منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-2009, 09:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


اسماعيل ابراهيم محمد غير متواجد حالياً


Lightbulb سورةالبقرةتكملةمن{155}إلى{127}

( 115 )
" ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم "
أي :
" ولله المشرق والمغرب "
خصهما بالذكر لأنهما محل الآيات العظيمة فهما مطالع الأنوار ومغاربها فإذا كان مالكا لها كان مالكا لكل الجهات

" فأينما تولوا "
وجوهكم من الجهات إذا كان توليكم إياها بأمره إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها فإن القبلة حيثما توجه العبد أو تشتبه القبلة فيتحرى الصلاة إليها ثم يتبين له الخطأ أو يكون معذورا بصلب أو مرض ونحو ذلك فهذه الأمور إما أن يكون العبد فيها معذورا أو مأمورا
وبكل حال فما استقبل جهة من الجهات خارجة عن ملك ربه
" فثم وجه الله إن الله واسع عليم "
فيه إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى وأن لله وجها لا تشبهه الوجوه وهو - تعالى - واسع الفضل والصفات عظيمها عليم بسرائركم ونياتكم
فمن سعته وعلمه وسع لكم الأمر وقبل منكم المأمور فله الحمد والشكر


( 116 - 117 )
" وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "

" وقالوا "
أي : اليهود والنصارى والمشركون وكل من قال ذلك :
" اتخذ الله ولدا "
فنسبوه إلى ما لا يليق بجلاله وأساؤوا كل الإساءة وظلموا أنفسهم
وهو - تعالى - صابر على ذلك منهم قد حلم عليهم وعافاهم ورزقهم مع تنقصهم إياه

" سبحانه "
أي : تنزه وتقدس عن كل ما وصفه به المشركون والظالمون مما لا يليق بجلاله
فسبحان من له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه
ومع رده لقولهم أقام الحجة والبرهان على تنزيهه عن ذلك فقال :
" بل له ما في السماوات والأرض "
أي : جميعهم ملكه وعبيده يتصرف فيهم تصرف المالك بالمماليك وهم قانتون له مسخرون تحت تدبيره فإذا كانوا كلهم عبيده مفتقرين إليه وهو غني عنهم فكيف يكون منهم أحد يكون له ولدا والولد لا بد أن يكون من جنس والده لأنه جزء منه
والله تعالى المالك القاهر وأنتم المملوكون المقهورون وهو الغني وأنتم الفقراء فكيف مع هذا يكون له ولد ؟ هذا من أبطل الباطل وأسمجه
والقنوت نوعان : قنوت عام : وهو قنوت الخلق كلهم تحت تدبير الخالق وخاص : وهو قنوت العبادة
فالنوع الأول كما في هذه الآية والنوع الثاني : كما في قوله تعالى :
" وقوموا لله قانتين "

ثم قال :
" بديع السماوات والأرض "
أي : خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سبق

" وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "
فلا يستعصى عليه ولا يمتنع منه


( 118 - 119 )
" وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم "
أي : قال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم : هلا يكلمنا كما كلم الرسل

" أو تأتينا آية "
يعنون آيات الاقتراح التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة التي تجرأوا بها على الخالق واستكبروا على رسله كقولهم :
" لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "

" يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك "
الآية وقالوا :
" لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة "
الآيات وقوله :
" وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا "
الآيات
فهذا دأبهم مع رسلهم يطلبون آيات التعنت لا آيات الاسترشاد ولم يكن قصدهم تبين الحق فإن الرسل قد جاؤوا من الآيات بما يؤمن بمثله البشر ولهذا قال تعالى :
" قد بينا الآيات لقوم يوقنون "

فكل موقن فقد عرف من آيات الله الباهرة وبراهينه الظاهرة ما حصل له به اليقين واندفع عنه كل شك وريب
ثم ذكر تعالى بعض آية موجزة مختصرة جامعة للآيات الدالة على صدقه صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به فقال :
" إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا "
فهذا مشتمل على الآيات التي جاء بها وهي ترجع إلى ثلاثة أمور : الأول : في نفس إرساله والثاني : في سيرته وهديه ودله والثالث : في معرفة ما جاء به من القرآن والسنة
فالأول والثاني قد دخلا في قوله :
" إنا أرسلناك "
والثالث دخل في قوله :
" بالحق "

وبيان الأمر الأول وهو - نفس إرساله - أنه قد علم حالة أهل الأرض قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من عبادة الأوثان والنيران والصلبان وتبديلهم للأديان حتى كانوا في ظلمة من الكفر قد عمتهم وشملتهم إلا بقايا من أهل الكتاب قد انقرضوا قبيل البعثة
وقد علم أن الله تعالى لم يخلق خلقه سدى ولم يتركهم هملا لأنه حكيم عليم قدير رحيم فمن حكمته ورحمته بعباده أن أرسل إليهم هذا الرسول العظيم يأمرهم بعبادة الرحمن وحده لا شريك له فبمجرد رسالته يعرف العاقل صدقه وهو آية كبيرة على أنه رسول الله وأما الثاني : فمن عرف النبي صلى الله عليه وسلم معرفة تامة وعرف سيرته وهديه قبل البعثة ونشوءه على أكمل الخصال ثم من بعد ذلك قد ازدادت مكارمه وأخلاقه العظيمة الباهرة للناظرين فمن عرفها وسبر أحواله عرف أنها لا تكون إلا أخلاق الأنبياء الكاملين لأن الله تعالى جعل الأوصاف أكبر دليل على معرفة أصحابها وصدقهم وكذبهم
وأما الثالث : فهو معرفة ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الشرع العظيم والقرآن الكريم المشتمل على الإخبارات الصادقة والأوامر الحسنة والنهي عن كل قبيح والمعجزات الباهرة فجميع الآيات تدخل في هذه الثلاثة
قوله
" بشيرا "
أي : لمن أطاعك بالسعادة الدنيوية والأخروية
" نذيرا "
لمن عصاك بالشقاوة والهلاك الدنيوي والأخروي

" ولا تسأل عن أصحاب الجحيم "
أي : لست مسؤولا عنهم إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب


( 120 )
" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير "

يخبر تعالى رسوله أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى إلا باتباعه دينهم لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه ويزعمون أنه الهدى فقل لهم :
" إن هدى الله "
الذي أرسلت به
" هو الهدى "

وأما ما أنتم عليه فهو الهوى بدليل قوله :
" ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير "

فهذا فيه النهي العظيم عن اتباع أهواء اليهود والنصارى والتشبه بهم فيما يختص به دينهم والخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب كما أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
ثم قال :
" الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون "

يخبر تعالى أن الذين آتاهم الكتاب ومن عليهم به منة مطلقة أنهم
" يتلونه حق تلاوته "
أي : يتبعونه حق اتباعه والتلاوة : الاتباع فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب الذين عرفوا نعمة الله وشكروها وآمنوا بكل الرسل ولم يفرقوا بين أحد منهم
فهؤلاء هم المؤمنون حقا لا من قال منهم :
" نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه "

ولهذا توعدهم بقوله :
" ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون "
وقد تقدم تفسير الآية التي بعدها


( 124 - 125 )
" وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود "
يخبر تعالى عن عبده وخليله إبراهيم عليه السلام المتفق على إمامته وجلالته الذي كل من طوائف أهل الكتاب تدعيه بل وكذلك المشركون : أن الله ابتلاه وامتحنه بكلمات أي : بأوامر ونواهي كما هي عادة الله في ابتلائه لعباده ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء والامتحان من الصادق الذي ترتفع درجته ويزيد قدره ويزكو عمله ويخلص ذهبه وكان من أجلهم في هذا المقام الخليل عليه السلام
فأتم ما ابتلاه الله به وأكمله ووفاه فشكر الله له ذلك ولم يزل الله شكورا فقال :
" إني جاعلك للناس إماما "
أي : يقتدون بك في الهدى ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل والتعظيم من كل أحد
وهذه - لعمر الله - أفضل درجة تنافس فيها المتنافسون وأعلى مقام شمر إليه العاملون وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم من كل صديق متبع لهم داع إلى الله وإلى سبيله
فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام وأدرك هذا طلب ذلك لذريته لتعلو درجته ودرجة ذريته وهذا أيضا من إمامته ونصحه لعباد الله ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون فلله عظمة هذه الهمم العالية والمقامات السامية
فأجابه الرحيم اللطيف وأخبر بالمانع من نيل هذا المقام فقال :
" لا ينال عهدي الظالمين "
أي : لا ينال الإمامة في الدين من ظلم نفسه وضرها وحط قدرها لمنافاة الظلم لهذا المقام فإنه مقام آلته الصبر واليقين ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة والأخلاق الجميلة والشمائل السديدة والمحبة التامة والخشية والإنابة فأين الظلم وهذا المقام ؟ ودل مفهوم الآية أن غير الظالم سينال الإمامة ولكن مع إتيانه بأسبابها
ثم ذكر تعالى نموذجا باقيا دالا على إمامة إبراهيم وهو هذا البيت الحرام الذي جعل قصده ركنا من أركان الإسلام حاطا للذنوب والآثام
وفيه من آثار الخليل وذريته ما عرف به إمامته وتذكرت به حالته فقال :
" وإذ جعلنا البيت مثابة للناس "
أي : مرجعا يثوبون إليه لحصول منافعهم الدينية والدنيوية يترددون إليه ولا يقضون منه وطرا ( وجعله أمنا ) يأمن به كل أحد حتى الوحش وحتى الجمادات كالأشجار
ولهذا كانوا في الجاهلية - على شركهم - يحترمونه أشد الاحترام ويجد أحدهم قاتل أبيه في الحرم فلا يهيجه فلما جاء الإسلام زاده حرمة وتعظيما وتشريفا وتكريما

" واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "
يحتمل أن يكون المراد بذلك المقام المعروف الذي قد جعل الآن مقابل باب الكعبة وأن المراد بهذا ركعتا الطواف يستحب أن تكونا خلف مقام إبراهيم وعليه جمهور المفسرين ويحتمل أن يكون المقام مفردا مضافا فيعم جميع مقامات إبراهيم في الحج وهي المشاعر كلها : من الطواف والسعي والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمار والنحر وغير ذلك من أفعال الحج
فيكون معنى قوله :
" مصلى "
أي : معبدا أي : اقتدوا به في شعائر الحج ولعل هذا المعنى أولى لدخول المعنى الأول فيه واحتمال اللفظ له

" وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل "
أي : أوحينا إليهما وأمرناهما بتطهير بيت الله من الشرك والكفر والمعاصي ومن الرجس والنجاسات والأقذار ليكون
" للطائفين "
فيه
" والعاكفين والركع السجود "
أي : المصلين قدم الطواف لاختصاصه بالمسجد [ الحرام ] ثم الاعتكاف لأن من شرطه المسجد مطلقا ثم الصلاة مع أنها أفضل لهذا المعنى
وأضاف الباري البيت إليه لفوائد منها : أن ذلك يقتضي شدة اهتمام إبراهيم وإسماعيل بتطهيره لكونه بيت الله فيبذلان جهدهما ويستغرقان وسعهما في ذلك
ومنها : أن الإضافة تقتضي التشريف والإكرام ففي ضمنها أمر عباده بتعظيمه وتكريمه
ومنها : أن هذه الإضافة هي السبب الجاذب للقلوب إليه


( 126 )
" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "
أي : وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت أن يجعله الله بلدا آمنا ويرزق أهله من أنواع الثمرات ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء للمؤمنين تأدبا مع الله إذ كان دعاؤه الأول فيه الإطلاق فجاء الجواب فيه مقيدا بغير الظالم
فلما دعا لهم بالرزق وقيده بالمؤمن وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر والعاصي والطائع قال تعالى :
" ومن كفر "
أي : أرزقهم كلهم مسلمهم وكافرهم أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة وأما الكافر فيتمتع فيها قليلا
" ثم أضطره "
أي : ألجئه وأخرجه مكرها
" إلى عذاب النار وبئس المصير "



( 127







رد مع اقتباس
قديم 15-11-2009, 04:24 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حــ العندليب ــوده غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه
جعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد
دمتم بخير وسلااام
فى رعاية الله







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة