منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 05-11-2009, 08:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي (14) ‏والسماء والطارق‏*‏ وما ادراك ما الطارق‏*‏ النجم الثاقب‏*‏

14 ‏والسماء والطارق‏*‏ وما ادراك ما الطارق‏*‏ النجم الثاقب‏*‏
بقلم: د. ‏زغلول النجار





يستهل ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ سوره الطارق بقسم عظيم يقسم به‏(‏ سبحانه‏)‏ وهو الغني عن القسم بكل من السماء والطارق‏,‏ ثم يثني باستفهام تفخيمي عن ماهيه الطارق ويحدده بالنجم الثاقب‏,‏ فيقول‏(‏ عز من قائل‏)‏ مخاطبا خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين‏):‏
والسماء والطارق‏*‏ وما ادراك ما الطارق‏*‏ النجم الثاقب‏*‏
‏(‏الطارق‏:1‏ ‏3)‏

وقد اختلف المفسرون في تحديد المقصود من الطارق‏,‏ فمنهم من قال ان الوصف ينطبق علي كل نجم‏,‏ ولا سبيل الي تحديد نجم بذاته‏,‏ ولا ضروره لهذا التحديد‏,‏ بل ان الاطلاق اولي ليكون المعني‏:‏ والسماء ونجومها الثاقبه للظلام‏,‏ النافذه من هذا الحجاب الذي يستر الاشياء‏...,‏ كما قال صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله رحمه واسعه‏)..‏
ومنهم من قال انه الثريا او النجم الذي يقال له كوكب الصباح‏,‏ او نجم اخر محدد بذاته‏,‏

ومنهم من قال ان الوصف ينطبق علي الشهب التي وصفها القران الكريم بانها ثاقبه‏,‏ كما في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
الا من خطف الخطفه فاتبعه شهاب ثاقب‏*‏
‏(‏ الصافات‏:10)‏

وذلك علي الرغم من الفروق الضخمه بين كل من النجم والكوكب والشهاب‏.‏
ولكن‏,‏ الواضح من الايات ان القسم جاء هنا بنجم خاص بذاته سماه ربنا تبارك وتعالي ب الطارق‏,‏ ووصفه بالنجم الثاقب‏,‏ فما هو هذا النجم المحدد الذي استوجب هذا القسم القراني التفخيمي‏,‏ وجاء مقرونا بالسماء علي عظم شانها؟ خاصه ان القسم في القران الكريم ياتي من اجل تنبيهنا الي اهميه الامر المقسوم به‏,‏ والي ضرورته لاستقامه الكون ومكوناته‏,‏ او لاستقامه الحياه فيه‏,‏ او لكليهما معا‏,‏ وذلك لان الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏,‏ كما سبق وان اشرنا وكررنا لمرات عديده‏,‏ وعندي ان معني الطارق النجم الثاقب لا ينجلي الا بمعرفه دقيقه لطبيعه النجوم وانواعها ومراحل تكونها‏,‏ لان هذه قضيه علميه صرفه‏,‏ وكطبيعه كل الاشارات الكونيه في القران الكريم‏,‏ لابد من توظيف المعارف العلميه لفهم دلالاتها‏,‏ حيث لا يمكن لتلك الدلالات ان تتضح في الاطار اللغوي وحده‏.‏

المدلول اللغوي للفظه الطارق
لفظه الطارق اسم فاعل من الطرق بمعني الضرب بشده‏,‏ واصل الطرق الدق‏,‏ ومنه سميت المطرقه التي يطرق بها‏,‏ وهذا هو الاصل‏,‏ ولكن استخدمت اللفظه مجازا لتدل علي الطريق اي السبيل‏,‏ لان السابله تطرقها باقدامها‏,‏ ثم صارت اسما لسالك الطريق‏,‏ باعتبار انه يطرقها بقدميه‏,‏ ولفظه الطريق تذكر وتونث‏,‏ وجمعها اطرقه‏,‏ وطرق‏.‏
كذلك استخدم لفظ الطريقه بمعني الوسيله او الحاله‏.‏
واستخدم الطرق والمطروق للاشاره الي ماء السماء الذي تطرقه الابل بعد سقوطه علي الارض‏,‏ واستخدم لفظ الطارق علي سبيل المجاز للتعبير عن كل ما جاء بليل‏,‏ فسمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه الي طرق الابواب المغلقه‏,‏ ثم اتسع هذا الاستعمال المجازي ليشمل كل ما ظهر بليل‏,‏ ثم زيد في توسيعه حتي اطلق علي الصور الخياليه الباديه لبعض الناس بالليل‏.‏

وطريقه القوم وطرائقهم اماثلهم وخيارهم‏,‏ والطرائق الفرق والطرق‏.‏
والطرق ايضا الضرب بالحصي‏,‏ وهو من الكهانه والتكهن‏,‏ والطراق هم المتكهنون‏,‏ والطوارق هن المتكهنات‏.‏

اراء المفسرين في الطارق النجم الثاقب
ذكر ابن كثير قول قتاده وغيره من متقدمي المفسرين‏(‏ يرحمهم الله جميعا‏)‏ مانصه‏:‏ انما سمي النجم طارقا‏,‏ لانه انما يري بالليل‏,‏ ويختفي بالنهار‏,‏ ويويده ما جاء بالحديث‏:(‏ الا طارقا يطرق بخير يارحمن‏),‏ واضاف قول ابن عباس‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنهما‏(‏ في شرح الثاقب بالمضيء‏,‏ واشار الي قول عكرمه‏(‏ رضي الله عنه‏):‏ هو مضيء ومحرق للشيطان‏.‏
وذكر صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ ان هذا الوصف ينطبق علي جنس النجم‏,‏ ولا سبيل الي تحديد نجم بذاته من هذا النص‏,‏ ولا ضروره لهذا التحديد‏,‏ بل ان الاطلاق اولي ليكون المعني‏:‏ والسماء ونجومها الثاقبه للظلام‏,‏ النافذه من هذا الحجاب الذي يستر الاشياء‏...‏

وذكر مخلوف‏(‏ يرحمه الله‏):‏ ان‏...‏ المراد هنا النجم البادي بالليل‏,‏ واضاف‏:(‏ النجم الثاقب‏)‏ اي المضيء‏,‏ كانه يثقب الظلام بنوره فينفذ فيه‏,‏ والمراد به الجنس‏,‏ فان لكل كوكب ضوءا ثاقبا‏,‏ او هو معهود وهو الثريا‏,‏ او النجم الذي يقال له‏(‏ كوكب الصباح‏)...‏
ووافق كل من الصابوني‏(‏ امد الله في عمره‏),‏ واصحاب المنتخب في تفسير القران الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏),‏ ما قال به ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏),‏ علي الرغم من ان القسم واضح الدلاله علي نجم محدد بذاته‏,‏ وفيه من التحديد والتخصيص ما لا يمكن تجاهله‏,‏ فلو كان الوصف بالطارق ينطبق علي كل نجم‏,‏ ما خصص في هذه الايه الكريمه بهذا التحديد الدقيق‏,‏ ولما اعطي اسما محددا الطارق‏,‏ ولا صفه محدده النجم الثاقب‏,‏ ولما ورد به القسم مع السماء بهذه الصوره المفخمه‏,‏ ولما وجه السوال الي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين‏)‏ عقب القسم مباشره‏:‏
والسماء والطارق‏*‏ وما ادراك ما الطارق‏*‏

ولما اتي الجواب قاطعا‏,‏ حاسما من الله‏(‏ تعالي‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ النجم الثاقب‏*‏
والنجوم قد ورد ذكرها في القران الكريم ثلاث عشره مره‏,‏ اربع منها بالافراد‏(‏ النجم‏),‏ وتسع بالجمع‏(‏ النجوم‏),‏ ولم يوصف اي منها بالطارق النجم الثاقب‏,‏ الا في هذه السوره المباركه التي نحن بصددها‏,‏ والتي حملت اسم الطارق تاكيدا ان الطارق نجم محدد بذاته‏,‏ ولكي نفهم حقيقه هذا النجم الطارق الثاقب‏,‏ لابد لنا من التعرف علي انواع النجوم‏,‏ لنجد ما يمكن ان ينطبق عليه هذا الوصف القراني المحدد‏.‏

ماهيه النجوم؟‏:‏
النجوم هي مصابيح السماء الدنيا‏,‏ وهذه المصابيح السماويه عباره عن اجرام غازيه في غالبيتها‏,‏ ضخمه الحجم‏,‏ ولكنها تبدو لنا ضئيله لتعاظم ابعادها عنا‏,‏ فاقرب النجوم الينا وهي الشمس تبعد عنا بنحو مائه وخمسين مليون كيلومتر‏(149,6‏ مليون كيلومتر‏)‏ واقرب نجوم مجرتنا الينا بعد الشمس واسمه الاقرب القنطوري
‏(Proxima Centauri)
يقدر بعده عنا باكثر من اربعه الاف مليون مليون كيلومتر‏(4,3‏ من السنين الضوئيه‏),‏ ومن النجوم ما يبعد عنا باكثر من عشره بلايين من السنين الضوئيه‏.‏
والنجوم اجرام سماويه شديده الحراره‏,‏ ملتهبه‏,‏ مشتعله‏,‏ ومضيئه بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين‏,‏ ويليه في الكثره غاز الهيليوم‏,‏ والقليل من العناصر الاخري الاثقل وزنا‏,‏ وتحتوي ماده النجم الغازيه‏(‏ في اغلبها‏)‏ بعمليه التجاذب الداخلي الي مركز النجم الناتجه عن دورانه حول محوره‏,‏ وتودي هذه العمليه الي اتحاد نوي ذرات الايدروجين مع بعضها البعض بالاندماج او الانصهار النووي
‏(Nuclear Fusion)
وينطلق عن ذلك كميات هائله من الطاقه علي هيئه عدد من الاشعاعات الكهرومغناطيسيه التي من اهمها الضوء والحراره‏.‏
ويودي تسلسل عمليه الاندماج النووي من عنصر الي اخر‏,‏ الي تكوين عناصر اعلي في وزنها الذري باستمرار‏,‏ مما يودي بدوره الي تعقيد كل من التركيب الكيميائي والبناء الداخلي للنجم‏,‏ الذي يتقلص حجمه بالتدريج وتزداد كثافته بطريقه مطرده‏,‏ وترتفع درجه حرارته باستمرار‏,‏ فيمر بذلك في عدد من الاطوار المتتاليه حتي نهايه حياته‏,‏ وتسمي هذه المراحل المتتاليه بدوره حياه النجم‏.‏

دوره حياه النجوم‏:‏
خلقت النجوم ابتداء من الدخان الكوني‏,‏ الذي نشا عن انفجار الجرم الاولي للكون‏(‏ فتق الرتق‏),‏ ولاتزال النجوم تتخلق امام انظار الفلكيين من دخان كل من السدم والمسافات بين النجميه وبين المجريه‏,‏ عبر مراحل متتاليه‏,‏ وذلك بواسطه عدد من الدوامات العاتيه التي تعرف باسم دوامات تركيز الماده
‏(Material Accretion Whorlsor Vertigos)
التي تعمل علي تكثيف الماده في داخل سحابات الدخان بفعل عمليه التجاذب التثاقلي
‏(Gravitational Attraction)
فتودي الي احداث تصادمات متكرره بين جسيمات الماده ينتج عنها الارتفاع التدريجي في درجه حرارتها حتي تصبح قادره علي بث الاشعه تحت الحمراء فيولد ما يسمي بالنجم الابتدائي
‏Pro-(or) Proto-Star

وتستمر جزيئات الماده في هذا النجم الاولي في التجمع والانجذاب اكثر نحو المركز حتي تتجمع الكتله اللازمه لبدء عمليه الاندماج النووي‏,‏ فتزداد الاصطدامات بينها‏,‏ ويزداد الضغط الي الدرجه التي تسمح ببدء التفاعلات النوويه الاندماجيه بين نوي ذرات الايدروجين‏,‏ فيتوهج النجم الاولي وتنطلق منه الطاقه‏,‏ وينبثق الضوء المرئي‏,‏ وعند ذلك يكون النجم الابتدائي قد وصل الي طور النضج المسمي باسم نجوم النسق الرئيسي
‏(Main Sequence Stars)
ويستمر النجم في هذا الطور غالبيه عمره‏(90%‏ من عمره‏),‏ حيث يتوقف انكماش مادته نحو المركز بسبب الحراره والضغط البالغين المتولدين في مركز النجم‏.‏
وينتج عن استمرار التفاعلات النوويه في داخل نجم النسق الرئيسي استهلاك كميات كبيره من غاز الايدروجين الذي تحوله الي الهيليوم‏,‏ وبالتدريج تتخلق العناصر الاثقل من مثل الكربون‏,‏ والنيتروجين‏,‏ والاوكسجين‏,‏ وفي مراحل لاحقه يتحول لب النجم الي الحديد‏,‏ فتتوقف عمليه الاندماج النووي‏,‏ ويدخل النجم في مرحله الاحتضار علي هيئه النموذج الاول لانفجار المستعر الاعظم
‏(TypeI Supernova Explosion)
ينتهي به الي دخان السماء عبر مراحل من العمالقه الحمر
‏(Red Giants)
ثم مرحله النجوم الزرقاء شديده الحراره والمحاطه بهاله من الايدروجين المتاين والمعروفه باسم السدم الكوكبيه
‏(Planetary Nebulae)
ثم مرحله الاقزام البيض
‏(White Dwarfs)

صوره بالاشعه السينيه لسديم السرطان وبداخله نجم نيوترونياذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم قليله نسبيا‏(‏ في حدود كتله الشمس تقريبا‏),‏ اما اذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم عده مرات قدر كتله الشمس‏,‏ فانه يمر بمراحل من العمالقه العظام
‏(Supergiants)
ثم النموذج الثاني لانفجار المستعر الاعظم
‏(TypeII Supernova Explosion)‏
الذي تتبقي عنه النجوم النيوترونيه
‏(Neutron Stars)
او الثقوب السود
‏(Black Holes)
والتي اسميها باسم النجوم الخانسه الكانسه
‏(The Concealedor Hidden Sweeping Stars)
كما يصفها القران الكريم‏,‏ والتي تبتلع كل ما تمر به او يصل الي افق حدثها
‏(Event Horizon)

من مختلف صور الماده والطاقه‏,‏ ثم ينتهي بها المطاف الي دخان السماء عن طريق تفككها وتبخر مادتها عاليه الكثافه‏,‏ كما يعتقد غالبيه الدارسين لموضوعات الفيزياء الفلكيه‏,‏ وان كانوا لم يتمكنوا بعد من تحديد كيفيه حدوث ذلك‏,‏ ويري بعض الفلكيين ان اشباه النجوم
‏(Quasars)‏
مرشحه لتكون المرحله الانتقاليه من الثقوب السود الي دخان السماء‏,‏ وهي اجرام شاسعه البعد عنا‏,‏ ضعيفه الاضاءه‏(‏ ربما لبعدها الشاسع عنا‏),‏ منها ما يطلق اقوي الموجات الراديويه المعروفه في السماء الدنيا ويعرف باسم اشباه النجوم الراديويه
‏(Quasi-Stellar Radio Sourcesor Quasars)
ومنها ما لا يصدر مثل تلك الموجات الراديويه ويعرف باسم اشباه النجوم غير الراديويه
‏(Radio-Quiet Quasi-Stellar Objectsor QSOs)‏
وغالبيه نجوم السماء من النوع العادي‏,‏ او ما يعرف باسم نجوم النسق الرئيسي
‏(Main Sequence Stars)
التي تمثل مرحله نضج النجم واوج شبابه‏,‏ وهي اطول مرحله في حياه النجوم‏,‏ حيث يمضي النجم‏90%‏ من عمره في هذه المرحله‏,‏ التي تتميز بتعادل دقيق بين قوي التجاذب الي مركز النجم‏(‏ والناتجه عن دوران النجم حول محوره‏),‏ وقوي دفع ماده النجم الي الخارج‏(‏ نتيجه لتمدده بالحراره الشديده الناتجه عن عمليه الاندماج النووي في لبه‏),‏ ويبقي النجم في هذا الطور حتي ينفذ وقوده من غاز الايدروجين‏,‏ او يكاد ينفد‏,‏ فيبدا بالتوهج الشديد حتي تصل شده اضاءته الي مليون مره قدر شده اضاءه الشمس‏,‏ ثم يبدا في الانكدار التدريجي حتي يطمس ضووه بالكامل‏,‏ ويختفي كليه عن الانظار علي هيئه النجم الخانس الكانس‏(‏ او الثقب الاسود‏),‏ عبر عدد من مراحل الانكدار‏.‏
ومن النجوم المنكدره ما يعرف باسم السدم الكوكبيه
‏(Planetary Nebulae)
والاقزام البيض
‏(White Dwarfs)
والنجوم النيوترونيه
‏(Neutron Stars)
ومنها النابض وغير النابض
‏Pulsating Neutron Stars (or Pulsars)and Non-pulsating Neutron Stars‏
وغيرها من صور انكدار النجوم‏,‏ وسبحان الذي انزل من فوق سبع سماوات‏,‏ ومن قبل الف واربعمائه سنه قوله الحق‏:‏
اذا الشمس كورت‏*‏ واذا النجوم انكدرت‏*‏
‏(‏ التكوير‏:2).‏
وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
فاذا النجوم طمست‏*‏
‏(‏المرسلات‏:8)‏

والايات الثلاث من مظاهر الاخره‏,‏ الا ان من رحمه الله‏(‏ تعالي‏)‏ بنا‏,‏ ان يبقي لنا في سماء الدنيا من ظواهر انكدار النجوم وطمسها‏,‏ ما يوكد امكانيه حدوث ذلك في الاخره بكيفيات ومعدلات مغايره لكيفيات ومعدلات الدنيا‏,‏ لان الاخره لها من السنن ما يغاير سنن الدنيا‏.‏

احجام النجوم
تتفاوت النجوم في احجامها تفاوتا كبيرا‏,‏ فمنها العماليق العظام
‏(Supergiants)
التي تزيد اقطارها عن اربعمائه ضعف قطر الشمس‏(‏ اي نحو خمسمائه وستين مليون كيلومتر‏),‏ ومنها الاقزام البيض
‏(White Dwarfs)
التي لا تتعدي اطوال اقطارها واحدا من مائه من طول قطر الشمس في المتوسط‏(‏ اي لا تتعدي‏14000‏ كيلومتر‏),‏ ومنها النجوم النيوترونيه
‏(Neutron Stars)
التي لا يتعدي طول قطر الواحد منها سته عشر كيلومترا‏,‏ ومنها النجوم الخانسه الكانسه‏(‏ او ما يعرف باسم الثقوب السود‏)
(Concealedor Hidden Sweeping Stars (or Black Holes)
التي يتضاءل فيها قطر النجم الي ما لا يستطيع العقل البشري ان يتصوره‏,‏ وهي صوره واقعيه راهنه تعيد الي الاذهان نقطه البدايه الاولي التي انفجرت فخلق الله تعالي منها كل السماوات والارض‏(‏ الرتق‏)‏ مع الفارق الشاسع بين النقطتين في تناهي الحجم والكتله‏,‏ وكم الطاقه ودرجه الحراره وغير ذلك من الصفات‏,‏ ولكنها رحمه الله‏(‏ تعالي‏)‏ بنا‏,‏ ان يبقي لنا في صفحه السماء ما يمكن ان يعين اصحاب البصائر علي تدبر الخلق الاول‏,‏ وعلي تصور امكانيه افنائه‏,‏ واعاده خلقه من جديد‏,‏ وهي من القضايا التي طالما جادل فيها الكافرون والمتشككون والمنكرون بغير علم ولا هدي ولا سلطان منير‏.‏

كثافه وكتل النجوم
كما تتفاوت النجوم في احجامها‏,‏ فانها تتفاوت في كل من كثافه مادتها وكتلتها‏,‏ وبصوره عامه تقل كثافه النجم كلما زاد حجمه وبالعكس‏,‏ تزداد كثافته كلما قل حجمه‏,‏ وقد لوحظ ان كثافه ماده النجوم تتفاوت بين واحد من مائه من متوسط كثافه الشمس‏(‏ المقدره بنحو‏1,41‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏)‏ في العماليق العظام
‏(Supergiants)
الي طن واحد للسنتيمتر المكعب‏(610‏ جرام‏/‏سم‏3)‏ في الاقزام البيض
‏(White Dwarfs)
الي بليون طن للسنتيمتر المكعب‏(1510‏ جرام‏/‏سم‏3)‏ في النجوم النيوترونيه الي اضعاف مضاعفه لتلك الكثافه في النجوم الخانسه الكانسه‏(‏ الثقوب السود‏).‏
ويمكن تعيين كتل النجوم خاصه الثنائيه والثلاثيه منها‏,‏ اما بصريا او طيفيا بتطبيق قانون الجاذبيه‏,‏ او بتطبيق قوانين الازاحه الطيفيه
‏(Red Shift)
(‏ انزياح اضواء النجوم الي الطيف الاحمر‏),‏ وهناك علاقه بين كتله النجم ودرجه اضاءته‏(‏ في مرحله نجوم النسق الرئيسي‏),‏ اي بين كتله الماده التي يحتويها النجم‏,‏ وبين كميه الطاقه المتولده في جوفه‏,‏ فاذا كان النجم في حاله اتزان بين قوي الجذب الي مركزه وقوي الدفع الي الخارج‏(‏ اي لا يتمدد ولا ينكمش‏)‏ فان جميع خواصه الفيزيائيه تعتمد علي كل من كتلته وتوزيع العناصر الكيميائيه في مادته‏.‏
وتعتبر كثافه النجم داله قويه علي مرحله تطوره‏,‏ فكلما زادت كثافه النجم‏,‏ كان اكبر عمرا واقرب الي نهايته من النجوم الاقل كثافه‏.‏

درجات حراره النجوم
تتفاوت النجوم في درجه حراره سطحها بين‏2300‏ درجه مطلقه في النجوم الحمراء‏,‏و واكثر من خمسين الف درجه مطلقه في النجوم الزرقاء‏,‏ ويتم قياس درجه حراره سطح النجم بعدد من التقنيات التي منها قياسات لون النجم‏,‏ لان اشعاعه يخضع لقوانين اشعاع الجسم الاسود
‏(Black Body Radiation)
فاذا كانت درجه حراره النجم منخفضه نسبيا‏,‏ مالت معظم الاشعاعات التي يصدرها الي اللون الاحمر‏,‏ واذا كانت درجه حرارته عاليه مالت اشعاعاته الي الزرقه‏,‏ وتسمي درجه الحراره المقاسه باسم درجه حراره اللون
‏(ColourTemperature)
ومنها قياس شده خطوط الامتصاص الطيفيه لاشعه النجم في مراحل مختلفه من التاين والاثاره وتسمي درجه الحراره المقاسه باسم درجه الحراره الطيفيه
‏(Spectral Temperature).‏
وتتفاوت النجوم ايضا في درجه حراره جوفها بين عشرات الملايين في نجوم النسق الرئيسي‏,‏ ومئات البلايين من الدرجات المطلقه في المستعرات وما فوقها‏.‏

اقدار النجوم
هي مقاييس عدديه تعبر عن درجه لمعان النجم‏,‏ وتقاس شده الاضاءه الظاهريه للنجم بكميه الضوء الواصل منه الي نقطه معينه في وحده من وحدات الزمن‏,‏ والقدر الظاهري للنجم قيمه عدديه لوغاريتميه تعبر عن شده اضاءته الظاهريه بالنسبه لغيره من النجوم‏,‏ بمعني ان الارقام الاقل تعبر عن درجه لمعان اعلي‏,‏ ويعتمد القدر الظاهري للنجم علي كميه الطاقه المنطلقه منه في الثانيه‏(‏ القدر المطلق‏),‏ وعلي بعد النجم عنا‏,‏ ويمكن معرفه القدر المطلق للنجم بمعرفه بعده عن الارض‏,‏ ويبلغ مدي القدر النجمي المطلق نحو‏27‏ درجه‏(‏ تتراوح بين‏-9‏ في اشدها لمعانا‏,‏ و‏+18‏ في اخفتها‏).‏
وتبلغ درجه لمعان الشمس‏(‏ قدرها المطلق‏)+5,‏ بينما يقترب ذلك من اقصي قدر‏(-9)‏ في كل من العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام والمستعرات وما فوقها‏,‏ حيث تبلغ شده اضاءه النجم اكثر من مليون ضعف اضاءه الشمس‏,‏ وتتدني شده الاضاءه الي واحد من الف من شده اضاءه الشمس في النجوم المنكدره من مثل الاقزام البيض‏,‏ والنجوم النيوترونيه‏,‏ الي الطمس الكامل والاظلام التام في النجوم الخانسه الكانسه‏(‏ الثقوب السود‏)‏ واشباهها من الاجرام المستتره في ظلمه الكون‏.‏

التغير في اقدار النجوم او‏(‏ النجوم المتغيره‏)‏
بالاضافه الي التباين الشديد في درجه لمعان النجوم‏,‏ فان بعض النجوم العاديه
‏(Main Sequence Stars)
تتفاوت شده اضاءه النجم الواحد منها من وقت الي اخر‏,‏ عبر فترات زمنيه تطول او تقصر‏,‏ وبشكل مفاجيء او بصوره هادئه متدرجه‏,‏ لا تكاد ان تدرك‏,‏ ولذلك عرفت باسم النجوم المتغيره او المتغيرات‏.‏

احتضار النجوم‏:‏
يبدا النجم العادي‏(‏ مرحله النسق الرئيسي‏)‏ في الاحتضار‏,‏ بالتوهج الشديد علي هيئه عملاق احمر
‏(Red Giant)
اذا كانت كتلته الابتدائيه في حدود كتله الشمس‏(‏ او قريبه من ذلك‏),‏ او علي هيئه عملاق اعظم
‏(Supergiant)
اذا فاقت كتلته الابتدائيه كتله الشمس بعده مرات‏,‏ وينشا في الحاله الاولي نجم ازرق شديد الحراره محاط بهاله من الايدروجين المتاين‏(‏ اي الحامل لشحنه كهربيه‏),‏ ويعرف باسم السديم الكوكبي
‏(The Planetary Nebula)
الذي سرعان ما يتبرد وينكمش علي هيئه ما يعرف باسم القزم الابيض‏,‏ وقد تدب الروح في القزم الابيض فيعاود الانفجار علي هيئه عملاق احمر‏,‏ ثم نخبو جذوته الي قزم ابيض عده مرات حتي ينتهي به العمر الي الانفجار علي هيئه مستعر اعظم من النمط الاول
‏(TypeI Supernova)
فتنتهي مادته وطاقته الي دخان السماء لتدخل في دوره ميلاد نجم جديد‏.‏
وفي حاله النجوم فائقه الكتله‏,‏ ينفجر نجم النسق الرئيسي علي هيئه عملاق اعظم‏,‏ الذي يعاود الانفجار علي هيئه مستعر اعظم من النمط الثاني‏,‏ عائدا الي دخان السماء عوده جزئيه‏,‏ ومكدسا جزءا كبيرا من كتلته علي هيئه نجم نيوتروني او ثقب اسود‏(‏ نجم خانس كانس‏),‏ اما مباشره او عبر مرحله النجم النيوتروني حسب الكتله الابتدائيه للنجم‏.‏

والمراحل المتاخره من حياه النجوم مثل النجوم الزرقاء الحاره‏,‏ والنجوم النيوترونيه‏,‏ والنجوم الخانسه الكانسه‏(‏ الثقوب السود‏),‏ واشباه النجوم ترسل بوابل من الاشعه والجسيمات الكونيه‏,‏ او باحزمه متصله من الاشعه السينيه او الاشعه الراديويه عبر السماء الدنيا‏,‏ فتفقد من كتلتها باستمرار الي دخان السماء‏.‏
ومن اهم هذه المراحل المتاخره في حياه النجوم ما يعرف باسم النجوم النيوترونيه النابضه او النوابض‏,‏ وهي نجوم نيوترونيه شديده التضاغط ترسل بنبضات منتظمه من الاشعه الراديويه المتسارعه في كل جزء من الثانيه‏,‏ او في كل عدد قليل من الثواني‏,‏ وقد يصل عدد النبضات الي ثلاثين نبضه في الثانيه‏,‏ ويعتمد عدد النبضات علي سرعه دوران النجم حول محوره‏,‏ حيث انه من المعتقد ان كل دوره كامله للنجم حول محوره تصاحبها نبضه من نبضات الموجات الراديويه التي تسجلها المقربات‏(‏ التليسكوبات‏)‏ الراديويه بوضوح تام‏.‏

كيفيه تكون النجوم النيوترونيه
يعتبر انفجار العماليق العظام علي هيئه مستعر اعظم من النمط الثاني‏,‏ واحدا من اعظم الانفجارات الكونيه المروعه‏,‏ التي تودي الي تدمير النجم والي تدمير كل ما يدور في فلكه او يقع في طريق انفجاره من اجرام سماويه في زمن قياسي‏,‏ وذلك بتكون تيارات حمل عنيفه في داخل النجم تدفع بواسطه وابل غزير من النيوترينوات
‏Neutrino-Driven Convection Currents
فتقوم بتكوين دوامات متفاوته في احجامها‏,‏ وفي شده دورانها‏,‏ يودي تصادمها الي مزيد من تفجير النجم‏,‏ وتندفع السنه اللهب بعنف شديد من داخل النجم الي خارجه علي هيئه اصابع عملاقه ملتويه ومتكسره‏,‏ وتظل طاقه النيوترينو تضخ في داخل النجم المتفجر لمسافه الاف الكيلومترات في العمق‏,‏ مما يودي الي تكرار عمليات الانفجار مرات عديده حتي تخبو فتنطلق رياح عاتيه مندفعه بتيار النيوترينو من نجم ذي كثافه فائقه قد تكون داخل حطام النجم المنفجر‏,‏ ويعرف هذا النجم الوليد باسم النجم النيوتروني الابتدائي‏,‏ والذي سرعان ما يتحول الي نجم نيوتروني عادي الحجم بجاذبيه قليله نسبيا‏,‏ ثم الي نجم نيوتروني شديد التضاغط بجاذبيه عاليه جدا‏,‏ وهو نجم ضئيل الحجم جدا‏,‏ سريع الدوران حول محوره مطلقا كميه هائله من الاشعه الراديويه‏,‏ ولذا يعرف باسم النابض الراديوي‏(RadioPulsar)‏
وباقي نواتج الانفجار تقذف الي صفحه السماء علي هيئه موجات لافحه من الكتل الغازيه الملتهبه‏,‏ تعرف باسم فضلات انفجار المستعرات العظمي‏,‏ وهذه الفضلات الدخانيه قد تدور في مدارات حول نجوم اخري لتتخلق منها اجرام تتبع تلك النجوم‏,‏ او قد تنتهي الي الماده بين النجوم لتشارك في ميلاد نجوم جديده‏.‏

ومن رحمه الله بنا ان مثل هذه الانفجارات النجميه المروعه والمدمره والمعروفه باسم انفجار المستعر الاعظم‏
Supernova Explosion
قد اصبحت قليله جدا بعد ان كانت نشطه في بدء الخلق كما تدل اثارها الباقيه في صفحه السماء‏,‏ فلا يتعدي وقوعها اليوم مره واحده كل عده قرون‏,‏ فحتي سنه‏1987‏ م لم يعرف الفلكيون سوي ثلاث حالات فقط مسجله في التاريخ المدون‏,‏ وقعت احداها في سنه‏1054‏ م‏,‏ وخلفت من ورائها نجما نيوترونيا نابضا في سديم السرطان
‏(Crab Nebula)
الذي يبعد عنا بنحو الف فرسخ فلكي‏(3,300‏ سنه ضوئيه‏)‏ ويدور هذا النابض حول محوره ثلاثين مره في كل ثانيه مطلقا اشعاعا دوارا من الاشعه السينيه‏.‏
وسجلت الثانيه في سنه‏1604‏ م في مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏),‏ ولاتزال اثار هذا الانفجار باقيه علي هيئه دوامات شديده من الموجات الصدميه
‏(Shock Waves)
التي يمكن رصدها‏,‏ ووقعت الثالثه في‏1987/2/24‏ م في سحب ماجيلان الكبيره
‏(The Large Magellanic Clouds)‏
وهي احدي المجرات المجاوره لمجرتنا‏.‏
والانفجار الواحد من هذه الانفجارات العظمي‏,‏ تفوق شدته الطاقه المنطلقه من جميع النجوم في مجره كامله‏,‏ ويكون الضوء المصاحب له اشد لمعانا من ضوء المجره بالكامل‏,‏ ويتبقي عنه نفثات كونيه من اشعه جاما
‏(Cosmological Gamma Ray Bursts)‏
يطلق عليها اسم المرددات الدقيقه لاشعه جاما‏
.(Soft Gamma Ray Repeatersor SGRs)‏
التي تصدر انبثاقات هائله من الاشعه السينيه لتختفي ثم تظهر من جديد بعد عده شهور‏,‏ او عده سنوات حسب بعدها عنا‏,‏ والنفثه الواحده التي ينفثها واحد من تلك المرددات في ثانيه واحده تساوي كل ما تنفثه الشمس من الاشعه السينيه في سنه كامله من سنينا‏.‏
وفي سنه‏1992‏ م تمكن الفلكيون من اثبات ان مرددات الاشعه السينيه تلك‏,‏ ما هي الا نجوم نيوترونيه شديده المغنطه
‏(Super Magnetized Neutron Stars)‏
اطلقوا عليها اسم الممغنطات
‏(Magnetars)‏
واثبتوا لها حقلا مغناطيسيا فائق الشده‏,‏ تفوق شدته شده جاذبيه الحقل المغناطيسي للارض باكثر من الف وخمسمائه مليون مليون مره‏(1667‏ مليون مليون مره‏),‏ وللشمس بنحو الالف مليون مليون مره‏,‏ وهذه الممغنطات هي نجوم نيوترونيه نابضه
‏(Pulsating Neutron Starsor Pulsars)
تدور حول محورها بسرعات فائقه مطلقه الاشعه السينيه بكميات غزيره‏.‏

ماهو الطارق النجم الثاقب؟
ينطبق الوصف القراني‏'‏ بالطارق النجم الثاقب‏'‏ علي مصادر الاشعاع الراديوي المميز بالسماء الدنيا ومن اهمها النجوم النيوترونيه شديده التضاغط
‏(Theultra-compact Neutronstars)
والمعروفه باسم النجوم النابضه
‏(Pulsating Stars)
او النابضات او النوابض
‏(Pulsars)
وهي نجوم ذات كثافه وجاذبيه فائقه وحجم صغير‏,‏ ولذا فانها تدور حول محورها بسرعات فائقه مطلقه كميات هائله من الموجات الراديويه ولذا تعرف باسم النوابض الراديويه
‏(Radio Pulsars)
لانها ترسل نبضات منتظمه من الاشعه الراديويه في كل جزء من الثانيه او في كل عدد قليل من الثواني حسب حجمها‏,‏ وسرعه دورانها حول محورها‏,‏ وقد يصل عدد نبضات تلك النجوم الي ثلاثين نبضه في الثانيه الواحده‏,‏ ويعتقد ان النابض الراديوي يطلق نبضه واحده من الموجات الراديويه في كل دوره كامله حول محوره‏,‏ وتسجل المقربات‏(‏ التليسكوبات‏)‏ الراديويه تلك النبضات بدقه فائقه‏.‏
ومن رحمه الله بنا ان اقرب النوابض الراديويه الينا يبعد عنا بمسافه خمسه الاف من السنين الضوئيه‏,‏ والا لكان لنبضاتها المتسارعه اثر مدمر للحياه علي الارض‏.‏

ومن مصادر الاشعاع الراديوي المتميز ايضا اشباه النحوم
‏(Quasars)
وهي اجرام سماويه شديده البعد عنا‏,‏ ضعيفه الاضاءه‏(‏ ربما لبعدها البالغ عنا‏),‏ ومنها مايطلق اقوي الموجات الراديويه المعروفه في السماء الدنيا‏,‏ ولذا تعرف باسم اشباه النجوم المصدره للموجات الراديويه
‏(Radio Sources Quasars)‏
تمييزا لها عن غيرها من اشباه النجوم التي لاتصدر موجات راديويه
‏(Radio-Quiet Quasi-Stellarobjects (QSOs)
وعلي الرغم من بعدها الشاسع عنا فان اشباه النجوم تتباعد عنا بسرعات فائقه‏,‏ وتعتبر ابعد ما قد تم رصده من اجرام السماء بالنسبه لنا‏,‏ وتبدو وكانها علي اطراف السماء الدنيا تطرق ابوابها لتوصل اشاراتها الراديويه الينا‏.‏
واشباه النجوم في حاله من حالات الماده الخاصه غير المعروفه لنا‏,‏ وتقدر كتله شبيه النجم بنحو مائه مليون ضعف كتله الشمس‏,‏ وهو قليل الكثافه جدا اذ تقدر كثافته بحدود واحد من الف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر المكعب‏(1510/1‏ جم‏/‏سم‏3),‏ وتقدر الطاقه الناتجه عنه بمائه مليون مليون مره قدر طاقه الشمس‏,‏ وقد تم الكشف عن حوالي الف وخمسمائه من اشباه النجوم علي اطراف الجزء المدرك من الكون‏,‏ ويتوقع الفلكيون وجود الاف اخري منها لم تكتشف بعد‏.‏

وكلتا المرحلتين من مراحل حياه النجوم‏:‏ النوابض الراديويه
‏(Radio Pulsars)‏
واشباه النجوم الراديويه
‏(Radio Quasars)
يعتبر من اهم المصادر الراديويه
‏(Radio Sources)
في السماء الدنيا‏,‏ وكلتاهما من مراحل احتضار النجوم وانكدارها التي تسبق الطمس والخنوس‏,‏ كما في حاله النوابض‏,‏ او من مراحل التحول الي دخان السماء اللاحقه علي مرحله الخنوس كما في حاله اشباه النجوم‏.‏
ولعل هذه المراحل الراديويه المتميزه في ختام حياه النجوم هي المقصوده بالوصف القراني الطارق النجم الثاقب لانها تطرق صفحه السماء وتثقب صمتها بنبضاتها السريعه التردد‏,‏ وموجاتها الراديويه الخاطفه‏,‏ والله تعالي اعلم‏.‏

وان في سبق القران الكريم بالاشاره الي تلك المراحل من حياه النجوم والتي لم يعرفها الانسان الا في العقود المتاخره من القرن العشرين لهو من الشهادات الناطقه بربانيه القران الكريم‏,‏ وبنبوه خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه اجمعين‏),‏ الذي تلقي هذا الوحي الخاتم من قبل الف واربعمائه من السنين بهذه الدقه العلميه المبهره في مجتمع لم يكن له من العلم اي نصيب‏.‏
وبعد هذا القسم بالسماء والطارق ياتي جواب القسم‏:‏
ان كل نفس لما عليها حافظ
‏(‏ الطارق‏:4)‏

اي ان كل نفس عليها من الله‏(‏ تعالي‏)‏ حافظ موكل بها من الملائكه‏,‏ يحفظها بامر الله‏,‏ ويحفظ عنها بامر الله كذلك‏,‏ في مراقبه دائمه‏,‏ فكما يصلنا طرق النوابض واشباه النجوم عبر بلايين السنين الضوئيه تعرج اعمالنا لحظه بلحظه الي الله‏(‏ تعالي‏)‏ علام الغيوب الذي لا تخفي عليه خافيه في الارض ولا في السماء‏!!‏
ثم اتبع تعالي ذلك بدعوه الانسان‏(‏ في نفس السوره‏)‏ الي النظر في نشاته الاولي كي يعلم ان خالقه قادر علي اعاده بعثه‏,‏ وعلي محاسبته وجزائه‏,‏ فيجتهد في عمل الخير حتي يجد ما ينجيه في الاخره‏,‏ حيث ان الامر ليس بالهزل‏,‏ ولذلك يختتم السوره الكريمه بعدد من الايات الكونيه الاخري وبقوله تعالي‏:‏ انه لقول فصل‏*‏ وما هو بالهزل‏*‏

ثم بانذار ووعيد للكافرين بالله والمشركين به والمتمردين علي اوامره‏(‏ تعالي‏)‏ بهذا الجزم الالهي القاطع‏:‏
‏(‏ انهم يكيدون كيدا‏*‏ واكيد كيدا‏*‏ فمهل الكافرين امهلهم رويدا‏*)‏
‏(‏ الطارق‏:17‏ ‏19)‏









آخر تعديل طالب عفو ربي يوم 24-11-2009 في 04:06 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعامل مع الندم المحبة لله الصحة العامة والصحة النفسية والتنمية البشرية 1 27-05-2010 12:41 AM
(16) ‏والسماء ذات الحبك‏*‏ طالب عفو ربي القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 3 07-04-2010 01:10 PM
(13) ‏والسماء ومابناها‏ طالب عفو ربي القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 0 04-11-2009 10:28 PM
النجم الثاقب مجد الغد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 2 03-12-2008 04:30 AM
وما ادراك بالكالتشيو السفير الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية 0 20-11-2008 09:01 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة