمون البدع والضلالات التي انتشرت فيهم من قرون فلم يسلم منها إلا من حفظه الله وسلمه ممن اعتصم بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.
ومن شر أنواع البدع والضلال التي استفحل شرها وامتد ضررها وجثمت على صدر الأمة وعلى عقول كثرة ساحقة منها بدع الصوفية والتصوف وما حوته من خرافات وانتشرت بسببها عبادة القبور والغلو في الأولياء والاستغاثة والاستنجاد بهم واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون وضلالات كبرى لا تحصى فكان لهذه الطوام الصوفية الآثار المدمرة في حياة الأمة مما جعل الكثير منها غثاء كغثاء السيل سهل لأمم الكفر التداعي عليها كما تداعى الأكلة على قصعتها.
ومع كل هذا التدمير الذي جلبه على الأمة الصوفية والتصوف بالإضافة إلى الرفض وغيره من البدع تجد من يدافع عن التصوف والصوفية والرفض والروافض وسائر البدع وأهلها.
وممن انبرى للدفاع عن الصوفية والتصوف فادعى أن التصوف الصحيح عين التوحيد وأن الصوفية من أهل السنة والجماعة الدكتور عبد العزيز قاريء المدرس سابقاً مع الأسف في قلعة التوحيد والسنة الجامعة الإسلامية , وارتكب من المغالطات بهذا الصدد مالا يجوز السكوت عليه بل يجب كشف هذه المغالطات وبيان حقيقة الصوفية والتصوف، وتابع القاري في مغالطاته بعض الصوفية فلم يحرك ساكناً تجاه أباطيلهم بل ذهب يؤكد باطله وباطلهم.
فقمت تجاه هذا الباطل بجهد المقل نصرة لدين الله الحق وذباً عنه في عدد من المقالات وبينت أن التصوف الصحيح إنما هو وساوس وخطرات وجهالات وتعذيب للنفس وتجويع لها وصيام غير مشروع على طريقة رهبان النصارى , فكيف يكون هذا هو عين التوحيد؟.
ثم عنَّ لي جمع هذه المقالات في كتاب واحد ثم نشرها ليُسهم في دحض الباطل وفي التمييز بين الحق والباطل , والضلال والهدى , وسميته " كشف زيف التصوف وبيان حقيقته وحال حملته " حوار مع الدكتور القاري وأنصاره ".
أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين وأن يبدد به ظلمات الباطل إن ربي لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب :
ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
20/شعبان/1426هـ.




تنبيه الدكتور عبد العزيز القاري
إلى خطورة قوله :
( إنَّ التصوف الصحيح هو عين التوحيد
وإنَّه من مذاهب أهل السنَّة والجماعة )!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فقد اطلعت على مقال نشر في ملحق جريدة المدينة المسمى بـ "الرسالة" للدكتور/ عبد العزيز قاري، بتاريخ الجمعة 20 ربيع الأول عام 1426هـ، الموافق 29 إبريل 2005م، تحت عنوان: د/ عبد العزيز قاري الصوفية مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة والتصوف الصحيح عين التوحيد .
قال المحرر ياسر عامر:
" اعتبر إمام مسجد قباء السابق بالمدينة المنورة وأستاذ علم الحديث الشيخ عبد العزيز قاري أن الصوفية مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة، ودعا عقلاء الصوفية والجيل الجديد منهم إلى نهج التصحيح لا التبرير ".
- أقول :
1- أنا كنت أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية المدرسين في كلية الحديث ورئيس قسم السنة سابقاً في هذه الجامعة وما علمت أن الدكتور عبد العزيز قاري كان أستاذ علم الحديث وما أظنه يدَّعي هذا ولعل هذا خطأ من المحرر.
2- إن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب واحد فقط لا مذاهب، فأهل السنة والجماعة يقال لهم: أهل السنة والجماعة، ويقال: لهم أهل الحديث، ويقال لهم: السلفيون أو أتباع مذهب السلف، ولا يدخل فيهم الصوفية لا سابقاً ولا لاحقاً.
وقد حمل أئمة الإسلام حديث الطائفة المنصورة وحديث الفرقة الناجية على أهل الحديث وعلمائهم لا على الصوفية ولا على غيرها، ولا سيما بعد تشعب الصوفية إلى فرق كثيرة جداً كلها قائمة على عقائد ضالة ومناهج خرافية تصادم الكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة .
ومن عقائدها: الحلول، ووحدة الوجود، وتقديس الأولياء، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وأنَّ فيهم أقطاباً وأوتاداً، ويدعون هؤلاء ويستغيثون بهم في الشدائد من دون الله، وأفضلهم من يقرر هذه الأفعال الخطيرة ولا ينكرها، والخصومة بينهم وبين أهل السنة قديمة ومستمرة إلى يومنا هذا فكيف يقال: إنهم من أهل السنة والجماعة؟!.
3- قوله: "ودعا عقلاء الصوفية إلى التصحيح لا التبرير".
أقول:
أ - هذا كلام مجمل لا يستفيد منه أحد لا صوفية ولا غيرهم، فمن النصيحة لهم أن يبين لهم القاري الجوانب التي تحتاج إلى التصحيح بياناً واضحاً.
ب – إن دعوتهم إلى التصحيح تدل أنهم شيء آخر غير أهل السنة .
ج – إن هذه الطريق غير طريق الأنبياء والمصلحين فإنهم ما كانوا يدعون الكافرين والمنحرفين إلى أن يصححوا ما عندهم من الضلال بأنفسهم وإنما يأتي التصحيح من الله ويُبلِّغ ذلك الأنبياء ثمَّ ورَّاثهم.
د – قد صحَّح علماء أهل السنة والجماعة كل ما فسد من دين الصوفية عقيدة وعبادة ومنهجاً، لأنهم يدركون أنهم لا رغبة لهم في التصحيح ولا قدرة لغلبة الجهل عليهم ولبعدهم وبُعد عقائدهم ومناهجهم عن الكتاب والسنة ومذهب أهل السنة والجماعة، فلم يقبلوا هذا التصحيح بل حاربوا أهل السنة الذين صححوا ونصحوا لهم، فهل بعد كل هذا سيسارعون إلى التصحيح الذي دعاهم إليه القاري؟!.
وأنا أطلب من القاري – إن كان يعتقد فيهم أنهم سيسرعون إلى تنفيذ نصيحته – أن يساعدهم بما يعينهم ويشجعهم على التصحيح الذي يرضي الله ويدخلهم في عداد أهل السنة والجماعة.
ونرجوا أن يتحقق ما يصبو إليه القاري بل يصبو إليه أهل السنة والجماعة، ونرجو مرة أخرى أن يدخل القاري في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".

4- قال المحرر: "وقال فضيلته في كلمته التي ألقاها في منتدى بجدة وحضرتها (الرسالة): إن أكثر من كتب في التصوف ارتكز على روايات المتأخرين من أحوال الزهاد






رد مع اقتباس
قديم 18-11-2008, 10:36 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

والعُبَّاد، كإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، ولم يرتكز على روايات القرون الأولى المفضلة.
وأكَّد فضيلته على ضرورة ربط التصوف بالرعيل الأول من السلف، والسلف في نظر الشيخ القاري هم الصحابة".
- أقول :
إنَّ إبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض يُعدَّان من أهل القرون المفضَّلة فكلاهما من طبقة متوسطي أتباع التابعين ,وهما ليسا من الصوفية ,وإنما هما من أهل الدِّين والورع والزهد المشروع .
ويفيد كلام القاري أن أكثر مؤلفات الصوفية ارتكزت على روايات أناس جاءوا بعد القرون المفضلة، وإن الواقع ليؤكِّد ذلك، وهذا يدل على انفصام منهج الصوفية وعقيدتهم عن عقيدة ومنهج السلف الصالح: القرون المفضلة التي شهد لها رسول الله بأنها خير القرون " ثم يأتي بعدها قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويكثر فيهم السمن.
أما أهل السنة والجماعة أهل الحديث فهم امتداد للقرون المفضلة عقيدة ومنهجاً "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله تبارك وتعالى".
وبداية الصوفية وإن كان في عهد الحسن البصري وابن سيرين -رحمهما الله- اللذين أنكراها عليهم .
بداية كتابات الصوفية -فيما أعلم- هي كتابات الحارث بن أسد المحاسبي أحد تلاميذ يزيد بن هارون الذي يُعدُّ في أتباع التابعين آخر القرون المفضلة، وكان الحارث من المعاصرين للإمام أحمد وإخوانه من أئمة الحديث والسنة.
ألَّف الحارث كتباً للصوفية فأنكرها أهل السنة ومنهم الإمام الحافظ أبو زرعة، قال الحافظ الذهبي : ( قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي : شهدت أبا زرعة وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل : إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجهد فيه ما يغنيك قيل له في هذه الكتب عبرة فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس إلى البدع مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأين مثل الحارث فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كـ ( القوت) لأبي طالب وأين مثل القوت كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم , وحقائق التفسير للسلمي لطار لبه كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان (1) نسأل الله العفو والمسامحة آمين ) ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/166) .
وقال ابن الجوزي وبالإسناد إلى أبي يعقوب إسحاق بن حية قال: "قال: سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الوساوس والخطرات فقال : ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون , وقد روينا في أول كتابنا هذا عن ذي النون نحو هذا.
وروينا عن أحمد بن حنبل أنه سمع كلام الحارث المحاسبي ، فقال لصاحب له لا أرى لك أن تجالسهم ، وقال ابن الجوزي : وقد ذكر الخلال في كتاب السنة عن أحمد بن حنبل أنه قال : حذروا من الحارث أشد التحذير , الحارث أصل البلية يعني في حوادث كلام جهم ، ذاك جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم ما زال مأوى أصحاب الكلام حارث بمنـزلة الأسد المرابط ينظر أي يوم يثب على الناس , تلبيس إبليس (ص151) .
ثم نقل ما ذكره الذهبي عن أبي زرعة قوله عن كتب الحارث إنها كتب بدع وضلالات .. إلخ " , تلبس إبليس ( ص/150) .
فهذا هو موقف أئمة الإسلام الناصحين من التصوف وأهله إدانة لمؤلفاتهم وتحذير من ضلالاتهم وشطحاتهم.
وأما إلحاح القاري على ربط الصوفية بالسلف الصالح ولا سيما الصحابة؛ فهذا الربط يجب أن يكون شاملاً لكل الفرق المنتمية إلى الإسلام بما فيها الأحزاب السياسية التي تتهاون في أمر الصوفية والروافض وغيرهم، ويجب على كل عالم ناصح وغيور أن يسعى جاداً في إرجاع المنحرفين عن صراط الله المستقيم والمتبعين لغير سبيل المؤمنين إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح.
5- قال المحرر: (وطالب الشيخ القاري في محاضرته التي كانت بعنوان: "التصوف الصحيح هو عين التوحيد"، بأنه ينبغي عند النظر في شئون التصوف والمتصوفة التطرق إلى جانبين: الإنصاف من جهتنا ،والتصحيح من جهتهم.
واعتبر أن الإنصاف هو من منهج أهل السنة والجماعة، قائلاً: لا بد من إنصاف مذهب التصوف بين صحيحه وسقيمه، فالتصوف في جذوره كان صحيحاً، وهذا من كلام أهل السنة والجماعة، كشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، وهو مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرَّة قلم .
وفي الجهة المقابلة طالب الشيخ القاري بضرورة الإصلاح، وذلك بتنقية ممارسات المتصوفة الحاصلة اليوم قائلاً: "ممارسات أكثر المسلمين في العالم الإسلامي اليوم من التصوف تجدهم يمارسون ممارسات لا تمتُّ إلى الصوفية الأولى -الرعيل الأول- فالتصوف في أصله التعلق الكامل بالخالق وقطع العلائق".
وأضاف أن أخطر ما شوَّه التصوف هو دخول الفلسفة عليه).
- أقول :
1- من سبقك من أئمة السنة إلى القول: بأن التصوف هو عين التوحيد، وحتى لو قالها أحد لردَّه واقع التصوف وعقائده ومناهجه، ولردَّه جهود أئمة الإسلام وأقوالهم في إدانته بالانحراف منذ ذرَّ قرنه، ولو كان هو عين التوحيد ؛فكيف يحاربه أئمة الإسلام ؟!.
2- مطالبتك من ينظر في شئون التصوف بالإنصاف، فهل ترى أيها الرجل أنك أتقى وأورع من أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسهم الإمام أحمد، وأبو زرعة، والشافعي، وابن الجوزي، وابن تيمية، والذهبي، وابن القيِّم،وابن عبد الهادي وابن عبد الوهاب، والشوكاني، والصنعاني، وأئمة الدعوة السلفية، وغيرهم وأنهم قد ظلموا الصوفية وعلى رأسهم الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، والشعراني، والنبهاني، ودحلان ،وطوائفهم كالرفاعية وكالتيجانية، والمرغنية، والنقشبندية، والسهروردية، والجشتية ؟!
فقولك : الإنصاف من جهتنا، أظن أن أهل السنة لا يوافقونك على هذا الاعتراف الضمني بأنهم قد ظلموا الصوفية، بل يجب أن يقال: إن الصوفية قد ظلموا الإسلام والمسلمين بنشر تصوفهم الذي من ثماره وآثاره ما يراه الناس من آلاف المشاهد في بلدان المسلمين وحتى في المساجد تُدعى من دون الله ويستغاث بهم في الشدائد وتُشدُّ إليها الرحال، ويقام لها الاحتفالات والموالد، ويُقدَّم لها النذور والذبائح والأموال الطائلة التي لا تسخى نفوس كثير من مقدميها أن يقدِّموها لله وفي سبيله.
أترى أن أهل السنة لم ينصفوهم وهذا حالهم ؟ بل لا يعرف الناس عنهم إلا أنهم يضعون السدود والحواجز بين الناس وبين الحق والنور الذي يقدِّمه لهم علماء السنة الناصحون من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومن هدي السلف الصالح.
لماذا تريد أن يتعب أهل السنة في التفريق بين صحيح التصوف وسقيمه ؟!
فهل ألزم اللهُ تعالى الرسولَ r وأصحابه أن يذهبوا إلى التوراة والإنجيل وقد بُدِّلت نصوصهما مع أنَّ جذورهما صحيحة بل وحي من الله فهل ألزمهم بأن يقوموا بالتمييز بين الحق والباطل ؟! أو أنَّ الله تبارك وتعالى بيَّن ما عندهم من الضلال وكفى المؤمنين هذا التمييز.
لقد جرى أهل السنة في نقد الفرق ومنها الصوفية على طريقة الكتاب والسنة في بيان الباطل ليحذره الناس، ولم يقولوا إن ما عندكم من حق فهو باطل حتى يُقال إنهم قد ظلموهم.
ولهم الحق أن يحذِّروا من التصوف والرفض والتجهم والاعتزال وسائر أنواع الضلال وإن كان يوجد عندهم شيء من الحق، لكن هذا الحق قد غمس بالباطل، ومعظم الناس لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل، فمن الإنصاف للمسلمين ومن الحكمة والنصح أن يحذِّر من التصوف والصوفية والرفض والروافض، لأن سلامة الناس ونجاتهم لا تتحقق إلا بهذا الأسلوب.
أرأيت كيف حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من البدع وسماها شر الأمور؟!
أرأيت كيف ذمَّ رسول الله r الخوارج ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة، وقال: "اقتلوهم حيث وجدتموهم فإن لمن قتلهم أجراً عند الله"، مع أن عندهم من العبادة ما يجعل







رد مع اقتباس
قديم 18-11-2008, 10:37 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

"اقتلوهم حيث وجدتموهم فإن لمن قتلهم أجراً عند الله"، مع أن عندهم من العبادة ما يجعل الصحابة -رضوان الله عليهم- يحقرون قراءتهم عند قراءتهم وصلاتهم عند صلاتهم، فهل كلَّف رسول الله الصحابة أن يذهبوا ليميِّزوا بين حق الخوارج وباطله حنى يكونوا منصفين؟!.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة الإسلام أتقى الناس لله وأخشاهم له وأشدهم ورعاً وإنصافاً ونصحاً، ومن إنصافهم للناس ونصحهم لهم أن حذَّروهم من بدع الخوارج والروافض والتصوف وسائر البدع وأهلها.
وقولك: (الإنصاف هو منهج أهل السنة والجماعة).
أقول: هذا حق، وقد ميَّزهم الله بذلك، ومنهجهم في نقد الصوفية هو الحق والمنهج الذي ترى أنه هو الإنصاف، لا أصل له في شريعة الإسلام، ولو كان من الإسلام لسبقونا إليه.
وما نسبته إلى أهل السنة ومنهم ابن تيمية من أن التصوف في جذوره كانت صحيحة؛ أرى أنه لا أساس له، وما رأينا منهم إلا النقد لجذوره وفروعه، وقد سبق تحذير أبي زُرعة وكلام الذهبي المتضمِّن لمغايرة أهل السنة للصوفية ومنابذتهم لهم من عهد أحمد ومن معه والمحاسبي ومن معه، فإن قلت: أنا أقصد المعاصرين، فنقول: بيِّن اختلاف المنهجين والظلم الذي ترتب على مخالفة المعاصرين من أهل السنة لمنهج أسلافهم، وإلا فليعلم الناس أنك تتكلم بغير علم وبغير حجج.
وقوله: (وهو مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم).
لا أدري أهذا وصف لشيخ الإسلام أم للتصوف ؟ وإذا كان وصفاً للتصوف؛ فمن قال من أهل السنة إنه يمكن إلغاؤه بجرة قلم، وكيف يقولون هذا وهم يعلمون ويدركون جهود أئمة الإسلام من فجر تاريخ التصوف إلى اليوم لم تلغه ، بل لعناد أساطين الصوفية ما يزداد على مرِّ الأيام والقرون إلا انتشاراً وتضخماً والعياذ بالله، والله يقول لرسوله: ( إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ ) (الشورى: من الآية48)، ويقول تعالى لرسوله: ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) (الغاشية:21-22)، ويقول لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ )(البقرة:من الآية272)، ومع ذلك فرسول الله مكلَّف بالتبليغ والجهاد.
وأهل السنة ما عليهم إلا الدعوة والبلاغ والصبر على الأذى، ولا يجوزلهم السكوت عن باطل الصوفية ولا عن باطل غيرهم لأن الله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).
وقوله: (وممارسات أكثر المسلمين في العالم الإسلامي اليوم من التصوف تجدهم يمارسون ممارسات لا تمتُّ إلى الصوفية الأولى -الرعيل الأول- فالتصوف في أصله التعلق الكامل بالخالق وقطع العلائق).
- أقول :
في هذا الكلام حذر شديد من جرح مشاعر الصوفية وإيهام في الكلام لا يظهر منه فداحة ما عند الصوفية من البُعد السحيق عما كان عليه السلف من تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل جوانب الإسلام ومحاربة مظاهر الشرك ووسائله كلها.
وفي هذا الكلام إيهام الناس أن الرعيل الأول وهم الصحابة الكرام كانوا صوفية أعاذهم الله وأعاذ أتباعهم بحق من التصوف، وهذا باطل قطعاً، وأنكر ابن الجوزي على أبي نُعيم عدَّه بعض الصحابة من الصوفية حيث قال: وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسادات الصحابة رضي الله عنهم فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحاً القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل, وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضيل وابراهيم بن أدهم ومعروفا الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره). [تلبيس إبليس: ص/148].
ولقد حارب أئمة الإسلام التصوف وأهله وكتبه من أول ظهوره كما أسلفنا ذلك في هذا المقال.
وقال الشافعي: إذا دخل الرجل في التصوف أول النهار لا يأتي الليل إلا وقد ذهب عقله، أو كما قال.
وفيه: إيهام أن صوفية اليوم فقط هي التي خالفت الرعيل الأول، ويفيدنا هذا الكلام براءة صوفية ما قبل اليوم من هذه المخالفة.
وهذا فيه ما ينافي العهد الذي أخذه الله على أهل العلم وهو البيان، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)(آل عمران: من الآية187)، والرسول يقول: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قال الصحابة: لمن ؟، قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

وقوله : ( فالتصوف في أصله التعلق الكامل بالخلق وقطع العلائق بالخالق ).

- أقول : من قال هذا من الرعيل الأول أو من علماء الإسلام إنه كلام غامض هل يخص توحيد الربوبية أو يشمل أنواع التوحيد الثلاثة وغيرها من جوانب الإسلام ثم هل في القرآن والسنة أمر أو دعوة إلى قطع العلائق بالخالق كلا لقد قال تعالى : )وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، إلى قوله: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً).
وقال تعالى: )وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36) ولا يقطع العلائق مع هؤلاء إلا عاق الوالدين وإلا كل مختال فخور .
وقال تعالى ذاكراً صفات أهل االنار ومنها : " )وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (الرعد:25)
وقال تعالى : ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) (محمد:22-23).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ".
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة قاطع رحم " صحيح مسلم كتاب البر حديث رقم ( 2555- 2656 ).
فإن قال قائل : لا يقصدون هذا .
قلنا : هذا ظاهر كلامهم وليس لنا إلا الظاهر ويمكن أن يلجأ الصوفية إلى قولهم لعلماء الشريعة : أنتم علماء الرسوم ونحن علماء الباطن أو إلى الفرق بين علماء الشريعة وبين علماء الحقيقة .
6- قال المحرر :
وأكد الشيخ ضرورة أن يقوم أهل التصوف الصحيح والجيل الجديد منهم بالمبادرة بالمحاولات الإصلاحية لا التبريرية، وعليهم أن ينقوا صورة التصوف وإعادته إلى وجهه الصحيح وجذوره الأولى حتى لا يتخلفوا عن الدائرة الكبرى دائرة أهل السنة و الجماعة وهم أصلاً منهم'' مضيفاً :'' دائرة أهل السنة والجماعة لا يبقى خارجها إلا بعض الطوائف - كما يقول الشيخ قاري- ويؤكد الشيخ من جهته أن هناك جهوداً بذلت في هذا السياق ودلل على تجربة بعض علماء المتصوفة في الهند إلى التصحيح، وشدد بقوله ان شيوخ التصوف الصحيح في القرون الأولى وحتى المتأخرة قاوموا التصوف المنحرف وهم - أي شيوخ المتصوفة- أكثر من دافع ضد الشيعة كالحارث المحاسبي. وحينما سئل د.قارئ عن الداعية علي زين العابدين الجفري ، لم يشنع عليه بل ما زاد عن قوله :'' هو شاب مثقف ويحاول أن يقدم التصوف بأسلوب ما، والمطلوب أكثر من ذلك وهو يعتبر من الجيل الجديد الذي نريد منه الإصلاح لا التبرير''.
- أقول :
من هم أهل التصوف الصحيح ؟
ومتى كان التصوف في يوم من الأيام صحيحاً ؟!!
ولقد قدمت للقارئ كلام الإمام أحمد وأبي زرعة في المحاسبي وكتبه وأضيف هنا قول ابن الجوزي في مصنفاتهم، قال رحمه الله – بعد أن ذكر كلام بعض من نُسب إلى التصوف وتعريفه للتصوف قال: "وعلى هذا كان أوائل القوم فلبس إبليس عليهم في أشياء ثم لبس على من بعدهم من تابعيهم فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن الثاني فزاد تلبيسه عليهم إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التمكن وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة فرفضوا ما يصلح أبدانهم وشبهوا المال بالعقارب ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى إنه كان فيهم من لا يضطجع , وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري .
ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع والفقر والوساوس والخطرات وصنفوا في ذلك مثل الحارث المحاسبي وجاء آخرون فهذبوا مذهب التصوف وأفردوه بصفات ميزوه بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيق وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة ثم ما زال الأمر ينمي والأشياخ يضعون لهم أوضاعا ويتكلمون بواقعاتهم ويتفق بُعْدُهم عن العلماء لا بل رؤيتهم ما هم فيه أو في العلوم حتى سموه العلم الباطن وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر , ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به وهؤلاء بين الكفر والبدعة ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق ففسدت عقائدهم فمن هؤلاء من قال بالحلول ومنهم من قال بالاتحاد وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا وجاء أبو عبد الرحمن السلمي فصنف لهم كتاب السنن وجمع لهم حقائق التفسير فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم وإنما حملوه على مذاهبهم والعجب من ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن".
ثم نقل الطعن في عدالة أبي عبد الرحمن السلمي.
ثم قال: "وصنف لهم أبو نصر السراج كتابا سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول ما سنذكر منه جملة إن شاء الله تعالى وصنف لهم أبو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة وما لا يستند فيه إلى أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك







رد مع اقتباس
قديم 18-11-2008, 10:38 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

ثم قال: "وصنف لهم أبو نصر السراج كتابا سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول ما سنذكر منه جملة إن شاء الله تعالى وصنف لهم أبو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة وما لا يستند فيه إلى أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك من الموضوع وذكر فيه الاعتقاد الفاسد وردد فيه قول قال بعض المكاشفين وهذا كلام فارغ وذكر فيه عن بعض الصوفية أن الله عز وجل يتجلى في الدنيا لأوليائه".
ونقل عن الخطيب بإسناده "أن أبا طالب دخل إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه فحفظ عنه أنه قال ليس على المخلوق أضر من الخالق".
قال: " وصنف لهم عبد الكريم بن هوزان القشيري كتاب الرسالة فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء والقبض والبسط والوقت والحال والوجد والوجود والجمع والتفرقة والصحو والسكر والذوق والشرب والمحو والإثبات والتجلي والمحاضرة والمكاشفة واللوائح والطوالع واللوامع والتكوين والتمكين والشريعة والحقيقة إلى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره أعجب منه .
وجاء محمد بن ظاهر المقدسي فصنف لهم صفوة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى".
قال: " وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطله وهو لا يعلم بطلانها وتكلم في علم المكاشفة وخرج عن قانون الفقه ، وقال إن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات وهذا من جنس كلام الباطنية , وقال في كتابه المفصح بالأحوال إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق".
ثم قال ابن الجوزي في (تلبيس إبليس): " وكان السبب في تصنيف هؤلاء مثل هذه الأشياء قلة علمهم بالسنن والإسلام والآثار وإقبالهم على ما استحسنوه من طريقة القوم".
إلى أن قال: " وقد كان أوائل الصوفية ينفرون من السلاطين والأمراء فصاروا أصدقاء".
ثم قال: "فصل وجمهور هذه التصانيف التي صنفت لهم لا تستند إلى أصل وإنما هي واقعات تلقفها بعضهم عن بعض ودونوها وقد سموها بالعلم الباطن" تلبيس إبليس (ص148-150) .
فهذه أصول الصوفية وجذورها: الجهل والوساوس والخطرات والعشق - تعالى الله عما يقولون – وفساد العقائد بل الزندقة كالحلول ووحدة الوجود والورع القائم على الجهل والجرأة على تفسير كتاب الله بعقائدهم الباطلة ووساوسهم وخطراتهم إلى آخر ما عندهم من الضلال.
ثم جرأتهم على تفسير كتاب الله، فلا يرجعون إلى أصول أهل السنة في تفسير كتاب الله، كتفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالسنة، وبفقه الصحابة الذين عرفوا مراد الله من جهة معرفتهم بأسباب النـزول ومعاصرتهم لنـزول الوحي، ومعاشرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتطبيقه العملي لمعاني القرآن، وإنما يرجعون إلى أصولهم الفاسدة ومناهجهم الضالة.
فكيف يصحُّ القول بأن الصوفية من أهل السنة، وأن جذور التصوف صحيحة؟!
لقد توصل كثير من الباحثين إلى أن التصوف تسرب إلى الإسلام من النصرانية والمجوسية والهندوكية .
ونسأل القاري من هم أهل التصوف الصحيح والجيل الجديد ؟!.
أهم الرفاعية والتيجانية، والمرغنية، أم البريلوية، أم النقشبندية، أم السهروردية، أم البرهانية، أم الشاذلية، وكلُّها تلتقي في ابن عربي وأمثاله من أهل وحدة الوجود.
وأذكر أنني في رحلتي إلى السودان عام (1392 هـ) جمعت كتباً للطرق الصوفية التي يعيش أهلها في دول أفريقيا ودرستها دراسة مقارنة بينها، فوجدتها كلها تشترك في عقيدة الحلول ووحدة الوجود، والخرافات، والغلو في الأولياء، والشرك , ولقد ذكر لي أحد علماء أهل الحديث من أهل الهند أنه درس الطرق الصوفية في الهند وباكستان فوجدها كلها تلتقي في الحلول ووحدة الوجود والشرك .
وأذكر أنه دار نقاش بيني وبين عالم صوفي أزهري حول التصوف وما فيه من الضلال، ومن حلول ووحدة وجود إلخ، فذكرت له ما أعرفه عن الطرق الصوفية وما فيها من البلاء المشار إليه، وهو يجادل بالباطل.
فقلت له: اختر لي أفضل هذه الطرق لأبين لك ما فيها مما ذكرته.
فقال: الطريقة الشاذلية، وأنا عليها.
فجئته في اليوم الثاني بكتاب من كتب الشاذلية، وأوقفته على ما في الكتاب من القول بالحلول ووحدة الوجود والشرك، فبُهت فطلب مني الكتاب عارية، فذهب به ولم يُعده إليَّ – مع الأسف – ولم يُظهِر تراجعه عن التصوف.
ولا شك عندي أنَّ هذا الرجل على علاته أعلم وأفضل عندي من صوفية الجيل الذين يطلب منهم القاري التصحيح، ومنهم: الجفري ،الذي لم يُشنِّع عليه القاري، بل ما زاد على قوله: "هو شاب مثقف ويحاول أن يقدِّم التصوف بأسلوب ما والمطلوب أكثر من ذلك، وهو يعتبر من الجيل الجديد الذي نريد منه الإصلاح لا التبرير".
ونقول للقاري: لقد عُرِفَ الجفري بأنه يدعو إلى الشرك الصريح ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقص القصص الخرافي ويدعو إلى التعلق بالموتى ويطعن في أهل التوحيد والسنة ويسخر منهم .
وفي موقعه الالكتروني يقول :"إنه بعد البحث والتدقيق تبين لي أن الولي يستطيع أن يخلق طفلاً بلا أب ولكننا لا نستطيع أن نقول هذا أمام العامة حتى لا تدعي الزانية أن ما في بطنها من خلق الولي".
فهذا تصحيحه وتجديده , إنَّه الجد في إنعاش التصوف في الجزيرة العربية بعد أن كاد أن ينتهي وتخمد ناره , وعنده من البلايا والطوام المخزية ما عرف به أهل السنة خطره فدفعهم إلى التحذير منه ,وأما الروافض والصوفية فقد أفرحهم وأما عوام الناس فقد فتنوا به بعد أن خدعهم .
ومن أذكاره التي يرقص فيها على الطريقة الصوفية:
(حي ...حي )و(هو ...هو ) و( أح ...أح ) فهذه هي ثقافة الجفري!!
فهل يرجو عاقل من أمثال هذا الصوفي المحترق أن يقوم بتصحيح التصوف المزعوم له أنه صحيح الجذور .
أيا عبدالعزيز قاري أين النصيحة وبيان المنهج السلفي على حقيقته والتفصيل فيه، وبيان حقيقة التصوف من بداياته إلى اليوم؟.
فهل لي أن أقول: فيك: إن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن لك عُذراً ألا وهو الضعف الشديد بمعرفة منهج السلف ،والضعف الشديد بمعرفة الصوفية وعقائدها ومناهجها وآثارها المدمرة على الأمة الإسلامية ؟.
وهذا أحسن شيء أعتذر به لك، فإن كنت أصبتُ الحقيقة في هذا الاعتذار، أو قاربت، فأرجو منك التحرك للدراسة الجادة للمذهبين: مذهب أهل السنة ومذاهب الصوفية.
وستجد الفروق الهائلة بين المذهبين بحيث يتبين لك ولكل دارس منصف أنه لا يجوز أن يقال: إن التصوف هو عين التوحيد كما لا يجوز أن يُقال أنَّ الصوفية من أهل السنة بحال من الأحوال .
وإنه يجب أن يَسعى كل من عنده علم وغيرة على الإسلام والمسلمين إلى تطهير المجتمعات الإسلامية من عقائد التصوف ومناهجه وآثاره، وذلك لا يحصل إلا بالجهود المتواصلة في نشر العلم الصحيح، والتوحيد الذي جاء به جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ولا تبرأ ذمة العلماء والدعاة الصادقين إلا بالنهوض الجاد المخلص في نشر التوحيد وما قام عليه من علوم وأعمال.
وأن يتجنبوا مثل هذا الأسلوب الميت الذي لا يحق حقاً، ولا يُبطل باطلاً، ولا يُنقذ غريقاً.
وأنصحك لوجه الله وأمثالك ولست -والله- متعالياً عليك أن تسلك طريق الأنبياء والمصلحين في بيان الحق والصدع به بالعلم والحجة والبرهان، مع الحكمة والصبر على الأذى، مع اعتقاد بأنك ستحاسب وتُسأل أمام الله عن الأمانة التي حملتها فأنصحك بالبُعد عن المجاملات السياسية وطلب السلامة، وطلب رضى الناس وتقديمه على رضى الله.
وأنصح كل من آتاه الله علماً بمثل ما نصحتُك به، وأسأل الله أن يهيئ لهذه النصيحة آذاناً صاغية وقلوباً واعية بعيدة عن سوء الظن بالناصحين وغمطهم .

إنَّ ربي لسميع الدعاء
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلم.

وكتب : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
23/ربيع الأوَّل/1426هـ.







رد مع اقتباس
قديم 18-11-2008, 03:33 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

الصوفيون مخربون هولاء اقرب للشيعه من السنه

اللهم اهدهم







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة: عمرالحسني عقيدة أهل السنة والجماعة 2 09-11-2014 09:30 AM
دراسات في التصوف، في رحمة القلب وحكمته و طيش الروح و استبداد العقل عمرالحسني عقيدة أهل السنة والجماعة 0 14-01-2011 12:01 AM
كشف زيف التصوف/اعداد مجدالغد مجد الغد عقيدة أهل السنة والجماعة 29 19-11-2008 05:56 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة