يوم الغفران

يوم الغفران



لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك لبيك
هذه الكلمات ترتفع إلى عنان السماء في هذه الأيام من ذوى القلوب النقية والمشاعر التقية ,في مكان واحد .. ولهدف واحد.. وبوجهة واحده ..تردده معهم الاوديه والجبال في موسم الذكر والتقرب .
فهذه الأيام .أيام فريضة من أعظم فرائض الإسلام ,فريضة الحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي (ص),هذه الفريضة التي ليس لها جزاء إلا ألجنه ,وهذا المكان المقدس الذي يجتمع فيه الناس من مشارق الأرض ومغاربها تعظيما للبيت وتلبية لنداء رب البيت.
هذا الموقف الجليل الذي يباهى الله عز وجل به ملائكته فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق , أشهدكم يا ملائكتي أنى قد غفرت لهم .
وقد جاء في الأثر أن نبي داود عليه السلام قال: ألهى ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك ؟
قال:إن لكل زائر حقا على المزور ,يا داود لهم على حق أن أعافيهم في الدنيا ,واغفر لهم إذا لقيتهم .
وروى أن ادم عليه السلام لما بنى ألكعبه قال : يا رب إن لكل عامل أجرا , فما أجرى ؟
قال : إذا طفت به غفرت لك . قال: يا رب زدنى . قال : اغفر لأولادك إذا طافوا به . قال :يا رب زدنى .
قال : اغفر لمن استغفر له الطائفون . فقال : حسبي .. حسبي .
هذا إلى جانب فضل الحجر الأسود الذي يعد الشئ الوحيد على الأرض الذي نزل من الجنة .
فقد جاء في الخبر "أن الحجر الأسود ياقوته من يواقيت الجنة " وقد قبله النبي (ص) , وقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال : |إنى لأعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر , ولولا أنى رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك , ثم بكى حتى علا نشيجه , فالتفت وراءه فرأى عليا كرم الله وجهه فقال : يا أبا الحسن , ها هنا تسكب العبرات تستجاب الدعوات . فقال على كرم الله وجهه : يا أمير المؤمنين , بل هو يضر وينفع . قال : كيف ؟
قال : إن الله تعالى لما اخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتابا ثم ألقمه هذا الحجر , فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد على الكافر بالجحود ..
هذه هي مكانة البيت .. وهذا جزاء من زاره .. اسأل الله تعالى أن يكتب لنا أداء هذه الفريضة وان يمتعنا بزيارة قبر النبي (ص) حتى تتزود قلوبنا بالإيمان ..وما ذلك على الله بعزيز .
فعلينا أن نغتنم هذه الأيام , فان لم ننعم بزيارة البيت , فيكفينا شوقنا إلى زيارته .