منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-11-2009, 08:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما... الانبياء:30


اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما... الانبياء:30
بقلم الدكتور: زغلول النجار
في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد الخاطئ بازليه الكون بلا بدايه ولا نهايه, وعدم محدوديته الي ما لا نهايه, وسكونه وثباته( اي عدم حركته, علي الرغم من حركه بعض الاجرام فيه), بمعني ان هذا الكون اللانهائي الساكن كان موجودا منذ الازل, وسيبقي الي الابد, وهي فريه اطلقها الكفار والملحدون من بني البشر في محاوله يائسه لنفي الخلق, والتنكر للخالق سبحانه وتعالي, في هذا الوقت نزل القران الكريم موجها انظار هولاء الجاحدين من الكفار والمشركين والوثنيين الي طلاقه القدره الالهيه في ابداع خلق الكون من جرم ابتدائي واحد, وذلك في صيغه استفهام توبيخي, استنكاري, تقريعي يقول فيه ربنا تبارك وتعالي:
اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي افلا يومنون( الانبياء:30).
وهذه الايه الكريمه واضحه الدلاله علي ان الكون الذي نحيا فيه كون مخلوق له بدايه, بدا الله تعالي خلقه من جرم ابتدائي واحد مرحله الرتق, وهو القادر علي كل شيء, ثم امر الله تعالي بفتق هذا الجرم الابتدائي فانفتق مرحله الفتق وتحول الي غلاله من الدخان مرحله الدخان, وخلق الله تعالي من هذا الدخان كلا من الارض والسماء اي جميع اجرام السماء وما ينتشر بينها من مختلف صور الماده والطاقه مما نعلم وما لا نعلم وتعرف هذه المرحله باسم مرحله الاتيان بكل من الارض والسماء, وقد جاء وصف المرحلتين الاخيرتين في الايه الحاديه عشره من سوره فصلت, والتي يقول فيها ربنا تبارك وتعالي موبخا كلا من الذين كفروا بالله تعالي فانكروا الخلق, او اشركوا مع الله تعالي معبودا اخر:
قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين, وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين, ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين, فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم.( فصلت:9 11).
وهذه الايات القرانيه الكريمه في كل من سورتي الانبياء وفصلت تعرض لخلق السماوات والارض في اجمال وشمول وايجاز, كما تعرض لعدد من الحقائق الكونيه الاخري, وتربط بينها وبين عقيده الايمان بالله الخالق, الواحد الاحد, الفرد الصمد, لان عقيده التوحيد تقوم علي اساس من الحق الذي قامت به السماوات والارض, وكل ما فيهما من صور الخلق, ولكننا سوف نقصر حديثنا هنا علي الاشارات الوارده في تلك الايات عن خلق السماوات والارض, وقبل ان نفعل ذلك لابد من تاكيد حقيقه الدلاله العلميه للايات الكونيه الوارده في كتاب الله الخالق.
الدلاله العلميه للايات الكونيه في القران الكريم
من المسلمات ان الايات الكونيه لم ترد في كتاب الله الخالد من قبيل الاخبار العلمي المباشر للانسان, وذلك لان التحصيل العلمي قد ترك لاجتهاد الناس, يجمعون شواهده جيلا بعد جيل, وامه بعد امه, نظرا للطبيعه التراكميه للمعارف المكتسبه, ولمحدوديه حواس الانسان وقدرات عقله, ومحدوديه كل من مكانه في بقعه محدده من الارض وزمانه اي عمره.
ومع تسليمنا بهذا الفهم, وتسليمنا كذلك بان الايات الكونيه التي اشار اليها ربنا تبارك وتعالي في محكم كتابه جاءت في مقام الاستدلال علي طلاقه القدره الالهيه في ابداع الخلق, وللاستشهاد علي ان الله تعالي الذي ابدع هذا الخلق قادر علي افنائه, وعلي اعاده خلقه من جديد, كما تاتي هذه الايات الكونيه في مقام الاستدلال علي وحدانيه الخالق العظيم بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, وتتراءي هذه الوحدانيه لكل ذي بصيره في جميع جنبات الكون, وفي كل امر من اموره, في السماوات وفي الارض, في الانفس وفي الافاق, في كل سنه من سنين الكون, وفي كل ناموس من نواميسه, وفي كل جزئيه من جزئياته من الذره الي الخليه الحيه الي المجره, كما تتراءي في وحده بناء الكون, ووحده لبناته وتاصل عناصره التي ترد كلها الي غاز الايدروجين وفي وحده كل من الماده والطاقه, وفي تواصل كل من المكان والزمان, وفي وحده بناء الخليه الحيه, وفي وحده الحياه والممات والمصير, لكل حي.
وتتراءي وحدانيه الخالق سبحانه وتعالي في تعميم الزوجيه علي جميع المخلوقات من الاحياء والجمادات, حتي يبقي الخالق في علاه, متفردا بالوحدانيه فوق جميع خلقه.
ومع تسليمنا بكل ذلك فان القران الكريم يبقي كلام الله الخالق, الذي اوحي به الي خاتم انبيائه ورسله صلي الله عليه وسلم, وتعهد سبحانه وتعالي بحفظه باللغه نفسها التي اوحاه بها اللغه العربيه فحفظ كلمه كلمه, وحرفا حرفا تحقيقا للوعد الالهي الذي قطعه ربنا تبارك وتعالي علي ذاته العليه فقال عز من قائل:
انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون( الحجر:9)
ولما كان القران الكريم هو كلام الله الخالق, وكان الكون من صنعته وابداع خلقه, فلابد ان يكون كل حرف وكلمه وايه في القران الكريم حقا مطلقا, وان تكون كل الاشارات الكونيه فيه ناطقه بالحقيقه المطلقه للكون ومكوناته, ولو وعي المسلمون ذلك حق الوعي لكان لهم قصب السبق في الكشف عن العديد من حقائق هذا الكون قبل غيرهم من الامم بقرون عديده, وكان هذا السبق من افضل وسائل الدعوه الي دين الله الخاتم في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه.
(1) العلوم المكتسبه وخلق السماوات والارض
للعلوم المكتسبه شواهد تويد فكره الانفجار العظيم منها ما يلي:
(1) توسع الكون كدليل علي الانفجار العظيم:
علي الرغم من تاكيد القران الكريم الذي انزل قبل اكثر من الف واربعمائه من السنين حقيقه توسع الكون يقول الحق تبارك وتعالي:
والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون
(الذاريات:47)
فقد بقي الفلكيون الي مطلع العشرينيات من القرن الماضي مصرين علي ثبات الكون وعدم تغيره
وفي السنوات من1914 1925 م اثبت الفلكي الامريكي ف.م سلايفر
ان معظم المجرات التي قام برصدها خارج مجرتنا درب اللبانه تتباعد عنا وعن بعضها بعضا بسرعات كبيره.
وفي سنه1929 م تمكن الفلكي الامريكي الشهير ادوين هبل من تاكيد ظاهره توسع الكون, وتوصل الي الاستنتاج الصحيح ان سرعه تباعد المجرات الخارجيه عن مجرتنا تتناسب تناسبا طرديا مع بعدها عنا, وفي سنه1934 م اشترك هو واحد من مساعديه في قياس ابعاد وسرعات تحرك32 من تلك المجرات الخارجيه بعيدا عن مجرتنا وعن بعضها بعضا.
من جانب اخر استطاع علماء كل من الفيزياء النظريه والفلكيه تاكيد حقيقه توسع الكون بتوظيف القوانين الرياضيه في عدد من الحسابات النظريه, ففي سنه1917 م اطلق البرت اينشتاين نظريه النسبيه العامه لشرح طبيعه الجاذبيه كقوه موثره في الكون المدرك, واشارت المعادلات الرياضيه المستنتجه من تلك النظريه الي ان الكون الذي نحيا فيه كون غير ثابت, فهو اما ان يتمدد واما ان ينكمش وفقا لعدد من القوانين المحدده له, وجاءت هذه النتيجه علي عكس ما كان يعتقد اينشتاين وجميع معاصريه من الفلكيين وعلماء الفيزياء النظريه, ولقد اصاب اينشتاين الذعر حينما ادرك ان معادلاته تنبئ رغم انفه بان الكون في حاله تمدد مستمر, فعمد الي ادخال معامل من عنده اطلق عليه اسم الثابت الكوني ليلغي به تمدد الكون, ويوكد ثباته واستقراره برغم دوران الاجرام التي يحتويها, وحركاتها المتعدده, ثم عاد اينشتاين ليعترف امام سيل ملاحظات الفلكيين عن تمدد الكون بان تصرفه هذا كان اكبر خطا علمي اقترفه في حياته.
في السنوات1917 1924 م قام الروسي اليكساندر فريدمان بادخال عدد من التحسينات علي معادلات اينشتاين, وقدم نموذجين لتفسير نشاه الكون يبدا كل منهما بحاله متفرده تتميز بكثافه لا نهائيه, وتتمدد منها الي حالات ذات كثافه اقل.
وتحدث فريدمان عن انحناء الكون, وعن تحدبه تبعا لكميه الماده الموجوده فيه, فان كانت تلك الماده اقل من قدر معين كميه حرجه وجب ان يستمر تمدد الكون الي الابد, وفي هذه الحاله يكون نظام الكون مفتوحا, اما اذا كانت كميه الماده بالكون اقل من الكميه الحرجه غدت الجاذبيه علي قدر من القوه بحيث تحدب الكون الي درجه تتوقف عندها عمليه التمدد في لحظه معينه من المستقبل, عندها يبدا الكون في الانطواء علي ذاته ليعود الي حاله الكثافه اللانهائيه الاولي التي بدا بها الكون, وفي هذه الحاله يكون نظام الكون مغلقا.
وقد اثبت كل من وليام دي سيتر في سنه1917 م وارثر ادنجتون في سنه1930 م ان الكون كما صورته معادلات اينشتاين هو كون غير ثابت, ولكن تصور كل منهما للكون كان تصورا بدائيا, فبينما كان نموذج اينشتاين للكون نموذجا ماديا دون حركه, ونموذج دي سيتر حركيا دون ماده, جاء نموذج ادنجتون وسطا بين النموذجين بمعني ان الكون بدا بحاله ساكنه, ثم اخذ في التمدد نظرا لطغيان قوي الدفع للخارج علي قوي الجاذبيه, ولكن انطلاقا من فكر الالحاد السائد في عصره اضطر ادنجتون الي فرض ماض لا نهائي للكون ليتخلص من حقيقه الخلق, وشبح الانفجار الكبير والذي سماه بالبدايه الكارثه.
في السنوات1934,1932 م اقترح ريتشارد تولمان نموذجا متذبذبا للكون يبدا وينتهي بعمليه الانفجار الكبير. واخيرا اقترح الان جوت نموذج الكون المتضخم, والذي يقترح فيه ان الكون المبكر تمدد في اول الانفجار تمددا راسيا سريعا جدا مع سطوع فائق. ثم اخذت معدلات التوسع في التباطو الي معدلاتها الحاليه,
ومن منطلق انكار الخلق ينادي الفلكيون المعاصرون بفكره الكون المفتوح اي الذي يتمدد الي ما لا نهايه ولكن حسابات الكتل المفقوده
توكد انغلاق الكون, هذا الانغلاق الذي سيقف بتمدده عند لحظه في المستقبل يعود الكون فيها الي الانكماش والتكدس علي ذاته ليعاود سيرته الاولي.
وبالتدريج بدات فكره تمدد الكون الي حد ما في المستقبل تلقي القبول من الغالبيه الساحقه من علماء الفلك والفيزياء الفلكيه والنظريه, وان بقيت اعداد منهم يدعون الي ثبات الكون حتي مشارف الخمسينيات من القرن العشرين, ومن هذه الاعداد جامعه كنبردج المكونه من كل من هيرمان بوندي, وتوماس جولد, وفريد هويل. وقد قام هذا الفريق بنشر سلسله من المقالات والبحوث في السنوات1946 م,1949,1948 م دفاعا عن النموذج الثابت للكون
ثم اضطروا الي الاعتراف بحقيقه تمدده بعد ذلك بسنوات قليله, ومن عجائب القدر بهولاء الجاحدين لحقيقه الخلق, المتنكرين لجلال الخالق سبحانه وتعالي المنادين كذبا بازليه العالم, ان يكون احد زعمائهم وهو فريد هويل الذي حمل لواء الادعاء بثبات الكون واستقراره وازليته
لسنوات طويله هو الذي يعلن بنفسه في سخريه لاذعه تعبير الانفجار الكبير للكون
وذلك في سلسله احاديث له عبر الاذاعه البريطانيه في سنه1950 م ينتقد فيها ظاهره تمدد الكون, ويحاول اثبات بطلانها, ثم جاء بعد ذلك بسنوات ليكون من اشد المدافعين عنها.
وكانت نظريه خلق الكون من جرم اولي واحد عالي الكثافه قد توصل اليها البلجيكي جورج لوميتر في سنه1927 م وذلك في رساله تقدم بها الي معهد ماشوسيتس للتقنيه, دافع فيها وفي عدد من بحوثه التاليه عن حقيقه تمدد الكون, ولم تلق ابحاثه اي انتباه الي ان جاء ادنجتون في سنه1930 م ليلفت اليها الانظار ومن هنا اطلق علي لوميتر لقب صاحب فكره الانفجار الكبير في صورتها الاولي.
(2) بقايا الاشعاع الكوني كدليل علي الانفجار العظيم:
في سنه1948 م اعلن كل من جورج جامو وزميله رالف الفر ان تركيز العناصر في الجزء المدرك من الكون يشير الي ان الجرم الاولي الذي بدا به الكون كان تحت ضغط وفي درجه حراره لا يكاد العقل البشري ان يتصورهما, وعند انفجاره انتقلت تلك الحراره الي سحابه الدخان الكوني التي نتجت عن ذلك الانفجار, وسمحت بعدد من التفاعلات النوويه التي ادت الي تكون العناصر الاوليه من مثل الايدروجين والهيليوم.
وفي السنه نفسها1948 م قدم كل من الفر وهيرمان اقتراحا بان الجرم الابتدائي للكون كان له اشعاع حراري يشابه اشعاع الاجسام المعتمه, وان هذا الاشعاع تناقصت شدته مع استمرار تمدد الكون وتبرده, ولكن لابد ان تبقي منه بقيه في صفحه السماء, اذا امكن البحث عنها وتسجيلها, كانت تلك البقيه الاشعاعيه من اقوي الادله علي بدء خلق الكون بعمليه الانفجار الكبير.
وفي سنه1964 م تمكن اثنان من علماء مختبرات بل للابحاث وهما ارنو بنزياس وروبرت ويلسون بمحض المصادفه من اكتشاف تلك البقايا الاثريه للاشعاع الحراري الكوني علي هيئه ضوضاء لاسلكيه محيره تفد بانتظام الي الهوائي الذي كانا قد نصباه لغايه اخري من جميع الجهات في السماء حيثما وجه الهوائي, وقدروها بثلاث درجات مطلقه 270 درجه مئويه .
في الوقت نفسه كان كل من روبرت دايك وتلميذه بيبلز قد استنتجا من معادلاتهما الرياضيه الفلكيه ان النسب المقدره لغازي الايدروجين والهيليوم في الكون توكد الكميه الهائله من الاشعاع التي نتجت عن الانفجار الكبير وتدعم نظريته, ومع تمدد الكون ضعف هذا الاشعاع بالتدريج وانخفضت درجه حرارته الي بضع درجات قليله فوق الصفر المطلق 273 درجه مئويه.
في سنه1965 م قام كل من بنزياس وولسون بتصحيح قيمه البقايا الاثريه للاشعاع الحراري الكوني الي2.73 من الدرجات المطلقه, واثبتا انها من الموجات الكهرومغناطيسيه المتناهيه في القصر, وتقدر قيمتها اليوم باقل قليلا من قيمتها السابقه2.726 من الدرجات المطلقه.
في سنه1989 م ارسلت موسسه ناسا الامريكيه الي الفضاء قمرا صناعيا لجمع المعلومات حول الاشعاع الحراري الكوني اطلق عليه اسم كوب وزود باجهزه فائقه الحساسيه اثبتت وجود تلك الاشعه الاثريه المتبقيه عن عمليه الانفجار العظيم.
وكان في هذا الاكتشاف التفسير المنطقي لسبب الازيز اللاسلكي المنتظم الذي يعج به الكون والذي ياتي الينا من مختلف اطراف الكون المدرك, والذي بقي علي هيئه صدي لعمليه الانفجار الكبير, وقد منح كل من بنزياس وولسون جائزه نوبل في سنه1978 م علي اكتشافهما الذي كان فيه الدليل المادي الملموس لدعم نظريه الانفجار الكبير, والارتقاء بها الي مقام الحقيقه شبه الموكده, ودفع بالغالبيه الساحقه من علماء الفلك والفيزياء الفلكيه الي الاعتقاد بصحتها, وسبحان الخالق الذي انزل في محكم كتابه من قبل اكثر من الف واربعمائه سنه قوله الحق:
اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون( الانبياء:30).
وبدء خلق الكون بعمليه انفجار كبري هو من دلائل طلاقه القدره الالهيه لانه من المعروف ان الانفجار بطبيعته يودي الي تناثر الماده وبعثرتها ولا يخلف وراءه الا الدمار, اما هذا الانفجار الكوني الفتق بعد الرتق فقد ادي الي ابداع نظام كوني له تصميم دقيق محكم الابعاد والعلاقات والتفاعلات, منضبط الكتل والاحجام والمسافات, منتظم الحركه والجري والتداخلات, مبني علي الوتيره نفسها من ادق دقائقه الي اكبر وحداته علي الرغم من تعاظم ابعاده, وكثره اجرامه, وتعقيد علاقاته, وانفجار هذه نتائجه لا يمكن ان يكون قد تم بغير تدبير حكيم وتقدير مسبق عظيم لا يقدر عليه الا رب العالمين, وقد اشار العالم البريطاني المعاصر ستيفن وهوكنج الي شيء من ذلك في كتابه المعنون تاريخ موجز للزمن الذي نشره في كندا سنه1988 م ولكن اشاراته جاءت علي استحياء شديد نظرا لجو الالحاد الذي يسود الغرب بصفه عامه في زمن العلم والتقنيه الذي نعيشه, والكتاب مملوء بالاستنتاجات الموكده لحقيقه الخلق, وعظمه الخالق سبحانه وتعالي.
القران الكريم وخلق السماوات والارض
في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد الخاطئ بان الكون الذي نحيا فيه كان منذ الازل, وسيبقي الي الابد, وانه كون لا نهائي, اي لا تحده حدود, وانه كون ساكن, ثابت في مكانه, لا يتغير, وان النجوم مثبته في السماء التي تدور بنجومها كقطعه واحده حول الارض, وان الكون شامل للعناصر الاربعه: التراب, والماء, والهواء, والنار, وحول هذه الكرات الاربع تدور السماء بنجومها, وغير ذلك من الخرافات والاساطير, في هذا الوقت جاء القران الكريم موكدا ان الكون مخلوق له بدايه, ولابد انه ستكون له في يوم من الايام نهايه, وكل مخلوق محدود بحدود لا يتجاوزها, وموكدا ان جميع اجرام السماء في حركه دائبه, وجري مستمر الي اجل مسمي, وان السماء ذاتها في توسع دائب الي اجل مسمي, وان السماوات والارض كانتا في الاصل جرما واحدا ففتقهما الله( تعالي) فتحولت ماده هذا الجرم الاول الي الدخان الذي خلقت منه الارض والسماء, وان هذا الكون سوف يطوي ليعود كهيئته الاولي جرما واحدا مفردا ينفتق مره اخري الي غلاله من الدخان تخلق منها ارض غير ارضنا الحاليه, وسماوات غير السماوات التي تظلنا في حياتنا الدنيا, وهنا تتوقف رحله الحياه الاولي وتبدا رحله الاخره.
وقد لخص لنا ربنا( تبارك وتعالي) عمليه خلق السماوات والارض وافنائهما, واعاده خلقهما في صياغه كليه شامله من قبل اكثر من الف واربعمائه سنه, وذلك في خمس ايات من اي القران الكريم علي النحو التالي:
(1) والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون( الذاريات:47).
(2) اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون( الانبياء:30).
(3) ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين( فصلت:11).
(4) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين( الانبياء:104).
(5) يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار( ابراهيم:48).
وهذه الايات القرانيه الكريمه تشير الي عدد من حقائق الكون الكبري والتي منها:
(1) توسع الكون منذ اللحظه الاولي لخلقه والي ان يشاء الله.
(2) ابتداء خلق الكون من جرم اولي واحد( مرحله الرتق الاول).
(3) فتق هذا الجرم الاولي اي انفجاره( مرحله الفتق الاول).
(4) تحول الماده في الجرم الاولي عند فتقه الي الدخان( مرحله الدخان).
(5) خلق كل من الارض والسماوات من الدخان الكوني( مرحله الاتيان بكل من الارض والسماء).
(6) حتميه عوده الكون بكل ما فيه ومن فيه الي جرم ابتدائي واحد مشابه للجرم الاولي الذي ابتدا منه الخلق( مرحله الرتق الثاني او طي السماء او الانسحاق الشديد للكون).
(7) حتميه فتق هذا الجرم الثاني اي انفجاره( مرحله الفتق للرتق الثاني).
(8) حتميه تحول الرتق الثاني بعد فتقه الي غلاله من الدخان الكوني.
(9) اعاده خلق ارض غير ارضنا الحاليه وسماوات غير السماوات التي تظللنا اليوم وبدايه رحله الاخره.
وهذه الحقائق الكونيه لم يستطع الانسان ادراك شيء منها الا في القرن العشرين, حين توصل العلم الحديث الي اثبات توسع الكون
في الثلث الاول من ذلك القرن, ثم اندفع بهذه الملاحظه الصحيحه الي الاستنتاج المنطقي اننا اذا عدنا بهذا الاتساع الي الوراء مع الزمن, فلابد ان تلتقي جميع صور الماده والطاقه المنتشره في الكون, كما يلتقي كل من المكان والزمان, وجميع ما في الكون من موجودات في نقطه واحده تكاد تقترب من الصفر اي العدم علي هيئه ابتدائيه للكون
او( مرحله الرتق), وان تلك الهيئه الاوليه كانت متناهيه في الصغر, كما كانت بالقطع في مستوي من الكثافه ودرجه الحراره لا يكاد العقل البشري ان يتصورهما فانفجرت( مرحله الفتق), ونتج عن هذا الانفجار الكوني العظيم( الفتق بعد الرتق) تحول هذا الجرم الاولي للكون المتناهي في ضاله الحجم وضخامه الكثافه وشده الحراره الي غلاله من الدخان( مرحله الدخان الكوني) الذي خلق الله( تعالي) منه الارض والسماء( مرحله الاتيان بكل من الارض والسماء).
ويتوقف العلم المكتسب عند ملاحظه ان عمليه التوسع الكوني لا يمكن لها ان تستمر الي ما لا نهايه, وذلك لان قوه الدفع الي الخارج الناتجه عن الانفجار الكوني التي بدات بعنف بالغ حتي اليوم في تناقص مستمر, وسوف يودي هذا التناقص التدريجي في سرعه توسع الكون الي الوصول به الي مرحله تتغلب فيها قوي الجاذبيه علي قوي الدفع الي الخارج, فيبدا الكون في الانكماش والتكدس علي ذاته حتي يعود الي حاله مشابهه تماما لحالته الاولي التي ابتدا منها خلق الكون( مرحله الرتق الاولي), وتعرف هذه المرحله المستقبليه باسم مرحله الرتق الثانيه[ او الرتق بعد الفتق او طي السماء او مرحله الانسحاق الشديد للكون
كما يحلو لبعض الفلكيين المعاصرين تسميتها].
وقد اخبرنا ربنا( تبارك وتعالي) من قبل اكثر من الف واربعمائه سنه انه( سبحانه) قد تعهد باعاده السماوات والارض الي سيرتها الاولي وذلك بقوله في محكم كتابه( عز من قائل):
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين( الانبياء:104),
وليس من قبيل المصادفه ان ترد الايتان رقم(30) وهي المتعلقه بخلق الكون( الفتق بعد الرتق), ورقم(104) وهي المتعلقه بافناء الكون( الرتق بعد الفتق) في سوره واحده وهي سوره الانبياء.
ولولا ان الله( تعالي) قد تعهد باعاده خلق ارض غير ارضنا, وخلق سماء غير سمائنا, واخبرنا بذلك من قبل اكثر من الف واربعمائه سنه في محكم كتابه وذلك بقوله( عز من قائل):
يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار( ابراهيم:48).
ما كان امام العلوم المكتسبه من سبيل الي معرفه ذلك.
هذه الحقائق الكونيه الكبري في خلق السماوات والارض, لم يستطع الانسان الوصول الي ادراك شيء منها الا في منتصف القرن العشرين او بعد ذلك, حين تبلورت نظريه فلكيه باسم نظريه الانفجار العظيم
وهذه النظريه هي الاكثر قبولا عند علماء الفلك وعلماء الفيزياء الفلكيه والنظريه في تفسير نشاه الكون, وقد سبق القران الكريم بالاشاره اليها من قبل اكثر من الف واربعمائه سنه وذلك بقول الحق تبارك وتعالي.
او لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون( الانبياء:30).
والرتق: في اللغه عكس الفتق, لان الرتق هو الضم والالتحام والالتئام سواء كان ذلك طبيعيا او صناعيا, يقال رتقت الشيء فارتتق اي فالتام والتحم.
والفتق: لغه هو الفصل والشق والانشطار.
والمعني الواضح لنا من هذه الايه الكريمه ان السموات والارض كانتا في الاصل شيئا واحد متصلا, ملتئما, وملتحما, ففتقه ربنا تبارك وتعالي بامر منه سبحانه الي الارض التي نحيا عليها, والي سبع سماوات من فوقنا.
والقران الكريم هنا يعطي الصوره الكليه الجامعه لهذا الحدث الكوني العظيم, ويترك التفاصيل لجهود العلماء والمفكرين الذين يتفكرون في خلق السموات والارض, والذين تجمعت ملاحظاتهم العلميه الدقيقه في صفحه السماء لتوكد في منتصف القرن العشرين صدق ما قد انزله الله تعالي في اخر كتبه, وعلي خاتم انبيائه ورسله( عليه وعليهم اجمعين افضل الصلاه وازكي التسليم من قبل الف واربعمائه من السنين.
هذا السبق القراني بحقيقه الفتق بعد الرتق يجعلنا نرتقي بنظريه الانفجار الكوني العظيم الي مقام الحقيقه, ونكون هنا قد انتصرنا بالقران الكريم للعلم المكتسب, وليس العكس, والسبب في لجوئنا الي تلك النظريه لحسن فهم دلاله الايه القرانيه رقم30 من سوره الانبياء هو ان العلوم المكتسبه لايمكن لها ان تتجاوز مرحله التنظير في القضايا التي لاتخضع لحس الانسان المباشر او ادراكه المباشر من مثل قضايا الخلق والافناء واعاده الخلق خلق الكون, خلق الحياه, وخلق الانسان وصدق الله العظيم اذ يقول:
ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولاخلق انفسهم وماكنت متخذ المضلين عضدا( الكهف:51).
كذلك فان نظريه الانسحاق الكوني العظيم
يرتقي بها الي مقام الحقيقه قول ربنا تبارك وتعالي:
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين( الانبياء:104).
هذا السبق القراني بالاشاره الي حقيقه الفتق بعد الرتق او ما يعبر عنه بالانفجار الكوني العظيم, والي حقيقه توسيع السماء او تمدد الكون, والي حقيقه الخلق من الدخان, والي حقيقه الرتق بعد الفتق طي المساء او الانسحاق الكوني العظيم, والي حقيقه اعاده خلق ارض غير الارض وسماوات غير السماوات الحاليه, والي العديد غيرها من الحقائق التي صاحبت خلق السماوات والارض او التي تلازمهما اليوم, او التي سوف تحدث عند افناء الكون, هو من اعظم الشهادات بان القران الكريم هو كلام الله الخالق, ولايمكن له ان يكون كلام احد غير الله, كما يشهد لهذا النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم بانه كان موصولا بوحي السماء, ومعلما من قبل خالق السماوات والارض, حيث انه لم يكن لاحد من الخلق علم بهذه الحقائق الكونيه الكبري في زمن الوحي, ولا لقرون متطاوله من بعد نزوله:
وتشهد هذه الايات الكونيه الوارده في كتاب الله وامثالها من الايات القرانيه الاخري المتعلقه بالكون وظواهره وبعض مكوناته بالدقه والشمول والكمال, وبالصياغه المعجزه التي يفهم منها اهل كل عصر معني من المعاني يتناسب مع المستوي العلمي للعصر, وتظل هذه المعاني تتسع باستمرار مع اتساع دائره المعرفه الانسانيه في تكامل لايعرف التضاد, وهذا عندي من ابلغ جوانب الاعجاز في كتاب الله.






آخر تعديل طالب عفو ربي يوم 24-11-2009 في 12:33 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برنامج معجزات الانبياء.. حــ العندليب ــوده الصوتيات والمرئيات والاسطوانات الإسلامية والأناشيد بدون موسيقى 1 18-10-2010 04:00 PM
(8) ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل ا طالب عفو ربي القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 2 28-03-2010 03:57 AM
(6)‏ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش‏*‏ الاعراف‏: طالب عفو ربي القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 0 02-11-2009 08:47 PM
سلسلة أرض الانبياء admin منتدى الأفلام الوثائقية 1 09-04-2009 03:21 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة