منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 10-05-2010, 12:07 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أبومالك الانشاوي غير متواجد حالياً


أهمية الكتب وفضلها

أهمية الكتب وفضلها
قال أحمد بن أبي عمران : كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع وقد تخلف فـي منزله، فبعث غلاماً من غلمانه إلى أبي عبدالله بن الأعرابي صاحب الغريب يسأله المجيء إليه ، فعاد إليه الغلام فقال : قد سألته فقال لي : عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيتُ أَرَبي منهم أتيت. قال الغلام : وما رأيت عنده أحداً إلا أن بين يديه كتباً ينظر فيها، فينظر فـي هذا مرة . ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أبو أيوب : يا أبا عبدالله، سبحان الله العظيم ، تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك ، ولقد قال لي الغلام : إنه ما رأى عندك أحداً . وقلت : أنا مع قوم من الأعراب ، فإذا قضيت أَرَبي معهم أتيت .
قال ابن الأعرابي :
لنا جلساءٌ ما نَمَلُّ حديثهم ***ألِبَّاء مأمونون غيباً ومشهدا
يُفيدوننا من علمهم علمَ ما مضى*** وعقلاً وتأديباً ورأياً مُسدّداً
بلا فتنةٍ تُخشَى ولا سوءِ عِشرةٍ ***ولا يُتقَي منهم لساناً ولا يداً
فإن قلتَ أمواتٌ فلا أنتَ كاذبٌ*** وإنْ قلتَ أحياءٌ فلست مفنّدا


* وكان عبدالله بن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز لا يجالس الناس ونزل المقبرة ، فكان لا يكاد يرى إلا وفي يده دفتر ، فسُئل عن ذلك ، فقال : « لم أرَ قط أوعـظ من قبر، ولا أمتـع من دفتر ، ولا أسلَم من وحدة » .
* وسئل الإمام البخاري - رحمه الله - : ما دواء النسيان ؟ فقال : مداومة النظر فـي الكتب.
* وقال بزرجمهر : يا ليت شعري أي شيء أدرك من فاته الأدب ؟ أم أي شيء فات من أدرك الأدب ومادته من الكتب.
* وقد أهدى بعض الكتَّاب إلى صديــق له دفتراً وكتب له : هديتي ـ أعزك الله ـ تزكو عن الإنفاق، وتربو على الكدِّ، لا تفسدها العواري، ولا تخلَقها كثرة التقليب ، وهي أنس فـي الليل والنهار ، والسفر والحضر ، تصلح للدنيا والآخرة ، تؤنس فـي الخلوة وتمتع فـي الوحدة، مسامر مساعد ، ومحدِّث مطواع ، ونديم صديق.
* وقال بعضهم : الكتب بساتين العلماء .
* وقال آخر : الكتاب جليس لا مؤنة له .
* الخليفة المأمون والكتاب :
* وقال الفضل بن سهل للمأمون وهو بدمشق بدير مران مشرف على غوطتها : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت فـي حسنها شبيهاً فـي شيء من ملك العرب ؟ يعني الغوطة . قال : بلى والله ، كتاب فيه أدب يجلو الأفهام ، ويزكي القلوب ، ويؤنس الأنفس أحسن منها .
* وقال بعض الحكماء : ذهبت المكارم إلا من الكتب .
* وقال ابن دهقان :
نعم المحدِّث والرفيق كتاب****تلهو به إن خانك الأصحابُ
لا مفشياً سراً إذا استودعته ****وتُنال منه حكمةٌ وصوابُ


* وصف الجاحظ للكتاب :
وأحسن من رأيته تكلّم عن فضل الكتاب الجاحظ المعتزلي
(ت355هـ)، وأنا أنقله على طوله لنفاسته ، حيث قال : « الكتاب نِعْم الذخر والعدة، ونِعْم الجليس والقعدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، الكتاب وعاءٌ مُلئ علماً، وظرف حُشي ظرفاً ، إن شئت كان أعيا من باقل ، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ، وإن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت بكيت من مواعظه ، ومن لك بواعــظٍ مثله ، وبناسـكٍ فاتكٍ ، وناطقٍ أخرس ، ومن لك بطبيبٍ أعرابي وهندي وفارسي ويوناني ونديمٍ مولد، ووصيفٍ ممتع ، ومن لك بشيء يجمع الأول والآخر والناقص والوافي ، والشاهد والغائب ، والرفيع والوضيع ، والغث والسمين ، والشكل وخلافه ، والجنس وضده ، وبعد .. فما رأيت بستاناً يحمل فـي ردن وروضة تنقل فـي حجر ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء غيره ، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن مَنْ فـي الأرض وأكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، ولا أعلم جاراً أبرَّ ، ولا خليطاً أنصف ، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية ولا عناية ، ولا أقل إملالاً وإبراماً ، ولا أبعد عن مراء ، ولا أترك لشغب ، ولا أزهد فـي جدال ، ولا أكف عن قتال من كتاب ، ولا أعلم بياناً ، ولا أحسن مؤاتاة ، ولا أعجل مكافأة ، ولا شجرة أطول عمراً ، ولا أطيب ثمراً ، ولا أقرب مجتنى ، ولا أسرع إدراكاً ، ولا أوجد فـي كل إبان من كتاب ، ولا أعلم نتاجاً فـي حداثة سنه وقرب ميلاده ورخص ثمنه وإمكان وجوده ، يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن آثار العقول الصحيحة ومحمود الأذهان اللطيفة ، ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القديمة والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتراخية والأمثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع كتاب ، ولولا الحكم المخطوطة والكتب المدونة لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو لم يتم ذلك لحرمنا أكثر النفع ، ومن لك بصاحب لا يبتدئك فـي حال شغلك ولا فـي أوقات عدم نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل والتذمم ، ومن لك بزائر إن شئت جعلت زيارته غباً ، وورده خمساً ، وإن شئت لزمك لزوم ظلك .
والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يقليك ، والرفيق الذي لا يَمَلَّك ، والمستميح الذي لا يؤذيك ، والجار الذي لا يستبطئك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق .
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك، وبسط لسانك ، وجوَّد بيانك ، وفخَّم ألفاظك ، وعمَّر صدرك ، وحباك تعظيم الأقوام ، ومنحك صداقة الملوك ، يطيعك فـي الليل طاعته بالنهار ، وفي السفر طاعته فـي الحضر ، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة ، وإن عزلت لم يدع طاعتك ، وإن هبَّت عليك ريحُ أعدائك لم ينقلب عليك، ومتى كنت متعلقاً به ، ومتصلاً منه بأدنى حبل لم يضرك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء ، وإن أمثل ما يقطع به الفراغ نهارهم وأصحاب الكفاية ساعة ليلهم نظرة فـي كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبداً فـي تجربة وعقل ومروءة وصون عرض وإصلاح دين ومال ورب صنيعة وابتداء إنعام .
ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك ونظرك إلى المارة بك مع ما فـي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم ، ومن فضول النظر، وملابسة صغار الناس، وحضور ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأحوالهم الردية وطرائقهم المذمومة ، وأفعالهم الخبيثة القبيحة ، لكان فـي ذلك السلامة، ثم الغنيمة وإحراز الأصل مع استفادة الفرع .
ولو لم يكن فـي ذلك إلا أنه يشغلـك عن سخف المنى وعن اعتيــاد
الراحة وعن اللعب وكل ما أشبه ، لقد كان فـي ذلك على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المنَّة ، وهو الذي يزيد فـي العقل ويشحذه ويداويه ويهذبه وينفي الخبث عنه ، ويفيد العلم ، ويصادق بينك وبين الحجة ، ويقودك للأخذ بالثقة ، يعمر الحال ، ويكسب المال ، وهو منبهة للمورث، وكنز عند الوارث؛ غير أنه كنز لا زكاة فيه ، ولا حق للسلطان يُخرج منه، هو كالضيعة التي لا تحتاج إلى سقي ولا إسجال بإيغار، ولا إلى شُرط ولا أكار، وليس عليها عشر للسلطان ولا خراج، ولولا ما رسمت لنا الأوائل فـي كتبها ، وخلَّدت من عجيب حكمها ، ودوَّنت سيرتها حتى شاهدنا بها من غاب عنا، وفتحنا به كل منغلق، فجمعنا فـي قليلنا كثيرهم وأدركنا ما لم ندركه إلا بهم ...»إلخ. انتهى .
* أبيات فـي التعلق بالكتب :
قال العلاّمة أحمد بن محمد بناني المغربي :
إذا رُمْتَ الجنان وساكنيها ***وإمتاع العيون بما يفيد
فكتبك جنة الفردوس فيها***ثمار الخلد تجني ما تريد
وغَذِّ الروح منها كل وقت ***ولا تشبع فروحك لا تحيد
وإن فات الزمان عليك جنيا***فعد واقطف ثماراً لا تبيد
وإياك التخلِّي عن جناها*** فعقلك من غذاها يستفيد



بواسطة " كتب أثنى عليها العلماء " إعداد عبد الإله الشايع ، تقديم الدكتور محمد بن عبد الرحمان الخميس







التوقيع

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أهمية سلامة القلب النهر الأزرق المناسبات والأعياد الإسلامية 1 10-11-2014 10:01 PM
أهمية الحج فى الإسلام محمد أبوبكر رحيق الحوار العام 2 09-11-2010 09:47 PM
أهمية هذا العمل في رمضان النهر الأزرق المناسبات والأعياد الإسلامية 1 01-09-2010 11:38 AM
اهم الكتب للتعريف بالرافضه + تلاتة من اكبر الكتب الشيعيه aslam عقيدة أهل السنة والجماعة 0 01-09-2010 07:12 AM
أربعون حديثاً في أهمية الرياضة عامة نسيم الورد رحيق الحوار العام 3 11-03-2009 02:52 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة